تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الإمام الدارمي ونقد الأفكار المخالفة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي الإمام الدارمي ونقد الأفكار المخالفة

    الإمام الدارمي ونقد الأفكار المخالفة
    عبدالله بن عبدالرحمن الوهيبي


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

    فهذه مقالة مختصرة تبحث في الطرائق والسبل التي سلكها الإمام الجليل عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله (ت280هـ) في رده على بعض أهل البدع في ضوء ما خطه في كتابه:"نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد"؛ فإن الحاجة ماسّة لمذاكرة سمت السلف الأوائل في رد الباطل ، وكشف عواره ، وفي بناء الأدلة ، ومناقشة البراهين ، على أصول نقيّة ، وطريقة مهديّة ، تستضيء بنور الله ، وترجو بذلك ثواب الله ، ونصرة الحق على منهاج النبوة .

    |قصة الكتاب :
    ألّف الدارمي رحمه الله للرد على من يصفه بـ"المعارض"=وهو مبتدع لم يذكر اسمه، ويعتمد هذا المعارض في عامة موارده على كلام بشر المريسي ، وابن الثلجي ، في تقرير العقائد الباطلة ، وطريقة الدارمي عادةً في الرد أن يقول: قال المعارض ، ثم يذكر كلامه وقد يطول أحياناً ، وفي الغالب يلخص كلام المعارض بأسلوبه هو ، ثم يبدأ الرد عليه ، وقد يقول زعم كذا وكذا ثم يذكر شبهته .
    وكتابه هذا جليل القدر ، وقد قال فيه ابن القيم رحمه الله وفي كتابه الآخر"الرد على الجهمية" كما في اجتماع الجيوش الإسلامية:(...وكتاباه من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها ، وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه ، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية ويعظمهما جداً ، وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما) .
    وقد أكثرت المقالة من نقل النماذج من كلامه رحمه الله ؛ رغبةً في إفادة من لم يقف على الكتاب من قبل ، وقد يطول النقل أحياناً لاستيفاء المعنى المراد ، ودفعاً للإيهام الحاصل بالاختصار أو التصرف . وقد اعتمدت في توثيق المنقولات على طبعة أضواء السلف الطبعة الأولى 1419هـ ، والتي حققها الشيخ منصور السماري حفظه الله.

    | فقه الدارمي في الرد على المخالفين :
    بعد قراءتي للكتاب لاحظت بعض الفقرات التي يمكن استنباط فقه الدارمي في الرد على المخالفين منها :
    1- لا يرد على الباطل إلا حال انتشاره ، أما إذا كان سراً فلا يرد عليه لأن ذلك يؤدي إلى نشره بين الناس وفتنتهم به . قال الدارمي: ( ولولا ما بدأكم هذا المعارض بإذاعة ضلالات المريسي وبثها فيكم ما اشتغلنا بذكر كلامه مخافة أن يعْلَق بعض كلامه بقلوب بعض الجهال فيلقيهم في شك من خالقهم وفي ضلال ، أو أن يدعوهم إلى تأويله المحال لأن جُلّ كلامه تنقصٌ ووقيعةٌ في الربْ ، واستخفاف بجلاله وسبْ ) [ص3] ، وقال في موضع آخر : ( ولولا أنك بدأتنا بالخوض فيه وفي إذاعة كلام بشر المريسي الملحد في توحيد الله تعالى المعطل لصفات الله المفتري على الله لم نعرض لشيء من هذا وما أشبهه ؛ لأنه لا يحل لمسلم عنده شيء من بيان أو برهان يكون ببلدة ينشر فيها كلام المريسي في التوحيد ثم لا ينقضه ) [ص292 ، وانظر ص310] .
    2- أن الرد قد لا يقصد به المردود عليه خاصة ، بل يكون دفعاً لفتنة العامة لغلبة الجهل فيهم : ( ولو لم يذع هذا المعارض هذا الكلام ، ولم ينشره في الناس لم نتعرض لمناقضته وإدخال عليه مع أنّا لم نقصد بالنقض إليه ، ولكن إلى ضعفاء من بين ظهريه الذين لا علم لهم بهذا المذهب سمعوا به منه ولم يسمعوا ضد كلامه من كلام أهل السنة واحتجاجهم فيضلون به إذ لا يهتدون بضده وما ينقضه عليه )[ص324 ، وانظر ص 437] .
    3- أن الرد يكون على من يشير إليه الناس بالعلم -وإن لم يكن كذلك في الحقيقة- ؛ لكون الفتنة به أشد . قال رحمه الله : ( ولولا أنه يشير إليك بعض الناس ببعض النظر في العلم ما اشتغلنا بالرد على مثلك لسخافة كلامك ورثاثة حججك ولكنا تخوفنا من جهالتك ضررا على الضعفاء الذين بين ظهريك ...) [ص292 ، وانظر ص4] .
    هذا ، وفيما يأتي ذكر لبعض السبل والطرائق التي سلكها الدارمي رحمه الله في رده على ذلك المبطل .

    |أولاً : كثرة الاستدلال بالقرآن ، وحسن الاستنباط منه :
    لقد أرشد الله عباده إلى التحاكم إلى كتاب الله تعالى فقال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) [النساء آية 59] ، وقال سبحانه : ( وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) [الفرقان آية33] ، قال السعدي رحمه الله في تفسيره [ص582 ، 583]: ( أي: أنزلنا عليك قرآنا جامعا للحق في معانيه والوضوح والبيان التام في ألفاظه، فمعانيه كلها حق وصدق لا يشوبها باطل ولا شبهة بوجه من الوجوه، وألفاظه وحدوده للأشياء أوضح ألفاظا وأحسن تفسيرا مبين للمعاني بيانا كاملاً ، ... وفيه رد على المتكلفين من الجهمية ونحوهم ممن يرى أن كثيرا من نصوص القرآن محمولة على غير ظاهرها ولها معان غير ما يفهم منها، فإذا -على قولهم- لا يكون القرآن أحسن تفسيرا من غيره، وإنما التفسير الأحسن -على زعمهم- تفسيرهم الذي حرفوا له المعاني تحريفا).
    ( وإذا تأملت القرآن وتدبرته وأعرته فكراً وافياً اطلعت فيه من أسرار المناظرات ، وتقرير الحجج الصحيحة ، وإبطال الشبه الفاسدة ، وذكر النقض والفرق والمعارضة والمنع ؛ على ما يشفي ويكفي لمن بصره الله ، وأنعم عليه بفهم كتابه ) [ابن القيم ، بدائع الفوائد 4/1540] .
    وقد اعتنى الدارمي رحمه الله في سائر ردوده على المبتدع المعارض بالاستدلال بكتاب الله ، فمن ذلك قوله وهو يرد على دعوى المبتدع بأن الله لا يدرك ولم يدرك بشيء من هذه الحواس الخمس:(... والله مكذب من ادعى هذه الدعوى في كتابه إذ يقول عز و جل :"وكلم الله موسى تكليما" ، "ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم" ، "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ")[ص9].
    وأيضاً في سياق إثبات صفة اليد لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته يرد حاشداً أدلة كثيرة تصل إلى سبعة أدلة في موضع واحد: (... فأما الناطق من كتابه : فقوله" ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي" وقوله" بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء" وقوله "يد الله فوق أيديهم" وقوله" بيدك الخير" وقوله "وأن الفضل بيد الله" وقوله "تبارك الذي بيده الملك" وقوله "لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"...الخ) [ص71] .
    ومن طريقته رحمه الله التمسك والتسليم لظاهر القرآن وإن عابه المبتدع فيقول مثلاً : ( وأما تكريرك وتهويلك علينا بالأعضاء والجوارح وهذا ما يقوله مُسْلِم ؛ غير أنا نقول كما قال الله تعالى" كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" ) [ص420] .
    ومرةً اشتكى ممن حرفوا كلام الله وبدلوه ونفوا عنه الصفات الحسنى ، فقال في رده على من نفى صفة الحب والإرادة والمشيئة وغيرها من الصفات ، قال : (... فإلى الله نشكو قوما هذا رأيهم في خالقنا ومذهبهم في إلهنا مع أنه عز وجهه وجل ذكره قد حققها في محكم كتابه قبل أن ينفيها عنه المبطلون ، وكذّبهم في دعواهم قبل أن يدعوه ، وعابهم به قبل أن يحكوه ، ثم رسوله المجتبى وصفيه المصطفى فاستغنينا فيه بما ذكر الله في كتابه منها وسطّر ،وسن رسوله المصطفى وأخبر ، وردد من ذكرها وكرّر فمن يكترث لضلالتهم بعد قول الله تعالى" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا "؟ أم قوله" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"،" فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" ... فهذا الناطق من كتاب الله يستغنى فيه بظاهر التنزيل عن التفسير وتعرفه العامة والخاصة غير هؤلاء الملحدين في آيات الله ) [ص556 و557]. وبالجملة فهذه أمثلة تدل على ما ورائها ، وكتاب الدارمي رحمه الله هذا يشهد له بشدة الإجلال للدليل ، وكثرة الاحتفاء به ، وحسن الاستنباط منه ، والرجوع إليه ، والمنافحة عن مقتضاه .
    |ثانياً: الاحتفاء بالسنة الصحيحة ولو كانت آحاداً :
    إن الإمام رحمه الله كان يحرص في رده على هذا المعارض على الاستدلال بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس المعتمد على النصوص كالمعتمد على عقله الفاسد الفاقد لنور الوحي وضوء الرسالة، والإمام إنما يفعل ذلك استجابةً لقوله صلى الله عليه وسلم:«أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» رواه أبو داود [برقم (4609) ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود] ، و قد كان رحمه الله يتعجب من ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (فمن يلتفت إلى بشر وتفسير ويترك الناطق من كتاب الله والمأثور من قول رسول الله إلا كل مخبول مخذول!) [ص36]، ويتعجب من تقديم قول أحد من الناس على قوله صلى الله عليه وسلم : ( والعجب من جاهل فسر له رسول الله تفسير الرؤية مشروحاً مخلصاً ثم يقول"إن كان كما فسر أبو حنيفة فقد آمنا بالله"! ، ولو قلت أيها المعارض"آمنا بما قال رسول الله وفسره" كان أولى بك من أن تقول آمنا بما فسر أبو حنيفة ولا تدري قال ذلك أبو حنيفة أو لم يقله) [ص38].
    ثم تراه رحمه الله يقيم الحجة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ولولا كثرة ما يستنكر الحق ويرده بالجهالة لم نشتغل بكل هذه المنازعة في الرؤية لما أن رسول الله فسرها تفسيراً لم يدع فيه لمتأول فيها مقالاً إلا أن يكابر رجل غير الحق وهو يعلمه إذ سئل رسول الله فقيل له هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال" هل تضامون في رؤية الشمس والقمر صحوا فكذلك لا تضامون في رؤيته" حدثناه نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عنه ) [ص43 ، 44]. ويستقبح معاندة النبي صلى الله عليه وسلم : (فكفى خيبة وخسارة برجل أن يضاد قوله قول رسول الله ويكذب دعواه ويرجح تنزيهه على تنزيه رسوله صلى الله عليه وسلم !) . ويوصي رحمه الله بالتدبر لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه لو تدبر هذا الجاهل تلك الأحاديث لثبت عنده صدق ما أنكره : ( قد بينا لك ما جهلت من أمر العرش بشواهده من كتاب الله تعالى وشواهده من معقول الكلام ومما مضى عليه أهل الإسلام وسنقص عليك فيه آثار رسول الله المأثورة وأخباره المشهورة ما لو عرضتها على قلبك وتدبرت ألفاظ رسول الله فيها علمت إن شاء الله ) [ص 187].

    |ثالثاً: العناية بأقوال السلف ، وبما أجمعوا عليه :
    (مِنْ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ لِمَنْ تَدَبَّرَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ : أَنَّ خَيْرَ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادِ وَغَيْرِهَا مِنْ كُلِّ فَضِيلَةٍ أَنَّ خَيْرَهَا - : الْقَرْنُ الْأَوَّلُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْخَلَفِ فِي كُلِّ فَضِيلَةٍ : مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ وَإِيمَانٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَبَيَانٍ وَعِبَادَةٍ وَأَنَّهُمْ أَوْلَى بِالْبَيَانِ لِكُلِّ مُشْكِلٍ . هَذَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مَنْ كَابَرَ الْمَعْلُومَ بِالضَّرُورَةِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ) [فتاوى ابن تيمية 4/157-159 بتصرف] .
    قد أكثر الدارمي رحمه الله من الاستدلال بأقوال السلف ؛ فنراه مثلاً لا يقبل تفسير بعض الصفات إلا بأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن السلف الكرام فيقول : (...وأما دعواك أن تفسير القيوم الذي لا يزول من مكانه ولا يتحرك فلا يقبل منك هذا التفسير إلا بأثر صحيح مأثور عن رسول الله أو عن بعض أصحابه أو التابعين) [ص52].
    ويبين في مواضع مخالفة المبتدعة لمنهج السلف ؛ فيقول بعد أن ساق آثاراً للسلف في إثبات اليد لله تعالى :(...وإنما جئت بهذه الأخبار كلها ليعلم الناس أن القوم مخالفون لما قاله الله ورسوله وما مضى عليه الصحابة والتابعون رضي الله عنهم أجمعين وأنهم في ذلك على غير سبيل المؤمنين ومحجة الصادقين) [ص122] .
    ويرد على من اعتمد على غير السلف في مسائل الاعتقاد ، ومهما كانت مكانته فيقول:( وأما أبو يوسف فإن صح فيه ما روى ابن الثلجي فمردود عليه غير مقبول منه ؛ فإنه لم يكن من التابعين ولا من أجلة أتباع التابعين فينصب إماماً يُقتدى به في ترك الصلاة خلف من يناقض الجهمية ) [ص314] .
    وقد يستدل على بطلان القول باحتجاج المخالف لنصرة قوله بأقوال الملحدين بآيات الله عز وجل والمغموزين في ديانتهم ، وهو باب لطيف من أبواب النقض والاعتراض في علوم الشرع والديانة ؛ يقول رحمه الله في أثناء رده على ضلالة القول بخلق القرآن: ( ومما يدل على ظنته أن احتجاجه فيه بالمقذوفين المتهمين في دين الله تعالى مثل المريسي ، واللؤلؤي ، وابن الثلجي ونظرائهم ، فأين هو عن الزهري والثوري والأوزاعي ومالك بن أنس وشعبة ومعمر وابن المبارك ووكيع ونظرائهم؟ ، وأين هو عمن كان في عصر ابن الثلجي من علماء أهل زمانه مثل ابن حنبل وابن نمير وابن أبي شيبة وأبي عبيد ونظرائهم؟ إن كان متّبعاً مستقيم الطريقة ، ولكن لا يمكنه عن أحد منهم في مذهبه حكاية ولا رواية ، وإنما يتعلق بالمغموزين المغمورين إذ لم يمكنه التعلق بهؤلاء المشهورين كيما يروج ضلالته على الناس بأهل الريب الذين لا قبول لهم ولا عدالة عند أهل الإسلام ) [ص322 ، 323] ، ويقرر لزوم إتباع السلف بدليل واضح مقنع ، فيقول في معرض رده على القول بحرمة التقليد: (... فإن كان لا يجوز في دعوى المريسي أن يقتدي الرجل بمن قبله من الفقهاء ؛ فما موضع الإتباع الذي قال الله تعالى" والذين اتبعوهم بإحسان"؟ ، وما يصنع بآثار الصحابة والتابعين بعدهم بعد أن لا يسع الرجل استعمال شيء منها إلا ما استنبطه بعقله في خلاف الأثر إذاً بطلت الآثار وذهبت الأخبار وحرم طلب العلم على أهله ولزم الناس المعقول من كفر المريسي وأصحابه والمستحيلات من تفاسيرهم! ) [ص392].
    ويعود ليسخر بشيخ البدعة ، فيقول : ( أوَ ما وجدت أيها المعارض فيمن رأيت من المشايخ شيخا أرشد من بشر وأعلم بتأويل هذه الآية من بشر؟... أفلا سألت عنه من أدركت من المشايخ مثل أبي عبيد وأبي نعيم ونظرائهم من أهل الدين والفضل والمعرفة بالسنة ) [ص393]. ويستدل رحمه الله على بطلان القول بجهالة قائله وكونه ليس من السلف ؛ قال في رده على من فسّر قوله تعالى "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام" بأن المعنى يأتيهم أمره في ظلل من الغمام : ( فيقال لهذا المعارض المفتري على الله : قد فسرت هذه الآية على خلاف ما عنى وفسرها رسول الله وعلى خلاف ما فسرها أصحابه ... فمن مفسروك هؤلاء الذين تحكي عنهم أنهم قالوا فيها كذا وقال آخرون فيها كذا فمن هؤلاء الأولون والآخرون فاكشف عن رؤوسهم وسمهم بأسمائهم؟ فإنك لا تكشف إلا عن زنديق أو جهمي لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر !) [ص397 ، 398]. وهكذا نجد الدارمي رحمه الله يحتفي بأقوال السلف غاية الاحتفاء ، ويعظمها ويعيب على المخالف المبتدع تركها وعدم الالتفات إليها ، بل ويستدل على ضلال القول بكونه لا ينقل عن السلف ، وهو بهذا يؤكد سمة بارزة من سمات المنهج الحق وهي التمسك بفهم القرون المفضلة .|رابعاً : الاستدلال بمقتضى اللغة العربية :
    لما كانت اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها الوحي كان الاهتمام بها ، والاعتماد عليها ، وضبط أصولها وفروعها من أعظم ما يَعصم بإذن الله من الزيغ والبدعة ، وقد ورد عن السلف ما يؤكد ذلك : (جاء عمرو بن عبيد إلى عمرو بن العلاء فقال : يا أبا عمرو ؟ ويخلف الله ما وعده ؟ قال : لا . قال : أفرأيت من أوعده الله على عمل عقاباً ، أيخلف الله وعده فيه ؟ فقال : أبو عمرو بن العلاء : "من العجمة أتيت يا أبا عثمان!" ؛ إن الوعد غير الوعيد ، إن العرب لا تعد عاراً ولا خلفاً أن تعد شراً ثم لا تفعله ترى ذلك كرماً وفضلا ، وإنما الخلف أن تعد خيراً ثم لا تفعله . قال : فأوجدني هذا في كلام العرب ؟ قال : نعم . أما سمعت إلى قول الأول :
    ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ** ولا أنا أخشى صولة المتهدد
    وإني وإن أوعدته ، ووعدته ** لمخلف ميعادي ، ومنجز موعدي ) [الحجة في بيان المحجة للأصبهاني 2/72] .
    ويحتج الدارمي رحمه الله في تقرير العقيدة بما اشتهر في لغة العرب فيقول : ( والقرآن عربي مبين تصرف معانيه إلى أشهر ما تعرفه العرب في لغاتها وأعمها عندهم ، فإن تأول متأول مثلك جاهل في شيء منه خصوصا أو صرفه إلى معنى بعيد عن العموم بلا أثر فعليه البينة على دعواه وإلا فهو على العموم أبدا كما قال الله تعالى )[ ص157].
    ويقول في الرد على من قال أن الأصابع هي القدرة : (فيقال لك أيها المعجب بجهالته في أي لغات العرب وجدت أن أصبعيه قدرته فأنبئنا بها فإنا قد وجدناها خارجة من جميع لغاتهم!)[ص175] ويسخر رحمه الله من شناعة تأويلات المبتدع ، والعبث بلغة العرب لغة القرآن فيقول : (إذا تحولت العربية إلى لغتك ولغات أصحابك جاز فيها أنكر من هذا التأويل وأفحش من هذا التفسير!) [ص210باختصار].
    وقال عند رده على تأويل حديث الرؤية :( قد جئت بتفسير طمَّ على جميع تفاسيرك ضحكة وجهالة ولو قد رزقك الله شيئا من معرفة العربية لعلمت أن هذا الكلام الذي رويته عن رسول الله بهذه السياقة وهذه الألفاظ الواضحة لا يحتمل تفسيرا غير ما قال رسول الله) [ص524]. والواجب على من كان جاهلاً بالعربية أن يتعلمها ثم يتكلم في مسائل الاعتقاد كما قال الدارمي رحمه الله مخاطباً الضال :( فإن كنت لا تحسن العربية فسل من يحسنها ثم تكلم !) [ص69]. وقد يخرج الجاهل عن مقتضى اللغة العربية بل والأعجمية ليقرر مذهبه الباطل كما في تأويل اليدين بالرزقين! قال الدارمي تعليقاً على هذا الباطل :(... فقد خرجت بهذا التأويل من حد العربية كلها أو من حد ما يفقهه الفقهاء ومن جميع لغات العرب والعجم...) [ص70]. وقال رحمه الله ناعياً عليه جهله بالعربية : ( لقد تقلدت أيها المعارض من تفاسير هذه الأحاديث أشياء لم يسبقك إلى مثلها فصيح ولا أعجمي ولو قد عشت سنين لقلبت العربية على أهلها إن شاء الله تعالى!) [ص467]. وهكذا نجد الدارمي رحمه يتتبع أغلاط المنحرف التي غلط فيها على لغة العرب فينقضها ، وهذا المهيع في الاستمساك بأصول سمت كلام العرب الذي نزل به القرآن يبطل كثيراً من ضلالات المتأخرين وهذيانهم .

    |خامساً: الاحتجاج بالعقل ، وتقديم النقل على ما يتوهم من المعقولات الفاسدة :
    كون أهل السنة يعظمون الأثر لا يعني أنهم يلغون العقل ، الذي هو مناط التكليف ، وإن من أصول المنهج الحق أن المعقول الصريح لا يخالف المنقول الصحيح بحالٍ من الأحوال ، ويحصل التعارض في أحوال : إما أن يكون المعقول متوهماً فاسداً ، وإما أن يكون المنقول ضعيفاً ، وقد يجتمعان ، وقد ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله في كثير من كتبه ، قال رحمه الله : (كُلَّ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَإِنَّهُ مُوَافِقٍ لِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ ؛ فالْعَقْلَ الصَّرِيحَ لَا يُخَالِفُ النَّقْلَ الصَّحِيحَ وَلَكِنْ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَغْلَطُونَ إمَّا فِي هَذَا وَإِمَّا فِي هَذَا...الخ) [الفتاوى12/80 وما بعدها بتصرف ، وانظر كتاب: استدلال السلف بالعقل لعبدالواحد الأنصاري. طبع دار الكفاح 1433هـ].
    وقد استعمل الدارمي رحمه الله الدليل العقلي في رده على المريسي ، وله في ذلك طرق وأساليب متعددة فمرةً يطلب من القارئ أن يعرض الأقوال الباطلة على عقله ثم لينظر : فيقول في رده على تأويل يدي الله عز وجل بالرزق وغيرها : ( فليعرض هذه الآثار رجل على عقله هل يجوز لعربي أو عجمي أن يتأول أنها أرزاقه وحلاله وحرامه؟) [ص92]. وهذا يشبه الأمر بعرض الشبهة على العقل الخالي من المؤثرات أسلوب قرآني قال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) [سبأ آية 46] .
    ويستعمل أحياناً أسلوب إظهار التناقض فيقول مثلاً: ( أوَ لم تقل في صدر كتابك هذا أن الله لا يقاس بالناس ولا يحل للرجل أن يتوهم في صفاته ما يعقله من نفسه وأنت تقيسه في بالزرع وتتوهم فيه ما يتوهم بالزرع؟! وادعيت أيضا في صدر كتابك هذا : أنه لا يجوز في صفات الله تعالى اجتهاد الرأي وأنت تجتهد فيها أقبح الرأي ؟! ... أو لم تذكر في كتابك أنه لا يحتمل في التوحيد إلا الصواب فقط؟ فكيف تخوض فيه بما لا تدري أمصيب أنت أم مخطئ ؟! ؛ لأن أكثر ما نراك تفسر التوحيد بالظن والظن يخطئ ويصيب وهو قولك يحتمل في تفسيره كذا ويحتمل كذا تفسيرا ويحتمل في صفاته كذا! ) [ص500 بتصرف ، وانظر ص37 ، و ص399]. وكل هذه الأسئلة تفسد قول المبتدع من أصله .
    ومن صور استعمال الأدلة العقلية عند الدارمي رحمه الله : إظهار فساد القول ببيان لازمه الباطل ، فيقول وهو يرد على من فسر الاستواء بالاستيلاء : (وهل نازع الله من خلقه أحد أو غالبه على عرشه فيغلبه الله ثم يستوي على ما غالبه عليه مغالبة ومنازعة ؟ مع أنك قد صرحت بما قلنا إذ قسته في عرشه بمتغلب على مدينة فاستوى عليها بغلبة! ففي دعواك لم يأمن الله أن يغلب لأن الغالب المستولي ربما غَلب وربما غُلب) [ص250]. تعالى الله عن هذا علواً كبيراً .
    و من الصور أيضاً استعمال الدليل العقلي المسمى " السبر والتقسيم" ؛ وقد استعمله الدارمي رحمه الله في نقض القول بخلق القرآن فقال : (فإما أن يكون المتكلم به الله عندكم فهو كلام نفسه بحقيقة منه ، ومنه خرج ولا يجهل ذو عقل أنه لا يخرج من الله كلام مخلوق .

    وإما أن يكون المتكلم به عندكم غير الله ثم أضافه كذباً وزوراً وبهتاناً إلى الله فهذا المتكلم به المضيف إلى الله =كذاب مفتر كافر بالله إذ يقول"إني أنا الله رب العالمين" ، أو يقول" إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني" أو يقول لموسى "أنا ربك" فمن ادعى شيئاً من هذا أو قاله غير الله فهو كافر كفرعون الذي قال "أنا ربكم الأعلى" ) [ص324].
    هذه بعض النتف من الأدلة العقلية التي أوردها الإمام الدارمي ، وقد أكد ابن القيم في النقل الذي سبق ذكره تميز الدارمي في الاستدلال بالعقل بقوله: (...وفيهما [يقصد كتبا النقض والرد على الجهمية] من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما)، وللاستزادة في هذا يمكن الرجوع لكتاب "استدلال السلف بالعقل" لعبدالواحد الأنصاري.
    |سادساً: ترك المتشابه والتمسك بالمحكم :
    عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ) [رواه البخاري برقم (4547)] ، فمن أصول أهل السنة اتباع المحكم والإيمان بالمتشابه ، وهذا كما يقع في كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، يقع في كلام العلماء والسلف ممن هم محلٌ للقدوة ؛ وقد نص الدارمي على كلا الأمرين فقال في ترك المتشابه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غير أن المصيب يتعلق من الآثار بكل واضح مشهور ، والمريب يتعلق بكل متشابه مغمور )[ص283]فهو قد جعل التعلق بالمتشابه من علامات أهل الريب والبدعة .
    وقال في رده على الاستدلال بقول ابن عباس رضي الله في أن المراد بالعرش العلم وقد جاء عنه ما يحتمل ذلك ، مع ما ثبت عنه من القول الحق في ذلك: (فما بالك تحيد عن المشهور المنصوص من قوله ، وتتعلق بالمغمور منه الملتبس الذي يحتمل المعاني؟!) [ص197].

    |سابعاً: التغليظ على المبتدع :
    شدّد الدارمي رحمه في الكلام على المعارض ، وذلك -والله أعلم- أنه رأى أن المصلحة تقتضي ذلك من تنفير الناس عنه ، ولكونه مستحقٌ لذلك لجهله وضلاله وبدعته ، ووصفه بجملة من الأوصاف منها: (التائه الذي لا يدري ما يخرج من رأسه) [ص15] ، ووصف المريسي بـ(الزائغ) [ص53] ، و(الضال) [ص62] ، و( التائه الذي سلب الله عقله وأكثرَ جهله )[ ص65] ، بل حكم بكفره فقال: (قاتلك الله ما أكفرك! ولقد كنت أسمع بكفرك قديماً وحُكي لي بعضه عنك ، وما ظننت أنك تعتقد من أنواع الكفر كل ما روى عنك المعارض) [ص135]، و دعا عليه وأصحابه فقال : (طهر الله منكم بلاده وأراح منكم عباده) [ص210، وانظر : ص420، و ص464، ص499] . وقال مبيناً رحمه الله خطورة البدعة وأنها أعظم من سائر الذنوب: (ويحك للغناء والعزف أحسن مما تدعي على الله ورسوله!) [ص532 . ووصفه مرة بـ(البقباق النفّاج)ص252 ، 411 . ومعنى البقباق : أي كثير الكلام ، والنفاج : المتكبر] . وهذا الموضع مما افترق فيه الناس إلى طرفين ووسط : فبالغ قومٌ من المنتسبين لهدي السلف ومن غيرهم في التعدي على بعض المخالفين ، والإقذاع في شتمهم ، وترك الإنصاف ، ومجافاة العدل ، وبالغ قومٌ في التسامح المطلق والتلطف الدائم مع المبتدعة وزاد بعضهم في ذلك حتى مع من بدعتهم مكفرة كالقول بتحريف القرآن بل حتى مع الكفرة من الملاحدة وأهل الكتاب ، ويشنع بعضهم على من قد يشتد على هذه الطوائف المارقة لمصلحة يراها .وأغلب الظن أن الوسط في مسألة الإغلاظ هو القول بأنها تنضوي في أبواب الموازنة بين المصالح والمفاسد ، فمن رُجي من الإغلاظ عليه –بقدر جُرمه- ارتداعه ، وانكفاف الناس عنه ، كان ذلك حسناً ، ومن عُلم من حاله أن الإغلاظ عليه ينفّره عن الحق ، ويهيّج أتباعه على الانتصار لباطله ، وتعود مغبّة الإغلاظ على قائله بانصراف الناس عن الحق الذي معه ؛ فالأجود أن يُلتزم الرفق في هذه الحالة ، ويستصحب القائم ببيان الحق في ذلك كله وجوب الإنصاف ، وتقدير كل غلط بحسبه ، ومراعاة حال الواقع في الباطل وأتباعه ، وبعده عن العلم وأهله أو العكس ، ولا يقدر على إيقاع مثل هذا المعنى في موضعه الشرعي إلا الفقيه بشرع الله ، الرفيق بعباد الله ، المتبع لسنة رسول الله ، فإن من كان حاله كذلك كان جديراً بالتوفيق ، حرياً بالتحقيق .[انظر: كتاب فقه الرد على المخالف ص259 للشيخ د.خالد السبت . مركز المصادر للنشر. ط.1429هـ].|أخيراً : أحب أن تكون هذه الأسطر بمثابة دعوة لدوام مراجعة كتب علماء القرون المفضلة ، والاعتناء بها ، والاقتداء بها في منهج الرد العلمي ، وفي بناء الأدلة المحققة على أصول صحيحة ، في العلم والعمل. وأشير إلى البحث المعمّق الذي نشر في العدد الثاني من مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة بعنوان )الجدل العقدي عند الإمام الدارمي)، للأستاذ ياسر بن ماطر المطرفي، وهو بحث مميز وجدير بالقراءة. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    28

    افتراضي رد: الإمام الدارمي ونقد الأفكار المخالفة

    جزاك الله خيرا وبارك فيك
    نرى اليوم خطاب الانكار والرد يصور في صور استعداء وصورة تشنج وصورة بث روح العداوة ..... الخ من الشبه التي هدفها اسقاط هذا الأصل العظيم في حفظ الدين وحماية الشريعة.والمصيب أن هناك من الاسلاميين من يؤيد هذا الطرح أعني عدم الرد على أهل الضلال نهائيا بل ينادي بالتقرب لهم ..!!فلا حول ولا قوة الا بالله.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •