تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: كيف قال المنافقون : " أنؤمن كما آمن السفهاء "

  1. #1

    Lightbulb كيف قال المنافقون : " أنؤمن كما آمن السفهاء "

    قوله تعالى : " و َإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ "
    مَن القائل : " آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ " ؟ و من المقول له ؟ و كيف يجاهر المنافقون بِسَبِّ المؤمنين القائلين لهم ذلك و بإظهار الكفر ؟ و ما معنى المثل المضروب ( أو كصيب من السماء فيه ظلمات و برق و رعد .... الآية )
    أرجو من الإخوة المساعدة ، بارك الله فيكم .
    رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

  2. #2

    افتراضي رد: كيف قال المنافقون : " أنؤمن كما آمن السفهاء "

    السلام عليك
    قال الله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ [البقرة:13] الناس هنا: عام أريد به الخاص، فكلمة الناس عامة لكن أريد بها الخاص يعني: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ [البقرة:13] السفهاء: جمع سفيه، والسفه: سذاجة في الرأي وخفة في العقل. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ [البقرة:13] هذا حكم الله وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ [البقرة:13] . وهنا تتحرر المسألة: نحن أسميناهم منافقين، وقلنا: إنهم يظهرون خلاف الذي يعتقدون، فكيف يجاب عن قولهم صراحةً: (أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ)، فهم صرحوا هنا بالكفر، ورفضوا الإيمان، فكيف يسمون منافقين وقد صرحوا بالكفر، والمنافق لا يصرح بالكفر، فهم يقولون بنص القرآن: كيف نؤمن كما آمن هؤلاء السفهاء؟ وأنت تقول أيها المفسر: إن هؤلاء منافقون، فكيف تجيب عن هذا؟ الجواب عن هذا له عدة طرائق، ودائماً إذا أردت أن تقنع غيرك بشيء اخرج به عن زحمة ما أنت فيه، وأظهر له الصورة بجلاء بمكان آخر، قال ربنا عن أهل الطاعات: إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا [الإنسان:5-9]، هل وجدت مؤمناً يطعم سائلاً أو ينفق مالاً ويقول للناس: خذها إنما أطعمك لوجه الله، ما أريد منك جزاء ولا شكوراً؟! هل كان الصحابة يفعلون هذا؟ ما كانوا يفعلون هذا، إنما شيء أخفوه فأظهر الله سرائرهم وحالهم إكراماً لهم، والمنافقون لا يقولون هذا الكلام بألسنتهم، يقولونه في قلوبهم فأظهره الله ذلاً لهم، وهتكاً لأسرارهم، فالله عامل أهل القلوب الصالحة بأن أظهر ما انطوت عليه قلوبهم من صلاح، وعامل أهل القلوب المنافقة الفاسدة البغيضة بما انطوت عليه قلوبهم من بغض ونفاق وفساد، هذا الذي أدين الله به جواباً عن هذه المسألة، وقال البغوي في معالم التنزيل في تحرير هذه الإشكال: إنهم يقولون هذا مع بعضهم البعض، لكن ظاهر القرآن لا يدل عليه، وقال بعض العلماء: إنهم كانوا يقولونه للمؤمنين بطرائق ملتوية لا تثبت عليهم النفاق، والأول إن شاء الله أرجح
    أما بخصوص الآية الأخرى فهذا تفسيرها:
    قال الله تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ ... [البقرة:17-19]. هذا مثل مركب تحريره كما يلي: القرآن به حياة الأرواح والمطر به حياة الأجساد، والله يذكر هنا أن هؤلاء المنافقين حالهم كالتالي: ينزل القرآن من السماء فيحيي القلوب لأنه مثل المطر، ينتفع به المؤمنون في الدنيا والآخرة، أما هؤلاء المنافقين فينتفعون ببعضه ولا ينتفعون ببعضه، والمطر فيه برق, وفيه رعد، وفيه ظلمات. ورعد القرآن زواجره، وبرق القرآن نوره، والظلمات التي في المطر الحقيقي هي الشكوك التي تنتابهم من قراءة القرآن؛ لأنهم معرضون غير مؤمنين بالقرآن، فالشك الناجم عنهم مثاله في المطر مثال الظلمات، والزواجر التي في القرآن التي تخوفهم مثاله في المطر الرعد، أما النور الذي في المطر فبالنسبة لهم ما نالهم من عصمة الدماء، وأنهم يناكحون المسلمين، وأنهم يتوارثون معهم، فهذا انتفعوا به ما داموا قد أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، وإن كانوا كافرين، فقد كانت تجري عليهم أحكام أهل الإسلام، فهذا النور هو الذي انتفعوا به. هذا معنى عام، وللعلماء في ذلك بيانات تفصيلية يطول الحديث فيها، ومنها: أن المنافق مثل شخص أوقد ناراً فكشفت ما حوله فرأى الحيات.. رأى العقارب.. رأى ما قرب منه ودنا .. وتبين له مكانه، فلما شعر بالاطمئنان ذهب ذلك النور، انطفأت تلك النار، وهؤلاء المنافقون انتفعوا بالإسلام ظاهرياً.. عرفوا من حولهم.. استطاعوا أن يعصموا دماءهم.. فإذا جاء يوم القيامة لم ينفعهم ذلك النور على الصراط، بل يسلب منهم، وهذا معنى قول الله جل وعلا: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ [البقرة:17]، فجعل بعض العلماء هذه الآية على يوم القيامة. وللعلماء أقوال مشابهة حول هذا، لكن الذي يعنينا جملة أن هذا مثال مركب ذكره الله جل وعلا في أحوال المنافقين. وبعض العلماء يقول: إن قوله تعالى: كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا [البقرة:20] أنهم إذا انتفعوا من الدين بشيء يقولون: هذا الدين دين خير، وإذا أصابتهم بلايا قالوا: هذا الدين دين شؤم، فهذا معنى قوله: (كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا) وهذا وإن حرره بعض الأكابر لكنه غير صحيح؛ لأن المنافقين أصلاً لم يكونوا على سنن واحد، والآية تتكلم على المنافقين المستوطنين في المدينة، تتكلم عن الأشداء منهم، ولا تتكلم عن الأعراب الذين يأتون من خارج المدينة، فالمنافقون الأعراب الذين يأتون من خارج المدينة تنطبق عليهم آية الحج: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ [الحج:11]، فقد كانوا إذا دخلوا في هذا الدين يقولون عنه أحياناً: أنه شؤم، وأحياناً يقولون: إنه خير، والمنافقون المستوطنون في المدينة الذين كان لهم في الأصل غلبة، وكانت لهم علاقات قوية من رحم وصهر وتحالف مع أقوياء المؤمنين هم المقصودون هنا، وهم لم يكونوا يقولون أحياناً: دين شؤم، وأحياناً: دين خير؛ لأن قولهم: هذا دين خير، فيه بعض إيمان، فهذا ينطبق على منافقي الأعراب المذكورين في آية الحج، أما الآية التي بين أيدينا فتنطبق على المنافقين الأولين، وسورة البقرة من أوائل ما أنزل في المدينة قبل أن يدب النفاق في البوادي والأعراب الذين كانوا يحيطون بالمدينة زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    141

    افتراضي رد: كيف قال المنافقون : " أنؤمن كما آمن السفهاء "

    وإذا قيل لهم : من طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء : هذا القول ليس بالمجابهة فهم أحقر من ذلك بل هو فيما بينهم ، وقد بين الله ذلك في الآيات المتلاحقة : وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون ، فهذا القول منهم أمام بعضهم ولإرضاء شياطينهم ، وقولهم الناس يدخل فيه دخولا أوليا الصحابة ، وفيه منهم تحقير وتسفيه وهم السفهاء وأولى بالسفاهة .

  4. #4

    افتراضي رد: كيف قال المنافقون : " أنؤمن كما آمن السفهاء "

    بارك الله فيكم
    لكن هل من تفصيل أكثر للمثلين المضروبين في الآيات ؟ و ما معنى ( قاموا )
    رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    88

    افتراضي رد: كيف قال المنافقون : " أنؤمن كما آمن السفهاء "

    الخلاصة : (( هذا شيء أخفوه المنافقون فأظهر الله سرائرهم وحالهم إكراماً للمؤمنين، والمنافقون لا يقولون هذا الكلام بألسنتهم، يقولونه في قلوبهم فأظهره الله ذلاً لهم، وهتكاً لأسرارهم، فالله عامل أهل القلوب الصالحة بأن أظهر ما انطوت عليه قلوبهم من صلاح، وعامل أهل القلوب المنافقة الفاسدة البغيضة بما انطوت عليه قلوبهم من بغض ونفاق وفساد )) اهـ
    للتواصل واتساب
    966535014097

    0535014097

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •