سؤال حول مجيء خبر (كان) انشائيا؟

[محمد الصاعدي]

السلام عليكم:
جاء في حاشية الصبان: لا يجوز أن يكون خبر (كان) وأخواتها انشائيا لأن هذه الأفعال إن كانت خبرية فهي صفات لمصادر أخبارها في الحقيقة إذ معنى (كان زيد قائماً): لزيد قيام له حصول في الزمن الماضي، ومعنى (أصبح زيد قائماً) لزيد قيام له حصول في الزمن الماضي وقت الصبح، وقس على هذا سائرها, وكون الخبر طلبياً أو إنشائياً ينافي حصوله في الماضي فيناقض آخر الكلام أوله. وإن كانت غير خبرية فإن توافق طلبها وطلب أخبارها اكتفي بطلبها عن طلب أخبارها إذ الطلب فيها طلب في أخبارها تقول: كن قائماً أي قم وهل تكون قائماً أي هل تقوم ولا تقول كن قم ولا هل تكون هل تقوم..
السؤال: قوله: (إذ معنى كان زيد قائماً لزيد قيام له حصول في الزمن الماضي) هذا إن كان الفعل ماضيا, لكن إن كان الفعل مضارعًا كيف يكون المعنى؟ فمثلا قولنا: (يكون زيد قائما غدا) ما معناها, هل نقول: لزيد قيام في الزمن المستقبل؟ فحينئذٍ لو جاء الخبر انشائيا لا يناقض أول الكلام آخره كما قال..
أنتظر ردكم أيها الإخوة؟

[أبو مالك العوضي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب في كلام الصبان نفسه الذي تفضلت بنقله
فإن قولك (يكون زيد قائما غدا) يحتمل معنيين:
- إما أن يكون خبريا، إخبارا منك عن شيء مستقبل لعلمك بمقدماته مثلا أو بالقرائن أو نحو ذلك، وفي هذه الحالة يكون المضارع في معنى الماضي؛ لأنك تخبر عن شيء ثابت ولو مقدرا في الذهن.
- وإما أن يكون إنشائيا، ويكون المعنى (أرجو أن يحصل هذا)، وفي هذه الحالة يكتفى بطلبها عن طلب أخبارها كما ذكر الصبان.

والله أعلم.