السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,كيف حالكن ياأخواتي؟
اليوم أريد منكن أن تقرأن معي هذه القصة الجميلة والتي استجمع فيها الكاتب على صغرها كل عناصر القصة من حيث الحدث, والمكان, والحبكة... ,كما استعمل عنصر المباغتة الذي أعطى انفتاحا للنص,فأرجو أن تنال اعجابكن.
القصة بعنوان- رجل يحلم-للكاتب ياسين رفاعية وهي من مجموعته-العصافير-.
كان الرجل يحلم خلف الجدار.
لقد استلقى تحت شجرة وارفة الظلال في ظهيرة ذلك اليوم,سيحمل بضع ليرات ادخرها من العمل ,ويذهب بها الى زوجته وولده الرضيع اللذين تركهما عند أبيه في القرية .
كان يحلم أن يشتري للصغير حذاءا مطاطيا ,وأن يحمل لزوجته كنزة صفراء تقيها البرد القارس .
كان يحلم مختبئاً تحت تلك الشجرة عن العالم كله,وربما الرب وحده يعرف أنه هنا.
الأرض ندية والشمس الدافئة تدخل ملابسه فيحس بلذة وخدر.
كان يحلم لو كانت له هذه الأرض,لو كانت له بناية، لو كانت له بضعة أشجار من الزيتون، كان يحلم مختبئاً في داخل نفسه، في داخل أحلامه,وكان يحب لو يتحقق حلم من أحلامه.
وكان شريط الأحلام يتوالى على ذاكرته ملوناً كثير العذوبة والصفاء.
فجأة،
انحرفت شاحنة ضخمة عن الطريق العام ليتلافى سائقها دهس رجل قفز بغتة أمام عينيه، واقتحمت الجدار الذي هدمته دفعة واحدة، فتهاوت حجارته الثقيلة لتسحق الجسد النائم سحقاً. لكن أحلام الرجل استمرت في التدفق.