صفة الرسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم
وبعض شمائله
[الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلْنَا خَيْرَ أُمَمٍ، أُمَّةٍ مَرْحُومَةٍ مَغْفُورَةٍ مُثَابَةٍ غَايَةَ كَرَمٍ، وَمُبَارَكَةٍ لَا يَدْرِي أَوَّلُهَا خَيْر أَو آخِرِهَا مِنْ شُمُولِ النِّعَمِ، مِنْ فَضْلٍ أَتَى مِنْ قِبَلِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ التَّحِيَّةُ وَالْكَرَمُ، =والصلاة= وَالسَّلَامُ عَلَى أَفْضَلِ رُسُلِهِ الَّذِي بِتَبَعِيَّتِهِ يُفَازُ بِسَعَادَةِ الدَّارَيْنِ، بَلْ يُنَالُ إلَى أَقْصَى الرِّيَاسَتَيْن ِ، وَبِمُحَافَظَةِ حُدُودِ شَرِيعَتِهِ يُتَنَجَّى عَنْ الْأَهْوَالِ وَالْهَلَكَاتِ، وَبِحِرَاسَةِ حِمَى سُنَّتِهِ يُوصَلُ إلَى قُصْوَى الْأَمَانِي وَالدَّرَجَاتِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ هُمْ فِي خَيْرِ الْقُرُونِ كَانُوا هُمْ تَبِعُوهُ، وَجَاهَدُوا مَعَهُ وَآوَوْا وَقَدْ نَصَرُوا]. من مقدمة (بريقة محمودية لأبي سعيد الخادمى الحنفي (المتوفى: 1156هـ).
وَبَعْدُ؛ إن الناس مطبوعون على حب الرؤساء والمسئولين، ومجبولون على محاكاة الكبار ومن يشار إليهم بالبنان، إذا سمعوا أخبارهم تمنوا ملاقاتهم، وإن وردت عليهم صفاتهم اشتدت الرغبة في رؤيتهم ومرافقتهم ومتابعتهم، ونحن نسمع عن نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كل يوم وليلة، ونسمع اسمه مع كل أذان، ونذكره كل ساعة ولحظه وأوان، فهل نشتاق لرؤياه؟ ونرغب في لقياه؟ وهل نعرفه إذا قابلناه؟ ألا نتمنى أن يكون مع أحدنا صورة له صلى الله عليه وسلم نحتفظ بها، أو شريط فيديو يحوي مشاهد من صورته وحركاته وحياته!
فهلم لنتعرف على شيء من صفاته الخُلُقية، وشمائله النبوية الزكية، فقد وصفه من رآه، كأننا نراه، فقالوا:
[«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن =أي الظاهر= ولا بالقصير، =بل هو رَبْعة بين الرجال؛ ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم=.
ولا بالأبيض الأمهق =أي شديد البياض=، ولا بالآدم =أي الأسمر، بل هو= أبيض مشرب، =والمشرب: الذي في بياضه حمرة أي= أزهر اللون.
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
ضخم الرأس، عظيم الهامة واسع الجبين.
كأن عنقَه إبريقُ فضة =والمراد هو في اعتدالٍ وحسْنِ هيئةٍ وكمالٍ واشراق=. في صفاء الفضة، معتدل الخَلق،
سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين،
ضخم الكراديس =وهي رؤوس العظام، واحدتها كُردوس=
بين كتفيه خاتم النبوة، (الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، يُشْبِهُ جَسَدَهُ) م (2344)
ولم يكن بالمطهّم =أي البادن الكثير اللحم،=
سُئِلَ البَرَاءُ: أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (مِثْلَ السَّيْفِ؟) قَالَ: (لاَ! بَلْ مِثْلَ القَمَرِ). البخاري (3552)
ضليع الفم =الضليع: الواسع، والعرب تمدح ذلك لأن سعته دليل على الفصاحة=.كث اللحية،
أدعج العينين، =الشديد سواد العين= أهدب الأشفار =أي طويلها= أشكل العين =أي طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ=
أزج الحواجب =أي مقوس الحاجين= سوابغ في غير قَرَن =أي لا اقتران لحاجبيه بحيث يلتقي طرفاهما=. بينهما عِرق يدره الغضب =أي يصيره الغضب ممتلئا دما=؛
أقنى العِرنين =أي طويل الأنف مع دقة أرنبته. والعرنين بكسر العين قيل ما صلب من الأنف وقيل الأنف كله. أما شعره=
ولا بالجعد القطط ولا بالسّبط =أي شعره ليس بالشعر الذي فيه التواء وانقباض، ولا بالمسترسل، الذي ليس فيه تعقد ولا التواء أصلا=، .. «عظيم الجُمَّة =وهو ما سقط من شعر الرأس ووصل الى المنكبين واللِّمة ما جاوزَ شحمةَ الأذن؛ والخلاصة أن= له شعرا يضرب منكبيه.
طويل المَسْربة =وهي الشعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر وينتهي بالسرة= موصول ما بين اللَّبة والسرة بشعر =واللبَّة: بفتح اللام موضع الثغرة فوق الصدر=. يجري كالخط،
عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، =أي من الشعر=
أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر،
طويل الزندين رحب الراحة، شَثْن الكفين والقدمين، =أي غليظ الأصابع والراحة. من غير خشونة وهي صفة مستحبة في الرجال، مكروهة في النساء.=
منهوس العقب =قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ=
ويمشي هونا؛ إذا مشى يتكفأ =أي يسرع في مشيه= إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحطُّ من صبب =وهو ما انحدر من الأرض= إذا مشى تقلَّع، =والتقلع: أن يمشي بقوة=. وإذا التفت التفت معا، .وتوفاه الله وهو ابن ثلاث وستين وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء»
عن جابر بن سمرة قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان =أي مقمرة=، وعليه حلّة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر» الشمائل للترمذي بتصرف
لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيِّنَةٌ ... لَكَانَ مَنْظَرُهُ يُنْبِيكَ بِالْخَبَرِ
قَالَ رَبِيعَةُ: (فَرَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ؛ فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: "مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، إِذَا ادَّهَنَ، وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ" مسند أحمد (34/ 428، رقم 20840)
ومن أخلاقه صلى الله عليه وسلم ما ثبت عن مسلم وغيره عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي، قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أَوْ رِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ" مسلم (2329)
أما رائحته صلى الله عليه وسلم فقَالَ أَنَسٌ: «مَا شَمَمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ، وَلَا مِسْكًا، وَلَا شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا، وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». مسلم (2330)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟» قَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ. صحيح مسلم (2331)
وهذه بعض أسمائه عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي =المتبع للأنبياء=، وَالْحَاشِرُ، =وفي رواية= (وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي)، = فالحاشر والعاقب كذلك؛ مَعْنَاهُمَا يُحْشَرُونَ عَلَى أَثَرِي وَزَمَانِ نُبُوَّتِي وَرِسَالَتِي وَلَيْسَ بَعْدِي نبي= وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ =والمراد أنه صلى الله عليه وسلم جاء بالتوبة وبالتراحم=». مسلم (2355)
وفي رواية: "لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا العَاقِبُ" البخاري (3532)، "وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ".
وهو "نَبِيُّ الْمَلَاحِمِ" لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثَ بِالْقِتَالِ. نووي (15/ 106)
وأما ملابسه فقد «كان النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ» قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْدِلُ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَرَأَيْتُ القَاسِمَ، وَسَالِمًا يَفْعَلَانِ ذَلِكَ. سنن الترمذي (1736) صحيح الجامع (4676) عن ابن عمر، والصحيحة (717).
و«كان إذا جلس احتبى بيديه». صحيح الجامع الصغير (4702)ورمز له (د هق) عن أبي سعيد، والصحيحة (728). النهاية في (حبا): [الاحْتبَاء: هو أن يَضُّمّ الإنسان رجْلَيْه إلى بَطْنه بثَوْب يَجْمَعَهُما به مع ظَهْره ويَشُدُّه عليها. وقد يكون الاحتباء باليَدَيْن عوَض الثَّوب].
و«كان إذا نام نفخ». صحيح الجامع (4789) ورمز له (حم ق) عن ابن عباس.
و«كان خاتمُه غدةً حمراء مثلَ بيضة الحمامة». صحيح الجامع (4808) ورمز له (ت) عن جابر بن سمرة، والصحيحة (2093) م، ابن سعد.
و«كان شيبه نحوَ عشرين شعرة». صحيح الجامع (4818) ورمز له (ت في الشمائل هـ) عن ابن عمر(3)، والصحيحة (2096) و(حم).
و«كان طويل الصمت قليل الضحك». صحيح الجامع (4822) ورمز له (حم) عن جابر بن سمرة، والمشكاة (5826).
و«كان كلامه كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه». صحيح الجامع (4826) ورمز له (د)، عن عائشة، والصحيحة (2097) و(حم)، ابن سعد.
و«كان لنعله قبالان». صحيح الجامع (4827) ورمز له (ت) عن أنس. المشكاة (4408) خ. النهاية في (قبل): [القِبال: زِمام النَّعْل وهو السَّير الذي يكون بين الإِصَبعين].
و«كان لا يلتفت وراءه إذا مشى، ... ...». صحيح الجامع (4870) ورمز له (ابن سعد الحكيم ابن عساكر) عن جابر. الصحيحة (2086).
و«كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه، فإذا استيقظ بدأ بالسواك». صحيح الجامع (4872) ورمز له (حم محمد بن نصر) عن ابن عمر. والصحيحة (2111) حب، عد.
أما طعامه صلى الله عليه وسلم: «كان يؤتى بالتمر فيه دود، فيفتشه يخرج السوس منه». صحيح الجامع (4875) ورمز له (د) عن أنس. الصحيحة (2113) هـ، أبو الشيخ.
و«كَانَ يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ وَيَقُولُ: "يُكْسَرُ حَرُّ هَذَا، بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدُ هَذَا، بَحَرِّ هَذَا"». صحيح الجامع (4879) عن عائشة. الصحيحة (57).
و«كان يأكل القثاء بالرطب». صحيح الجامع (4880) (حم ق 4) عن عبد الله بن جعفر. الصحيحة (56). القثاء هو الذي يُسمَّى فقوسا.
و«كان يحب الحلواء والعسل». صحيح الجامع (4919) (ق 4) عن عائشة. مختصر مسلم (854)، شرح السنة (216).
و«كان يحب الدباء». صحيح الجامع (4920) (حم ت في الشمائل ن ه) عن أنس. الصحيحة (2127) مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي عياض (2 / 305): [( ي ق ط ) قوله: الدباء اليقطين، هو القرع المأكول، وقيل: اليقطين كل شجرة مفرشة على الأرض ليست بذات ساق].
و«كان يحب الزُّبد والتمر». صحيح الجامع (4921) (د هـ) عن ابني بسر السلميين. المشكاة (4232).
و«كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة». صحيح الجامع (4881) (حم طب) عن سلمان (ابن سعد) عن عائشة وعن أبي هريرة.
و«كان يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها». صحيح الجامع (4882) (حم م د) عن كعب بن مالك. الإرواء (1969)، مختصر مسلم (1301).
و«كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه، وشماله لما سوى ذلك». صحيح الجامع (4912) (حم) عن حفصة. صحيح أبي داود (24).
و«كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير». صحيح الجامع (4915) (طب) عن ابن عباس. الصحيحة (2125). التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى (2/ 529): [أي يجعل رجليه بين قوائمها ليحلبها؛ إرشادا إلى التواضع].
و(كان رسول الله يُدْعَى إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ وَالْإِهَالَةِ السَّنِخَةِ فَيُجِيبُ، وَلَقَدْ كَانَ لَهُ دِرْعٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، فَمَا وَجَدَ مَا يفكها حتى مات). مختصر الشمائل (ص: 177، رقم 287) التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى (2/ 529): [والإهالة السنخة؛ أي الدهن المتغير الريح].
و«كان يجمع بين الخِرْبِز والرطب». صحيح الجامع (4916) (حم ت في الشمائل ن) عن أنس. الصحيحة (58) أبو بكر الشافعي والضياء. والخربز: [نوع من البطيخ الأصفر]
و«كان يعجبه الثفل». صحيح الجامع (4979) (حم ت في الشمائل ك) عن أنس. المشكاة (4217). يَعْنِي مَا بَقِيَ مِنَ الطَّعَامِ.
و«كان يعجبه الحلو البارد». صحيح الجامع (4980) (ابن عساكر) عن عائشة. الصحيحة (2134): أبو بكر الشافعي.
و«كان يكره أن يؤخذ من رأس الطعام». صحيح الجامع (5008) (هب) عن سلمى.
و«كان يحب التيامن ما استطاع؛ في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله». صحيح الجامع (4918)، (حم ق 4) عن عائشة. شرح السنة (2856).
و«كان يصغي للهرة الإناء فتشرب ثم يتوضأ بفضلها». صحيح الجامع (4958) (طس حل) عن عائشة. صحيح أبي داود (69) د، هـ، الطحاوي، قط، هق.
و«كان يجلس القُرْفُصاء». صحيح الجامع (4914) (طب) عن إياس بن ثعلبة. الصحيحة (2124). شرح السنة للإمام البغوى (12/ 323): [والقرفصاء: جلسة المحتبي، وليس هو الذي يحتبي بثوبه؛ لكنه الذي يحتبي بيديه يضعهما على ساقيه].
و«كان يحب العراجين، ولا يزال في يده منها». صحيح الجامع (4922) (حم د) عن أبي سعيد. صحيح أبي داود (499). النهاية في (عرج): [(العُرْجُون) وهو العُود الأصْفر الذي فيه شَمَاريخ العِذْق].

*** الخطبة الآخرة***
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه إلى يوم الدين وبعد،
ومن تواضعه في بيته أنه؛ «كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم». صحيح الجامع (4937) (حم) عن عائشة. المشكاة (5822).
و«كان يرخي الإزار من بين يديه ويرفعه من ورائه». صحيح الجامع (4944) (ابن سعد) عن يزيد بن أبي حبيب مرسلا. الصحيحة (1238) ابن سعد، هب: ابن عباس. فيض القدير (5/ 274): [حال المشي لئلا يصيبه نحو قذر أو شوك].
و«كان يردف خلفه، ويضع طعامه على الأرض، ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار». صحيح الجامع (4945) (ك) عن أنس. الصحيحة (2125).
و«كان يركب الحمار، ويخصف النعل، ويرقع القميص، ويلبس الصوف، ويقول: من رغب عن سنتي فليس مني». صحيح الجامع (4946) (ابن عساكر) عن أبي أيوب. الصحيحة (213) أبو الشيخ، السهمي. ابن سعد: الحسن البصري مرسلا.
و«كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رءوسهم». صحيح الجامع (4947) (ن) عن أنس. الصحيحة (1278) الطحاوي، حب، حل، خط.
و«كان يعجبه الرؤيا الحسنة». (صحيح الجامع (4982) (حم ن) عن أنس. الصحيحة (2135) حم: أبي بكر.
و«كان يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة». (صحيح الجامع (4985) (هـ) عن أبي هريرة (ك) عن عائشة. الكلم (248). أي يكره التشاؤم
و«كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل». صحيح الجامع (4988) (ابن سعد) عن إبراهيم مرسلا. الصحيحة (2137).
و«كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه». صحيح الجامع (4996) (حل) عن عائشة. الصحيحة (671)، خد، حم.
و«كان يحلف: لا ومقلب القلوب». صحيح الجامع (4930) (حم خ ت ن) عن ابن عمر.
و«كان يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد، حتى يقضي له حاجته». صحيح الجامع (5005) (ن ك) عن ابن أبي أوفى (ك) عن أبي سعيد. الروض (371).
و«كان يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: يا زوينب! يا زوينب! مرارا». صحيح الجامع (5025) (الضياء) عن أنس. الصحيحة (2141).
وكان يقول: «إني لا أصافح النساء». صحيح الجامع (2513) (ت ن هـ) عن أميمة بنت رقيقة. الصحيحة (529).
ويقول: «إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَائِي كَمَا أَرَاكُمْ» البخاري (419).
وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا». البخاري (3562).
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَى أَشَرِّ الْقَوْمِ؛ يَتَأَلَّفُهُمْ بِذَلِكَ، فَكَانَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَيَّ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي خَيْرُ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أَوْ أَبُو بَكْرٍ؟) قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ". فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أو عمر؟) قال: "عُمَرُ". فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُثْمَانُ؟) قَالَ: "عُثْمَانُ". فَلَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فَصَدَقَنِي، فَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أكن سألته). مختصر الشمائل (ص: 180، رقم 295)
و(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم) تخريج الكلم الطيب (ص: 162، رقم 213).

ألا فصلوا على النبي الأمي، كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، صلوا عليه صلاةً بألسنتكم وقلوبكم، صلوا عليه صلاةَ المتبعِ له، المستن بسنته، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}. (الأحزاب:56)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد.
وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. اللهم ارضَ عنا معهم برحمتك يا أرحم الرحمين!
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين يا رب العالمين!
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم وفق ولاة أمورنا لما يرضيك.
اللهم أيدهم بتأييدك، وأعلِ بهم دينك، وأعلِ بهم كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين في كل مكان إلى العودة الصادقة إلى الدين القويم يا رب العالمين!
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ؛ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

كتبها وجمعها من مظانها مع شيء من التعديل على الخطبة الصوتية:
أبو المنذر فؤاد بن يوسف أبو سعيد
الزعفران المغازي الوسطى غزة
20 شوال 1433 هلالية.
وفي: 7/ 9/ 2012 شمسية.
للتواصل مع الشيخ عبر البريد الالكتروني:
zafran57@yahoo.com
أو زوروا الموقع الالكتروني الرسمي للشيخ:
www.alzafran.com