‫الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من نفديه بآبائنا وأمهاتنا خليل رب العالمين وعلى آله وصحبه وسلم.
فنحن من ليس لنا حول ولا قوة في الانتقام ممن قام بهذه الإساءة العظمى لنبينا عليه الصلاة والسلام ننكر بلساننا وقلوبنا ونتمنى على الله أن يشفي لنا غليل صدورنا بانتقام منهم ، لكنا لا نعلم مدى حلم الله بهؤلاء فالله لا ينتقم حتى يغضب (( فلما آسفونا انتقمنا منهم ))
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
"وإنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- والوقيعةِ في عرضِه، تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب -يعني المغرب- حالهم مع النصارى كذلك. (الصارم المسلول)