تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فضل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، والرد على من طعن فيه!! كتبه فؤاد الحاتم

  1. #1

    افتراضي فضل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، والرد على من طعن فيه!! كتبه فؤاد الحاتم

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

    فإن مما دفعني للكلام في فضل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ما أطلعت عليه قبل أيام مِن جرئت مَن لا يتقي الله جل في علاه، من لمزِ وغمزِ جماعةٍ من الصحابة رضي الله عنهم بأوصاف قبيحة كقبح قائلها، وكان ممن طعن فيهم: عبد الله ابن عمر.
    فوقع في نفسي أن انتصر لذلكم الصحابي الجليل، قياما بما أوجبه الله له ولغيره من الصحابة رضي الله عنهم من حقوق، وتحذيرا من هذا المسلك الخبيث، الذي ليس له هم إلا التشكيك في الدين، والطعن في الصحابة المرضيين.

    وكان من المناسب أن أذكر في هذا المقال شيئا من فضائل ابن عمر رضي الله عنهما، ثم اذكر ما ذكر ذلكم المفتون المأفون من افتراءات اعتدنا عليها منه، لا كثر الله من أمثاله، ولا امثال مادحيه!!!

    ولذا سيكون كلامي في مبحثين:
    المبحث الاول: ذكر ترجمته، وصفته، و شيء من فضائله رضي الله عنه.
    المبحث الثاني: الرد على أبرز مطاعن ذلكم الضال فيما ذكره وافتراه ظلما وعدوانا.

    المبحث الاول: ذكر ترجمته، وصفته، و شيء من فضائله رضي الله عنه.

    قال أبو نعيم: عبدالله بن عمر بن الخطاب، أبو عبدالرحمن العدوي، خال المؤمنين، من أملك شباب قريش عن الدنيا، أمه وأم أخته حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، هاجر مع أبيه عمر رضي الله عنهما، كان آدم، طوالا، له جمة مفروقة تضرب قريبا من منكبيه، يقص شاربه، ويشمر إزاره، ويصفر لحيته،أعطي القوة في العبادة، وفي البضاع، كان متمسكا بآثار النبي صلى الله عليه وسلم بالسبيل المبين، وأعطي المعرفة بالآخرة، والإيثار لها حق اليقين، لم تغيره الدنيا، ولم تفتنه، كان من البكائين الخاشعين، وعدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصالحين، استصغره عن بدر فغلبه الحزن والبكاء، وأجازه يوم الخندق اهـ معرفة الصحابة 2/1707

    وقال ابن عبدالبر: كان رضي الله عنه من أهل الورع والعلم، وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه، وكل ما يأخذ به نفسه، وكان لا يتخلف عن السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان بعد موته مولعا بالحج قبل الفتنة، وفي الفتنة، الى ان مات، ويقولون: انه كان من اعلم الصحابة بالمناسك اهـ الاستيعاب 3/951

    وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "ان من املك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبدالله بن عمر" أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/1132، وابن سعد في الطبقات4/107، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/1708.

    وعن جابر رضي الله عنه قال: "ما رأيت او ما أدركت أحدا إلا قد مالت به الدنيا إلا عبدالله بن عمر" اخرجه الامام احمد في فضائل الصحابة 2/1131، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/1708، وصححه ابن حجر بلفظ: ما منا من احد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها، غير عبدالله بن عمر اهـ الإصابة 2/347

    وعن يوسف بن مهران قال: كنا عند جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، فمر بنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، فقال جابر: اذا سركم ان تنظروا الى اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين لم يغيروا، ولم يبدلوا، فانظروا اليه، ما من أحد إلا غير اهـ اخرجه ابونعيم في معرفة الصحابة 2/1711

    وعن أبي جعفر محمد بن علي قال: لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أحذرإذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ألا يزيد فيه ولا ينقص منه، ولا ولا من عبد الله بن عمر اهـ أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/107

    وقال السدي: رأيت نفرا من الصحابة كانوا يرون أنه ليس أحدهم على الحالة التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ابن عمر اهـ الإصابة لابن حجر وحسن إسناده 2/347

    وقال سعيد بن المسيب: "لو كنت شاهدا لأحد حي انه من اهل الجنة لشهدت لعبدالله بن عمر" أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/1133، وحسنه ابن حجر في الإصابة2/348

    وعن موسى بن طلحة قال: يرحم الله عبد الله بن عمر، والله إني لأحسبه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عهده إليه، لم يُفتن بعده، ولم يتغير اهـ أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/109

    وقال ميمون بن مهران: "ما رأيت أورع من ابن عمر" الاستيعاب 4/951، وصححه ابن حجر في الإصابة 2/348

    وعن نافع قال: أتي ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا، فما قام من مجلسه حتى أعطاها وزاد عليها، قال: لم يزل يعطي حتى أنفذ ما كان عنده، فجاءه بعض من كان يعطيه، فاستقرض من بعض من كان أعطاه فأعطاه.
    قال ميمون بن مهران: وكان يقول له القائل بخيل، وكذبوا والله ما كان ببخيل فيما ينفعه اهـ أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/110، والطبراني في المعجم الكبير 12/201 بنحوه.

    وعن نافع قال: كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر، إلا أن يمرض، أوأيام يَقْدَمُ، فإنه كان رجلا كريما، يحب أن يؤكل عنده اهـ أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/110

    قال ابن حجر: وعند ابن سعد بسند صحيح قيل لنافع: ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
    وعند الطبراني وهو في الحلية بسند جيد عن نافع ان ابن عمر كان يحي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع اسحرنا؟ فيقول: لا، فيعاود، فإذا قال: نعم، قعد يستغفر الله حتى يصبح.
    وعند ابن سعد بسند جيد عن نافع: ان ابن عمر كان لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر اهـ الإصابة 2/349

    وقال الذهبي: وهو ممن بايع تحت الشجرة اهـ سير أعلام النبلاء 3/204.

    قلت: وقد اخرج البخاري في صحيحه خبر مبايعته تحت الشجرة (٤١٨٦)

    وقال ابن كثير: أراده عثمان على القضاء فأبى ذلك، وكذلك أبوه اهـ البداية والنهاية 9/5

    وله رضي الله تعالى عنه من الفضائل والزهد والورع غير ما تقدم، تركته خشية الإطالة.

    المبحث الثاني: الرد على أبرز مطاعن ذلكم الضال فيما ذكره وافتراه ظلما وعدوانا.

    سوف أورد أبرز تلكم المطاعن والرد عليها، واحدة تلو الاخرى.

    ١/ ابتدأ كلامه متسائلا ما هي قصة ابن عمر مع النساء؟!
    وهذا الكلام بهذه الصيغة لا يرضاه مسلم على نفسه او احد أقاربه، فضلا ان يرضاه على أحد من الصحابة رضي الله عنهم!!
    ويكفي ردا على قُبح هذا الاسلوب الرخيص الدنيء سيرةُ ابن عمر رضي الله عنهما العطرة النيرة، وثناءُ العلماء عليه في زهده، وورعه، وغير ذلك مما تقدم من فضائله، في المبحث الأول من ترجمته؛ فقاتل الله الهوى وأهله.

    ٢/ ذكر هذا المفتون أثر مجاهد عن ابن عمر في قوة ما أتاه الله من الجماع، ثم ذكر قصة الجارية الجملية التي كانت عند ابن عمر وهو يحبها كثيرا فأعتقها لوجه الله، ثم زوجها نافعا مولاه، فخلف منها ولدا، فكان ابن عمر دائما ما يحن لها، وكان إذا أخذ ابنها ضمه وقال: واها على ريح فلانة.
    يتذكر ريحتها، ثم ويقول: عنده تعلق بالنساء!!!
    ويقول هذه قصة مشهورة عنه!

    قلت: وما صدق، فليست القصة بمشهورة فضل عن أن تكون صحيحة؛ فلم يذكر أحد من اهل التراجم هذه القصة إلا ابن سعد، بإسناد ضعيف، ومتن منكر!!
    بل وليس في هذه القصة الضعيفة أن ابن عمر كان دائم التعلق بها، كما زعم هذا الطعان، وإنما هذا الكلام من كيسه لإثبات طعنه في ابن عمر رضي الله عنهما!!

    فقد اخرج ابن سعد عن محمد بن يزيد بن خنيس المكي قال سمعت عبدالعزيز بن أبي رواد قال أخبرني نافع ان ابن عمر كانت له جارية، فلما اشتد عجبه بها أعتقها، وزوجها مولى له.
    قال محمد بن يزيد: قال بعض الناس هو نافع، فولدت غلاما، قال نافع: فلقد رأيت عبدالله بن عمر ياخذ ذلك الصبي ثم يقول: واها لريح فلانة، يعني الجارية التي أعتق اهـ الطبقات 4/125
    ومعنى واهاً: كلمة تعجب من طيب كل شيء، وكلمة تلهف. القاموس المحيط ص1621، ومعجم مقايس اللغة لابن فارس ص1041

    ق
    لت: هذا إسناد ضعيف، ومتن منكر.
    فإن في إسناده محمد بن يزيد، لم يوثقه أحد من الأئمة.
    قال ابو حاتم: كان شيخا صالحا كتبنا عنه بمكة، وكان ممتنعا من التحديث، أدخلني عليه ابنه؛ وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من خيار الناس، ربما اخطأ، يجب ان يعتبر بحديثه اذا بين السماع في خبره اهـ تهذيب التهذيب 5/335
    وقال عنه ابن حجر في التقريب: مقبول. يعني ان توبع وإلا فضعيف.

    ثم ان محمد بن يزيد قال: "قال بعض الناس"، وهؤلاء مبهمون لا يدرى من هم!
    ثم قال محمد بن يزيد قال نافع: فلقد رأيت ابن عمر .... فلا يدرى مَن بين محمد بن يزيد ونافع، فهو
    منقطع؛ فهاتان علتان لهذا الأثر.

    وبناء عليه فليست القصة بمشهورة كما زعم، وليست بصحيحة كما كتم !!
    ناهيك عن نكارة متنها، فهل يعقل ان يتلهف ابن عمر عليها وقد أعتقها لوجه الله، وقد عُرف عنه الزهد والتقى، ولو كان ابن عمر أعجب بها هذا العجب لأبقاها، واستولدها كغيرها ممن استولدهن.
    ثم هل يعقل أن ينقل نافع مثل هذا الكلام عن ولده وزوجته!!

    ٣/ نقل عن كتاب ابن الجوزي في مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ان ابن عمر رضي الله عنهما استئذن عمر في الجهاد، فقال عمر: أي بني اني أخاف عليك الزنا.
    ثم يعلق على ذلك فيقول: يعرف انه عنده طاقة جبارة جبارة ممكن ما يتحمل بعدين!!

    قلت: ولم أجده في مناقب عمر لابن الجوزي، ولا في غيره من المصادر المتيسرة لدي.
    وليس هذا العز المغلوط بغريب على هذا الرجل، فقد عزى في مواضع أخرى لصحيح البخاري، وليست في صحيح البخاري!!

    وانما وجدت هذه القصة في الشبكة العنكبوتية معزواً إلى ابن ابي الدنيا، بهذا الإسناد: حدثنا إسحاق حدثنا وكيع حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر : قال : استأذنت عمر في الجهاد فقال : إنك قد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ثم أستأذنته فقال لي مثل ذلك فاستأذنته الثالثة فقال لي : إني أخاف والله أن يصيب المسلمون غنيمة فيقولون : هذا عبد الله بن عمر أمير المؤمنين ادفعوا إليه مثل جارية في المغنم فيدفعوا إليك فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى وابن السبيل فيها حق فتقع عليها فتكون زانيا اهـ نقلته من الانترنت؟؟؟
    ولم أجده فيما تيسر لي من كتب ابن أبي الدنيا.
    وإسناده ضعيف، فيه فضيل بن مرزوق وثقه ابن عيينة، وابن معين، وقال مرة: صالح الحديث إلا انه شديد التشيع؛ وقال ابن ابي حاتم عن أبيه: صالح الحديث صدوق، يهم كثيرا يكتب حديثه، قلت: يحتج به؟ قال: لا؛ وضعفه النسائي، . تهذيب التهذيب 4/506
    وضعفه ابن معين في رواية اهـ المجروحين لابن حبان 2/211
    وضعفه عثمان بن سعيد اهـ الكامل في الضعفاء لابن عدي 6/17

    والذي يظهر انه الى اضعف اقرب منه الى التوثيق؛ وذلك لكثرة وهمه كما حكاه ابو حاتم، ولاختلاف توثيقه عند ابن معين، ولتضعيف النسائي و وعثمان بن سعيد له.
    وقال عنه ابن حبان: منكر الحديث جداً، كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الاشياء المستقيمة فاشتبه أمره، والذي عندي ان كل ما روى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية، ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الاثبات يكون محتجا به، وفيما انفرد عن الثقات مما لم يتابع عليه، يتنكب عنها في الاحتجاج بها اهـ المجروحين 2/210
    وذكرالذهبي كلام ابن حبان وزاد عليه: وعطية أضعف منه اهـ ميزان الاعتدال 3/362

    وعطية بن سعد العوفي ضعيف، ضعفه احمد، وأبو حاتم، والنسائي، وابن عدي. وقال ابن معين: صالح، وقال ابو زرعة: لين اهـ تهذيب التهذيب 4/114، وميزان الاعتدال3/79 فهذا الاسناد ضعيف جداً.

    وأما المتن فليس فيه ما ادعاه هذا الطعان الأثيم من أن عمر رضي الله عنه منع ابنه عبدالله رضي الله عنه من الجهاد لفرط شهوته؛ فقد كان ابن عمر يغزو في حياة أبيه عمر رضي الله عنهما.

    فقد أخرج ابن سعد عن نافع عن ابن عمر قال: لما قتل زيد باليمامة دفع إليهم عمر بن الخطاب ماله، قال نافع: فكان ابن عمر يُقرض منه، ويستقرض لنفسه فيتجر لهم به في غزوه اهـ الطبقات 4/123

    فهذه الرواية تدل على أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يجاهد في وقت خلافة أبيه، وهذا مما يزيد ضعف الرواية السابقة.

    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث السرايا وفيهم ابن عمر كما عند ابن سعد في الطبقات 4/108

    ٤/ يقول هذا المفتون: في مصنف عبدالرزاق وقعْت له على شيء عجيب !!
    قلت: ظاهر جدا من كلام هذا المفتون تصيده وبحثه عن أي شيء يطعن فيه على ابن عمر، بل وعلى غيره من الصحابة.

    ثم يقول: كان خريتا وخبيرا بهذه الأشياء!! يعرفها ويستشار فيها معروف!!
    ثم يذكر آثارا في نظر ابن عمر لجارية تباع، وضرب صدرها وغير ذلك.

    قلت: اتفق العلماء على ان عورة الامة هي ما بين السرة الى الركبة، وهذا بخلاف الحرة؛ وهومذهب مالك والشافعي واحمد و أكثر العلماء. الشرح الكبير 3/200
    وبناء عليه فلا بأس أن يقلب المشتري الامة وينظر في ذلك منها.

    فعن أبي موسى رضي الله عنه قال على المنبر: ألا لا أعرف أحدا أراد ان يشتري جارية فينظر الى ما فوق الركبة أو دون السرة لا يفعل ذلك احد إلا عاقبته اهـ المغني لابنقدامة 1/604

    وقد روى البيهقي في هذا المعنى حديثين مرفوعين، وضعفهما، كما في السنن الكبرى 5/329

    وفي هذه الاثار التي رويت ان ابن عمر دلالة أن أنه فعل ذلك لأمرين:
    احدهما: انه يريد الشراء، ومن أراد الشراء فله ان ينظر ويقلب ما يريد ان يشتريه من الامة،إلا ما بين السرة والركبة، وقيل إلا الفرجين.
    والآخر: انه أراد بيان جواز ذلك، ففي حديث مجاهد قال: كنت مع ابن عمر في السوق، فابصر بجارية تباع، فكشف عن ساقها، وصك في صدرها، وقال: اشتروا، يريهم أنه لا بأس بذلك. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 7/286.

    فهو أمر جائز شرعا، وليس فيه طعن على ابن عمر او غيره ممن يريد أن يشتري أمة، ولكن الهوى يعمي ويصم.

    5/ ثم يقول هذا الطعان في ختام مقطعه الآثم: فهو لا ينفع للخلافة، ليس لأنه يحب النساء كثيرا فقط، ولكن لان تركيبته الرقيقة لا تصلح لهذا!!

    قلت: سبحان الله! الناس في زمن ابن عمر رضي الله عنهما يدعونه الى الخلافة عدة مرات، وهو يرفض، وهذا الضال يقول لا يصلح للخلافة!!

    قال ابو موسى يوم التحكيم: لا أرى لهذا الامر غير عبدالله بن عمر، فقال عمرو بن العاص لابن عمر: إنا نريد أن نبايعك، فهل لك أن تعطي مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب، وقام، فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه فقال: يا أبا عبدالرحمن إنما قال: تعطي مالا عظيما على أن نبايعك، فقال: والله لا أعطي عليها ولا أعطى ولا أقبلها عن رضى من المسلمين.
    قال الذهبي: كاد ان تنعقد البيعة له يومئذ، مع وجود مثل الامام علي وسعد ابن أبي وقاص، ولو بويع لما اختلف عليه اثنان، ولكن الله حماه و خار له اهـ سير أعلام النبلاء 3/226ـ227

    وقال الحسن البصري: لما كان من عثمان ما كان، واختلاط الناس، أتوا عبد الله بن عمر، فقالوا: أنت سيدنا وابن سيدنا، اخرج يبايعك الناس، وكلهم بك راض، فقال: لا والله، لا يهراق بسببي محجمة من دم، ما كان فيّ روح، ثم عادوا إليه فخوفوه، فقالوا: لتخرجنّ أو لتقتلن على فراشك، فقال: مثلها، فأُطمع وأُخيف، قال: فوالله ما استقلوا منه بشيء حتى لحق بالله عز وجل اهـ أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/1132، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/952 عن الماجشون وغيره بنحو رواية الحسن المتقدمة، والطبراني في المعجم الكبير عن نافع بنحو رواية الحسن 12/202، وابن سعد في الطبقات بنحوه 4/113.

    وقال خالد بن سمير: قيل لابن عمر: لو أقمت للناس أمرهم، فإن الناس قد رضوا بك كلهم، فقال لهم: أرأيتم إن خالف رجل بالمشرق؟ قالوا: إن خالف رجل قتل، وما قتل رجلا في صلاح الأمة، فقال: والله ما أحب لو أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخذت بقائمة رمح وأخذت بزجه فقتل رجل من المسلمين ولي الدنيا ومن فيها اهـ أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/113

    وقيل لأسلم العدوي: كيف ترى عبد الله بن عمر لو ولي من أمر الناس شيئا؟ فقال: ما رجل قاصد لباب المسجد داخل أو خارج بأقصد من عبد الله لعمل أبيه اهـ أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/112

    وقد عُرضت عليه الخلافة مرارا، وكان رضي الله عنه يتقيها.

    مما تقدم يتبين فضل وجلالة وزهد وورع وعلم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وضلال هذا الرجل في الطعن على ابن عمر رضي الله عنهما، بما ليس يصح الطعن به؛ إما لضعفه، وإما لكونه لا يصح أن يكون مطعنا في أحد، فضلا أن يكون مطعن في أحد الصحابة.

    وليست هذه بأول ضلالات هذا الطعان الأثيم، بل قد طعن في غيره من الصحابة، كعثمان بن عفان، وعائشة، وأبي هريرة، ومعاوية، وغيرهم رضي الله عنهم.
    وطعن في الصحيحين، وغير ذلك.

    أسأل الله جل في علاه أن يكفي المسلمين شر هذا الرجل، وشر من امتدحه، لا كثر الله من أمثالهما، آمين.

    قاله راجي عفو ربه
    فؤاد بن عبد الله الحاتم
    الرياض
    11/11/1433هـ


  2. #2

    افتراضي رد: فضل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، والرد على من طعن فيه!! كتبه فؤاد الحاتم

    وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت في المنام كأن في يدي قطعة إستبرق، وليس مكان أريد من الجنة إلا طارت إليه، قال: فقصصته على حفصة، فقصته حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرى عبد الله رجلا صالحا"
    وفي رواية: "نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي بالليل"
    قال سالم: "فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا" أخرجه البخاري في صحيحه (3738) ومسلم في صحيحه أيضا (2478ـ2479)
    سقط هذا الحديث من أول البحث، وأرجو من الإخوة المسؤولين في الموقع إضافته في المبحث الأول، بعد كلام ابن عبد البر، وقبل كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ثم حذف هذا الرد، بعد الإضافة، وبالله التوفيق.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •