الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف النبيين ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ..وبعد : فقد توالت بدع اليهود والنصارى علينا ، كسيلٍ من النفايات العفنة ، وبدأ المسلمون ـ إلا من رحم الله ـ بتقليدهم في كل شيء ؛ لضعف إنتمائم لهذا الدين ، وشعورهم بالقزامة ، وخالفوا بذلك أمر نبي الإسلام ـ صــلى الله عليه وآله وسلم ـ الذي نهى في أحاديث كثيرة عن التشبه باليهود والنصارى وسائر ملل الكفر والضلال ، ومما إستوردة المسلمون من بدع الكفر : ( أعيادهم ) ، وهي كثيرة ـ جدا ـ ، منها ما يسمى بـ ( عيد الحب ) ! ، فما هو هذا العيد ؟ ، وما منشأه ؟ ... يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين ! ، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على ( سبعة عشر قرنا ) ، وهو تعبير ـ في المفهوم الوثني الروماني ـ عن ( الحب الإلهي ) ،ولهذا العيد ( الوثني ) أساطير إستمرت عند الرومان ، وعند ورثتهم من النصارى ، ومن أشهر هذه الأساطير : أن الرومــان كانوا يعتـــــــقدون أن ( رومليوس ) ـ مؤسس مدينة ( روما ) ـأرضعته ـ ذات يوم ـ ( ذئبة ) ؛ فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر !! ، فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر ( فبراير ) من كل عام إحتفالا كبيرا ، وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة ! ، ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة ! ، ثم يغسلان الدم باللبن ! ، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات ، ومع الشابين قطعتان من الجلد يلطخان بهما كل من صادفهما ! ، وكان النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات ! ؛ لإعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه !!. ـ علاقة القديس ( فالنتين ) بهذا العيد : القديس ( فالنتين )إسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية ، قيل : إنهما اثنان ، وقيل : بل هو واحد توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي ( كلوديوس ) له حوالي عام ( 296 ) م ، وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام ( 350 ) م ؛ تخليدا لذكره ، ولما إعتنق الرومان النصرانية ؛ أبقوا على الإحتفال بـ (عيد الحب ) ـ السابق ذكره ـ ، لكن نقلوه من مفهومه الوثني( الحب الإلهي )إلى مفهوم آخر يعبر عنه بـ ( شهداء الحب ) ، ممثلا في القديس ( فالنتين ) الداعية إلى الحب والسلام ، الذي إستشهد في سبيل ذلك ـ حسب زعمهم ـ !! ، وســـــمي ـ أيضا ـ ( عيد العشاق ) ، وإعتبر القديس ( فالنتين )شفيع العشاق وراعيهم ! ،وكان من اعتقاداتهم ( الباطلة ) ـ في هذا العيد ـ : أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق ، وتوضع في طبق على منضدة ، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة ، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام ؛ يختبر كل منهما خلق الآخر ، ثم يتزوجان ، أو يعيدان الكرة في العام التالي يوم العيد أيضا !! ، وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد ، واعتبروه مفسدا لأخلاق الشباب والشابات ؛ فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهورا فيها ، لأنها مدينة الرومان المقدسة ، ثم صارت معقلا من معاقل النصارى ، ولا يعلم على وجه التحديد متى تم إحياؤه من جديد ؛ فالروايات النصرانيــة في ذلك مختلفة ، لكن تذكر بعض المصادر أن الإنجليز كانوا يحتفلون به منذ القرن ( الخامس عشر ) الميلادي وفي القــرنين ( الثامن عشر والتاسع عشر ) الميلاديين انتشرت في بعض البلاد الغربية محلات تبيع كتبا صغيرة تسمى ( كتاب الفالنتين ) ، فيها بعض الأشعار الغرامية ليختار منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة ، وفيها مقترحات حول كيفية كتابة الرسائل الغرامية والعاطفية. ـ أسطورة ثانية :تتلخص هذه الأسطورة في أن الرومان كانوا أيام وثنيتهم يحتفلون بعيد يدعى ( عــيد لوبركيليا )ـ وهو العيد الوثني المذكور في الأسطورة السابقة ـ ، وكانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم من دون الله ـ تعالى ـ ، ويعتقدون أن هذه الأوثان تحميهم من السوء ، وتحمي مراعيهم من الذئاب، فلما دخل الرومان في النصرانية ـ بعد ظهورها ـ ، وحكم الرومان الإمبراطور الروماني ( كلوديوس الثاني )في القرن ( الثالث ) الميـــلادي ؛ منع جنوده من الزواج ! ؛ لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها ، فتصدى لهذا القرار القديس (فالنتين )، وصار يجري عقود الزواج للجند سرا ، فعلم الإمبراطور بذلك ؛ فزج به في السجن ، وحكم عليه بالإعدام !!. ـ أسطورة ثالثة: تتلخص هذه الأسطورة في أن الإمبراطور ـ المذكور سابقا ـ كان وثنيا وكان ( فالنتين )من دعاة النصرانية ، وحاول الإمبراطور إخراجه منها ؛ ليكون على الدين الوثني الروماني ، لكنه ثبت على دينه النصراني وأعدم في سبـــيل ذلك في 14 / فبراير عام ( 270 ) م ليلة العيد الوثني الروماني( لوبركيليا ) ، فلما دخل الرومان في النصرانية ؛ أبقوا على العيد الوثــــــــني ( لوبركيليا ) ،لكنهم ربطوه بيوم إعدام : ( فالنتين ) ؛ إحياء لذكراه ؛ لأنه مات في سبيل الثبات على النصرانية ـ كما في هذه الأسطورة ـ ! ، أو مات في سبيل رعاية المحبين وتزويجهم على ما تقتضيه الأسطورة الثانية !! . ـ فهل بقي لمسلم ـ بعد هذا ـ عذر للإحتفال بهذا العيد ( الكفري ) ؟! .. ـ فإتقوا الله يا مسلمون في دينكم ولا تتبعوا خطوات الكفار خطوة .. خطوة .. ـ ولا تشعروا بالقزامة في تطبيق أوامر الله ـ تعالى ـ وأوامر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. ـ وأعلموا أن العزة ـ كل العزة ـ في الإتقياد والتسليم لهذا الدين الحنيف ، والذل ـ كل الذل ـ في تقليد شعائر وشرائع الكفار .. ـ وأعلموا ـ أيضا ـ أنه ليس للمسلمين سوى ( ثلاثة ) أعياد شرعية ـ فقط ! ـ وهن : ( عيد الفطر ) ، و ( عـــيد الأضحى ) ، و ( يوم الجمعة ) ـ الذي هو عيد المسلمين الأصغر ـ ، ولا شرعية لغيرهن ـ أبدا ـ ، وبقيـــــة الأعياد هــــــــي إما أن تـــــكون أعياد ( بِدْعية ) ! ، أو أعياد ( شركية ) ! ، أو أعياد ( كفرية ) ! ، وخير الهدى هدى محمد ـ صلى الله عليه وآله وســــــــــلم ـ ، وأذكر ـ ختاما ـ بقول أمير المؤمنين ( عمر بن الخطاب ) ـ رضي الله عنه ـ حين قال : ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، فمهما إبتغينا العزة بغيره ؛ أذلنا الله ) ! ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .