تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

    السؤال: مامعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله خلق آدم على صورته) -متفق عليه-
    الجواب: هذا الحديث أعني قول النبي عليه الصلاة والسلام :(إن الله خلق آدم على صورته) ثابت في الصحيحين ومن المعلوم أنه لا يراد به ظاهره بإجماع المسلمين والعقلاء، لأن الله عزوجل وسع كرسيه السموات والأرض،والسموات والأرض كلها بالنسبة للكرسي موضع القدمين، كحلقة القيت في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة فماظنك برب العالمين؟ لا أحد يحيط به وصفا ولا تخيلا، ومن هذا وصفه لا يمكن أن يكون على صورة آدم ستون ذراعا لكن يحمل على أحد معنيين:
    الأول : أن الله خلق آدم على صورة اختارها ،وأضافها إلى نفسه تعالى تكريما وتشريفا.
    الثاني:أن المراد خلق آدم على صورته تعالى من حيث الجملة، ومجرد كونه على صورته لا يقتضي المماثلة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم :(إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب في السماء) -أخرجه مسلم-
    ولايلزم أن تكون هذه الزمرة مماثلة للقمر،لأن القمر أكبر من أهل الجنة بكثير فإنهم يدخلون الجنة
    طولهم ستون ذراعا،فليسوا مثل القمر.
    المرجع : فتاوى العقيدة
    وقد قال الشيخ علي الشبل وفقه الله أن الصورة مجموع صفات كما ذكر شيخ الاسلام في مواضع من كلامه يعني كما ان لله سمع وبصر فاللبشر سمع وبصر .
    هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

  2. #2

    افتراضي رد: شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل حمدان وجعلك ربي كثير الحمد والشكر ( إنه كان عبدا شكورا ) ( أفلا أكون عبدا شكورا )
    من باب المداعبة : الموضوع شرح حديث والمضمون سؤال وجواب فمن السائل ( مستحيل تعرفه ) ومن المجيب ( ممكن تعرفه ).
    والتعليق الأخير من كيسك أم من كيس المجيب .
    للفائدة : كتب الشيخ : حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله كتابا بعنوان :
    عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن

    تأليف
    العلامة حمود بن عبد الله التويجري
    رحمه الله
    مطبوع . دار اللواء 1409هـ
    وهذا رابط نسخة اكترونية : من ملتقى أهل الحديث
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...B9%D8%B9%D8%B9

    - وهناك بحث حديثي بعنوان :
    حديث الصورة رواية ودراية : على الرابط السابق .

    ------------------
    أبو أحمد الهذلي : عبد الله بن عويض المطرفي الهذلي
    alma.trfi@hotmail.com

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسأل الله أن يجعلنا من المتحابين في الله يا أخي أبو أحمد
    ههه شكرا أخي أبو أحمد على التنبيه الفتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين من كتاب فتاوى العقيدة
    أما كلام الشيخ علي شبل فلا يندرج في كلام بن عثيمين وإنما قاله الشيخ علي الشبل في دورة علمية بالامارات العربية المتحدة.
    بارك الله فيك

  4. #4

    افتراضي رد: شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

    هنا رسالة صغيرة كتبها الشيخ ابن عقيل الظاهري في تفسير حديث ((...خلق آدم على صورته))
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    أبو محمد المصري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

    أخي
    أبو محمد بارك الله فيك
    وجزاك الله خيرا على المرور الطيب

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

    ( خلق الله آدم على صورته )
    بيان وتوضيح من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء



    فتوى رقم 2331


    س : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : صحيح البخاري الاستئذان (6227) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841) ، مسند أحمد بن حنبل (2/315). خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا فهل هذا الحديث صحيح ؟

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . . وبعد :

    ج : نص الحديث : صحيح البخاري الاستئذان (6227) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841) ، مسند أحمد بن حنبل (2/315). خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ثم قال : صحيح البخاري الاستئذان (6227) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841) ، مسند أحمد بن حنبل (2/315). اذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا ، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم .

    وهو حديث صحيح ، ولا غرابة في متنه فإن له معنيان :

    الأول : أن الله لم يخلق آدم صغيرا قصيرا كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعا ، بل جعله يوم خلقه طويلا على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعا .

    والثاني : أن الضمير في قوله : على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة : على صورة الرحمن وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه ، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ، ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه ، ولم يلزم من ذلك التشبيه ، وكذا الصورة ، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه ؛ لأن الاشتراك في الاسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما ، لقوله تعالى : سورة الشورى الآية 11 ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .



    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    نائب رئيس اللجنة : عبد الرزاق عفيفي
    عضو : عبد الله بن غديان
    عضو : عبد الله بن قعود

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدان الجزائري مشاهدة المشاركة
    والثاني : أن الضمير في قوله : على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة : على صورة الرحمن وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه
    بارك الله فيك ..

    لقد اطلعتُ على عدد من الآراء في هذا الموضوع، ولا أزال، حول معنى هذا الحديث الشريف. ووجدتُ الأئمة رحمهم الله تباينت أقوالهم في عَود الضمير على من؟ وقد اطلعتُ على كتاب الشيخ الفاضل حمود التويجري وهو من المؤيدين لعود الضمير على رب العزة، مصحّحاً بذلك الحديث الذي ورد فيه لفظ ((صورة الرحمن)).

    وقد قرأتُ ما أثير حول هذا الحديث الأخير ما بين مضعِّف ومصحِّح، وانتهيتُ إلى ضعفه واعتلاله. ومتنه:
    ((لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن)).
    وقد رُوي مُسنَداً ومرسلاً.

    فأخرجه مرسلاً: ابن خزيمة (التوحيد 42) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.

    وأخرجه مسنداً: عبد الله بن أحمد (السنة 498)، وابن خزيمة (التوحيد 41)، والحارث (872)، وابن أبي عاصم (السنة 529)، وابن بطة (الإبانة 2573)، والدارقطني (الصفات 45، 48)، والآجري (الشريعة ص315)، والبيهقي (الأسماء والصفات 627)، والكلاباذي (بحر الفوائد 63): كلهم من طريق جرير، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.

    وقد ضعّفه ابن خزيمة رحمه الله، فقال: ((والذي عندي في تأويل هذا الخبر، إن صحَّ من جهة النقل موصولاً، فإن في الخبر عللاً ثلاثاً:
    (1) إحداهن: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده، فأرسل الثوري ولم يقل "عن ابن عمر".
    (2) والثانية: أن الأعمش مدلس، لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
    (3) والثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس، لم يعلم أنه سمعه من عطاء. سمعتُ إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد يقول: ثنا أبوبكر بن عياش، عن الأعمش قال: قال حبيب بن أبي ثابت: "لو حدثني رجل عنك بحديث، لم أبال أن أرويه عنك"، يريد لم أبال أن أدلسه)). اهـ

    قال الألباني رحمه الله (الضعيفة 3/316): ((والعلة الرابعة: هي جرير بن عبد الحميد، فإنه وإن كان ثقة كما تقدم، فقد ذكر الذهبي في ترجمته من (الميزان) أن البيهقي ذكر في سننه في ثلاثين حديثاً لجرير بن عبد الحميد قال: "قد نُسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ")). اهـ

    وقال الدكتور بندر العبدلي (حديث الصورة رواية ودراية): ((وقد وقفتُ على علة خامسة يعلل بها حديث ابن عمر ((على صورة الرحمن)), وهي الانقطاع في الإسناد, فإن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر. نص على ذلك الإمام أحمد وعلي بن المديني, كما في جامع التحصيل للعلائي ص (237) رقم (520). وفي المراسيل لابن أبي حاتم ص (128) قال أبو عبدالله – يعني الإمام أحمد: "عطاء – يعني ابن أبي رباح – قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه")). اهـ

    قلتُ: والعلة السادسة أن طريق حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رباح ساقطة عند علماء هذا الفن. قال يحيى بن سعيد: ((حبيب بن أبي ثابت عن عطاء ليست محفوظة)). اهـ وقال العقيلي: ((وله عن عطاء غير حديث لا يتابع عليه)). اهـ وقال ابن رجب: ((ولم يخرج له في الصحيح شيء عن عطاء بن أبي رباح)). اهـ [شرح علل الترمذي 2/651-654].

    فالحديث لا يصحّ موصولاً، ولا احتجاج به مرسلاً أيضاً لأن مراسيل عطاء خاصة من أوهى المراسيل. قال الإمام أحمد (شرح علل الترمذي 2/290): ((ليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنهما يأخذان عن كل)). اهـ

    قلتُ: وإنما ورد النهي عن ضرب الوجه عن ابن عمر فيما أخرجه أحمد في مسنده (5991، 4779): من طريق حنظلة، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر: أنه كان يكره العلم في الصورة، وقال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه)). اهـ

    وقد غمز حديثَ الأعمش: ابنُ خزيمة، والبيهقي، والكلاباذي فيما وقفتُ عليه.

    قول ابن خزيمة في عود الضمير إلى آدم
    قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد: ((وقد افتتن بهذه اللفظة التي في خبر عطاء، عالم ممن لم يتحر العلم، وتوهموا أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر من إضافة صفات الذات، فغلطوا في هذا غلطاً بيناً، وقال مقالة شنيعة مضاهية لقول المشبهة، أعاذنا الله وكل المسلمين من قولهم ... فإن صح هذا الخبر مسنداً بأن يكون الأعمش قد سمعه من حبيب بن أبي ثابت، وحبيب قد سمعه من عطاء بن أبي رباح، وصح أنه عن ابن عمر - على ما رواه الأعمش - فمعنى هذا الخبر عندنا: أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر إنما هو من إضافة الخلق إليه. لأن الخلق يضاف إلى الرحمن إذ الله خلقه، وكذلك الصورة تضاف إلى الرحمن، لأن الله صورها.

    ألم تسمع قوله عز وجل: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه}، فأضاف الله الخلقَ إلى نفسه، إذ الله تولى خلقه. وكذلك قول الله عز وجل: {هذه ناقة الله لكم آية}، فأضاف الله الناقة إلى نفسه. وقال: {تأكل في أرض الله} وقال: {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}، قال: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده}. فأضاف الله الأرض إلى نفسه، إذ الله تولى خلقها فبسطها. وقال: {فطرة الله التي فطر الناس عليها}، فأضاف الله الفطرة إلى نفسه إذ الله فطر الناس عليها. فما أضاف الله إلى نفسه على معنيين: أحدهما: إضافة الذات. والآخر: إضافة الخلق. فتفهَّموا هذين المعنيين، لا تغالطوا.

    فمعنى الخبر
    - إن صح من طريق النقل مسنداً - فإن ابن آدم خُلق على الصورة التي خلقها الرحمن حين صور آدم، ثم نفخ فيه الروح. قال الله جل وعلا: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم})). اهـ

    ثم قال: ((فصورة آدم ستون ذراعاً، التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم عليه السلام خُلق عليها، لا على ما توهم بعض من لم يتحرَّ العلم، فظن أن قوله "على صورته": (صورة الرحمن)، صفة من صفات ذاته. جل وعلا عن أن يوصف بالموتان والأبشار، قد نزه الله نفسه وقدس عن صفات المخلوقين، فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. وهو كما وصف نفسه في كتابه على لسان نبيه، لا كصفات المخلوقين من الحيوان، ولا من الموتان، كما شبه الجهمية معبودهم بالموتان، ولا كما شبه الغالية من الروافض معبودهم ببني آدم، قبح الله هذين القولين وقائلهما)). اهـ

    قول البيهقي في عود الضمير إلى آدم
    قال البيهقي (الأسماء والصفات 2/177): ((الصورة هي التركيب، والمصور المركب، والمصور هو المركب. قال الله عز وجل: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك}. ولا يجوز أن يكون الباري تعالى مصوَّراً، ولا أن يكون له صورة، لأن الصورة مختلفة والهيئات متضادة. ولا يجوز اتصافه بجميعها لتضادها، ولا يجوز اختصاصه ببعضها إلا بمخصص، لجواز جميعها على من جاز عليه بعضها. فإذا اختص ببعضها، اقتضى مخصصاً خصصه به، وذلك يوجب أن يكون مخلوقاً، وهو محال. فاستحال أن يكون مصوَّراً، وهو الخالق البارئ المصوِّر)). اهـ

    ثم قال: ((وقد قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: قوله: "خلق الله آدم على صورته"، الهاء وقعت كناية بين اسمين ظاهرين، فلم تصلح أن تُصرف إلى الله عز وجل لقيام الدليل على أنه ليس بذي صورة، سبحانه ليس كمثله شيء. فكان مرجعها إلى آدم عليه السلام، فالمعنى: أن ذرية آدم إنما خلقوا أطواراً، كانوا في مبدأ الخلقة نطفة ثم علقة ثم مضغة، ثم صاروا صوراً أجنة إلى أن تتم مدة الحمل، فيولدون أطفالاً، وينشأون صغاراً، إلى أن يكبروا فتطول أجسامهم. يقول: إن آدم لم يكن خلقه على هذه الصفة، لكنه - أو لما - تناولته الخلقة وُجد خلقاً تاماً، طوله ستون ذراعاً)). اهـ

    ثم قال: ((وذهب بعض أهل النظر إلى أن الصور كلها لله تعالى على معنى الملك والفعل، ثم ورد التخصيص في بعضها بالإضافة تشريفاً وتكريماً كما يقال: ناقة الله، وبيت الله، ومسجد الله. وعبَّر بعضهم بأنه سبحانه ابتدأ صورة آدم لا على مثال سبق، ثم اخترع من بعده على مثاله، فخص بالإضافة والله وأعلم)). اهـ

    ثم قال عن لفظ "صورة الرحمن" في حديث ابن عمر: ((ويحتمل أن يكون لفظ الخبر في الأصل كما روينا في حديث أبي هريرة، فأداه بعض الرواة على ما وقع في قلبه من معناه)). اهـ

    قول الكلاباذي في عود الضمير على آدم
    قال الكلاباذي (بحر الفوائد ص97): ((ومعنى قوله: "خلق الله آدم على صورته"، التي كان عليها يوم قبض. أي لم يكن علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم مكسواً لحماً ثم طفلاً ثم بالغاً أشده ثم شيخاً. أي لم يُخلق أطواراً، بل خلق على الصورة التي كان بها. ويقال: خلق على صورته، فكان في الأرض حين أهبط إليها على صورته التي كان في الجنة عليها، لم تتغير صورته التي أهبط فيها إلى الأرض، ولم ينتقص طوله ، ولا سلب نوره. يدل عليه قوله: "طوله ستون ذراعاً"، أي على هذا الطول خلق، ولم يكن في الجنة أطول منه في الأرض، ولا أقل نوراً، ولا أدنى حالاً فيها منه في الجنة.

    ويجوز أن يكون معنى "صورته": أي "صورة حاله"، وأن يكون متفاوت الحال، متغاير الوصف. فيوصف مرة بالغواية ومرة بالهداية، وبالعصيان والتوبة .. فكان معنى قوله: "خلق آدم على صورته"، أي خلقه ليكون صورة حاله هذه الصورة، وخلق سائر الخلائق على حالة واحدة. خلق الله الملائكة للطاعة لا غير، والشياطين للعصيان لا غير، والبهائم وسائر الحيوان للتسخير لا غير
    )). اهـ

    ثم قال: ((وفي رواية أخرى أنه: "خلق آدم على صورة الرحمن" ... فإن كان محفوظاً، فيجوز أن يكون معناه: أي خلقه على الصورة التي ارتضاها الرحمن أن تكون صورة لآدم)). اهـ

    هذا ما وقفتُ عليه حتى حينه، ورحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي.

  8. #8

    افتراضي رد: شرح حديث:(إن الله خلق آدم على صورته)

    اعلم وفقني الله وإياك يا أخي حمدان أن حديث الصورة من أحاديث الصفات التي لم يتعرض لها السلف بلا أدنى تأويل بل أمروها كما جاءت كما ذكر الشيخ التويجري في كتابه * عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن * حيث ذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية أورد أن السلف كانوا في القرون الثلاثة الأولى المفضلة مجمعون على أن الضمير عائد إلى الله تعالى حتى أتت فرقة الجهمية في القرن الرابع الهجري فأولت الحديث . كما يذكر الشيخ التويجري في نفس الكتاب أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى قد زجر وهجر أبا ثور لأنه أرجع الضمير إلى المضروب . والله أعلم وبارك الله فيكم وفي علمكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    253

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •