فمنهم من نُمي إليه خبر البحر ولم يره وهذا المسلم بالهوية ..
ومنهم المتأمل بنظره المكتفي بالإطلال وهذا الذي قلد بيته بقلائد الآيات وجعل مصحفه في ركن البيت زينة لا غير ..
ومنهم الذي بلل قدمه إلى الساق حينا ثم خرج وهذا الذي لا يذكرا القرءان إلا في مناسبة فرح أو ترح ..
ومنهم من سبح فيه شوطا ثم لم يجاوز ذلك وهذا حال عامة المسلمين حفظوا من القرءان قليلا وفهموا منه قليلا وعملوا به قليلا ..
ومنهم من قطع البحر سبحا ووصل إلى منتهاه وهذا الحافظ له التارك لما فيه أو من جعل همه ختم الكتاب من غير أن يفهم اللُّباب ..
ومنهم الغائص في أعماق البحار المستخرج للجوهر المكنون المقلب بصره في زينته حتى إذا أظلم عليه الليل خرج منه ليعود إليه من الغد وهذه حال الصالحين ..
ومنهم وصل قعره وسبر غوره فجعله مسكنا واستوطن فيه فلا يخرج منه إلا محمولا على الأكتاف مشيعا إلى قبره وهذه حال الأبرار المصطفين الأخيار جعلني الله وإياكم منهم .