الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .
* من استطاع أن يُكحّل ناظريه برؤية الحرم المكي الشريف في هذه اللحظات .. فليسارع ليرى منظراً و لا أروع !!
حجاج بيت الله الحرام ملؤوا صحن الحرم .. حتى سطحه ... في منظر بهيج يوحي بعظمة الإسلام و المسلمين ..
هل رأيت المسلمين قد اجتمعوا يوماً كمثل هذا الاجتماع ؟! لا أبــــداً ..
إنه اجتماع الطهر و الإيمان و سمو الأرواح و علو الأنفس و قمة الأهداف ...
تجردوا من الدنيا ... و أقبلوا على الآخرة ...
فلمّا تجردوا من الدنيّة ، و نزعوا عنهم الأغلال الطينية .. طارت بهم الأرواح إلى المقامات العلوية ، فكأنهم في سموهم أهل السموات النورانية ..
فماذا لو كنّا كذلك في كل أحوالنا ؟!
و ماذا لو كان هذا الجمع الغفير من المسلمين _ سلّمهم الله _ جيشاُ قد سار لإبادة دولة اليهود _ لا ثبّت الله لهم دولة _ ؟!
اللهم أعز الإسلام و المسلمين ، و أذل الشرك و المشركين ، و دمّر أعداء الدين ..
****************************** ******************** ************
* بالأمس كنتُ أتحدث مع إحدى الأخوات .. فتذكرنا أحد الأخوة _ شاباً يبلغ قرابة الأربعين من عمره _ وقد جاء أجله صباح يوم عرفة _ رحمه الله و أسكنه فسيح جناته _ و لا زالنا نتأمل كيف كان بين عالم الأحياء يحدثنا و نسمع أخباره ، و الآن في عالم آخر .. لا نسمع لهم ركزاً ... و هل علم أنه لن يشهد عيد الأضحى المبارك ؟!
سبحان الله ..!!
و لا زلنا نتحدث عن أخبار الموتى .. و علامات حسن الختام ... اللهم أحسن خاتمتنا ...
حتى قالت لي :
امرأة خرجت ليلة العيد مع خادمتها ، إلى محلٍ تجاري قريب لتشتري حلوى العيد ... فإذا بسيارة تصدمها و خادمتها ... فتموتان في اللحظة !!
قلتُ : أعوذ بالله من موت الفجاءة .. ، و رحمها الله و غفر لها و من معها إن كانت مسلمة ...
فكانت المناسبة أن أنقل لكم قول أحدهم :
( يا من رأى العيد و وصل إليه ، متى تشكر المنعم و تثني عليه ؟! فكم من صحيح هيّأ طيب عيده ، صار ذلك في تلحيده ) .
****************************** ****************************** **
فلنعش عيدنا ... و لنكتسِ منه ثوب الفرح و السرور .. و لنكن على حذر .. فلا تأخذنا الغرور .. فللهو ضوابط .. و للمرح أصول .. و نحن لا نفرح لأجل الفرح ... و إنما نفرح لأننا مسلمون .. فهذا ديننا .. و هذا عيدنا ..
قال تعالى : " قل بفضل الله و رحمته فبذلك فليفرحوا " .
و أولى الناس بالسرور من بذل مهره ، فأفنى جهده ، قائماً ليله ، صائماً نهاره ، باذلاً ماله ، ذاكراً ربه .. فهذا استحق الجائزة ....
و المسلم معتدل في كل شيء .. إن فرح لا يطغى .. و إن حزن لا ييأس ...
لإخوانه المسلمين نصيب من دعائه .. يستشعر همومهم .. و يستصحب نية الخير كيفما كان ... فلا يزال _ بإذن الله _ و هو على هذه الحال في خير ... كما قال ذلك أحد السلف رضوان الله عليهم ...
أختكم : إيمان الغامدي .