تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شهادات الإعلام المُزوَّرة للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري حفظه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    225

    افتراضي شهادات الإعلام المُزوَّرة للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري حفظه الله

    بسمالله الرحمن الرحيم
    شهاداتالإعلام المُزوَّرة
    إعتادالناس سماع شيء عن الشهادات الجامعية المزوَّرة من جامعات عابثة تقوم على النصب والاحتيال, بدعوى وجود دراسة جامعية يُمنح الدارس بعدها شهادة عليا في الماجستير والدكتوراهفي تخصصات عدة , وفي الغرب من هذه الجامعات نسبة كبيرة توضح بطلان مايروّج له المنافحونعن مدنية الغرب من المصداقية والانضباط .
    وحديثناليس عن هذه الشهادات , ولكن عن شهادات أكثر انتشاراً وأشد خطراً . ألا وهي شهادات الإعلامالمزوَّر ة لعدد من محدودي الخبرة ممن يُستضافون في الإعلام لهوى في نفس القائم علىالوسيلة الإعلامية من قناة أو صحيفة أو إذاعة أو غيرها , ثم يضفي هذا الإعلامي لقب:( الخبير الاستراتيجي ) و ( والمحلل السياسي) و ( الخبير في شئون الجماعات الإسلامية) و ( الباحث الشرعي) ونحوها من الألقاب التي يرددها الإعلاميون بلا ضوابط , ليكسبوامن أرادوا تقديمه للجماهير صبغة دعائية تشعرهم بأن أمامهم رجلاً صاحب تخصص ودراية بالموضوعالذي يتحدث عنه . وتلك عجيبة من عجائب الإعلاميين التي لا حصر لها .
    ومَكْمَنالخطر حين يتناول أصحاب الشهادات الإعلامية المزورة مسألة شرعيةً . أراد الإعلام اختراقسياج الشرع فيها من خلال من سماهم بالباحثين الشرعيين , الذين ربما صدَّر ألقابهم بـ(صاحب الفضيلة) ليقوم هذا المزوِّر بالحديث عن هذه المسألة الشرعية في ضمن الخط الذيرسمه هؤلاء الإعلاميون , فتكون شهادة الزور واقعة من الجانبين: من الإعلام الذي افترى في تقديم هذه الشهادة لهذاالمسمَّى بالباحث الشرعي , وكذا من الباحث الكذوب الذي سار في الخط المرسوم له , بغرضتغيير حقيقة شرعية يجهر علماء الأمة المؤصَّلون بأعلى أصواتهم بما هو مضاد لما يريدالإعلام ترسيخه فيها , لكن الإعلام المضلل يتجاهل كلام هؤلاء المختصين الحقيقيين ,لأنه لا يريد الوصول إلى الحقيقة بقدر ما يريد تعزيز الهوى الذي تبناه القائمون علىتلك الوسائل .
    ولميعد خافياً أنهم يطلقون عبارة: (صاحب الفضيلة) على من حمل شهادة الدكتوراه في تخصصاتغير شرعية , لكن استغلوا حملة لقب (الدكتور) في مجال ما , ليشعروا المتابع لإعلامهمبأن صاحبهم من حملة الدكتوراه في العلوم الشرعية !
    وعلىهذا الخط طرحوا قضايا تعزز تغيير وضع المرأة المسلمة في حجابها ومنع اختلاطها بالأجانبمن خلال شهود الزور الذين يطلقون عليهم هذه الألقاب .
    وليس ببعيد عن هذا المنهج شهادتهم بالخبرة الاستراتيجيةلمن لم يكتب بحثا علميا واحدا في الخبرة الاستراتيجية , بل هو متابع كالببغاء لما يقالهنا وهناك في وسائل الإعلام , ثم يقوم بعملية استنساخ ساذجة لما يسمع ويقرأ , لا أقلولا أكثر , فما أعجب هذه الخبرة الاستراتيجية ! ويظهر ذلك جليًّا في الطرح المهزوزالمتناسب مع الشهادة المزورة التي منحها الإعلاميون .
    وأعجبمنه الشهادة لبعضهم بالخبرة في شئون الجماعات الإسلامية , فيقوم بخلط عجيب غريب للسلفبالخوارج , ولعلماء الأمة المنضبطين بالجماعات التي لم تقم على منهج شرعي مؤصل .
    ويتبدى هذا جليًّا عند الحديث عن جرائم تقع في أنحاءالأرض فتلصق بأهل السنة والجماعة , بدءاً من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم, ومروراًبعلماء السلف عبر القرون , وصولاً إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتلامذته , حتى صارذكر ما يسمى بـ (الوهابية) أمراً يتكرر في وسائل إعلامهم عند ذكر الإجرام , بفضل تصريحأو تلميح من يسمون بالخبراء في شئون الجماعات الإسلامية .
    ولاتعجب من ذلك إذا علمت أن بعض هؤلاء الخبراء المزوَّرين كانوا من أشد الناس غلوًّا, ومن أكثر من كانوا ينتقدون علماء الأمة العاملين , كشيخنا العلامة ابن باز وإخوانهمن رموز أهل السنة الكبار , ثم لما انتكس هؤلاء الغلاة بنسبة (180) درجة ومالوا إلىالمد التغريبي كافأهم الإعلام بالشهادة الجاهزة : (الخبير)
    ألاما أسهل هذه الشهادات التي لا يحتاج حاملها إلى سهر الليالي, ومتابعة البحث العلميالرصين , والمناقشة الدقيقة من قبل لجنة الحكم على الرسالة التي تنضج للباحث بحثه وتحاسبهعليه .
    ولكنما أشد آثار هذه الشهادات المزورة : قلباً للحقائق , وتلبيساً على الناس , ولهذا ينبغيالتأكيد على الأمة أن تتلقى أمور العلم ونوازل الأحكام من أهل العلم الذين عرفوا به, لا الذين يريد الإعلاميون أن يكونوا مجرد مَعْبَر لهم , لتحقيق أهوائهم , مع الاستعدادالتام لإضفاء الألقاب الكاذبة عليهم ومنح شهادات الزور لهم .
    والحقأن الإعلام الذي بات ينتقد ما أراد , ومن أراد , ويشن من الحملات المنسَّقة المسقطةلمن أراد , هو بأمس الحاجة إلى النقد , نظراً للتسيُّب الشديد الذي يعانيه .
    فكمنشر من الأكاذيب , وكم غيَّر من الحقائق وكم أوجد من اضطراب في بلاد المسلمين في أموردينهم ودنياهم , دون أدنى حساب !
    فهليعي الإعلاميون المتسيِّبون خطورة ما يصنعون في ضوء الانتشار السريع لما يبثون ؟
    وعلىكل حال فإن الإعلام نفسه بحاجة إلى مراجعة دقيقة , وأهم ما يحتاج إليه تحديد موقعهبالضبط ماهو ؟ أهو قناة توصيل تنشر الحقائق بتجرد وإنصاف , أو هو سلطة في نفسه , فإنالإعلاميين يطلقون على صنعتهم: (السلطة الرابعة) ـ أي إضافة إلى السلطات الثلاث ـ وتلكالسلطة الرابعة في نفسها شهادة زور باطلة شهد بها الإعلام هذه المرة لنفسه لا لضيوفه!
    عسىالله أن يصلح أحوال المسلمين , ويمن على هذه الأمة في سائر مجالات حياتها بمن يضع تقوىالله بين عينيه , ممتثلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم :" اتق الله حيثما كنت" .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    268

    افتراضي رد: شهادات الإعلام المُزوَّرة للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري حفظه الله

    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •