بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد,,
تأملت في قوله تعالى : " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " فوجدت فيها من الفوائد الشيء العظيم ولعلي أشارك بها في هذا المنتدى المعطاء :


١/ العلم له قوة غالبة لا يمكن أن يسفيد منه المتعلم إلا من تزود بالصبر ليساير به قوته .
2/ لا ينبغي التهيب من العلم، خاصة من ملك الآلة لفهمه وإذا رآى من نفسه أنه سيأخذه بحقه.
٣/ أخبر الله أن موسى غير محيط بكل شيء وكذا الأنبياء كلهم، بل هم بشر يبلغون رسالة الله للناس .
٤/ ما يعتمد عليه في التلقي أمرين مهمين هما أ / اجتهاد الطالب ليدرك ويلم بالمعلومات التي يتعلمها، ب / صبره على ذلك .
٥/ ينبغي أن يتحلى العالم بالعدل والصدق في نشر العلم حيث ذكر الخضر لموسى عليه السلام السبب في أن ما لديه يحتاج إلى صبر .

٦ / إذا بان للمعلم أن الطالب ليس عنده من مقومات العلم شيء فيوجهه إلى ما هو أنفع له ، بشرط أن يبني المعلم ذلك عن علم .
٧/ لا بأس أن يتخذ المرء قرارا مستقبليا بناء على المتوفر الحاضر وإن لم يصل لمبتغاه، فموسى عليه السلام اتخذ قرار الاتباع بناء على ما وهبه الله له .
٨/طالب العلم لا بد له من صبرين: صبر على من يتلقى منه العلم " لن تستطيع معي صبرا "، وصبر على التعلم " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا .
٩/ العلم مبناه على الرحمة والشفقة فالخضر قال لموسى كما قال الله " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " وقوله يوحي بالشفقة والرحمة .
١٠/ استنكار الطالب لبعض المعلومات في بدابة الطلب العلمي مصير ذلك الاستنكار إلى الزوال فليتريث ولا يستنكر في البدايات.

١١/ ينبغي للطالب في طلبه للعلم أن يسأل الله دائما الصبر وأن يتحلى به وأن يتحلى بالتواضع كذلك .
١٢/ إدراك مسائل العلم الصغار قبل الكبار مطلب مهم من مطالب العلم حيث قال الله "ما لم تحط به خبرا "واﻹحاطة لا بد لها من تدرج .
١٣/ استنكار أهل الباطل وعدم احاطتهم للعلوم الشرعية يدل ذلك على جهلهم وعدم معرفتهم ﻷنه لو تجرد للحق وتعمق فيه لم يستنكر ذلك .
١٤/ العالم لا بد أن يدرك مقاصد كل فن بل وكل مسألة حيث أن الخضر لم يخبر موسى عليه السلام إلا بعد أن تدرع موسى بالصبر والاستعداد لأن ما لدى الخضر لا يمكن أن يبذل إلا من كان عنده صبر يتحمل به أعباء العلم .
١٥/ اﻷخلاق يكمن اكتسابها قال الله : وكيف تصبر ... " ثم استمر موسى مع الخضر لعلمه أن الله سيزده صبرا وإعانة وفي الحديث " ومن يتصبر يصبره الله ".

١٦/ إذا وجد الإخلاص في طلب العلم فينبغي للطالب أن يجتهد في إزالة العقبات فلكل هدف نبيل عقبات فالآية ذكرت كما قال الله : " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " فأزال موسى بالصبر عقبة عدم إحاطته .
١٧/ ينبغي أن يزيد اجتهاد المعلم في بيانه للعلم إذا بان له أن الطالب لديه استيعاب وتحمل للعلم أكثر إذ أن الخضر علق تعليمه على تصبر موسى.
١٨/ العلم غير منفصل عن التربيه وشحذ الهمة وبث روح المصابرة في نفسية المتعلم .
١٩/ ينبغي أن يبين للطالب درجة العلم من حيث سهولة الفن من عدمها ويبين له الأداة لإتقانه حيث أن العلوم تتمايز في الإحاطة بها .
٢٠/ كل فن له باب يولج إليه منه فالله الله في الحرص على معرفة ذلك الباب حيث أن الخضر أرشد إلى أن ما لديه يدرك من باب الصبر والتأني .

٢١/العلم الحقيقي هو ما يمكن أن يتعلم ويدرس أما ما لا يمكن فلا يسمى علما كالذي يجعله البعض خاصا بهم أو اللدني ... .
٢٢/ موسى عليه السلام علمنا كيفية تلقي العلم حيث قال الله "ما لم تحط به خبرا " ثم بدأ موسى عليه السلام في طلبه وتلقيه للعلم، فالتلقي علم له أصله الشرعي لا علم مخترع أو بلا ضابط .
٢٣/ من المقايييس التي يقاس بها الطالب في صحة طلبه للعلم أن يسأل عن طريقة طلبه حيث أن الخضر سأل موسى عن كيفية صبره.
٢٤/ قد ينفرد بعض العلماء بعلم لا يدركه أقرانه وإن فاقوه في الملكة والاجتهاد.
٢٥/ ينغي أن لا يُلوى عنق العلم لأجل أمور لا علاقة لها به، فسفر موسى ونبوته لم تكن علة في أحقيته العلم، إذن : "فلا عصبية في العلم".

٢٦/ من بركة العلم أنه يعلو بصاحبه وإن كان قليلا فموسى من أولي العزم والرتب العلية ومع ذلك اتبع الخضر ﻷجل العلم .
٢٧/ قال الله تعالى: " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " لم يذكر الخضر وصفا لموسى عليه السلام فالأوصاف لا ينبغي أن تكون عائقا عن العلم .
٢٨/ مراعاة المعلم لنفسية الطالب أمر له علاقته في حسن التلقي والتعلم حيث أن الصبر خلق نفسي، فلا ينبغي إغفال ذلك .
٢٩/ المعلم لا بد أن يكون ملما بالواقعة التي بين يديه ومدركا لأبعادها فالخضر لم يعلم موسى العلم مباشرة بل سبر أغوار الواقعة التي أمامه وسأل موسى عن كيف يصبر على ما لم يحط به خبرا فتنزيل الأحكام الكلية على الوقائع علم مهم لا ينبغي التساهل فيه .
٣٠/وجود الإشكال ينبغي أن يكون حاث على العلم والتعلم والسؤال حيث أن الخضر استشكل صبر موسى على ما لم يحط موسى به خبرا .

٣١/قد يمتنع المعلم عن تعليم طالب بسبب شغله المستغرق لزمنه، لكن إذا أدرك المعلم أن الطالب لديه الهدف النبيل والهمة العالية فقد يجعله ذلك يتراجع عن امتناعه فيقدم الأصلح ويوازن بين المصالح .


.