للأسف أعمال بلا إنتاج ولكن ...معذرة ونجاة

ـ حينما يجلس المرء مجلس علم أو دعوة أو موعظة أو خطبة ...ويتأثر بما يقال في المجلس .... ويناشده صاحب المجلس بأن يتحرك للتعليم والوعظ والدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر....للأسف لا يتعدى تفعيل الكلام إلا بالثناء على الكلمة والخطبة والموعظة ... وينتهي كل شيء .
ثم يأتي الشيخ والداعية في الأسبوع المقبل والخطبة القادمة والشهر القادم واللقاء القادم .... والكلام مثل ذلك والتأثر بالكلام مثل ذلك ...وفقط ...
أما التحرك والتطبيق العملي للكلمة وخوض تجربة التطبيق العملي لها فلا ...
فأصبح الأمر يدور على التلقي والسماع والثناء ...تماما كما يحدث في مجلس جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ... عندما يجتمعوا ليناقشوا أمرا ما يصيب المسلمين يسارعون في النهاية بالإنكار والندب والشجب ورفع الأصوات ...وفقط...

ـ إننا يا سادة للأسف أشبهنا برجل خاطب رجلا بضرورة الدفاع والنهوض لحماية منزله من اللصوص والمجرمين ، فينوي ويعزم القيام بالدفاع والذب عن منزله ... ولكن ما أن تعرض له امرأة حسناء ذات منظر جميل تلبس الملابس الشفافة والضيقة وربما لا تلبس شيئا ... فسرعان ما ينسى ما كان يريد أن يفعله وينشغل بها عن الدفاع عن منزله ويحميه من العابثين واللصوص والمجرمين...

ـ هذه هي الحقيقة يا سادة ...
حقيقة أمة مكبلة في القيد والشباك التي نصبها لها أعداؤها .. أ، تضعها فيها ،فيطمئنوا أنها لن تقوم من رقادها مع وجد وامتلاك هذه الأمة أساليب قيامها ...
...فلا بد لنا من أن نبطل أساليب الشر والفتنة لكي تصلح وتؤتي أساليب الخير أكلها ...
فكيف تقوم أمة يجتمع فيها الأشياء وأضدادها ...؟
كيف نطبق عمليا كلام العلماء والمشائخ وأهل الدعوة والمصلحين حينما يدعوننا إلى الانطلاق في الدعوة إلى الله تعالى وهداية الناس ، ونجد على الجانب الآخر سهولة تصفح المواقع الإباحية وصور النساء العاريات والأفلام العربية والأجنبية والتعلق بها ، وسهولة الحصول على المنكرات وعرضها في الأسواق وبيعها ...وبيع المجلات والجرائد المملوءة بالمحرمات ...؟
فبعد أن يستمع المرء إلى الدعوة والنصيحة ويهم بفعلها وتطبيقها .. يعارضه الفلم والأغنية والمجلة والموقع وسهولة الوصول إلى ذلك ... يفتر ويترك وينسى النهوض والدفاع عن الإسلام وتقويته ... فلأن يستمع إلى هذه الأشياء المحرمة أسهل له من أن يجاهد في القيام بهذه الأعمال الصالحة ....
فضلا عن أن الكثيرين من الناس يشاهدون هذه الأشياء المحرمة حتى أصبحت عادة ومعروفة لديهم والذي ينكرها عليهم إنسان غريب جاهل متطرف...أما المجاهدة في الأعمال الصالحة فلدى قلة قليلة من الناس....

ـ فلا بد أن تنضم الدولة إلى جانب الأفراد والهيئات والمصلحين وتساندهم ...فهم ينطلقون في الدعوة إلى الله تعالى وهداية الناس والدولة تغلق وتمنع هذه المحرمات ...
أما استمرار المحرمات .... بدون منع ، فهذا يعني اختراق المنزل الصالح من قبل اللصوص والمجرمين والمفسدين ...

ـ وليس معنى ذلك أن ينتظر هؤلاء المصلحون أن تغلق الدولة المحرمات حتى ينطلقوا هم في الدعوة إلى الله تعالى وهداية الناس ....، ولكن لا بد من وجود الطائفة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .. حتى تعذر نفسها أمام الله تعالى ، وينجيها الله تعالى عندما يغضب على أهل المعاصي والآثام ويصيبهم بالعذاب ......
نسأل الله أن ينجينا من العذاب