تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    " أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات:

    لأن مدار إثبات الأسماء والصفات أو نفيها على السمع، فعقولنا لا تحكم على الله أبداً، فالمدار إذاً على السمع، خلافاً للأشعرية والمعتزلة والجهمية وغيرهم من أهل التعطيل، الذين جعلوا المدار في إثبات الصفات أو نفيها على العقل، فقالوا: ما اقتضى العقل إثباته، أثبتناه، سواء أثبته الله لنفسه أم لا! وما اقتضى نفيه، نفيناه، وإن أثبته الله! وما لا يقتضي العقل إثباته ولا نفيه، فأكثرهم نفاه، وقال: إن دلالة العقل إيجابية، فإن أوجب الصفة، أثبتناها، وإن لم يوجبها، نفيناها! ومنها من توقف فيه، فلا يثبتها لأن العقل لا يثبتها لكن لا ينكرها، لأن العقل لا ينفيها، ويقول: نتوقف! لأن دلالة العقل عند هذا سلبية، إذا لم يوجب، يتوقف ولم ينف!

    فصار هؤلاء يحكمون العقل فيما يجب أو يمتنع على الله عز وجل.

    فيتفرغ على هذا: ما اقتضى العقل وصف الله به، وصف الله به وإن لم يكن في الكتاب والسنة، وما اقتضى العقل نفيه عن الله، نفوه، وإن كان في الكتاب والسنة.

    ولهذا يقولون: ليس لله عين، ولا وجه، ولا له يد، ولا استوى على العرش، ولا ينزل إلى السماء الدنيا لكنهم يحرفون ويسمون تحريفهم تأويلاً ولو أنكروا إنكار جحد، لكفروا، لأنهم كذبوا لكنهم ينكرون إنكار ما يسمونه تأويلاً وهو عندنا تحريف.

    والحاصل أن العقل لا مجال له في باب أسماء الله وصفاته فإن قلت: قولك هذا يناقض القرآن، لأن الله يقول: ) وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْما) [المائدة: 50] والتفضيل بين شيء وآخر مرجعه إلى العقل وقال عز وجل ) وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى) [النحل: 60] وقال: )أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [النحل: 17] وأشباه ذلك مما يحيل الله به على العقل فيما يثبته لنفسه وما ينفيه عن الآلهة المدعاة؟

    فالجواب أن نقول: إن العقل يدرك ما يجب لله سبحانه وتعالى ويمتنع عليه على سبيل الإجمال لا على سبيل التفصيل، فمثلاً: العقل يدرك بأن الرب لا بد أن يكون كامل الصفات، لكن هذا لا يعني أن العقل يثبت كل صفة بعينها أو ينفيها لكن يثبت أو ينفي على سبيل العموم أن الرب لا بد أن يكون كامل الصفات سالماً من النقص.

    فمثلاً: يدرك بأنه لابد أن يكون الرب سميعاً بصيراً، قال إبراهيم: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِر) [مريم: 42].

    ولابد أن يكون خالقاً، لأن الله قال: [فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ] [النحل: 17] (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئا) [النحل: 20].

    يدرك هذا ويدرك بأن الله سبحانه وتعالى يمتنع أن يكون حادثاً بعد العدم، لأنه نقص، ولقوله تعالى محتجاً على هؤلاء الذين يعبدون الأصنام: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) [النحل: 20]، إذاً يمتنع أن يكون الخالق حادثاً بالعقل.

    العقل أيضاً يدرك بأن كل صفة نقص فهي ممتنعة على الله، لأن الرب لابد أن يكون كاملاً فيدرك بأن الله عز وجل مسلوب عنه العجز، لأنه صفة نقص، إذا كان الرب عاجزاً وعصي وأراد أن يعاقب الذي عصاه وهو عاجز، فلا يمكن!

    إذاً، العقل يدرك بأن العجز لا يمكن أن يوصف الله به، والعمى كذلك والصم كذلك والجهل كذلك.... وهكذا على سبيل العموم ندرك ذلك، لكن على سبيل التفصيل لا يمكن أن ندركه فنتوقف فيه على السمع.

    سؤال: هل كل ما هو كمال فينا يكون كمالاً في حق الله، وهل كل ما هو نقص فينا يكون نقصاً في حق الله؟

    الجواب: لا، لأن المقياس في الكمال والنقص ليس باعتبار ما يضاف للإنسان، لظهور الفرق بين الخالق والمخلوق، لكن باعتبار الصفة من حيث هي صفة، فكل صفة كمال، فهي ثابته لله سبحانه وتعالى.

    فالأكل والشرب بالنسبة للخالق نقص، لأن سببهما الحاجة، والله تعالى غني عما سواه، لكن هما بالنسبة للمخلوق كمال ولهذا، إذا كان الإنسان لا يأكل، فلا بد أن يكون عليلاً بمرض أو نحوه هذا نقص.

    والنوم بالنسبة للخالق نقص، وللمخلوق كمال، فظهر الفرق.

    التكبر كمال للخالق ونقص للمخلوق، لأنه لا يتم الجلال والعظمة إلا بالتكبر حتى تكون السيطرة كاملة ولا أحد ينازعه.. ولهذا توعد الله تعالى من ينازعه الكبرياء والعظمة، قال: "من نازعني واحداً منهما عذبته"[33].

    فالمهم أنه ليس كل كمال في المخلوق يكون كمالاً في الخالق ولا كل نقص في المخلوق يكون نقصاً في الخالق إذا كان الكمال أو النقص اعتبارياً. "






    شرح الواسطية لابن عثيمين [ 1 / 80 ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    جزاكم الله خيرا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    من أصول أهل السنة والجماعة أن العقل المجرد ليس له إثبات شيء من العقائد والأحكام وإنما المرجع في ذلك المنقول عن الله ورسوله
    والعقل آلة الفهم .

    ولهذا لم يختلف أهل العلم في أن التشريع بالرأي المجرد والاسئتصلاح بالعقل العاري عن الدليل الشرعي كفر وشرك بالله حتى قال الإمام الشافعي: من استحسن فقد شرع.

    وهذا هو مذهب العلماء الأبرار من السلف الصالح الأخيار ،

    انطلاقا من قوله الله تعالى :

    ﴿ وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم... ﴾ [ الأحزاب:36] .

    وقال سبحانه: ﴿ ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ﴾ [ الحجرات:1].

    وقال: ﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ﴾ [ النور:63]

    وقال تعالى في وصفه للملائكة :﴿بل عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ﴾ [ الأنبياء: 26-27].

    قال الإمام أبو مظفر السمعاني : إن الله ابى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث والآثار ، لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفا عن سلف ، وقرناً عن قرنٍ إلى أن انتهوا إلى التابعين ، وأخذه التابعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

    ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من الدين المستقيم ، والصراط القويم ، إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث .

    وأما الفرق فطلبوا الدين لا بطريقته لأنهم رجعوا إلى عقولهم وخواطرهم ، وآرائهم ، فطلبوا الدين من قبله ،فإذا سمعوا شيئا من الكتاب والسنة عرضوهم على معيار عقولهم ..... اهـ "الحجة في بيان المحجة " ( ج2ص223 وما بعدها ) .

    وقال شيخ الإسلام :مفسرا قوله تعالى للملائكة بأنهم (( عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهوبأمره يعملون ...)) .... فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعا لما جاء به الرسول ولا يتقدم بين يديه ؛ بل ينظر ما قال فيكون قوله تبعا لقوله وعمله تبعا لأمره
    فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين ؛ فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل فهذا أصل أهل السنة ، وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول ؛ بل على ما رأوه أو ذاقوه ثم إن وجدوا السنة توافقه وإلا لم يبالوا بذلك فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضا أو حرفوها تأويلا . فهذا هو الفرقان بين أهل الإيمان والسنة وأهل النفاق والبدعة
    الفتاوى ( ج 13ص62-63) .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد احمد على المدني مشاهدة المشاركة


    وأما الفرق فطلبوا الدين لا بطريقته لأنهم رجعوا إلى عقولهم وخواطرهم ، وآرائهم ، فطلبوا الدين من قبله ،فإذا سمعوا شيئا من الكتاب والسنة عرضوهم على معيار عقولهم ..... اهـ "الحجة في بيان المحجة " ( ج2ص223 وما بعدها ) .
    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    فقف أيها العقل عند منتهاك . جزاكم الله خيرا وسدد على الحق خطاكم .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    138

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    بارك الله فيكم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    بارك الله فيكم ونفعنا الله بعلمكم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    جزاك الله خيرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    للرفع
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    ........................

    https://majles.alukah.net/t174372/

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    " أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات: [ 1 / 80 ]
    بارك الله فيك
    عنوان الموضوع فيه تعميم ليس فى محله وإن كان مضمون الموضوع يثبت دور العقل ومدخله فى باب الصفات
    فالعنوان ظاهره تعطيل دور العقل- وهو كمن وقف على قوله تعالى فويل للمصلين-
    لذلك عنوان الموضوع فى نفسِى منه شئ
    المقصود بعنوان الموضوع مقابلة قول الاشاعرة فى تقديم العقل على النقل
    واليكم مزيد بيان لما تفضلت به اختنا الكريمة ام على طويلبة علم والاخ الفاضل الطيبونى

    يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام:
    قسم مصدره العقل وحده وهو معظم الأبواب ومنه باب الصفات ولهذا يسمون الصفات السبع "عقلية" وهذا القسم هو "ما يحكم العقل بوجوبه"، دون توقف على الوحي عندهم.
    قسم مصدره العقل والنقل معاً كالرؤية -على خلاف بينهم فيها- وهذا القسم هو"ما يحكم العقل بجوازه" استقلالاً أو بمعاضدة الوحي.
    قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات أي المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو عندهم: ما لا يحكم العقل باستحالته
    لكن لو لم يرد به الوحي لم يستطع العقل إدراكه منفرداً،
    ويدخلون فيه التحسين والتقبيح والتحليل والتحريم.
    والحاصل
    أنهم في صفات الله جعلوا العقل حاكماً،
    وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلاً
    وفي الرؤية جعلوه مساوياً.
    ***
    مصدر التلقي الثاني عند الأشاعرة:

    تقديم العقل على النقل ، وجعل العقل هو الأصل والنقل هو التبع ، هذا فيما يعتبرونه من النقل وهو القرآن والأحاديث المتواترة دون أحاديث الآحاد كما تقدم .
    ذكر هذا الأصل الرازي في مواطن من كتبه مثل
    قال في أساس التقديس ص172-173 :

    [ اعلم أن الدلائل القطعية إذا قامت على ثبوت شيء، ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهو محال. وإما أن تكذب الظواهر النقلية، وتصدق الظواهر العقلية. وإما أن تصدق الظواهر النقلية وتكذب الظواهر النقلية وذلك باطل، لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته وكيفية دلالة المعجزة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهور المعجزات على يد محمد صلى الله عليه وسلم. ولو صار القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهماً غير مقبول القول، ولو كان كذلك لخرج عن أن يكون مقبول القول في هذه الأصول، وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة. فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً وأنه باطل. ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية : إما أن يقال : إنها غير صحيحة، إلا أن المراد منها غير ظواهرها ؛ ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل، وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى. فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات، وبالله التوفيق ا.هـ.
    فهنا أربع احتمالات :
    إما أن يصدقهما وهذا لا يصح لأنهما متناقضان، أو يكذبهما وهذا لا يصح لأنهما متناقضان، وإما أن يقدم النقل وهذا لا يصح على قوله لأن العقل أصل في معرفة النقل، وإما أن يقدم العقل وهذا هو الصحيح. وقد أطال ابن تيمية الرد على هذا القانون كما في كتاب درء تعارض العقل والنقل، وابن القيم في كتاب الصواعق المرسلة.

    وخلاصة الأدلة في نقض هذا القانون الكلي ما يلي :
    1- القطعي مقدم على الظني عند التعارض سواء كان عقلياً أو سمعيا ً، وليس هناك دليل يدل على أن كل عقلي قطعي وكل سمعي ظني بل متى ما كان أحدهما قطعياً قدم على الآخر فمن ثم يتبين أن القسمة الرباعية على وجه الحصر خطأ، بل يزاد أمر خامس وهو أنه تارة يقدم العقلي إذا كان قطعياً وتارة النقلي إذا كان قطعياً.
    2- قولهم : قدم العقل لأنه أصل النقل غير صحيح، إذ يقال : هل يريدون بذلك أن العقل أصل في ثبوت النقل في نفس الأمر، أو أصل في علمنا بالصحة ؟ أما الأول قطعاً أنه خطأ غير مراد إذ عدم العلم بالشيء لا يدل على العدم. أما إن أرادوا أنه أصل في علمنا بالصحة، فيقال لهم ماذا تريدون بالعقل أتعنون به القدرة الغريزية التي فينا أم العلوم المستفادة بهذه القوة الغريزية ولا شك أن القوة الغريزية غير مرادة لأنها ليست علماً يتصور، فلم يبق إلا العلوم المستفادة ومن المعلوم أن هذه العلوم المستفادة منه ما ليس له صلة بالسمعيات كالحساب ومنه ما له صلة وهو صدق الرسول و ثبوت نبوته فمن ثم يعلم أن قول العقل أصل النقل خطأ.
    3- من أقر بالنبوة لن يجعلها معارضة بل سيقدمها، وإلا فهو مكذب للنبوة لأنه سيقدم العقل على خبر النبي وهذا تكذيب للنبي الذي هو تكذيب به.
    4- بين - رحمه الله - أنهم سموا الأدلة بغير اسمها فقالوا : عقلي وسمعي والصواب أن يقولوا : شرعي وغير شرعي لأن الأدلة الشرعية منها ما هو سمعي، ومنها ما هو عقلي، ومنها ما هو عقلي وسمعي في آن واحد، فكأن هؤلاء يقولون نقدم الدليل البدعي على الدليل الشرعي، وهذا كفر، لأن واقعه معارضة خبر الرسول بخبر غير الرسول صلى الله عليه وسلم.
    5- أن العقول تتفاوت في إدراكها ومعرفتها بل عقل الرجل الواحد يتفاوت فكيف بعقول الناس. وصدق الله القائل : (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً). وقال مطرف بن الشخير : لو كانت هذه الأهواء هوى واحداً، لقال قائل : الحق فيه. فلما تشعبت فاختلفت عرف كل ذي عقل أن الحق لا يتفرق.
    6- لا نسلِّم أصلاً بوجود التعارض، لأن الشرع يأمر بالحق، والعقل الصحيح يدل على الحق وما يدلان على الحق لا يتعارض إلا إذا كان في أحدهما خطأ، لذا قال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ )

    مصدر التلقي الثالث عند الأشاعرة
    أنه لا بد من تأويل نصوص الأسماء والصفات لأن ظاهرها التشبيه وهو كفر .
    قال السنوسي !! في كتابه ( شرح عقيدة أهل التوحيد الكبرى ص 502) وأما من زعم أن الطريق بدأ إلى معرفة الحق الكتاب والسنة ويحرم ما سواهما ،
    فالرد عليه أن حجيتهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي ، وأيضاً فقد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع ا.هـ
    وقال أيضاً : أصول الكفر ستة!! .. - ثم عد خمسة وقال - سادساً : التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية ،
    للجهل بأدلة العقول ، وعدم الارتباط بأساليب العرب .
    والتمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير بصيرة في العقل هو أصل ضلالة الحشوية فقالوا بالتشبيه والتجسيم والجهة عملاً بظاهر قوله تعالى ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ) ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) ونحوها ا.هـ
    قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره لأضواء البيان (2/285):
    فظاهره المتبادر منه السابق إلى فهم من في قلبه شيء من الإيمان هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات الحوادث ، فبمجرد إضافة الصفة إليه جل وعلا يتبادر إلى الفهم أنه لا مناسبة بين تلك الصفة الموصوف بها الخالق وبين شيء من صفات المخلوقين وهل ينكر عاقل أن السابق إلى الفهم المتبادر لكل عاقل هو منافاة الخالق للمخلوق في ذاته وجميع صفاته لا والله لا ينكر ذلك إلا مكابر ا.هـ

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    أدلة وجود الله فهي واضحة لمن تأملها ولا تحتاج لكثرة بحث وطول نظر ،
    وعند التأمل نجد أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع :
    الأدلة الفطرية ،
    والأدلة الحسية ،
    والأدلة الشرعية ،
    وسوف تتضح لك بإذن الله تعالى . أولاً :
    الأدلة الفطرية :
    قال الشيخ ابن عثيمين :
    دلالة الفطرة على وجود الله أقوى من كل دليل لمن لم تجتله الشياطين ، ولهذا قال الله تعالى ( فطرت الله التي فطر الناس عليها ) الروم/30 ، بعد قوله : ( فأقم وجهك للدين حنيفاً ) فالفطرة السليمة تشهد بوجود الله ولا يمكن أن يعدل عن هذه الفطرة إلا من اجتالته الشياطين ، ومن اجتالته الشياطين فقد يمنع هذا الدليل . انتهى من شرح السفارينية
    فإن كل إنسان يحسّ من تلقاء نفسه أنّ له رباً وخالقاً ويشعر بالحاجة إليه وإذا وقع في ورطة عظيمة اتجهت يداه وعيناه وقلبه إلى السماء يطلب الغوث من ربه .
    الأدلة الحسية :
    وجود الحوادث الكونية ، وذلك أن العالم من حولنا لابد وأن تحصل فيه حوادث فمن أول تلك الحوادث حادثة الخلق ، خلق الأشياء ، كل الأشياء من شجر وحجر وبشر وأرض وسماء وبحار وأنهار ......
    فإن قيل هذه الحوادث وغيرها كثير من الذي أوجدها وقام عليها ؟
    فالجواب إما أن تكون وجدت هكذا صدفة من غير سبب يدعو لذلك فيكون حينها لا أحد يعلم كيف وجدت هذه الأشياء هذا احتمال ، وهناك احتمال آخر وهو أن تكون هذه الأشياء أوجدت نفسها وقامت بشؤونها , وهناك احتمال ثالث و هو أن لها موجداً أوجدها وخالقاً خلقها ، وعند النظر في هذه الاحتمالات الثلاث نجد أنه يتعذر ويستحيل الأول والثاني فإذا تعذر الأول والثاني لزم أن يكون الثالث هو الصحيح الواضح وهو أن لها خالقاً خلقها وهو الله ، وهذا ما جاء ذكره في القرآن الكريم قال الله تعالى: ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون ) الطور/35
    ثم هذه المخلوقات العظيمة منذ متى وهي موجودة ؟ كل هذه السنين من الذي كتب لها البقاء في هذه الدنيا وأمدها بأسباب البقاء ؟
    الجواب هو الله ، أعطى كل شيء ما يصلحه ويؤمن بقاءه ، ألا ترى ذلك النبات الأخضر الجميل إذا قطع الله عنه الماء هل يمكن أن يعيش ؟ كلا بل يكون حطاماً يابساً وكل شئ إذا تأملته وجدته متعلقاً بالله ، فلولا الله ما بقيت الأشياء .
    ثم إصلاح الله لهذه الأشياء ، كل شيء لما يناسبه ؛ فالإبل مثلاً للركوب ، قال الله تعالى : ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون (71 ) وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ) يس/72 انظر إلى الإبل كيف خلقها الله قوية مستوية الظهر لكي تكون مهيئة للركوب وتحمل المشاق الصعبة التي لا يتحمله من الحيوانات غيرها .
    وهكذا إذا قلبت طرفك في المخلوقات وجدتها متناسبة مع ما خلقت من أجله فسبحان الله تعالى .
    ومن أمثلة الأدلة الحسية :
    النوازل التي تنزل لأسباب دالة على وجود الخالق مثل دعاء الله ثم استجابة الله للدعاء دليل على وجود الله قال الشيخ ابن عثيمين : لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيث الخلق ، قال اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، ثم نشأ السحاب ، وأمطر قبل أن ينزل من المنبر ، هذا يدل على وجود الخالق . انتهى من شرح السفارينية
    الأدلة الشرعية :
    وجود الشرائع , قال الشيخ ابن عثيمين :
    جميع الشرائع دالة على وجود الخالق وعلى كمال علمه وحكمته ورحمته لأن هذه الشرائع لابد لها من مشرع والمشرع هو الله عز وجل . انتهى من شرح السفارينية
    وأما سؤالك ، لماذا خلقنا الله ؟
    فالجواب من أجل عبادته وشكره وذكره ، والقيام بما أمرنا به سبحانه ، وأنت تعلم أن الخلق فيهم الكافر وفيهم المسلم , وهذا لأن الله أراد أن يختبر العباد ويبتليهم هل يعبدونه أم يعبدون غيره ، وذلك بعد أن أوضح الله السبيل لكل أحد ، قال الله تعالى ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) تبارك/2 وقال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات/56

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
    معرفة الله قسمان:
    1 – معرفة وجود ومعاني، وهذا هو المطلوب منا.
    2 – ومعرفة كنه وحقيقة، وهذا غير مطلوب منا لأنه مستحيل.
    يعني: لو قال قائل: تعرف الله مثلا: تعرف حقيقة ذاته وحقيقة صفاته؟ لكان الجواب: لا، لا نعلم ذلك وليس مطلوب منا والوصول إلى ذلك مستحيل، فالمطلوب إذن معرفة الذات بالوجود ومعرفة الصفات بالمعاني، أما معرفة الكنه والحقيقة فهذا مما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فصار قول المؤلف في معرفة الله لا بد فيه من هذا التسديد، قوله: (أول واجب على العبيد): أول واجب على الإنسان أن يعرف الله، وقالوا: المراد أول واجب لذاته، وأما أول واجب لغيره فهو النظر والتدبر الموصل إلى معرفة الله، فالعلماء قالوا: أول ما يجب على الإنسان أن ينظر فإذا نظر وصل إلى غاية وهي المعرفة فيكون النظر أول واجب لغيره، والمعرفة أول واجب لذاته، وقال بعض أهل العلم: إن النظر لا يجب لا لغيره ولا لذاته، لأن معرفة الله عز وجل معلومة بالفطرة، والإنسان مجبول عليها ولا يجهل الله عز وجل إلا من اجتالته الشياطين ولو رجع الإنسان إلى فطرته لعرف الله دون أن ينظر أو يفكر، قالوا: ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة)) وقوله سبحانه في الحديث القدسي: ((إني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين))
    (2) فصار الصارف عن مقتضى الفطرة حادث وارد على فطرة سليمة،
    فأول ما يولد الإنسان يولد على الفطرة
    ولو ترك ونفسه في أرض برية ما عبد غير الله، ولو عاش في بيئة مسلمة ما عبد غير الله،
    وحينئذ تكون عبادته لله،
    إذا عاش في بيئة مسلمة يكون المقوم لها شيئين:
    وهما الفطرة والبيئة،
    لكن إذا عاش في بيئة كافرة فإنه حينئذ يحدث عليه هذا المانع لفطرته من الاستقامة،
    لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) ،
    إذن معرفة الله عز وجل لا تحتاج إلى نظر في الأصل،
    ولهذا عوام المسلمين الآن هل هم فكروا ونظروا في الآيات الكونية والآيات الشرعية حتى عرفوا الله أم عرفوه بمقتضى الفطرة؟ ولا شك أن للبيئة تأثيراً، ما نظروا بل إن بعض الناس – والعياذ بالله – إذا نظر وأمعن ودقق وتعمق وتنطع ربما يهلك، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون)) (4) ، فالصحيح: إذن ما قاله المؤلف أن: أول واجب:
    معرفة الله،
    أما النظر: فلا نقول: إنه واجب،
    نعم لو فرض أن الإنسان احتاج إلى النظر فحينئذ يجب عليه النظر لو كان إيمانه فيه شيء من الضعف يحتاج إلى التقوية فحينئذ لا بد أن ينظر، ولهذا قال تعالى: أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [الأعراف:185] وقال: أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ [ المؤمنون: 68]
    وقال تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ [ص: 29]
    فإذا وجد الإنسان في إيمانه ضعفاً حينئذٍ يجب أن ينظر، لكن لا ينظر هذا الناظر من زاوية الجدل والمعارضات والإيرادات، لأنه إن نظر من هذه الزاوية يكون مآله الضياع والهلاك يورد عليه الشيطان من الإيرادات ما يجعله يقف حيران، ولكن ينظر من زاوية الوصول إلى الحقيقة، فمثلاً: نظر إلى الشمس هذا المخلوق الكبير الوهاج لا يقول من الذي خلقه؟ خلقه الله عز وجل، فيقول: من الذي خلق الله؟ لا، يقول خلقه الله ويسكت، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا أن ننتهي إذا قال لنا الشيطان من خلق الله؟ لنقطع التسلسل، الحاصل: أن النظر لا يحتاج إليه الإنسان إلا للضرورة كالدواء لضعف الإيمان وإلا فمعرفة الله مركوزة بالفطر،
    وقول المؤلف: (معرفة الإله بالتسديد): أي بالصواب
    ، لكن ما هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل؟
    الطريق:
    قلنا بالفطرة قبل كل شيء،
    فالإنسان مفطور على معرفة ربه تعالى وأن له خالق،
    وإن كان لا يهتدي إلى معرفة صفات الخالق على التفصيل
    ولكن يعرف أن له خالقاً كامل من كل وجه،
    ومن الطرق التي توصل إلى معرفة الله:
    العقل، الأمور العقلية فإن العقل يهتدي إلى معرفة الله بالنظر إلى ذاته – هذا إذا كان القلب سليما ً من الشبهات – فينظر إلى ما بالناس من نعمة فيستدل به على وجود المنعم، لأنه لولا وجود المنعم ما وجدت النعم وعلى رحمته فلولاه ما وجدت ينظر إلى إمهال الله عز وجل للعاصين فيستدل به على حلم الله وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ [فاطر: 45] لأن أكثر الناس على الكفر، فلو أراد الله أن يؤاخذه – أن يؤاخذهم على أعمالهم – ما ترك على ظهرها من دابة، ننظر في السماوات والأرض فنستدل به على عظم الله فإن عظم المخلوق يدل على عظم الخالق،، وهكذا، نعرف الله تعالى بإجابة الدعاء، فنعرف بهذا وجود الله وقدرته ورحمته وصدقه عز وجل، ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60] أخذ الله للكافرين بالنكبات والهزائم تدل على أن الله شديد العقاب، وأنه من المجرمين منتقم، ونصر الله لأوليائه تدل على أن الله ينصر من شاء
    :شرح العقيدة السفارينية لمحمد بن صالح بن عثيمين - ص128

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    منهج السلف فهو وسطٌ بين هؤلاء وأولئك بين من يقدسون العقل ومن يلغونه ؛
    فهم يستَمسِكون بالوحي لا يتجاوَزُونه؛ جريًا على منهاج النبوَّة؛
    ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الزخرف: 43]،
    إلا أنهم يعطون النقل حقَّه من الدلالة العقليَّة،
    فلا يحصرون حجيَّته في الجانب السمعي،
    فكانوا بذلك أسعد الطوائف بالعقل الصريح والنقل الصحيح.
    ان السلف - رحمهم الله - على فقهٍ وفطنة حين سموا أصحاب العقل البدعي: أهل الأهواء والبدع، ضنًّا منهم بهذا الوصف الشريف - العقل - على مَن تلبَّس به زورًا وبهتانًا، فما سمَّاه أهل البدع: دلالات عقليَّة، حقيقتها أهواء، وإلا لما خالفت الرسالة؛ قال - تعالى -: ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ


    ما من أصلٍ من الأصول الاعتقاد أو مسألةٍ من مسائله يمكن الاستدلال عليها عقلاً إلاَّ وفي النقل التنبيهُ على ذلك، عَلِمَه مَن عَلِمَه، وجَهِلَه مَن جَهِلَه.
    أنَّ الدليل الشرعي لا يُقابِل العقلي، بل هو مشتملٌ عليه، إنما يُقابِل البدعي، ويمكن المقابلة بين الدليل العقلي والدليل السمعي، لكن لا يوجد دليلٌ شرعي سمعي محض، والدلائل السمعية تستند عقلاً إلى دلائل النبوَّة.

    أنَّ حصر الدلالات الشرعية في الطُّرُق السمعية خطأ فأدح،
    وهو من أعظم أسباب تقديم العقل على النقل عند الخلَف.
    أنَّ المنهاج الشرعي في الاستدلال العقلي على العقائد مُغايِرٌ تمامًا للمناهج البدعيَّة،
    وله خصائصه ومسالكه التي تُميِّزه عنها.
    أنَّ منهج أهل السنة والجماعة في باب الاستدلال العقلي وسطٌ بين المفْرِطين من المتكلمين ومَنْ تأثَّر بهم، والمفرِّطين من الصوفية وأهل التقليد ومَن وافقهم. •
    أنَّ النظر العقلي على الوجه الشرعي مع الإيمان لا قبله، وهو شرطٌ في كمال الإيمان، وقد يكون واجبًا عند فَساد الفطرة بشُبهةٍ لا تزولُ إلا به.
    أنَّ معرفة الله فطرية، ودلائل الربوبية في القرآن إنما جاءت ضمن دلائل الألوهيَّة والبعث. أنَّ كلَّ شيء يدلُّ على الله؛ من جهة أنَّه - تعالى - خالقُه ومالكُه ومدبِّرُه.
    أنَّ دلالة التخصيص في المخلوقات دلالة شرعية، ويُشتَرط لصحَّتها عدم التباسها بنفي التعليل في أفعال الله - تعالى - وهي راجعةٌ إلى دلالة الإتقان والتقدير.
    أنَّ الاستلال على حُدوث الإنسان منهج بدعي، واستدلال بالخفي على الجلي، والطريقة القرآنيَّة الشرعيَّة باعتبار ذلك معلومًا بالحسِّ بداهةً، والاستدلال به على الخالق رأسًا.
    أنَّ ما وَرَدَ في القرآن من الأمر بالنظر في ملكوت السماوات والأرض يتناوَل الرؤية العلمية كما يتناول البصريَّة.

    أنَّ الاستدلال بدلائل النبوَّة على الربوبيَّة قسيم الاستدلال بها على النبوَّات، بل هو أولى.
    أنَّ دلالة التمانُع على الوحدانيَّة صحيحة يقينيَّة، والراجح أنَّ دلالة القُرآن تشمَلُها وتربو عليها. أنَّ الربوبية والعبادة متلازمان؛ فمَن عبَد مع الله - تعالى - غيرَه لزمه ادِّعاء الربوبية له.
    أنَّ تفسير الأفول في قوله - تعالى - عن الكوكب في قصة إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾ [الأنعام: 76] بالحركة والتغيُّر باطل، وهو قول أهل البدع من الفلاسفة والمتكلمين.
    أنَّه يمتنع عقلاً أنْ يشرع الله - تعالى - عبادة غيره، ولو لم يرد الشرع بالنهي عنه، لعرفت الفطر والعقول قُبحه على الإطلاق.
    أنَّ آيات الأنبياء الحسيَّة أدلَّة عقليَّة، باعتبار أنَّ الحواس من وسائل الإدراك العقلي.
    أنَّ قصر المعرفة اليقينيَّة على المحسوسات يُفضِي إلى الجهل بأكثر الحقائق، والتشكيك في أكثر الضروريَّات.
    عدم الخِلاف في تعدُّد الوجوه والدلائل في إعجاز القرآن للخلق، لكنَّ التحدِّي الذي جاء فيه إنما هو بلفظه وبيانه لا غير.
    ضعف القول بأنَّ الله - تعالى - صرف همم العرب عن معارضة القُرآن، مع أنَّه لا يعطل الدلالة العقليَّة للقرآن على النبوة، لكنَّه ينزل بإعجاز القرآن من مرتبة الإعجاز الذاتي إلى مرتبة الإعجاز الخارجي؛ ولهذا أنكَرَه أهل السنة.
    إدراك العقل أنَّ مجازاة العباد وعدم التسوية بين مُحسِنهم ومُسِيئهم من مقتضى الحكمة الإلهيَّة، مع عدم إيجاب ذلك على الله - تعالى - على سبيل المقابلة كما تقول المعتزلة، وإنما هو أمر أوجَبَه الله - تعالى - على نفسه، على سبيل الفضل أو العدل، والعلم به سبيله الوحي لا غير.
    أنَّ الأصل في الحجاج العقلي في النقل هو القُرآن، وما جاء في السنَّة منه - وهو يسيرٌ بالنسبة للقرآن - فالغالب أنَّه لا يزيد عمَّا جاء في القرآن.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    استدل السلف على صفات الكمال بالنقل والفطرة والعقل ؛
    وأدلتهم على صفات الكمال عقلا كثيرة جماعها أربعة :
    ١ - دليل الأفعال: فإن أفعال الله تعالى آيات بينات على صفات كماله،
    فالخلق يدل على العلم والقدرة والحكمة والحياة،وإتقان المخلوقات يدل كذلك على علم الرب وحكمته ووضع الأشياء في مواضعها اللائقة، والإحسان إلى العباد يدل على صفةالرحمة، وإكرام الطائعين يدل على صفة المحبة، وهكذا.
    وقد نبه الله لهذا الدليل بقوله : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) يقول عبد الرحمن السعدي: "كثيرا ما يقرن بين خلقه وإثبات علمه.... لأن خلقه للمخلوقات أدل دليل على علمه وحكمته وقدرته"
    ٢ - دليل الترجيح والتفضيل: فإن صفات الكمال ثابتة لكثير من المخلوقات فيكون ثبوﺗﻬا للخالق من باب أولى، لأنه أفضل من خلقه مطلقا ؛ قال تعالى : ( أفمن يخلق كمن لايخلق ) ، وقال : ( إقرأ وربك الأكرم ) ؛ أي أنه أفضل وأحق من غيره في الكرم الجامع للمحاسن والمحامد، وهي صفات الكمال، فهو الأحق بالإحسان والرحمة والحكمة والعلم والحياة وسائر أوصاف الكمال المطلق .
    ٣ - الاستدلال بالأثر على المؤثر، فإن الله تعالى هو الخالق لذوات المخلوقات وصفاﺗﻬا وأفعالها، وكل ما فيها من صفات الكمال دليل على صفات الخالق من باب أولى، فقوة المخلوق دليل على أن الله أقوى وأشد، وعلم المخلوق ورحمته وسائر صفات كماله دليل على أن الله أعلم وأحكم وأكمل، لأن من فعل الكامل فهو أحق بالكمال، قال تعالى : ( وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم أشد منهم قوة ) ؛ فما في المخلوقات من قوة وشدة يدل على أن الله أقوى وأشد، وما فيها من علم وحياة يدل على أن الله أولى بالعلم والحياة .
    ٤ - الاستدلال بانتفاء الوصف على ثبوت نقيضه ؛ فلو لم يتصف الرب بصفات الكمال للزم اتصافه بأضدادها، لأن القابل للضدين لا يخلو من أحدهما، وكل ما يضاد الكمال فهو نقص يناقض الألوهية، ولهذا أبطل الله الشرك بوجود صفات النقص فيما يعبد من دونه ؛ قال تعالى عن الخليل ( ياأبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْني عَنْكَ شَيْئا ) ، وقال : ( وَاتَّخذ قوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيهمْ عِجْلا جَسَدًا لهُ خُوَارٌ أَلمْ يَرَوْا أنَّهُ لا يُكلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهمْ سَبيلًا ) .
    حقيقة المثل الأعلى وآثاره ص 19 - 20 عيسى بن عبدالله السعدي
    أستاذ العقيدة بجامعة الطائف

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات

    سؤال قولهم " بالعقل عرفناه " :
    الجواب
    هي تمثِّل جزء من الحقيقة ؛
    لأن دلائل معرفة الله متنوعة ،
    منها الفطرية ،
    والعقلية ،
    والشرعية ،
    والحسية .
    فوجود الله تعالى معروف بالعقل .
    ومن الأدلة العقلية التي يستند عليها العلماء في إثبات وجود الله تعالى :
    أن كل سبب لا بد له من مسبِّب , وكل محدَث - بالفتح - لا بد له من محدِث - بالكسر - ، وهذا دليل عقلي .
    وقد أمر الله تعالى بالتفكر في خلق السماء ، والأرض , وهذا التفكر إنما يتم بالعقل ، قال تعالى : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) الأعراف/185 ، وقال تعالى : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) الروم/8 .
    ومن ذلك قول الأعرابي : البعرة تدل على البعير ، وآثار السير تدل على المسير ، فأرض ذات فجاج ، وسماء ذات أبراج : ألا تدل على اللطيف الخبير ؟! .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    أما إثبات الصانع : فطرُقه لا تحصى بل الذي عليه جمهور العلماء أن الإقرار بالصانع فطري ، ضروري ، مغروز في الجِبِلَّة ، ولهذا كانت دعوة عامَّة الرسل إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وكان عامَّة الأمَّة مقرين بالصانع ، مع إشراكهم به بعبادة ما دونه ، والذين أظهروا إنكار الصانع - كفرعون - خاطبتهم الرسل خطاب مَن يعرف أنه حق ، كقول موسى لفرعون (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ) الإسراء/102 ، ولما قال فرعون : (وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) الشعراء/23 ، قال له موسى : (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) الشعراء/24 – 28 .
    "منهاج السنة" (2/270) .
    وكون الله تعالى موصوفاً بكل كمال ، ومنزهاً عن كل نقص معروف أيضاً بالعقل .
    ولكن هذه المعرفة معرفة إجمالية , وأما المعرفة التفصيلية : فلا تتم إلا بالشرع ، فبه تُعرف أسماؤه تعالى الحسنى ، وصفاته العلى .
    وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البرَّاك حفظه الله :
    ما مدى جواز قول القائل : " عرفْنا ربَّنا بالعقل تفصيلاً " ؟ وجزاكم الله خيراً .
    فأجاب :
    " ، وبعد :
    لقد فطر الله عباده على معرفته ، فإن الإنسان بفطرته يَعلم أن كل مخلوق لا بد له من خالق ، وأن المُحدَث لا بد له من مُحدِث ، وقد ذكر الله الأدلة الكونية من آيات السماوات والأرض على وجوده ، وقدرته ، وعلمه ، وحكمته ، ولهذا يذكِّر الله عباده بهذه الآيات ، وينكر على المشركين إعراضهم عنها ، قال تعالى : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) يوسف/ 105 .
    وهذه المعرفة الحاصلة بالآيات الكونية هي من معرفة العقل ، فتحصل بالنظر ، والتفكُّر ؛ ولهذا يقول تعالى : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) الأعراف/185 ، ويقول تعالى : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) الروم/8 .
    والآيات بهذا المعنى كثيرة ، ومع ذلك : فالمعرفة الحاصلة بالعقل هي معرفة إجمالية ؛ إذ الإنسان لا يعرف ربه بأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، على وجه التفصيل إلا بما جاءت به الرسل ، ونزلت به الكتب ، فالرسل صلوات الله وسلامه عليهم جاؤوا بتعريف العباد بربهم ، بأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وبهذا يُعلم أن العقول عاجزة عن معرفة ما لله من الأسماء ، والصفات ، وما يجب له ، ويجوز عليه ، على وجه التفصيل ، فطريق العلم بما لله من الأسماء ، والصفات تفصيلاً هو : ما جاءت به الرسل ، ومع ذلك فلا يحيط به العباد علماً مهما بلغوا من معرفة ، كما قال تعالى : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) طه/110 ، وقال صلى الله
    عليه وسلم : (لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) أخرجه مسلم (486) .
    وبهذا يتبين أن من طرق معرفة الله طريقين : العقل ، والسمع - وهو النقل - وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب ، والسنَّة ، وأن مِن أسمائه وصفاته ما يُعرف بالعقل والسمع ، ومنها ما لا يعرف إلا بالسمع .
    وبهذه المناسبة : يحسُن التنبيه إلى أنه يجب تحكيم السمع - وهو الوحي -
    وجعل العقل تابعاً مهتدياً بهدى الله
    ، ومن الضلال المبين أن يعارَض النقل بالعقل ،
    كما صنع كثير من طوائف الضلاَّل ، من الفلاسفة ، والمتكلمين .
    ووَفَّق الله أهل السنة والجماعة للاعتصام بكتابه ، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
    واقتفاء آثار السلف الصالح ،
    فحكّموا كتاب الله ، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
    ووضعوا الأمور في مواضعها ،
    وعرفوا فضيلة العقل ، فلم يعطلوا دلالته ، ولم يقدموه على نصوص الكتاب والسنَّة ،
    كما فعل الغالطون ، والمبطلون ،
    فهدى الله أهل السنة صراطه المستقيم ،
    فنسأل الله أن يسلك بنا سبيل المؤمنين،
    وأن يعصمنا من طريق المغضوب عليهم ، والضالين .
    والله أعلم .
    الاسلام سؤال وجواب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •