قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:

" ولذلك صار الدعوة السلفية الآن تستغل لإقامة أحزاب باسم السلفية – والسلفية تبرأ من الحزبية –إيش معنى العمل بما كان عليه السلف الصالح؟
يعني العمل بالكتاب والسنة وعلى مفهوم السلف الصالح
هل كانت الحزبية يحياها علماء السلف؟
لم يكن في علماء السلف المذهبية هذه التي ألمحنا إليها آنفا وهي يعيشها اليوم الملايين ! من المسلمين
فضلا أن يكون بينهم تدين بالتحزب السياسي
هذا خلاف الاسلام !
قال تعالى [وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) ] الروم
هذا واقع التحزب والتكتل أما إطلاق لفظة السلفية على حزب ما فأنا أراه كأطلاق لفظة الاسلامية على بدعة ما فهناك مثلا البنوك الاسلامية وهناك الاغاني الاسلامية وهناك اشتراكية اسلامية – نسيتوها – كتب ألفت في الاشتراكية الاسلامية
قال أحد الحاضرين: والصالونات الاسلامية .

المهم تستغل الآن هذه الكلمة لإستجلاب الناس الذين يؤمنون بالدعوة السلفية .الدعوة السلفية لا تتعرف اطلاقا على اي تحزب ولو كان به أكبر رجل عالم في الدعوة السلفية !
فمجرد ما يدعوا الى التحزب والتكتل معناه هذا بدأ الانحراف عن الخط المستقيم !
وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح حينما كان جالسًا بين أصحابه فخط لهم على الارض خطا مستقيما وقرأ قوله تعالى [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)] الانعام
وخط خطوطا قصيرة حول الخط المستقيم ثم قال عليه الصلاة والسلام [ هذا صراط الله وهذه طرق على جانبي الخط المستقيم] طرق [وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعوا الناس إليه]
وهذه الطرق ليست هي الطرق الصوفية القديمة فقط ! وإنما هي أيضًا هذه الأحزاب الجديدة !
هذه الطرق قديما كانت تتبنى أفكار ولكن ليس لها علاقة بالسياسة كالاعتزال والارجاء ونحو ذلك
وبعضها كانت تتبنى منهجا سياسيا كالخوارج الذين من دينهم الخروج على أئمــــــــة المسلمين وحكامهم .

فأقول هذه الطرق القصيرة التي أشار اليها الرسول عليه السلام هي تجمع كل الطرق وكل المذاهب وكل المناهج التي لا تمشي على الخط المستقيم وتتبنى رأيا من باب [ الغاية تبرر الوسيلة]

يقولون المصلحة تقتضي ذلك :
نقول المصلحة لا تكون بمخالفة الشريعة وبخاصة اذا كانت تؤدي الى تفرق المسلمين شيعا وأحزابا [كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ]

وأنا أعرف بتجربتي بأن الذين يقومون بمثل هذه التكتلات وبمثل هذه الحزبيات يكونون معترفين بأن الخط العلمي الذي ينهجه السلفيون بلا شك هذا خط لا يمكن أحد يخالفهم .
لكن؛
مداه طويل وطويل جداً
إمته تقوم الدولة المسلمة
إمته بدنا نقضي على الكفار اللي احتلوا أراضينا.
وأمته بنقيم الدولة المسلمة في بلادنا حيث يحكم فينا القانون الاجنبي ...وهكذا.
نحن نقول لسنا مسؤولون
أولا: متى يكون ذلك؟
وثانيا : الامور هذه لا يمكن أن تعامل معاملة الامور الاقتصادية ........
هذه أمور غيبية لا يمكن تحديدها إطلاقاً، وإنما يجب أن نمشي على الصراط المستقيم فإن وصلنا فهذا فضل الله عز وجل، وإن لم نصل فقد عذرنا وبينا عذرنا والله عز وجل نرجوا ان لا يؤاخذنا لأننا سرنا على الطريق المستقيم.
أما هذه الخطوط فأرجوا ان تلاحظوا معي
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير الى معنى دقيق جدا حينما خط خطا طويلا وقال [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا] ثم على جانبي هذا الخط الطويل خطوطا قصيرة
لقد عنى ما سمعته بأذني في دمشق منذ أكثر من عشر سنوات
قال لي أحد الحزبيين !:
لا شك ان هذا الطريق اللي انتم سالكونه هو طريق سليم ، لكن روحه طويلة.
أمته بدكم تصلوا.
أمتة بدكم تقيموا الدولة المسلمة
أما نحن سنقيمها.
كيف تكون اقامتها؟ بالهتافات والتكتلات الحزبية ونحو ذلك، ثم مضى على كثير من هؤلاء سنيين طويلة
وعلى النظام العسكري السابق ( مكانك رايح )
هل استفادوا علما؟ صححوا به عقيدة؟! صححوا به سلوكا؟! صححوا به عبادة؟!
أبـداً...
خمسين سنة ثلاثين سنة مكانك رايح ...

لا تحزن نحن ماشين في الطريق فإما ان نصل الى الملك
وإما نموت فنعذرا، والله نحن نمشي في طريق الله عز وجل فان استطعنا ان نقيم الدولة المسلمة او قبل ذلك المجتمع الاسلامي... ان شاء الله ربنا يوصلنا للهدف او نموت فنعذرا."

المادة الصوتية

_________

من تفريغ الأخ محمد المقلدي وفقه الله وبارك فيه