السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
كُنتُ أبحثُ عن كلماتٍ أُعبّرُ بها عن مُرادِي فما استطعتُ أن أجِدَها، ثُمّ رزقَنِي ربّي بهذِهِ الآياتِ، وكأنّي أرى مقالَةَ فرعونَ لمن آمَن من قومِ موسَى هي ذاتُها مقالَةُ بشّار لأهلِ سوريّا، وهي َذاتُها مقالةُ الشّيعة لأهلِ السُّنّة في العراقِ، ومقالةُ البوذيّةِ لبورما، و....
وما ردّ بهِ المؤمنُونَ هو ما ينطِقُ بهِ حالُ أهل الحقّ الآن، ورغمَ الألمِ والمُعاناةِ فلتطمئِنّ القلُوبُ المُؤمنة؛ فمن شابَهَ فرعَونَ سيلحَقُ بهِ لا محالَةَ، وسيكونُ ذلكَ قريبًا بإذنِ الله...
فلنتأمّلِ الآيات:
{فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى . قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَ ّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَ ّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى . قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى . إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى . وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى . جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى}
طه [70-76]
لم يَعُد الكرامُ قادرينَ على السُّكوتِ عن الظُّلمِ، ومُحاربَةِ أهلِ الضّلالِ إيّاهُم في دينِهِم، ولمّا رفعُوا رايةَ الجهادِ والثّباتِ على الحقّ حُورِبُوا بشتّى الطُرُقِ فذاقُوا أقسى أشكالِ المُعاناةِ وما ضعُفُوا وما استكانوا...
هُم من بنِي الإنسان، وفوقَها إخوانُنا في اللهِ، واجبةٌ علينا نُصرَتُهُم،وعنه ُم سنُسأل، فإن لم نستَطِع تقدِيمَ الملموسِ فلنُقدّم ما هُوَ أقوَى منهُ فعلًا، وفي ذاتِ الوقتِ هو أيسرُ ما بإمكانِنا تقدِيمُه، الدُّعاءُ أقوى السّهام...
هذهِ الصَّفحة لنا جميعًا، سنتواصَى بالدّعاءِ للمُستضعَفِينَ، وعلى الظّلَمَةِ المُتجبّرين...
سنحصُدُ لهُم رُهبانَ اللّيلِ، فهذا ما يحتاجونَهُ الآن.
فهل سنخذُلُهم حتّى في هذه؟!!
لا واللهِ لن تكُونَ هذهِ صفةُ الجسدِ الواحد
وجزاكنّ اللهُ خيرًا...