بسم الله الرحمن الرحيم .ردُّ رواية الكاذب على الرسول صلّى الله عليه وسلَّم ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدِّ الخلق , محمدٍ بن عبدالله الهاشميِّ القُرشي القائل : "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري (1229), ثمَّ الصلاة والسلام على آل بيته الأطهار وصحابته الأبرار , وبعد : فقد حكمَ عُلماء الحديث على ردِّ حديثِ من كذب على الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم مُتعمِّداً بالردِّ وإنْ تاب , ومِن ذلك ما قال ابن الصلاح في " عُلوم الحديث " : ( التائبُ من الكذب في حديث النّاس وغيره من أسباب الفِسق تُقبل روايته , إلَّا التائب من الكذب مُتعمِّداً في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم فإنّه لا تُقبل روايته أبداً وإنْ حَسُنت توبته على ما ذكر غيرُ واحدٍ من أهل العلم , منهم أحمد بن حنبل , وأبو بكر الحميدي شيخ البخاري ). كتاب : دراسات الجرح والتعديل ص 118.وقد قال أبو المظفّر السمعاني : ( من كذب في خبرٍ واحدٍ وجبَ إسقاط ما تقدَّم من حديثه).كتاب : الباعث الحثيث ص 305.وقال الإمام النووي : ( ...ثم إنَّ من كذب على رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم عمدا في حديث واحد فسق, وُردَّت رواياته كلّها وبطل الاحتجاج بجميعها ,فلو تاب وحسنت توبته فقد قال جماعة من العلماء منهم أحمد بن حنبل وأبو بكر الحميدي شيخ البخاري وصاحب الشافعي وأبو بكر الصيرفي من فقهاء أصحابنا الشافعيين وأصحاب الوجوه منهم ومتقدميهم في الأصول والفروع, لا تُؤثِّر توبته في ذلك ولا تُقبل روايته أبدا...).(شرح مسلم للنووي ج 1 ص 69 ــ 70).الخُلاصة : أنَّ توبةَ مَنْ تعمَّدَ الكذبَ على رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم إلى الله من حيثُ القبول أو الرد, لكنَّ روايتَه تُردُّ احتياطاً للسُنّة النبويِّة مِنْ كيدِ الكائدين وأيدي العابثين, وهذا يوضِّحُ جليَّا حرص عُلمائنا على حفظ السُنّة وتنقيحها من شوائب الكذبِ و التحريفِ و الوضْعِ .جمعَ الأقوال : محمد بن عوض القُرشي .كتبُه : سُهيل بن عُمر الشريف .