الليبراليون هذه كنيتهم بالإنجليزية ومعناها بالعربية الأحرار أو أنصار الحرية فبماذا تفهم الحرية عندهم ؟ وما الذي يريدونه منها ؟
الحريّة في معناها الليبرالي هي حرية سلبية وهي تدلّ على استقلالية الشخص وعدم ارتهانه إلى إرادة الآخر وعلى انعدام العوائق أمام فعله . وهذه الحرية تضمنها بنية قانونية تعبّر عن إرادة المجموعة .كي يتمتع الفرد بالحرية لا يتوجّب عليه الانخراط في الشأن العام والمشاركة السياسية . وهي تدل على قدرة الشخص على الفعل أو عدم الفعل وانعدام العوائق التي من شأنها أن تأثر على حريته في الاختيار .
فالحرية السلبية تعني التحرر ّمن تدخل الآخر في الأنشطة والأعمال التي يكون المرء قادرا على القيام بها انطلاقا من اختياره الخاص أو رغبته الخاصة أي حرية التفكير وحرية القول وحرية التنقل إلى آخر ما هنالك من حريات فردية .
ويكاد يحصل الإجماع لدى الليبراليين على فهم الحرية بالمعنى السلبي ويحُدّون مشروعية الدولة بمدى احترامها للحرية السلبية حسب التصور الليبرالي .وينادي الليبراليون أن بحق كل شخص في المجتمع أن يعتقد فيما يشاء ويجهر بعقيدته بكل الوسائل المتاحة، ويدعو الآخرين لتبني عقيدته والتحزب لها، وتنظيم الحزب المناضل في سبيل تحقيق منطوق هذه العقيدة على الأرض . ويجب توفير كل هذا لسائر أفراد المجتمع دون زجر أو قهر من قبل السلطات المختصة.يقول الليبراليون بكل هذا لكنهم لا يعلمون التداعيات التي تترتب على مثل هذه الأقوال.
والتطبيق العملي لمفهوم الحرية لدى الليبراليين هو أنه لكل شخص كامل الحرية في الحفاظ على كينونته والدفاع عنها .
ويعود مفهوم الحرية السلبية إلى "إشعيا برلين" الذي صاغه في كتابه Two Concepts of liberty سنة 1958, ولكن دلالة المفهوم تعود إلى ما قبل "برلين"وربما وجدناها عند هوبز بشكل خاص.
فهوبز يعرّف الحرية بأنها:» انعدام العوائق الخارجية «والإنسان الحرّ بأنه : ذاك الذي يكون قادرا على فعل ما يريد فعله و لا يمنع منه .
فهم يريدونها حرية مطلقة في كل شيء وهذا محال لأن الحرية المطلقة تقتضي ألا تقيد بأي قيد ، ولذلك يقولون: حرية الاعتقاد، اعتقد بما تشاء ، اعتقد بحجر ، بشجر ، عمود كهرباء ، اعتقد بما تشاء ، بلا دين ، تكون يهودياً ، نصرانياً، بوذياً ، سيخياً ، هندوسياً ، كن ما شئت ، حرية اعتقاد ، وهذا غير موجود في دين الإسلام ، فالإسلام يوجب على الناس أن يعبدوا الله ويسلموا له "
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "