ـ الضوابط :

1 ـ إخلاص النية لله ـ تعالى ـ ، وأن العبد ما يريد ـ بإظهار الشرائع ـ إلا وجه الله ـ تعالى ـ ، وهذا الضابط هو نفسه أحد شرطي قبول العمل . 2 ـ أن يكون العمل موافقة لسنة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعلى ما أمر الله به ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أي : يكون المسلم متابعا ـ في أفعاله وأقواله ـ متابعا لنصوص الوحيين ( الكتاب والسنة الصحـــيحة ) ، وهذا الضابط هو الشرط الثاني من شرطي قبول العمل ، فمن أخلص العمل لله ـ تعالى ـ ، ولم يكن عمله موافقا للسنة ؛ لم يقبل عمله ، وبالعكس : لو كان العمل موافقا للسنة ، ولم يكن خالصا لله ـ تعـــــالى ـ أي : ( رياء ) ؛ فإنه لا يقبل أبدا ، ومتى ما إجتمع في العمل ( الإخلاص والمتابعة ) ؛ فإنه يقبل ، وهذا ما يريدة المسلـــم ، حتى تبدو ثمار العمل له ولغيره . 3 ـ إذا كان العمل من الأمور الواجبة ( الفروض ) ؛ فلا ينبغي تركه أبدا ، ولأي سبب كان ، إلا الـ ( إكراه ) ، فــــإن ( مع الإكراه يسقط الواجب ـ مؤقتا ـ ) ، وإذا كان العمل ( مستحبا ) ؛ فالسنة فعله والمداومة عليه ، ولا إثم على من تركه ، وقد يترك ( المستحب ) ـ مؤقتا ـ لأجل تأليف قلوب الناس ، فمن رجي تأليف قلوب الناس وكسبهم للطريق الصحيح وعدم تنفيرهم من أول الأمر من كثرة الشرائع ؛ فلا بأس من أن يترك ( بعض ) المستحبات إذا رجي خيرهم ، لذلك قال شيخ الإسلام إبن تيمية ( رحمه الله ) : ( إن من الستحب ترك المستحب لتأليف قلوب الناس ) ، أما من ترجو خيره ويريد التدين والإلتزام ويحب الديانة ، فهذا لا تترك عمل المستحب أمامه لأجل أن تعلمه أنه من الدين ، أمــــــــــــا ( الفرض ) ؛ فلا يترك ـ أبدا ـ إلا في الإكراه ـ كما قلت لك سابقا ـ . 4 ـ لا بد من مراعاة أمرين إثنين وهما ( حب الخير للغير ، والرفق معهم ) ، أما ( حب الخير للغير ) فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ـ وهذا للمخالف المسلم ـ ، والنبـــــــي ( صلى الله عليه وسلم ) دعا لبعض الكفار بالإسلام فقال ـ داعيا لقبيلة " دوس " ـ : ( اللهم إهد دوسا وإئت بهم ) ـ وهذا للمخالف الكافر راجيا أن يصيبهم خير الإسلام إذا أسلموا ـ ، وأما ( الرفق ) فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ) ـ وهذا للمخالف المسلم والمخالف الكافر ـ ، فقد كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يترفق مع الصحابة ـ وهـذا معروف عنه ـ ، وكــــــــان ـ كذلك ـ يترفق مع الكفار ـ من أهل الذمة ـ . ـ الفوائد : 1 ـ شعور ( المسلم ) بالعزة ، وأنه عزيز بدينه ، ذليل بغيره ، وأن الحياء ـ في بعض حالاته ـ مذموم . 2 ـ أنه قد يحيي الله به سنة قد ماتت بين الناس ، فيكون قد أحيا سنة ، وهذه وحدها لها الأجر العظيم . 3 ـ أن إظهار الشعائر هو ( تعليم للجاهل ) و ( تشجيع للخامل ) ، والجاهل إما أن يكون ( كافرا أو مسلما ) ، وأما الخامل ، فقد يكون ضعيف الإيمان ، أو به شيء من الخوف والوجل والخجل ، فتكون أنت من فتح الباب لهؤلاء أن يحذو حذوك في الخير . 4 ـ ومن الفوائد ـ كذلك ـ أن إقامة ( الشعائر ) قد تكون عاصما للمرء من الوقوع في الزلات والمخالفات ، لأن الناس رأوه سباقا لفعل الخير ، فلا ينبغي له أن يكون سباقا للشر قبل غيره ، وهذا يدفعه لأن يكف نفسه عن المعاصي والمخالفات ، وأنه يستحيي ـ بعد حياءه من الله ـ يستحيي من نفسه ومن غيره ممن يراه من الناس . ( هذا ما أردت أن أبينه لك ـ على عجالة ـ ، وأرجو أن أكون موفقا في ذلك ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ) .... أخوكم : أبو عبد الرحمن ... يوم الجمعة الموافق ( 17 / 9 / 2010 مـ )