من المعلوم لغويا أن من تقسيمات الفعل في العربية تقسيمه إلى مبني للمعلوم ومبني للمجهول، فالأول هو ما كان فاعله موجودا إما ظاهرا أو مقدرا، وأما الآخر فهو ما حذف فاعله وناب عنه المفعول به إن كان متعديا، أو الجار والمجرور أو الظرف إن كان لازما، لكن الكثير من المشتغلين باللغة والإعراب يغفلون عن أمر مهم في الاصطلاح الصحيح للفعل المبني للمجهول، ذلك أن هذه التسمية خاطئة، وليس لغويا فقط وإنما عقديا كذلك، فلو قلنا مثلا : / كتب محمد رسالة / فهذه جملة مبني فعلها للمعلوم، وللمجهول سنقول:/ كتبت الرسالة/ بضم الكاف وكسر التاء، وفي الإعراب نقول في /كتبت/ فعل ماض مبني للمجهول، على أساس أننا نجهل الفاعل،
ولكن كيف سنقول في إعراب الفعل في قوله تعالى: خلق الإنسان من عجل إذ لو قلنا : /خلق/ فعل ماض مبني للمجهول لكنا جاهلين بالخالق ولصرنا في الحكم المعلوم بمن جهل خالقه، وعليه فإن الأصح في هذا هو أن نقول في إعراب الأفعال التي تأتي على هذه الصيغة : فعل مبني لما لم يسم فاعله، وهذه العبارة هي التي درج عليها العلماء قديما، علما أن المجهولية هي معنى من المعاني الكثيرة التي تحملها صيغة المبني لما لم يسم فاعله، وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين.