إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
* حديث أنس بن مالك رواهُ محمد بن ثابت البناني عن أبيه .
قال الترمذي في علله الكبير بعد أن ساق رواية أنس بن مالك : [ سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ فَلَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا , وَقَالَ : لِمُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ عَجَائِبُ ] قلتُ : ومحمد هو البخاري رضي الله عنهُ .
وقال في جامعهِ : [ قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ ] قلتُ رضي الله عنك أما من غرابتهِ فنعم وتحسينهِ فلا لأن محمد بن ثابت البناني منكر الحديث كما في العلل عن البخاري بسؤال الترمذي .
وقال الحافظ في التذكرة : [ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسٍ . وَمُحَمَّدٌ هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ ] ، والحديث قد أخرجه ابن عدي في كاملهِ وهو من مظان الضعيف ، والحديث أخرجهُ من رواية ضعيفين الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه ( زائد بن أبي رقاد ) و ( زياد النميري ) وكلاهما ضعيفان في الحديث ، ولا يصحُ حديثهما .
الخلاصة / حديث أنس يرويه محمد بن ثابت البناني ولا يصحُ عنهُ .
* ولهُ شاهدٌ من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري .
أخرجهُ القشيري في رسالتهِ وفيه ضعيف عمر بن عبد الله المدني .
وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث عن عمر بن عبد الله المدني .
قلتُ : والحديثُ لا يصح من رواية جابر بن عبد الله الأنصاري .
* ولهُ شاهدٌ من رواية أبي هريرة موقوفاً .
أخرجهُ محمد بن عاصم الثقفي في أجزاءهِ . و
أعلهُ الترمذي فقال في
الجامعِ : [ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ] .
قلتُ : رضي الله عنك الحديث ضعيفٌ جداً فيه حميد المكي قال ابن عدي : ( لا يتابع على بعض حديثهِ ) وقال أبو زرعة ( ضعيف الحديث ) وقال ابن حجر والدارقطني ( مجهول ) ولينهُ الحافظ الذهبي وقال امير المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري ( لا يتابع ) .
وأثبت إستغراب الترمذي للحديث لا تحسينهُ العلائي فقال : (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ) .وقال نور الدين الهيثمي : [قُلْتُ : لَهُ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ حَدِيثٌ فِي هَذَا ، بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ . قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَحُمَيْدٌ لا نَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ إِلا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ] فالحديثُ من رواية أبي هريرة رضي الله عنهُ لا يصحُ . وا
لله تعالى أعلم بالصواب .
* ولهُ شاهدٌ من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهُ .
أخرجهُ أبو نعيم الأصفهاني والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه .
وقال الأصفهاني : [ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ] قلتُ : ومحمد بن عبد الله بن عامر : مجهول الحال ، والخطيب البغدادي من رواية محمد بن عبد بن عامر السمرقدني وهو ممن يضع الحديث بإتفاق أهل الصنعة وأكثرهم على ترك حديثهِ .
* ولهُ شاهدُ من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص .
أخرجهُ الخطيب في الفقيه والمتفقه ، ولا يصحُ عنهُ . قال الخطيب : [ هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الأَصَمُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَعَلَى هَذَا اللَّفْظِ ، وَرُوِي عَنْ مُوسَى بْنِ مَرْوَانَ الرَّقِّيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ ، بِخِلافِهِ ] وعلةُ الحديث :
1- عبيد بن جناد : تفرد بتوثيقه أبو حاتم الرازي .
2- عطاء بن مسلم الحلبي : قال ابن عدي : ( في حديثه بعض ما ينكر عليه ) وقال الطبراني ( تفرد بأحاديث ) وقال البيهقي ( ضعيف ) وأبي بكر بن داود ( فيه لين ) قال أبو جعفر العقيلي ( لا يتابع على حديثه ولا يعرف ) قال أبو حاتم : ( دفن كتبه، فلا يثبت حديثه وليس بقوي، ومرة: شيخ صالح ) وقال ابو حاتم البستي ابن حبان : ( كان شيخا صالحا دفن كتبه ثم جعل يحدث فكان يأتي بالشيء علي التوهم فيخطيء فكثرت المناكير في أخباره وبطل الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات ) ، وقال أبو داود السجستاني : ( ضعيف، ومرة: في حديثه لين ) ، قال أبو زرعة ( صالح يهم فيما روي من حفظه ) وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل : ( مضطرب الحديث ) قال الذهبي ( ليس بذاك ) وقال الحافظ ابن حجر ( صدوق يخطئ كثيراً ) ولم يعرفهُ إمام المحدثين البخاري رحمه الله تعالى .
قلتُ : وحسبكَ بكل هؤلاء الأئمة ما يُعلُ حديث عطاء بن مسلم .
3- زيد العمي : ضعيف ، قال ابن عدي : ( أحاديث كثيرة بعضها يرويه عنه قوم ضعفاء فيكون البلاء منهم لا منه وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم ) ، وقد أوردهُ ابن الجوزي رحمه الله تعالى تلميذ أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري في موضوعاتهِ ، وقال أبو حاتم : ( ضعيف الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به ) وابن حبان : ( يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها ولا يجوز الاحتجاج بخبره ولا أكتبه إلا للاعتبار ) وضعفهُ جماعة والصوابُ فيه الضعف وفيما يرويهِ لا يعتدُ بمروياتهِ . والله أعلم بالصواب .
* ولهُ شاهدُ من رواية ابن مسعود رضي الله عنهُ .
أخرجهُ الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه ، وابن الجوزي في القصاص .
والحديث ضعيف ، مدارهُ زيد بن حبان وهو ضعيف وعلى ذلك أكثر نقاد الحديث .
* وأيضاً من طريق ابن عباس .
أخرجهُ الطبراني في المعجم الكبير ، والجرجاني في أماليه أو مشيختهِ .
وفيهِ مجاهل حيث قال : ثنا الْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ ، ثنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ. وهؤلاء جماعةُ من المجاهيل لا يعرفُ حالهم ، فلا يصحُ الحديث عن ابن عباس .
* ولهُ شاهد من رواية عويمر بن مالك رضي الله عنهم .
أخرجهُ ابن الجوزي وفيه ضعيف وهو شهر بن حوشب .
* رواهُ أيضاً معاذُ بن جبل رضي الله عنهم أجمعين .
من طريق موسى بن عبيدة بن نشيط بن عمرو بن الحارث الربذي .
وهو منكرُ الحديث ضعفهُ غير واحد من النقاد ، بجرحٍ مفسرٍ . والله أعلم .
فكلُ طرق الحديث لا تصح كما ترى أخي الكريم ولا يصحُ أصلاً عن ابن عمر ، وقولهُ أراد حديث أنس بن مالك ولكن قلمه سبق إلي ابن عمر ، لأن حديث أنس معروفٌ على غرار رواية ابن عمر فهي مروية عن طريق الضعفاء فلا يصحُ عنهُ رضي الله عنهُ . والله أعلم بالصواب .