السؤال: ما هو واجبنا تجاه الرد على الشبهات، وما الهدف من تركيز الغرب على المرأة المسلمة؟ ولماذا أوصلوا نساءهم إلى هذا الحضيض؟
الجواب: الشيخ عبد الملك جزاه الله خيراً لعله قام بدراسات تبين لنا واقع المرأة الغربية، وتبين لنا حالة المرأة في ظل الأنظمة المعاصرة في غير بلاد المسلمين لنرى أين وصلت المرأة، وإلى أي درجة وصلت، وكيف امتهنت، وكيف أصبحت مجرد دنيا ومتاع لقضاء الشهوات، حتى في الإعلانات يريد أن يعلن عن هذا الكأس لازم صدرها عاري وشعرها عاري وربما سيقانها عارية لكي تعرض هذا الكأس، يعني: أصبحت سلعة ومتاعاً، يريدونها لإثارة الشهوات، يريدونها لقضاء الشهوات والغرائز.. طيب والنسل الناتج عن ذلك من أبوه؟ ما يهمهم أبوه ما أبوه، ولذلك وصلوا إلى حالة الانقراض التي تزلزل هذه الشعوب الآن وتهددها بأن ينتهي نسلها وتنقرض من على وجه الأرض.
هذه الدراسات المقارنة تبين لنا مقدار الحالة السيئة التي وصلت إليها المرأة والشقاء، ولذلك يقال الآن: إن أكثر الذين يدخلون في الإسلام في الغرب من النساء.. نعم؟ ستين في المائة في أوروبا من الذين يدخلون في الإسلام من النساء، السبب في ذلك: أن المرأة لما تقارن حالها بالحالة التي توجد في الشريعة وتجعل منها ربة بيت، وتجعل منها ملكة البيت، فتطمح المرأة إلى أن تأوي إلى بيت مسلم وإلى رجل مسلم يكفيها عناء المعارك من أجل لقمة العيش، ويكفيها الاحتكاك بالرجال والذي قد يؤدي إلى اغتصابها رغماً عن أنفها، وقد تتعرض للأذى بسبب هذه الإثارات الجنسية المختلفة الشديدة، وتصان ويكون لها الأبناء والبنات، ويكون لها البيت مستقرة آمنة، لذلك أنا أطلب من بناتي الكريمات -إن شاء الله- اقتناء كتب الشيخ عبد الملك التاج لأنه سددها وجزاه الله خيراً بين لنا هذا الجانب الذي يخفيه غيرنا، ورحم الله الشيخ الغزالي كان يقول:" حضارة الغرب من تأمل فيها وجد فيها المظالم، ووجد فيها الانحراف، ووجد فيها الفساد في السلوك الإنساني وفي السلوك".. لكن طبعاً في الصناعات وفي هذا شيء آخر الحقيقة أنهم تفوقوا في ذلك، فكان يقول: حضارتهم الإنسانية المتعلقة بالقيم والمثل يمكن تشبيهها بروثة لحيوان، يعني: فضلة من فضلات الحيوان يسمونها روثة، ولكن غلفوها بورق من السلفان هذا الورق اللماع وقدموها لنا وقالوا: هذه شوكلاتة، فيحتاج إلى من يزيل هذا الورق اللماع ويبين الروثة على حقيقتها والانحراف على حقيقته، وسيكتشف عندئذ أنه أمام دين حكيم{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين:7-8].
المقدم: لماذا أوصل الغرب نساءهم إلى الحضيض؟
الشيخ: هم في الغرب كانوا متدينين وكانت نساؤهم مصونات، وكان نسلهم محفوظاً، وكان الترابط الأسري على أتم ما يكون، ولكن لما وقع الصدام بين الدين والعلم في أوروبا اقتنع المواطنون العاديون أن هذا ليس بدين؛ لأنه يتناقض مع العلم ويتصادم مع العلم، فأصبحوا بغير دين، ماذا بقي لهم؟ الشهوات والنزوات، فهو إذا رأى المرأة الله فطره على حب الشهوات من النساء هكذا يقول الله جل وعلا: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران:14] هكذا، فالرجال في كل زمن وفي كل مكان يحبون أن يروا زينة المرأة، فطرة فطرها الله على ذلك، والنساء يعجبهن إظهار تلك الزينة، ولذلك تجديها رئيسة وزراء أو وزيرة خارجية وهي لابسة إلى نصف الساق في أيام البرد الشديد، الناس يحاولون يستروا أجسامهم في البرد حتى لا يصابوا بالأمراض وهذه على العكس، بل إلى نصف الفخذ وهي رئيسة وزراء أو وزيرة أو وزيرة خارجية أو شرطية شيء عجيب، لماذا؟ وفاتحة نصف صدرها، ومكحلة ومبودرة لماذا؟ لماذا الرجال لا يصنعون هكذا؟ لأن الله فطر الرجال على حب الشهوات من النساء، والنساء فطرهن على حب إظهار الزينة، فلما وقع ذلك ماذا جرى؟ وكل امرأة أظهرت جمالها وزينتها، فكل واحدة تتمتع بجمال من نوع معين هذه بعيونها وهذه بأنفها وهذه بعنقها وهذه بصدرها وهذه بساقها وهذه بلونها وهذه بشعرها.. فإذا رآها الرجل اشتهاها، يلاقي واحدة ثانية يشتهيها أيضاً وهكذا وهكذا وهكذا فيبقى الرجال والنساء في حالة إثارة جنسية دائمة، هذه الإثارة الجنسية الدائمة تبحث عن إشباع لها فيدفعهم ذلك إلى إشباع هذا بعيداً عن الحلال وارتكاب المعاصي والذنوب حتى شاع بين المجتمع أن الناس الرجال والنساء قد سقطوا في هذه الحمئة وقد وقعوا في هذه المصيبة، فإذاً اضطروا أن يأتوا من التشريعات بما يتناسب مع سقوطهم الذي سقطوا فيه، وبذلك ليس شيئاً يؤاخذوا عليه من القانون ولا يلامون عليه من حيث القيم والمثل لأنهم كلهم ساقطون في هذا، فلما انتشر الزنا وشاع بينهم شكوا في أبنائهم، وأصبح كل واحد يشك في زوجته؛ لأنه هو بنفسه لا يكتفي بزوجته ولا يكتفي بزواج بل يتنقل مع العشيقات، فتجد الواحد منهم معه علاقة جنسية يمكن بمائة واحدة، وطبعاً وهو زوجته يشك أنها على علاقة جنسية بمائة واحد، فلما جاءوا إلى النسل أصبحوا يشكون فيه، وهذا ابن من؟ فلما أصبح الآباء يشكون في الأبناء فقدت عاطفة الأبوة ورحمتها وأحس الأبناء بالجفاء؛ فبدءوا يعاندون هؤلاء الآباء بشقاوة الأطفال وهو ملزم قانوناً أن ينفق عليه ما دام قد جاء الولد من زوجته سواء كان منه أو من غيره ما لهم دخل، ما دام جاء على فراشك فهو منك، ولكنه في الحقيقة يشك في هذا، وتبقى الأسرة في شقاء وعنت وتعب وأذية للأب الذي يشك في أبنائه وللأبناء الذين يجدون سوء المعاملة من أبيهم إلى سن الثامنة عشرة ثم يطرده من بيته ويخرجه من بيته أو يخرجها من بيته سواء كان ولده أو بنته، هذا الوضع كل خطوة ساقت إلى ما بعدها، حتى وصل في النهاية.. وبعدين من ينفق على هؤلاء الأولاد؟ من كانت متزوجة وغير المتزوجة والتي تنجب وهن كثيرات أكثر من المتزوجات نسبتهن من ينفق عليها وعلى أبنائها؟ فقررت النساء حتى لا يقعن في هذه الأزمة أن يحددن النسل، وأصبح من القيم الشائعة عندهم في الغرب أن المرأة إذا أنجبت واحداً معقول، إذا أنجبت اثنين لا بأس، إذا أنجبت ثلاثة فهي مجنونة قد دخلت في الجنون، فحتى أصبح عدد الذين يموتون من أبناء الشعب أكثر من عدد الذين يولدون وهذا هو الانقراض، فساروا في هذا الاتجاه حتى وصلوا إلى هذا، مخالفة تدعو إلى انحراف، وانحراف يجر إلى انحراف، وانحراف يجر إلى انحراف حتى أصبحوا يتمنى أحدهم أن يجد زوجة تحفظ عرضها وتبقى على زوجها، وتتمنى المرأة أن تجد زوجاً يحافظ على عفافه وطهره ويكتفي بزوجته، تتمنى المرأة ولكن لا تجد، ويتمنى الرجل ولكنه لا يجد؛ لأن الشهوات ثارت، وأثيرت بسبب التبرج والاختلاط ومثيراث الشهوات.
ويندر أن امرأة تتزوج وهي بكر يندر جداً جداً، بل إذا وجدت اتهموها بأنها غير اجتماعية وأنها معقدة، لماذا؟ لأنها وهي في سن السابعة والثامنة والتاسعة يعلموهن دروس الجنس ويدعونهن إلى ممارسته في سن العاشرة ويمنعوا علينا أن نتزوج في سن البلوغ، يعني: في سن ما قبل البلوغ ممكن لكن بالزنا بالانحراف، ويمنعون علينا يقولون: لا تزوجوا البنات حتى في سن البلوغ، مقاييس مغلوطة وأهواء متغلبة على هؤلاء أوقعهم في هذه المفاسد.
المصدر: فعاليات مركز دراسات وأبحاث المرأة المسلمة، الفعالية العاشرة
الشيخ/ عبد الملك التاج، والشيخ/ عبد الوهاب الحميقاني. بتصرف.
منبر علماء اليمن:
http://olamaa-yemen.net/main/article...rticle_no=4381