ما البرهان ؟...مع الآية 174 من سورة النساء:
قال تعالى:{ يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً * فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُم ْ فِى رَحْمَةٍ مَّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَٰطاً مُّسْتَقِيماً }
في تفسير ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى مخاطباً جميع الناس ومخبراً بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم، وهو الدليل القاطع للعذر، والحجة المزيلة للشبهة، ولهذا قال: { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } أي: ضياء واضحاً على الحق، قال ابن جريج وغيره: وهو القرآن { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي: جمعوا بين مقامي العبادة، والتوكل على الله في جميع أمورهم، وقال ابن جريج: آمنوا بالله واعتصموا بالقرآن. رواه ابن جرير { فَسَيُدْخِلُهُم ْ فِى رَحْمَةٍ مَّنْهُ وَفَضْلٍ } أي: يرحمهم، فيدخلهم الجنة، ويزيدهم ثواباً، ومضاعفة ورفعاً في درجاتهم؛ من فضله عليهم، وإحسانه إليهم، { وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَٰطاً مُّسْتَقِيماً } أي: طريقاً واضحاً قصداً قواماً لا اعوجاج فيه، ولا انحراف، وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات.
وفي حديث الحارث الأعور، عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " القرآن صراط الله المستقيم، وحبل الله المتين " وقد تقدم الحديث بتمامه في أول التفسير، ولله الحمد والمنة.