بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فنداء من الله تعالى وتوجيه للمؤمنين والمؤمنات

((قُل لِّلْمُؤْمِنِين َ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ويَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وقُل لِّلْمُؤْمِنَات ِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ويَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ لِبُعُولَتِهِنّ َ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ولا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [ [النور : 30 ، 31]
وقوله تعالى :
[ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وبَنَاتِكَ ونِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ][الأحزاب : 59] .


فإلى المسلمة الأبية إلى المؤمنة التقية إلى فتاة الإسلام إحذري أن يصطادك إبليس وأعوانه إحذري أن تتنكبي طريق الله تعالى فالملأ يأتمرون بك ليفسدوك
، إن اليهود نصبوا حبالهم وشراكهم لك وإن الصليبية العالمية وجهت إعلامها وصحفها جاهدة حتى تفجري وتكفري فهم كما قال تعالى [ ودُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ].
بل البعض منهم صرح بأننا لا نريد من أبناء الإسلام أن يتنصروا أو يتهودوا إنما نريدهم بلا دين!! فيا نساء المسلمين لا تكنَّ عونا لليهود والنصارى على إسلامنا وعلى شبابنا وعلى الجيل المرتقَبْ أيتها المسلمة إحذري أن تكوني أداة ومعولا لهدم أخلاق الإسلام لا تجعلي من نفسك سلعة للفرجة وللبيع والشراء لا تجعلي من نفسك أمة تشترى وتباع فأنت حرة ومسلمة..
إحذري فتاة الإسلام ما يخطط لك فلعلك تقضين شهوتك في ملبسك وزينتك وشعرك وشعورك وخروجك ودخولك وعصيانك ثم ماذا.... ستُسألين!! ستُسألين عن هذا كله يوم تذهب اللذات وتبقى الحسرات يوم تذهب وساوس إبليس وحزبه ولا يبقى معك إلا ما قدمتِ ، هناك ستعلمين أنك قد خسرت نفسك وأهلك وتقولين عندها يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا يا ليتنا نرد ولا نعصي ربنا يا ليتنا نرد ولا ننسى صلاتنا يا ليتنا نرد ولا نترك حجابنا يا ليتنا نرد ولا نعصي أزواجنا يا ليتنا نرد ولا نخرج كاشفات نحورنا وشعورنا...يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه....
إحذري أن تكوني ممن ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نساء آخر الزمان فقد أخبر.. (( صنفان من أهل النار لم أرهما ... ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ....))

أيتها المتبرجة ....عودي إلى ما أمرك الله به......حجابك حجابك..... واحذري غضب الله وعقابه فإن الله تعالى يغار وغيرته إذا انتهكت محارمه.... إحذري ما يسمى بالموضات ، سواء أكان في الثياب أو غيره ، وكذا قصات الشعر وما يأتينا من الغرب مما يفسد عليك دينك وخلقك....وقد انتشر اليوم من الموضات لبس البنطال للنساء ، والملابس الضيقة والشفافة و ما فيه تشبه بالرجال
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال )) رواه البخاري.....
واحذري قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية ) رواه الترمذي....
وفي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما فكان مما رأى......قال فأتينا على مثل التنور - قال وأحسب أنه كان يقول - فإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال قلت لهما ما هؤلاء ؟ قال قالا لي انطلق انطلق ....ثم أخبراه فيما بعد....وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني...
نسأل الله تعالى العافية والستر للمسلمين جميعا ....


أيتها المسلمة تعلمي أمور دينك...تعلمي ما تصح به صلاتك وما يتقبل الله به عملك وتعلمي كيف تطيعين ربك ونبيك وزوجك لا يكن همك الدنيا وما فيها فقد سبقتك أجيال النساء وهن الآن رهينات بما كسبن ينتظرن القيامة .....
فإذا كنت طالبة أو موظفة أو ربت بيت فأنتِ مطالبة بالتفقه في الدين فلا يعذرك حياء ولا وظيفة ولا شغل أن تتعلمي ....
تقرأي كتابا أو كتيبا أو تسمعي شريطا فلا عذر لك في أن تتعلمي دينك وعقيدتك ...
فها هي عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها تقول :« نِعْمَ النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين » امتدحت فيهن حياءهن وحرصهن على طلب العلم والتفقه فيه .

وبمناسبة ذكر الحياء قارني أيتها المسلمة حياك بحياء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه أو تشبهي فإن التشبه بالكرام فلاح أو قاربي فلعلك تفوزي وتفلحِي ...
فقد كانت رضي الله عنها « شديدة الحياء حتى كانت تدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر وهي واضعة ثوبها وتقول : إنما زوجي وأبي . فلما دفن عمر بن الخطاب فكانت لا تدخله إلا مشدودة عليها ثيابها حياءاً من عمر»....
وأنت أيتها الأم إن عندك أمانة هم أبناءك ستُسألين عنهم ماذا قدمت لهم ولأي شيء أعددت أبنائك وبناتك....وأنت أيتها الزوجة كيف أنت مع زوجك هل تطيعين له فيما يأمر أم أنه يعيش معك عيش الأسير والفقير ينتظر السجان أن يأتيه والغني أن يطعمه ويكسيه .

إحذري معصية زوجك واصبري على عيشه وعيشك فطاعته طريق الجنة في غير معصية الله تجملي له وتوددي إليه واحذري سبه أو سب أبنائه أو أن تحمليه مالا يطيق من مصروف لملبس نفيس أو حاجة يتعذر عليه شراؤها ..
فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أريتُ النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن ، قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط .رواه البخاري


وروي أن أسماء بنت يزيد بن السكن الأشهلية أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافةً فآمنا بك وبإلهك وإنا معشرالنساء محصورات مقصورات ، قواعد بيوتكم ، ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم ، وإنكم معشر الرجال فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات ، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز ، والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم ، أفما نشارككم الأجر والثواب ؟ ! فالتفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه ؟ فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا . فالتفت النبي إليها فقال : افهمي أيتها المرأة وأَعلِمي مَن خلفك من النساء أن حسن تبعُّل المرأة لزوجها (أي حُسن مصاحبتها له ) وطلبها مرضاته ، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ، فانصرفت المرأة وهي تكبر وتهلل (تقول لا إله إلا الله )..