إن المتأمل في الأسلوبية كعلم حديث النشأة ، ينتابه شعور بأن هذا العلم لازال يعاني الرسم الحقيقي في المبدأ والنظم الشامل المتكامل للأجزاء المتفرعة عنه ، فالجهود فيه تقدم الرأي على العلمية الموضوعية ، والجزء على الكل ، فنرى تعدد متبايننا أصوليا في الإتجهات ، وإختلافا متشابكا متداخلا يحتاج الفحص والمعالجة في المصطلحات والمفاهيم .
الطرح : هل يمكن في ظل هذا التطور العلمي ، أن نثير تساؤلا يزعزع الكيان الأسلوبي ، ويصل في نهايته إلى نظرة معاصرة مفادها هل علم الأسلوب هوعلم الأسلوبية ؟ ، أم أنهما علمان بينهما علاقة معقدة ؟ ، وأيضا لماذا الكثير من الباحثين اللغويين واللسانيين قدموا تسميات عديدة مثلما نجد علم الأسلوب ، علم الأساليب ...فهل هي تسميات تتماشى والرغبة وتتنوع على إختلاف أصحابها ، أما أنها في مواضعها الحقيقية ، أو راية من رايات التحفظ ؟ ، و إذا كان - المعنى مفهوما - ماهي الأسلوبية الجديدة ؟ ، وهل نكتفي بتعريفها على أنها الدراسة الشامل للظاهرة الأدبية من ميلادها حتى النظر في أشكالها وصولا إلى تميزها كتقسيمها هكذا أسلوبية الإنتقال ، أسلوبية النص ، أسلوبية التميز؟ .
نعم نحن لا نهتم بالقشور وإنما ندقق النظر فيشمل وحده القشور ..
فإذا نرجو في هذه الجلسه أن نتكاثف جهودا كي نعمل بجو من النقاش ونبدع في تحليل هذا الطرح.
الأستاذ : يعقوب قرح.