بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض والصلاة والسلام على خير من وطئت قدمه الأرض وعلى آله وصحبه.
فسبحان الله القدير وسبحان الله العليم وسبحان الله الحكيم سبحانه وتعالى حكم على هذه الدنيا أنها إلى زوال وأنها ليست بدار قرار فأهلها عنها راحلون وطغاتها وعتاتها زائلون ، فكم طغت في هذه الدنيا أمم وكم حدثت فيها نعم ونقم، فالكل يفنى ، ويبقى وجه ربنا الأعلى ، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا.
فلا أمريكا تبقى في علوها ولا حاكم متجبر يبقى في كرسيه فمهما علا وارتقى وطغى لابد وأن يذل ويخزى وهكذا الدنيا وأهلها.
روى البخاري عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا سُبِقَتْ الْعَضْبَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ.
فـهذه الكلمة (إن حقا على الله) أمل لنا أن تزول عروش الظلم وأمل لنا أن يزول قانون الطغاة (ماأُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)
فلتبشر أمة الإسلام ...فالبقاء على الحال من المحال ..
فهذه ناقته عليه الصلاة والسلام لم تُسبق وبقي الفوز حليف لها والصحابة يربطون نصرها وفوزها أنها ملك لرسول الله إنها ناقة رسول الله !!!
فمن هذا الذي يغلبها ومن هذا الذي يسبقها؟!
..فسبحان الله على حين غفلة ومن غير موعد مسبق ومن أعرابي غير معروف بالمسابقة والسباق وُضعت ناقة نبينا عليه الصلاة والسلام فعظُم الأمر على الصحابة كيف لأعرابي تسبق ناقته ناقة النبي عليه الصلاة والسلام .
فقال عليه الصلاة والسلام كلمة مدوية في الكون كله وليسمعها الأعزاء أهل الدين فيفرحوا ويطمئنوا ويسعدوا
وليسمعها أهل الدنيا من أهل الغرور والرفعة والعلو والإفساد في الأرض فيحذروا ويقلعوا قبل فوات الأوان وحين لا ينفع الندم ..
.... إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ.
اللهم ارفعنا ولا تضعنا اللهم عليك بمن أذل المسلمين وحارب الدين
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.