الصواب أن يقال ((إنما يحسن لو أن الله تعالى جعل غيره جباراً وغير بار بأمه )) ، والله أعلم.
أما مراد الرازي ، فهو يريد أن يبين أن التخصيص لا يلزم منه نفي أصل الصفة المُخصِصَه عما عداه. فكون عيسى براً بوالدته لا يلزم منه كون سائر الناس عاقين بأمهاتهم. بل قد يوجد من يشترك مع عيسى في أصل الصفة فيكون فيهم بارّين ولكنهم ليسوا في درجة عيسى ، فاختص عيسى بذلك لكمال بره بوالدته ، وهو بهذا يريد أن يقرر فائدة أصولية وهي أن تخصيص شيء أو إنسان بصفة لا يلزم منه نفي تلك الصفة عما أو عمن سواه. فلا يلزم أن تنتفي الصفة المذكورة عن غير عيسى ليكون له عليه السلام مزيد تخصيص.