هل يصح القول بأن وجود فرقة الإباضية إلى الآن بسبب قولهم جواز الخروج على الحاكم ، على خلاف فرق الخوارج الأخرى القائلين بوجوب الخروج على الحاكم ؟
هل يصح القول بأن وجود فرقة الإباضية إلى الآن بسبب قولهم جواز الخروج على الحاكم ، على خلاف فرق الخوارج الأخرى القائلين بوجوب الخروج على الحاكم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت هذا الموضوع من أمس وعزمت على التعليق عليه لكن شغلت ببعض الأمور.
بداية أريد أن أنبه إلى أن الأفكار يكون لها وجودان : وجود فكري ، ووجود سياسي يحميه ويدافع عنه.
أما الأفكار ففي الغالب لا تتلاشى تمامًا فكل الأفكار التي ظهرت على الساحة الإسلامية على طول التاريخ موجودة كلها تقريبًا ويضاف إليها كل وقت أفكار أخرى وبدع أخرى ، وبعض هذه الأفكار تجد أنظمة تدعمها فتقوى وتظهر وبعضها تجد حربًا فتضعف إلا أهل الحق فإنهم كلما تخلى عنهم الناس وخذلوهم كان الله لهم وناصرهم وهذا من حفظ الله لدينه، أما معظم الأفكار الضالة فتقوى وتضعف بحسب ما يتيسر لها من أسباب القوة والضعف، لكنها - في الغالب حسب استقرائي الناقص - لا تموت.
فالشيعة لهم وجود فكري ينسب نفسه لآل البيت وهناك دول وانظمة تحميه، تبنى معظمهم الفكر الاعتزالي في العقيدة ، وكذلك الزيدية - وهي أقرب فرق الشيعة لأهل السنة - أكثرهم معتزلة في العقيدة، ولهم دولة تحميهم وتقوم بفكرهم.
وكذلك الأشاعرة ، والماتريدية أفكار لها دول تحميها.
المشكلة في حالة الخوارج أن فكرهم بالأصل يقوم على التكفير والمعارضة لذلك لم يكن لهم دولة إنما قاموا في مواجهة الدولة والحكم ، وكلما تمكن أحدهم وأوشك أن تكون له دولة انشق بعضهم على بعض وكفر بعضهم بعضًا وقتل بعضهم بعضًا.
أما الإباضية فكانوا - كما نقله الأشعري في المقالات - : (((وجمهور الإباضية يتولى المحكمة كلها إلا من خرج، ويزعمون أن مخالفيهم من أهل الصلاة كفار وليسوا بمشركين حلال مناكحتهم وموارثتهم حلال غنيمة أموالهم من السلاح والكراع عند الحرب حرام ما وراء ذلك وحرام قتلهم وسبيهم في السر إلا من دعا إلى الشرك في دار التقية ودان به، وزعموا أن الدار - يعنون دار مخالفيهم - دار توحيد إلا عسكر السلطان فإنه دار كفر يعني عندهم،وحكي عنهم أنهم أجازوا شهادة مخالفيهم على أوليائهم وحرموا الاستعراض إذا خرجوا وحرموا دماء مخالفيهم حتى يدعوهم إلى دينهم، فبرئت الخوارج منهم على ذلك))).
لذلك أرى أن تلك العقائد لدى الإباضية من الخوارج أمكن معها أن يكون لهم دولة ووجود وتعايش مع المخالفين لهم. فالأمر لا يقف عند نقطة إيجاب الخروج أو عدم إيجابه ، لكن الإباضية لديهم مجموعة من الأفكار يمكن معها التعايش مع من يحكمون بكفرهم ، بخلاف باقي فرق الخوارج. والأمر يحتاج إلى زيادة شرح أنا غير متمكن منه الآن بسبب السفر . والله أعلم
للإباضية دولة في عُمان من أيام عبد الله السفاح ( الخليفة العباسي الأول ) إلى الآن
أعتقد أن هذا من أهم أسباب بقائهم
هل تتواجد الإباضية في الجزائر وغيرها من دول شمال افريقيا ؟
جزاكم الله خيرا ..
جزاكم الله خيرا