تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 32 من 32

الموضوع: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

  1. #21

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    ( الدرس الثالث عشر )

    المضارع

    قد علمتَ أن الفعل الماضي يشتق من المصدر، وأنه يبنى للمعلوم وللمجهول، ونريد أن نبين كيف يشتق المضارع.
    فيؤخذ الفعل المضارع من الماضي بزيادة أحد أحرف المضارَعَة في أول الماضي وهي مجموعة بكلمة أَنيتُ ( أ- ن- ي- ت ) مثل: ( ضَرَبَ : أَضْرِبُ- نَضْرِبُ- يَضْرِبُ- تَضْرِبُ ).
    والفعل يكون ثلاثيا مثل: نَصَرَ ورباعيا مثل أَكْرَمَ ودَحْرَجَ، وخماسيا مثل انكسرَ وسداسيا مثل استخرجَ أي بحسب عدد أحرف ماضيه، فنريد أن نبين كيفية ضبط حركة الفعل المضارع مع كل قسم:
    أولا: مع الثلاثي: 1- نفتح أحرف المضارعة، 2- نسكن فاء الفعل، 3- نتبع في عين الفعل السماع فلا ضابط لها.
    مثل: ( نَصَرَ ) فلكي نستخرج منه المضارع نضيف أحد أحرف أنيت مفتوحة فيصير: ( أَنصر ) ثم نسكن فاء الفعل وهي النون هنا فيصير: ( أَنْصر ) ثم ننظر الوارد عن العرب في حركة الصاد باستعمال القواميس فنجدهم قد نطقوا بها مضمومة فنضمها تبعا لهم فيصير ( أَنْصُر ) وأما حركة الحرف الأخير فهي تتبع قواعد النحو فيرفع المضارع ما لم يدخل عليه ناصب أو جازم.
    ومثل: ( ضَرَبَ ) نطبق الخطوات السابقة فيصير ( يَضْرِب ) ويلاحظ أن حركة عين الفعل الراء هي الكسرة.
    ومثل: ( فَتَحَ ) مضارعه ( تَفْتَح ) ويلاحظ أن حركة عين الفعل التاء الفتحة وذلك تبعا للسماع الوارد عن العرب.
    مثال: قال الله تعالى: ( إيَّاكَ نَعْبُدُ ) والماضي هو ( عَبَدَ ) فأضيف حرف المضارعة النون مفتوحة، وسكِّنت الفاء، وضمت العين للسماع فصار ( نَعْبُد ) فالفعل عَبَدَ نَعْبُد من الباب الأول.
    ثانيا: مع الرباعي أي مع الفعل الذي على 4 أحرف سواء أكان ثلاثيا مزيدا عليه بحرف أو رباعيا مجردا نتبع التالي: 1- نضم أحرف المضارعة، 2- نكسر الحرف قبل الأخير، 3- نبقي بقية الأحرف على ما كانت عليه في الماضي.
    مثل: ( قَدَّمَ ) ولأخذ المضارع منه نضيف أحد أحرف المضارع مضمومة فيصير ( أُقدّم ) ثم نكسر الحرف قبل الأخير وهو الدال الثانية فيصير ( أُقدِّم ) بقيت عندنا حركة القاف فتفتح تبعا للماضي وحركة الأخير تابعة للعامل.
    ومثل: ( شَاْرَكَ ) مضارعه ( نُشَاْرِك ) فضم حرف المضارعة النون، وكسر الحرف قبل الأخير الراء والبقية كالماضي.
    ومثل: ( دَحْرَجَ ) مضارعه ( نُدَحْرِج ).
    مثال: قال الله تعالى: ( الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ ) والماضي هو ( وَسْوَسَ ) وهو على أربعة أحرف فأضيف حرف المضارعة الياء مضمومة وكسر الحرف قبل الأخير السين، وحافظت البقية على صورة الماضي ( يُوَسْوِس ).
    ثالثا: مع الفعل الخماسي والسداسي: 1- نفتح أحرف المضارعة، 2- نكسر الحرف قبل الأخير ما لم يكن في أول الماضي تاء زائدة، 3- نبقي بقية الأحرف على نفس ما كانت عليه في الماضي.
    مثل: ( اِنْطَلَقَ ) فهذا فعل خماسي لأنه على 5 أحرف فإذا أردنا استخراج المضارع منه أضفنا أحد أحرف المضارعة مفتوحة فيصير ( يَنطلق ) ثم نكسر الحرف قبل الأخير فيصير ( يَنطلِق ) ثم نستجلب نفس حركات وسكنات الماضي لبقية الأحرف فيصير ( يَنْطَلِق ).
    ومثل: ( تَقَدَّمَ ) فهذا فعل خماسي مبدوء بتاء زائدة لأن أصله قدم، فإذا أردنا المضارع أضفنا أحد أحرف المضارعة مفتوحة، وحافظنا على صورة الماضي فيصير ( يَتَقَدَّمُ )، فالفعل المبدوء بتاء زائدة يبقى ما قبل آخره مفتوحا.
    ومثل: ( اِسْتَخْرَجَ ) فهذا فعل سداسي لأنه على 6 أحرف فإذا أردنا استخراج المضارع منه أضفنا أحد أحرف المضارعة مفتوحة فيصير ( نَستخرج ) ثم نكسر الحرف قبل الأخير فيصير ( نَستخرِج ) ثم نستجلب نفس حركات وسكنات الماضي لبقية الأحرف فيصير ( نَسْتَخْرِج ).
    مثال: قال الله تعالى: (ويَسْتَأْذِنُ فريقٌ منهم النبيَّ ) والماضي هو ( اِسْتَأْذَنَ) وهو على ستة أحرف فأضيف حرف المضارعة الياء مفتوحة، وكسر الحرف قبل الأخير الذال، وحافظت البقية على نفس صورة الماضي ( يَسْتَأْذِنُ ).
    وهنا مسألة وهي: إذا كان الماضي الرباعي والخماسي والسداسي مبدوءاً بهمزة زائدة حذفت في المضارع.
    مثل: ( أَكْرَمَ ) وهذا فعل رباعي مبدوء بهمزة زائدة فيكون مضارعه ( يُكْرِم ) أي نطبق نفس الخطوات السابقة في الرباعي مع حذف الهمزة الزائدة والأصل ( يُؤَكْرِم ) فصار ( يُكْرِم ).
    ومثل: ( أَخْرَجَ ) يصير ( يُخْرِج ) والأصل ( يُؤَخْرِج )، ومثل (أَحْسَنَ ) يصير ( يُحْسِن ) والأصل ( يُؤَحْسِن ).
    ومثل: ( اِنْطَلَقَ ) وهذا خماسي يصير ( يَنْطَلِق ) فنحذف همزة الوصل في المضارع.
    ومثل: ( اِسْتَخْرَجَ ) يصير ( يَسْتَخْرِج ) فنحذف همزة الوصل في المضارع.
    مثال: قال الله تعالى: (يَسْأَلُوْنَكَ ماذا يُنْفِقُوْنَ) فالفعل المضارع يسألونَ من الأفعال الخمسة، والماضي هو ( سَأَلَ ) وهذا ثلاثي فيكون المضارع منه ( يَسْأَل ) ثم أسند للجماعة فصار ( يَسْأَلُوْنَ ).
    والفعل يُنفقونَ من الأفعال الخمسة أيضا والماضي هو ( أَنْفَقَ ) وهذا رباعي مبدوء بهمزة زائدة فتحذف في المضارع ويصير ( يُنْفِق ) والأصل ( يُؤَنْفِق ) فحذفت منه الهمزة فأصل (يُنْفِقُوْنَ ) هو ( يُؤَنْفِقُوْنَ ).
    فتلخص أن المضارع يؤخذ من الماضي بزيادة أحد أحرف المضارعة التي تكون مفتوحة في الثلاثي والخماسي والسداسي، ومضمومة في الرباعي، ثم إن كان الماضي ثلاثيا أسكنت فاؤه وأتبعت عينه السماع، وإن كان رباعيا كسر ما قبل آخره، وكذلك إذا كان خماسيا أو سداسيا إلا إذا بدأ بتاء زائدة،وتحذف الهمزة الزائدة من أول الماضي.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم كيف يصاغ المضارع من الماضي الثلاثي ؟
    2- كيف يصاغ المضارع من الماضي الرباعي والخماسي والسداسي ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لأربعة أفعال مضارعة كل واحد منها مأخوذ من قسم من الأفعال ؟

    ( التمارين )

    استخرج مضارع الأفعال التالية وبين الخطوات مع كل فعل:
    ( أَكَلَ- قَرَأَ- أَرْسَلَ- اِسْتَمَعَ- تَعَلَّمَ- اِسْتَفْهَمَ- جَاْهَدَ- اِسْتَبَقَ ).


  2. #22

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    ( الدرس الرابع عشر )

    الأمر
    قد علمتَ أن المضارع يؤخذ من الماضي بزيادة أحد أحرف أنيت، ونريد أن نبين كيفية الحصول على فعل الأمر.
    فالأمر يشتق ويؤخذ من المضارع بحذف أحرف المضارعة ، ثم بعدها ننظر فإن كان ما بعد أحرف المضارعة ساكنا أضفنا الهمزة، وإن كان ما بعدها متحركا لم نحتج للهمزة، ثم نبني آخره.
    مثل ( تَضْرِبُ ) نحذف حرف المضارعة التاء فيصير ( ضْرِبُ ) وبما أن الحرف الذي بعد حرف المضارعة ساكنا ندخل همزة الوصل في أوله فيصير ( اضْرِبُ ) ثم نبني آخره على السكون فيصير ( اضْرِبْ).
    ومثل ( تَدْعُو ) نحذف حرف المضارعة فيصير ( دْعُو ) ثم ندخل همزة الوصل فيصير ( ادْعُو) ثم نبني آخره على حذف حرف العلة فيصير ( ادْعُ).
    ومثل ( تُشَارِكُ ) نحذف حرف المضارعة التاء فيصير ( شَارِكُ ) ولا نحتاج لإضافة الهمزة لأن الحرف الذي بعد حرف المضارعة الشين متحرك، ثم نبني آخره على السكون فيصير ( شَارِكْ ).
    ومثل (تَذْهَبَانِ ) نحذف حرف المضارعة التاء فيصير ( ذْهَبَانِ ) ثم ندخل همزة الوصل فيصير ( اذْهَبَانِ) ثم نبني آخره على حذف النون فيصير ( اذْهَبَاْ ).
    ومثل ( تُكْرِمُ ) نحذف حرف المضارعة التاء فيصير ( كْرِمُ ) ثم نأتي بالهمزة في أوله فيصير ( أكْرِمُ ) ثم نبني آخره على السكون فيصير ( أَكْرِمْ).
    بقي أن نعرف أمرا وهو حركة الهمزة التي تجتلب ما هي؟ فهل نقول اِضْرِبْ أو اَضْرِبْ أو اُضْرِبْ ؟
    والجواب هو: أننا ننظر فإن كان الفعل من باب أَفْعَلَ أي من الثلاثي المزيد في أوله همزة فتكون الهمزة مفتوحة مثل: أَكْرِمْ - أَخْرِجْ- أَحْسِنْ، والماضي هو: أَكرمَ وأَخْرجَ وأَحسنَ أي من باب أَفْعَلَ.
    وذلك لأن الفعل أكرمَ قد حذفت همزته في المضارع فصار تُكْرِم وعند اشتقاق الأمر ترد له همزة القطع المفتوحة.
    وإن كانت عين مضارعه مضمومة فتضم همزة الوصل مثل: تَنْصُرُ فالصاد منه مضمومة فنقول اُنصُرْ، ومثل تَكتُبُ فالأمر منه اُكتُبْ، ومثل تَسجُد فالأمر اُسجُدْ.
    وما عدا ذلك تكسر الهمزة مثل تَضْرِبُ الأمر منه اِضْرِبْ، وتَفتَحُ الأمر منه اِفتَحْ، وتَنطَلِقُ الأمر منه اِنطلِقْ وتَستَخرِجُ الأمر منه اِستَخرِجْ.
    مثال: قال الله تعالى: ( اِهْدِنَا الصراطَ المستقيمَ ) فالمضارع هو ( تَهْدِي ) يحذف حرف المضارعة فيصير (هْدِي ) ثم تجلب همزة الوصل مكسورة لأن عين الفعل ليست مضمومة فيصير ( اِهْدِي ) ثم يبنى آخره بحذف حرف العلة فيصير ( اِهْدِ ) ثم أدخل عليه ضمير الجمع نا فصار ( اِهْدِنَا ).

    مثال: قال الله تعالى: ( اِتَّقُوْا اللهَ ) فالمضارع هو ( تَتَّقُوْنَ ) يحذف حرف المضارعة فيصير ( تَّقُوْنَ) والشدة تعني حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك، فتجلب همزة الوصل المكسورة لأن المضارع هو يتقِي وعينه ليست مضمومة فيصير ( اِتَّقُوْنَ ) ثم يبنى آخره على حذف النون فيصير ( اِتَّقُوْا ).
    مثال: قال الله تعالى: ( أَنْفِقُوْا مِما رزقناكُم ) فالمضارع هو (تُنْفِقُوْنَ) يحذف حرف المضارعة فيصير ( نْفِقُوْنَ ) ثم ترجع له همزة القطع المفتوحة لأنه من باب أَفْعَلَ أَنْفَقَ يُنْفِقُ فيصير ( أَنْفِقُوْنَ ) ثم يبنى فيصير ( أَنْفِقُوْا ).
    مثال: قال الله تعالى: ( اُقْتُلُوْا يوسفَ ) فالمضارع هو ( تَقْتُلُوْنَ ) يحذف حرف المضارعة فيصير ( قْتُلُوْنَ ) ثم تجلب همزة الوصل مضمومة لأن عين مضارعه مضمومة يَقْتُل فيصير ( اُقْتُلُوْنَ ) ثم يبنى فيصير ( اُقْتُلُوْا ).
    مثال: قال الله تعالى: ( وقَاْتِلُوْا في سبيلِ اللهِ ) فالمضارع هو ( تُقَاْتِلُوْنَ ) يحذف حرف المضارعة فيصير (قَاْتِلُوْنَ ) ثم يبنى فيصير ( قَاْتِلُوْا ).
    فتلخص أن الأمر يؤخذ من المضارع بحذف حرف المضارعة منه ثم إن كان الحرف الأول بعد حرف المضارعة متحركا فلا حاجة للهمزة وإن كان ساكنا احتجنا للهمزة، وتكون حركة هذه الهمزة الفتح في باب أفعل وهي همزة قطع، والضم إن كان عين المضارع مضموما والكسر فيما عدا ذلك والهمزة فيهما همزة وصل.

    ( الأسئلة )

    1- كيف يشتق الأمر ؟
    2- لماذا كانت الهمزة مفتوحة في الأمر من باب أفعل ؟
    3- مثل بمثال من عندك لأفعال أمر مأخوذة من مضارع ثلاثي ورباعي وخماسي وسداسي ؟

    ( التمارين )
    استخرج الأمر مِن الأفعال التالية وبين الخطوات مع كل فعل:
    ( يَحْفَظُ- نُجَاهِدُ- يُبَارِكُ- تُصَلِّيْ- يُرْسِلُ- يُبَلِّغُوْنَ- يَشْكُرُ ).


  3. #23

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    ( الدرس الخامس عشر )

    اسم الفاعل

    اسم الفاعل هو: اسمٌ مُشْتَقٌ مِنَ المضارعِ المعلومِ للدلالةِ على ذاتٍ قامَ بها المصدرُ.
    لاحظ هذه الأمثلة: ( قامَ زيدٌ، زيدٌ قائِمٌ- صَدَقَ الغلامُ، الغلامُ صادِقٌ- سرقَ اللصُّ المتاعَ، اللصُّ سارِقٌ ) تجد الأسماء التالية: ( قائِم- صادِق- سارِق ) تدل على أمرين: المصدر، وفاعله، فقائم يدل على القيام وعلى فاعل القيام، وصادق يدل على الصدق وعلى فاعله والمتصف به، وسارق يدل على السرقة ومن صدر ووقع منه.
    ويشتق ويؤخذ اسم الفاعل من الفعل المضارع المبني للمعلوم على التفصيل الآتي:
    1- إذا كان الفعل ثلاثيا نصوغ اسم الفاعل منه على وزن ( فَاْعِل ).
    مثل: ( كَتَبَ- يَكْتُبُ- كَاتِبٌ ) فكاتب على وزن فاعِل وأصل كاتِب هو يَكْتُب، فحذفنا حرف المضارعَة، وفتحنا الفاء، وزدنا بعدها ألفاً، وكسرنا عينه، أي ( يَكْتُب ) حذفنا حرف المضارعة منه فصار ( كْتُب ) ثم فتحنا الكاف فصار ( كَتُب ) ثم أضفنا الألف بين الفاء والعين فصار ( كَاتُب ) ثم كسرنا العين فصار ( كَاتِب ).
    ومثل ذاهِب، ولاعِب، وناجِح، وسامِع، وعامِل، وفاهِم، وغيرها فهذه كلها مأخوذة من أفعال ثلاثية.
    مثال: قال الله تعالى: ( مالِكِ يومِ الدِّينِ ) فمالك اسم فاعل يدل على الملك والمتصف به وهو الله سبحانه وتعالى وهو على وزن فاعل لأنه من الفعل ( مَلَكَ يَمْلِكُ ) مِن الباب الثاني.
    مثال: قال الله تعالى: ( وما لهم مِن ناصِرينَ ) وهذا اسم فاعل مجموع جمع مذكر سالم على وزن فاعل لأنه من الفعل ( نَصَرَ يَنْصُرُ ) مِن الباب الأول.
    2- إذا كان الفعل غير ثلاثي نصوغ اسم الفاعل منه بوضع ميم مضمومة بدل حرف المضارعة وكسر ما قبل الآخر إن لم يكن مكسورا.
    مثل: ( أَكْرَمَ - يُكْرِمُ- مُكْرِمٌ ) فمُكرِم اسم فاعل وفعله رباعي وأصله ( يُكْرِم ) فحذفنا حرف المضارعة فيصير ( كْرِم ) ثم وضعنا أوله ميما مضمومة فصار ( مُكْرِم ) وبما أن الحرف قبل الأخير مكسور فقد كفانا أمر كسره.
    ومثل: مُتْقِن مأخوذ مِن يُتْقِنُ فحذفنا حرف المضارعة ووضعنا موضعها ميما مضمومة فصار اسم فاعل.
    ومثل: مُدَحْرِج مأخوذ مِن يُدَحْرِجُ، ومثل: مُعَلِّم مأخوذ من الفعل المضارع يُعَلِّمُ، ومثل: مُقَاتِل مأخوذ مِن يُقَاتِل.
    ومثل: مُتَقَدِّم مأخوذ مِن ( يَتَقَدَّمُ ) وبما أن الحرف قبل الأخير مفتوحا وليس مكسورا فنكسره.

    ومثل: مُنْطَلِق مأخوذ من يَنْطَلِقُ، ومُسْتَخْرِج مأخوذٌ من يَسْتَخْرِجُ، وعليه فقِس.
    مثال: قال الله تعالى: ( يَوَدُّ المُجْرِمُ لو يَفْتَدِيْ مِن عذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيْهِ ) واسم الفاعل هو مُجْرِم مِن الفعل الرباعي أَجْرَم يُجْرِمُ.
    مثال: قال الله تعالى: ( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خيرٌ أمِ الله ) واسم الفاعل هو مُتَفَرِّق مِن الفعل الخماسي تَفَرَّقَ يَتَفَرَّق، ثم لما اشتق من المضارع مُتَفَرِّق جُمِعَ جمعَ مذكر سالم ( مُتَفَرِّقُوْنَ ).
    تنبيه: يصاغ اسم الفاعل مِن الفعل اللازم والفعل المتعدي مثل: ذهبَ فهو لازم واسم الفاعل منه ذاهِب، ومثل ضربَ وهو متعدٍ واسم الفاعل منه ضارِب.
    فتلخص أن اسم الفاعل هو: اسمٌ مُشْتَقٌ مِنَ المضارعِ المعلومِ للدلالةِ على ذاتٍ قامَ بها المصدرُ، ويصاغ من الثلاثي على وزن فاعل، ومن غيره على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضَارَعة ميماً مضمومةً وكسر ما قبل الآخر.

    ( الأسئلة )


    1- في ضوء ما تقدم ما هو اسم الفاعل ؟
    2- كيف يؤخذ اسم الفاعل من الثلاثي وغيره ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لاسم فاعل مشتق من ثلاثي وآخر من غيره ؟

    ( التمارين 1 )

    استخرج اسم الفاعل مما يأتي:
    ( الصابِرينَ والصادقينَ والقانِتينَ والمُنْفِقِينَ والمستغفِرينَ بالأسحارِ- إنا نحنُ نزَّلنا الذكرَ وإنَّا له لحافِظونَ- أولئكَ يَلعَنُهمُ اللهُ ويَلعَنُهمُ اللاعِنونَ- لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَا تِ وَالْمُشْرِكِين َ وَالْمُشْرِكَات ِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِوَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ).

    ( التمارين 2 )

    صُغْ مِن كل فعل مِن الأفعال الآتية اسم فاعل واستعمله في جملة مفيدة:
    ( أَخلفَ- أعزَّ- تَصَدَّق- أَسْلَمَ- عاهَدَ- نَذَرَ- زَرَعَ- تَرَفَّقَ- فَهِمَ- شَرِبَ ).



  4. #24

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    ( الدرس السادس عشر )

    اسم المفعول

    اسم المفعول هو: اسم مشتق مِنَ المضارعِ المجهول للدلالةِ على ذاتٍ وقع عليها المصدرُ. لاحظ هذه الأمثلة: ( ضَرَبَ زيدٌ عمرًا، عمرٌو مَضروبٌ- شَرِبَ الغلامُ اللبَنَ، اللبنُ مشروبٌ- سَرَقَ اللصُّ المتاعَ، المتاعُ مَسروقٌ ) تجد الأسماء التالية: ( مضروب- مشروب- مسروق ) تدل على أمرين: المصدر، ومفعوله، فمضروب يدل على الضرب ومَن وقع عليه الضرب، ومشروب يدل على الشرب والشيء الذي شُربَ، ومسروق يدل على السرقة وعلى الشيء المسروق. ويشتق ويؤخذ اسم المفعول من الفعل المضارع المبني للمجهول على التفصيل الآتي: 1- إذا كان الفعل ثلاثيا نصوغ اسم المفعول منه على وزن ( مَفْعُوْل ).
    مثل: ( كَتَبَ- يُكْتَبُ- مَكْتُوْبٌ ) فمكتوب على وزن مَفْعول وأصل مكتوب هو يُكْتَبُ المبني للمجهول، فحذفنا حرف المضارعَة ووضعنا بدله ميما مفتوحة، فصار ( مَكْتَب ) ثم ضممنا التاء فصار ( مَكْتُب ) ثم أضفنا الواو بين التاء والباء فصار ( مَكْتُوْب ).
    ومثل مَكشوف، ومَفتوح، ومَتروك، ومَسموع، ومَعمول، ومَفهوم، وغيرها فهذه كلها مأخوذة من أفعال ثلاثية.
    مثال: قال الله تعالى: ( فيها سُرُرٌ مَرْفُوْعَةٌ ) فمرفوعة اسم مفعول يدل على الرفع وعلى الشيء الذي رفع وهو السرر وهو على وزن مفعول لأنه من الفعل الثلاثي ( رَفَعَ يَرْفَعُ) مِن الباب الثالث.
    مثال: قال الله تعالى: ( إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنْصُورُونَ ) والمنصورونَ اسم مفعول مجموع جمع مذكر سالم وهو على وزن مفعول لأنه من الفعل الثلاثي ( نَصَرَ يَنْصُرُ ) مِن الباب الأول. 2- إذا كان الفعل غير ثلاثي نصوغ اسم المفعول منه بوضع ميم مضمومة بدل حرف المضارعة.
    مثل: ( أَكْرَمَ - يُكْرَمُ- مُكْرَمٌ ) فمُكْرَم اسم مفعول، وفعله رباعي وأصله ( يُكْرَم ) فأبدلنا حرف المضارعة بميم مضمومة فيصير ( مُكْرَم ).
    ومثل: مُتْقَن مأخوذ مِن يُتْقَنُ فأبدلنا حرف المضارعة بميم مضمومة فصار اسم مفعول.

    ومثل: مُدَحْرَج مأخوذ مِن يُدَحْرَجُ، ومثل: مُسْتَخْرَج مأخوذٌ من يُسْتَخْرَجُ، وعليه فقِس.
    مثال: قال الله تعالى: ( والسَّحَابِ المُسَخَّرِ ) المُسَخَّرَ اسم مفعول مِن الفعل الرباعي سَخَّرَ يُسَخَّرُ.
    مثال: قال تعالى: ( في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) مُمَدَّدَة اسم مفعول مِن الفعل الرباعي مَدَّدَ يُمَدَّدُ فهو مُمَدَّدٌ وهيَ مُمَدَّدَةٌ.
    وهنا مسألة نختم بها وهي: أن اسم المفعول لا يصاغ إلا من الفعل المتعدي بخلاف اسم الفاعل فهو يأتي من اللازم والمتعدي، ولصياغة اسم المفعول من الفعل اللازم نحتاج إلى حرف الجر ليقترن به ويتعدَّى بواسطته.
    مثل: ذهبَ فهو فعل لازم، ولكي نأخذ منه اسم المفعول نقول مَذْهُوب بِه، ومثل: مرَّ اسم المفعول منه مَمرورٌ بهِ ومثل اِجتمعَ اسم المفعول منه مُجْتَمَعٌ فيه، أي نطبق القواعد السابقة إذا كان ثلاثيا أو غيره ونضيف حرف الجر.
    مثال: قال الله تعالى: ( غَيْرِ المَغْضُوْبِ عَلَيْهِمْ ) وهو مِن الفعل الثلاثي غَضِبَ يَغْضَبُ مِن الباب الرابع فإذا بنيناه للمجهول قلنا يُغْضَبُ علَيْهِم ثم يشتق اسم المفعول مَغْضُوْب علَيهِم.
    فتلخص أن اسم المفعول هو: اسم مشتق من المضارع المجهول للدلالة على ذات وقع عليها المصدر، ويشتق من الثلاثي على وزن مفعول ومن غيره على وزن المضارع المبني للمجهول مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة، ويشتق من اللازم بواسطة الجار.

    ( الأسئلة )


    1- في ضوء ما تقدم ما هو اسم المفعول ؟
    2- كيف يؤخذ اسم المفعول من الثلاثي وغيره ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لاسم مفعول مشتق من ثلاثي وآخر من غيره ؟

    ( التمارين 1 )

    استخرج اسم المفعول مما يأتي:
    ( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ- وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ- وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ - يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش -إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ).

    ( التمارين 2 )

    صُغْ مِن كل فعل مِن الأفعال الآتية اسم مفعول واستعمله في جملة مفيدة:
    ( اِحتَرَمَ- قطَعَ- مَنَعَ- حَرَّمَ- ساعَدَ- عَظَّمَ- قَطَفَ- حَسَدَ- اِسْتَحَبَّ- أَعَدَّ ).


  5. #25

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    ( الدرس السابع عشر )

    اسم الزمان والمكان

    اسم الزمان والمكان هما: اسْمَانِ مُشْتَقَانِ مِنَ الفِعْلِ المُضَارِعِ للِدَّلَالَةِ عَلَى زَمَانِ وُقُوعِ الفِعْلِ أَوْ مَكَانِهِ.
    لاحظ هذا المثال: ( هنا مَجْلِسُ القاضِي ) أي هنا مكان جلوسه، وإذا قلتَ ( مَجْلِسُ القاضي للفصل بين القضايا في الساعة التاسعة صباحًا ) كان المعنى هو أن زمن جلوسه سيكون في هذا الوقت، فكلمة ( مَجْلِس ) مشتقة من الفعل ( يَجْلِسُ ) للدلالة على المكان أو الزمان بصيغة واحدة والذي يحدد المراد هو القرينة.
    ويشتق اسما الزمان والمكان من الفعل المضارع على التفصيل الآتي:
    1- إذا كان الفعل ثلاثيا نصوغ اسمي الزمان والمكان منه على وزن ( مَفْعِل ) في حالتين:
    أ- إذا كان الفعل مكسور العين في المضارع وكان صحيح الآخر.
    ب- إذا كان الفعل مثالا واوياً صحيح الآخر.
    مثل: ( جَلَسَ- يَجْلِسُ- مَجْلِس ) فمَجْلِس على وزن مَفْعِل وأصل مَجْلِس هو يَجْلِس، فأبدلنا حرف المضارعة بميم مفتوحة فصار ( مَجْلِس ).
    ومثل مَضْرِب مأخوذ من يَضْرِبُ أي من مضارع الثلاثي المكسور العين الصحيح الآخر.
    ومثل: مَنْصِب من ينْصِبُ، ومَعْرِض من يَعْرِضُ، ومَرْجِعْ من يرجِعُ، ومَقْصِد من يقصِدُ، ومَغْرِس مِن يَغْرِسُ.
    مثال: قال الله تعالى: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا ) ومَعْزِل اسم مكان أي كان ابن نوح في مكان يعزله عن المؤمنين وهو على وزن مَفْعِل لأنه من الفعل ( عَزَلَ يَعْزِلُ ) من الباب الثاني وهو صحيح الآخر.
    مثال: قال الله تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ) والمنازِل اسم مكان مجموع جمع تكسير، مفرده مَنْزِل وهو على وزن مَفْعِل لأنه من الفعل ( نَزَلَ يَنْزِلُ ) مِن الباب الثاني وهو صحيح الآخر.
    ومثل: ( وَعَدَ- يَعِدُ- مَوْعِد ) فمَوْعِد على وزنِ مَفْعِل لأنه مثال واوي أي فاؤه واو صحيح الآخر فآخره الدال وهي حرف صحيح.
    ومثل ( وَضَعَ يَضَعُ- مَوْضِع ) فالمثال الواوي لا يهم إذا كان مضارعة مكسور العين أو غيره لأنه يكون دائما على وزن ( مَفْعِل ) ومثل: مَوْرِد من وَرَدَ يَرِدُ، ومَوْقِع مِن وَقَعَ يَقَعُ، ومَوْقِف مِن وَقَفَ يَقِفُ.
    مثال: قال الله تعالى: (وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئَاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ ) ومَوْطِأ اسم مكان أي لا يدوسون بأقدامهم مكانا يغيظ الكفار، وهو على وزن مَفْعِل لأنه مشتق من مثال واوي صحيح الآخر ( وَطِأَ يَطَأُ ).
    مثال: قال الله تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ في مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ) ومَواطِن اسم مكان مجموع جمع تكسير، مفرده مَوْطِن وهو على وزن مَفْعِل لأنه مشتق مِن مثال واوي صحيح الآخر ( وَطَنَ يَطِنُ ).
    2- إذا كان الفعل ثلاثيا نصوغ اسمي الزمان والمكان منه على وزن ( مَفْعَل ) فيما بقي مِن الأفعال الثلاثية.
    مثل: ( دَخَلَ يَدْخُلُ- مَدْخَل ) فمَدْخَل على وزن مَفْعَل وأصل مَدْخَل هو يَدْخُل من الباب الأول، فأبدلنا حرف المضارعة بميم مفتوحة وفتحنا ما قبل الآخر فصار ( مَدْخَل ). ومثل مَذْهَب من ( ذَهَبَ يَذْهَبُ ) من الباب الثالث.
    ومثل مَرْمَى معتل الآخر مِن ( رَمَى يَرْمِي ) مِن الباب الثاني، ومثل: مَيْتَم من المثال اليائي ( يَتَمَ يَيْتِمُ ).
    مثال: قال الله تعالى: ( فويلٌ للذينَ كفروا مِن مَشْهَدِ يومٍ عظيمٍ ) ومَشْهَد اسم زمان مِن شَهِدَ يَشْهَد من الباب الرابع والمعنى فويل للذين كفروا مِن زمان شهود وحضور يوم عظيم، ويحتمل أن يكونَ مَشْهَد اسم مكان والمعنى فويل للذين كفروا مِن مكان شهود يوم عظيم وهو الموقف يوم القيامة أظلنا الله بظله يومئذ.
    مثال: قال الله تعالى: (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ) ومَقَاعِد اسم مكان مجموع جمع تكسير، مفرده مَقْعَد وهو على وزن مَفْعَل لأنه من الفعل ( قَعَدَ يَقْعُد ) من الباب الأول. 3- إذا كان الفعل غير ثلاثي فنصوغ اسمي الزمان والمكان على وزن اسم مفعوله.
    وحينئذ يشترك اسم المفعول واسم الزمان والمكان في هذه الصيغة والتفريق بينها يكون بحسب السياق والقرائن.
    مثل: ( أَكرَمَ- يُكْرَمُ- مُكْرَم ) فمُكْرَم صيغة تحتمل اسم المفعول أو اسم الزمان أو اسم المكان، والتفريق بحسب القرائن، فإذا قلتَ مثلاً: زيدٌ مُكْرَمٌ أي واقع عليه الإكرام فهو هنا اسم مفعول، وإذا قلتَ: سيكونُ هنا مُكْرَمُ الفائزينَ أي مكان إكرام الفائزين، وإذا قلتَ: مُكْرَمُ الفائزينَ غداً صباحاً أي وقت إكرام الفائزين غداً صباحاً.
    ومثل: ( أَخرجَ- يُخْرَجُ- مُخْرَج) فمُخْرَج اسم مفعول واسم زمان ومكان.
    ومثل: مُخْتَرَق مِن اِخْتَرَقَ يُخْتَرَقُ، مُسْتَشْفَى من استَشْفَى يُسْتَشْفى، ومُقَاتَل من قاتَل يُقَاتَل.
    مثال: قال الله تعالى: ( واتَّخِذُوا مِن مَقَام إبراهيمَ مُصَلَّى ) ومُصَلَّى مِن الفعل صَلَّى يُصَلَّى وهو هنا اسم مكان أي اتخذوا من مقام إبراهيم مكانا للصلاة.
    مثال: قال الله تعالى: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ) ومُرَاْغَم من الفعل الرباعي راغَمَ يُراغَمُ وهو اسم مكان أي يجد في الأرض مكانا يسكن فيه على رُغم أنف قومه الذين هاجر منهم.
    فتلخص أن اسمي الزمان والمكان هما: اسمان مشتقان من الفعل المضارع للدلالة على زمان وقوع الفعل أو مكانه، فإذا اشتقا من فعل ثلاثي فيكونان على وزن ( مَفْعِل ) من المضارع المكسور العين الصحيح الآخر، ومن المثال الواوي الصحيح الآخر ويكونان على وزن ( مَفْعَل ) فيما عدا ذلك من الأفعال الثلاثية. وإذا اشتقا من غير الثلاثي فيكونان على وزن اسم المفعول، وحينئذ يكون التفريق بينها بالقرائن.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو تعريف اسمي الزمان والمكان ؟
    2- كيف يؤخذ اسما الزمان والمكان من الثلاثي وغيره ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لاسمي زمان ومكان مشتقين من ثلاثي ومن غيره ؟

    ( التمارين 1 )

    استخرج أسماء الزمان والمكان فيما يأتي:
    ( قدْ عَلِمَ كلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ- قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ- وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ - وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا- أرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً).

    ( التمارين 2 )

    صُغْ مِن كل فعل مِن الأفعال الآتية اسم زمان ومكان واستعمله في جملة مفيدة:
    ( قَدَّمَ- اِسْتَغْفَرَ- دَحْرَجَ- طَلَبَ- رَكِبَ- صَعَدَ- دَبَغَ- وَرِثَ- بَعَثَ- نَصَرَ ).

  6. #26

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    ( الدرس الثامن عشر )

    اسم الآلة

    اسم الآلة هو: اسم مشتق من الفعل المضارع للدلالة على آلة الفعل.
    مثل: مِبْرَد فهذه الكلمة تدل على الآلة والوسيلة التي يحصل بها البرد، وهو مشتق من الفعل المضارع يَبْرُدُ.
    ولاسم الآلة ثلاثة أوزان هي:
    أولا: ( مِفْعَل ) مثل: مِبْرَد- مِضْرَب- مِثْقَب- مِنْجَل.
    ثانيا: ( مِفْعَال ) مثل: مِنْشَار- مِفْتَاح- مِحْرَاث- مِزْمَار.
    ثالثا: ( مِفْعَلَة ) مثل: مِطْرَقَة- مِكْنَسَة- مِرْوَحَة- مِدْفَأَة.
    مثال: قال الله تعالى: (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) مِشْكَاة على وزن مِفْعَلَة ومعناها فتحة غير نافذة في الجدار يوضع فيها المصباح، ومِصْبَاح على وزن مِفْعَال.
    مثال: قال الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ) مِنْسَأَة على وزن مِفْعَلة اسم آلة وهي العصا الغليظة التي يتكأ عليها.
    بقي أن نعرف مسألة مهمة وهي: أن هذه الأوزان الثلاثة قياسية فيجوز أن نقول في مِبْرَد: مِبْرَاد، ومِبْرَدة، وفي مِفْتَاح: مِفْتَح، ومِفْتَحَة، وفي مِطْرَقَة: مِطْرَق، ومِطْرَاق.
    بمعنى أنه حتى لو لم يسمع عن العرب بناء اسم الآلة من هذا الفعل على هذا الوزن فيجوز أن تأتي به، ولكن الأولى والأفضل هو الاقتصار على المسموع من العرب.
    فتلخص أن اسم الآلة هو: اسم مشتق من الفعل المضارع للدلالة على آلة الفعل، وله ثلاثة أوزان قياسية هي: مِفْعَل، ومِفْعَال، ومِفْعَلَة.

    ( الأسئلة )

    1-في ضوء ما تقدم ما هو اسم الآلة ؟
    2- ما هي أوزان اسم الآلة القياسية ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لكل وزن من الأوزان الثلاثة ؟

    ( التمارين )

    صغ اسم الآلة من الأفعال التالية:
    ( قَلَعَ- لَقَطَ- نَقَرَ- لَعَقَ- سَبَرَ ).


  7. #27

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    بقي أن نعرف مسألة مهمة وهي: أن هذه الأوزان الثلاثة قياسية فيجوز أن نقول في مِبْرَد: مِبْرَاد، ومِبْرَدة، وفي مِفْتَاح: مِفْتَح، ومِفْتَحَة، وفي مِطْرَقَة: مِطْرَق، ومِطْرَاق.
    بمعنى أنه حتى لو لم يسمع عن العرب بناء اسم الآلة من هذا الفعل على هذا الوزن فيجوز أن تأتي به، ولكن الأولى والأفضل هو الاقتصار على المسموع من العرب
    أجاز مجمع اللغة العربية وزنين آخرين هما :
    فعّالة ، مثل : غسالة ، ثلاجة .
    وفعّال ، مثل : خلاط ، سخّان .
    وما مِن كاتبٍ إلا سيفنَى *** ويُبقي الدهرُ ما كتبتْ يداهُ
    فلا تكتب بخطّك غيرَ شيء *** يسُرُّك في القيامة أن تراهُ

  8. #28

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أسامة العزيزي مشاهدة المشاركة
    أجاز مجمع اللغة العربية وزنين آخرين هما :
    فعّالة ، مثل : غسالة ، ثلاجة .
    وفعّال ، مثل : خلاط ، سخّان .
    جزاك الله خيرا.

  9. #29

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    ( الدرس التاسع عشر)

    الإدغام

    قد علمتَ أن الصرف يبحث في التغييرات المعنوية واللفظية، وقد فرغنا من المعنوية فلنبدأ باللفظية وأولها الإدغام.
    والإدغام: إدخال حرفٍ بآخر بحيثُ يصيران حرفا واحدا مشددا.
    لاحظْ هذه الأمثلة: ( مَدَدَ- مدَّ) ( مَلَلَ- مَلَّ) ( حَطَطَ- حَطَّ ) تجد ثلاثة أفعال كل منها يحتوي على حرفين متماثلين تَمَّ دمجهما معا من أجل تسهيل النطق بهما فصارا ينطقان دفعة واحدة فيقال في مَدَدَ مدَّ، وفي مَلَلَ ملَّ، وفي حَطَطَ حَطَّ، فاتضح أن الشدة علامة على الإدغام الذي قد وقع بين حرفين يكون أولهما ساكنا والثاني متحركا.
    وكي تتم عملية الإدغام لا بدَّ من خطوتين:
    الأولى: تسكين الحرف الأول إن كان متحركا مثل: مَدَدَ عند الإدغام نجعل الدال الأولى ساكنة أي يصير مَدْدَ.
    الثانية: دمج الحرفين معا مثل: مَدَدَ يصير مَدْدَ ثم يصير مَدَّ.
    وعند وزن الكلمة المشددة ينظر إلى الأصل فيقال في وزن ( مدَّ ) فَعَلَ لأن الأصل مَدَدَ، وفي وزن ( يَمُدُّ ) يَفْعُلُ لأن الأصل يَمْدُدُ، فأسكنا الدال الأول وذلكَ بنقل حركتها وهي الضمة إلى الميم الساكنة فصار يَمُدْدُ ثم أدغم الحرفان فصار يَمُدُّ، فاتضح أن تسكين الحرف الأول تارة يكون بحذف حركته إن كان ما قبله متحركا، وتارة يكون بنقل حركته إلى ما قبله إن كان ما قبله ساكنا.
    وللإدغام ثلاثة أحكام هي: الوجوب، والجواز، والامتناع.
    أولا: الإدغام الواجب أي الذي يتحتم فيه الإدغام ولا يجوز عدمه وذلك في حالتين:
    1- أن يكون الحرفان متحركين. مثل مدَّ أصله مَدَدَ فيجب المد ولا يجوز أن تقول مَدَدَ زيدٌ رجلَهُ.
    2- أن يكون الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا. كما في المصدر تقول رَدَّ يَرُدُّ رَدًّا مثل نَصَرَ يَنْصُرُ نَصْرًا، فرَدٌّ أصله رَدْدٌ فيجب الإدغام لالتقاء حرفين متماثلين أولهما ساكن والثاني متحرك، فهنا لا نحتاج إلى تسكين الحرف الأول لأنه ساكن بالأصل بل نجري عملية الدمج والتشديد مباشرة، ومثل: سَلَّمَ على وزن فعَّل وأصله سَلْلَمَ ومثل كبَّرَ وأصله كَبْبَرَ، ومثل كَرَّمَ وأصله كَرْرَمَ، ومثل عَلَّمَ أصله عَلْلَمَ ثم وقع الإدغام في الجميع.
    مثال: قال الله تعالى: ( وهي تَـمُرُّ مَرَّ السحاب ) وأصل تَـمُرُّ تَـمْرُرُ على وزن تَفْعُلُ فنقلت حركة الراء الأولى إلى الميم فصار تَـمُرْرُ ثم أدغما فصار تَـمُـرُّ والإدغام هنا واجب لالتقاء متحركين، وأصل مَرَّ السحاب وهو المصدر مَرْرَ ثم أدغما والإدغام هنا واجب لالتقاء ساكن بمتحرك.
    مثال قال الله تعالى: (وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ) تُعِزُّ وزنه تُفْعِلُ لأن الأصلَ تُعْزِزُ مثل تُكْرِمُ، فلما التقى حرفان متماثلان في كلمة واحدة وكانا متحركين وجب إدغامهما، فتم نقل حركة الزاي الأولى إلى العين فصار تُعِزْزُ ثم أدغمت الزاي الأولى بالزاي الثانية فصار تُعِزُّ، ونفس هذه الخطوات تماما جرت في تُذِلُّ.
    ثانيا: الإدغام الجائز أي الذي يجوز فيه الإدغام وعدمه. وذلك بأن يكون أول الحرفين متحركا و الثاني ساكنا بسكون عارض بسبب الجزم في المضارع أو البناء في الأمر.
    مثل: لمْ يَمْدُدْ، فهنا الفعل المضارع مجزوم فسكون الدال الثانية قد عرض على الفعل بسبب دخول الجازم فحينئذ أنت بالخيار فلك أن تفك الإدغام قائلا لمْ يَمْدُدْ، ولك أن تدغم قائلا لمْ يَمُدَّ فالأصل يَمْدُدْ نقلت الضمة إلى الميم فصار يَمُدْدْ فاحتجنا إلى تحريك الدال الثانية فصارَ يَمُدْدَ ثم أدغما فصار يَمُدَّ، ويكون جزمه بالسكون المقدر.
    ومثل: اُمْدُدْ وهو فعل مبني على السكون فسكونه عارض فيجوز أن نفك قائلينَ اُمْدُدْ، ويجوز أن ندغم قائلين مُدَّ والأصل اُمْدُدْ نقلت حركة الدال الأولى إلى الميم فصار اُمُدْدْ ثم حذفنا همزة الوصل المضمومة لأنه جيء بها لعدم إمكان الابتداء بالساكن فلما تحرك الحرف الأول الساكن بضمة الدال المنقولة إليه لم يعد لهمزة الوصل داع فصارت مُدْدْ ثم حركنا الدال الثانية فصارَ مُدْدَ ثم أدغما فصار مُدَّ، ويكون بنائه بسكون مقدر.
    مثال: قال الله تعالى: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ )تَمْسَسْ مضارع مجزوم على وزن تَفْعَلْ بفك الإدغام ويجوز الإدغام في غير القرآن بأن نقول لم تَمَسَّهُ والأصل تَـمْسَسْ نقلت حركة السين الأولى إلى الميم فصار تَمَسْسْ ثم حركت السين الثانية وتم الإدغام فصارت تَـمَسَّ.
    مثال: قال الله تعالى (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ ) اُضْمُمْ فعل أمر مبني على السكون فسكون الدال الثانية عرض بسبب البناء فجاءت الآية بفك الإدغام ويجوز في غير القرآن أن نقول ضُمَّ يدَكَ فالأصل اُضْمُمْ نقلنا حركة الميم الأولى إلى الضاد فصار اُضُمْمْ ثم استغنينا عن همزة الوصل فصارت ضُمْمْ ثم حركنا الميم الثانية فصارت ضُمَّ.
    ثالثا: الإدغام الممتنع أي الذي لا يجوز معه الإدغام، وذلكَ إذا كان أول الحرفين متحركا والثاني ساكنا بسبب اتصال ضمير الفاعل نحو مَدَدْتُ ومَدَدْنا ومَدَدْنَ فهنا يمتنع الإدغام فلا يقال مَدَّتُ، ومثل شَدَدْتَ فلا يقال شَدَّتَ؛ لأن الحرف الأول متحرك والثاني ساكن بسبب اتصال ضمائر الرفع المتحركة به.
    مثال قال الله تعالى: (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ) أَحْبَبْتُ هنا يمتنع الإدغام بسبب ضمير الرفع فلا يقال: أَحَبَّتُ.
    فتلخص أن الإدغام هو: إدخال حرفٍ بآخر بحيثُ يصيران حرفا واحدا مشددا، فإن التقى متحركان أو ساكن بمتحرك وجب الإدغام، وإن التقى متحرك بساكن عرض سكونه بسبب الجزم أو بناء فعل الأمر جاز الإدغام، وإن التقى متحرك بساكن بسبب ضمير الفاعل امتنع الإدغام.

    ( الأسئلة )


    1- في ضوء ما تقدم ما هو الإدغام ؟
    2- ما هي أحكام الإدغام ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لكل حكم من أحكام الإدغام ؟

    ( التمارين )

    في النصوص التالية كلمات أدغمت وأخرى لم تدغم بيِّن الحكم في ذلك ؟
    ( ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ - ولَكنَّ اللهَ يَمُنُّ على مَن يشاءُ- هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ- سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ- مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ- وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ- وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ- أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ) .


  10. #30

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    ( الدرس العشرون )

    الإعلال

    قد علمت أن الإدغام يقع لغرض لفظي لا معنوي، ومما يقع لغرض لفظي أيضا الإعلال.
    والإعلالُ هو: تغييرُ يحدث في أحرف العلة بقلب أو تسكين أو حذف.
    لاحظْ معيْ هذه الأمثلة: ( شَاهَدَ زيدٌ البستانَ- شُوْهِدَ البستانُ ) ( حَاكَمَ القاضِي الُمتَّهَمَ- حُوكِمَ المُتَّهَمُ ) ( سَاعَدَ بكرٌ المحتاجَ - سُوعِدَ المحتاجُ ) تجد الأفعال الماضية التالية ( شاهدَ- حاكمَ- ساعدَ ) على وزن فاعَلَ وهي مبنية للمعلوم فإذا أردنا بنائها للمجهول ضممنا الحرف الأول وكسرنا ما قبل الآخر على ما هي القاعدة فحينئذ يحدث تغيير فيها وهو قلب الألف واوا فشَاهَدَ إذا بني للمجهول صار شُاهِدَ فتضطرنا الضمة قبل الألف إلى قلب الألف واوا فيصير شُوهِدَ، فهنا جرى تغيير في الألف بقلبها واوا ولم يكن هذا القلب لغرض معنوي بل لغرض لفظي.
    فهذه قاعدة: ( إذا وقعت ضمة قبل الألف قلبت الألفُ واوا ).
    مثال: قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ ) فالفعل عاقَبَ إذا بني للمجهول صار عُوقِبَ بقلب الألف واوا.
    ولاحِظ هذه الأمثلة أيضا: (يَقُولُ عمروٌ الحقَ- يَقُومُ زيدٌ- يَزِيدُ اللهُ المؤمنينَ إيماناً- يَبِيعُ بكرٌ القِماشَ ) تجد أول فعلين وهما ( يَقُولُ- يَقُومُ ) مِن الباب الأول الذي يكون عين مضارعة مضموما فوزنهما ( يَفْعُلُ ) ولكننا نجد الواو فيهما ساكنةً وليست مضمومة والذي حصل هو أنه تم إسكانها بنقل حركتها إلى الحرف الذي قبلها فأصلُ يَقُولُ هو يَقْوُلُ على وزن يَفْعُل مضموم العين فنقلت ضمة الواو إلى القاف فصار يَقُولُ، وأصل يَقُومُ هو يَقْوُمُ مضموم العين في المضارع فنقلت ضمة الواو إلى القاف فصارَ يَقُومُ، فحين الوزن ننظر إلى الأصل فنقول يَفْعُلُ. فنصل لنتيجة هي: إذا كانت الواو متحركة وقبلها حرف صحيح ساكن نقلت حركة الواو إلى الحرف الذي قبلها. وتجد الفعلين التاليين ( يَزِيدُ- يَبِيعُ ) مِن الباب الثاني الذي يكون عين مضارعه مكسورا فوزنهما ( يَفْعِلُ ) ولكننا نجد الياء فيهما ساكنة وليست مكسورة والذي حصل هو أنه تم إسكانها بنقل حركتها إلى الحرف الذي قبلها فأصلُ يَزِيدُ هو يَزْيِدُ على وزن يَفْعِلُ مكسور العين فنقلت كسرة الياء إلى الزاي فصار يَزِيدُ، وأصل يَبِيعُ هو يَبْيِعُ فنقلت كسرة الياء إلى الباء قبلها فصار يَبِيعُ. فنصل لنتيجة هي: إذا كان الياء متحركة وقبلها حرف صحيح ساكن نقلت حركة الياء إليه. فالقاعدة هي: ( تُنقل حركة الواو والياء إلى الساكن الصحيح قبلهما ).
    مثال: قال الله تعالى: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ) وأَصل يَطُوفُ هو يَطْوُفُ نقلت ضمة الواو إلى الطاء.
    مثال: قال الله تعالى: ( فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ) وأصل يَمِيلُ هو يَمْيِلُ نقلت كسرة الياء إلى الميم.
    وأيضا لاحظ هذه الأمثلة: ( وَرِثَ زيدٌ المالَ- يَرِثُ زيدٌ المالَ ) ( وَقَفَ عَمروٌ- يَقِفُ عمروٌ ) ( وَزَنَ بكرٌ الطعامَ- يَزِنُ بكرٌ الطعامَ ) تجد أمرا غريبا قد وقع وهو أن الواو قد حذفت من الأفعال المضارعة ( يَرِثُ- يَقِفُ- يَزِنُ ) فقد علمنا أن الفعل المضارع يشتق من الماضي بنفس حروفه مع زيادة حرف من أحرف أنيتُ، فأصلُ يَرِثُ هو يَوْرِثُ وأصل يَقِفُ هو يَوْقِفُ، وأصل يَزِنُ هو يَوْزِنُ، فلما وقعت الواو بين ياء مفتوحة قبلها وكسرة بعدها ثقلت فحذفت فصارت يَرِثُ ويَقِفُ ويَزِنُ على وزن يَعِلُ فالكلمة إذا حذف منها حرف حذف مقابله في الميزان.
    فهذه قاعدة ( تُحذفُ الواوُ إذا وقعت بين ياءٍ مفتوحةٍ وكسرةٍ ).
    مثال: قال الله تعالى: ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد ) الفعل يَلِدْ أصلُهُ يَوْلِدْ لأنه مِن وَلَدَ مِن الباب الثاني فلما وقعت الواو بين الياء المفتوحة والكسرة حذفت، والفعل يُولَد مبني للمجهول وقد عادت الواو المحذوفة إليه في المضارع المبني للمعلوم لأن حركة الياء قبله الضمة لا الفتحة.

    مثال: قال الله تعالى: ( الذينَ يَصِلُونَ ما أمرَ اللهُ به أن يُوصَل ) الفعل يَصِل أصله يَوْصِل لأنه مِن وَصَلَ فلما وقعت الواو بين الياء المفتوحة والكسرة حذفت، والفعل يُوصَل مبني للمجهول وقد عادت الواو المحذوفة إليه في المضارع المبني للمعلوم لأن حركة الياء قبله الضمة لا الفتحة.
    فتلخص أن الإعلال هو: تغيير يحدث في أحرف العلة بقلب أو تسكين أو حذف، فهو على ثلاثة أنواع: قلب وتسكين وحذف، فتقلب الألف واوا إذا وقعت بعد ضمة، وتُنقل حركة الواو والياء إلى الساكن الصحيح قبلهما وتحذف الواو إذا وقعت بين ياء مفتوحة وكسرة.

    ( الأسئلة )

    1- في ضوء ما تقدم ما هو الإعلال ؟
    2- ما هي أنواع الإعلال ؟
    3- مثل بمثال مِن عندك لكل نوع من أنواع الإعلال ؟

    ( التمارين )

    بيّن نوع الإعلال الذي حدث في الكلمات التالية وبين وزنها:
    ( قُوتِلَ- يَعِدُ - يَعُولُ- وَقَعَ - عُومِلَ- نُرِيدُ )


  11. #31

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    الباب الثاني في المرفقات وبه نختم الكتاب.
    والحمد لله رب العالمين.
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  12. #32

    افتراضي رد: دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة

    حمل الدروس مجموعة في كتاب.
    http://majles.alukah.net/showthread....867#post617867

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •