تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إذا عمل الكافر خيراً؟

  1. #1

    افتراضي إذا عمل الكافر خيراً؟

    إذا عمل الكافر خيراً؟
    قال العلامة الألباني في الصحيحة برقم :

    52 - ( إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا و ابتغي به وجهه ) .

    و سببه كما رواه أبو أمامة رضي الله عنه قال : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ماله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا شيء له فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا شيء له . ثم قال .... " فذكره .

    رواه النسائي في " الجهاد " ( 2 / 59 ) و إسناده حسن كما قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 328 ) . و الأحاديث بمعناه كثيرة تجدها في أول كتاب " الترغيب " للحافظ المنذري . فهذا الحديث و غيره يدل على أن المؤمن لا يقبل منه عمله الصالح إذا لم يقصد به وجه الله عز و جل و في ذلك يقول تعالى : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ) ( 1).

    فإذا كان هذا شأن المؤمن فماذا يكون حال الكافر بربه إذا لم يخلص له في عمله ؟

    الجواب في قول الله تبارك و تعالى : ( و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) (2 ).

    وعلى افتراض أن بعض الكفار يقصدون بعملهم الصالح وجه الله على كفرهم فإن الله تعالى لا يضيع ذلك عليهم بل يجازيهم عليها في الدنيا و بذلك جاء النص الصحيح الصريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو :

    53_ ( إن الله لا يظلم مؤمنا حسنته يعطى بها وفي رواية : يثاب عليها الرزق في الدنيا و يجزى بها في الآخرة و أما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها) (3 ).

    تلك هي القاعدة في هذه المسألة : أن الكافر يجازى على عمله الصالح شرعا في الدنيا فلا تنفعه حسناته في الآخرة و لا يخفف عنه العذاب بسببها فضلا عن أن ينجو منه .

    (تنبيه) : هذا في حسنات الكافر الذي يموت على كفره كما هو ظاهر الحديث وأما إذا أسلم فإن الله تبارك وتعالى يكتب له كل حسناته التي عمل بها في كفره ويجازيه بها في الآخرة وفي ذلك أحاديث كثيرة كقوله : " إذا أسلم العبد فحسن أسلامه كتب الله له كل حسنة كان أزلفها" الحديث .
    وسيأتي إن شاء الله تعالى برقم (247) .

    هذا وقد يظن بعض الناس أن في السنة ما ينافي القاعدة المذكورة من مثل الحديث الآتى : عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال :

    54_( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه ) ( 4).

    و جوابنا على ذلك من وجهين أيضا :

    الأول : أننا لا نجد في الحديث ما يعارض القاعدة المشار إليها إذ ليس فيه أن عمل أبي طالب هو السبب في تخفيف العذاب عنه بل السبب شفاعته صلى الله عليه وسلم فهي التي تنفعه .
    و يؤيد هذا الحديث التالي :
    عن العباس بن عبد المطلب أنه قال : يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك و يغضب لك ؟ قال :
    55_ ( نعم هو في ضحضاح من نار ، و لولا أنا ( أي شفاعته ) لكان في الدرك الأسفل من النار) ( 5).

    فهذا الحديث نص في أن السبب في التخفيف إنما هو النبي عليه السلام أي شفاعته - كما في الحديث قبله - و ليس هو عمل أبي طالب فلا تعارض حينئذ بين الحديث و بين القاعدة السابقة و يعود أمر الحديث أخيرا إلى أنه خصوصية للرسول صلى الله عليه وسلم و كرامة أكرمه الله تبارك و تعالى بها حيث قبل شفاعته في عمه و قد مات على الشرك مع أن القاعدة في المشركين أنهم كما قال عز وجل : ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) و لكن الله تبارك و تعالى يخص بتفضله من شاء و من أحق بذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء ؟ عليهم جميعا صلوات الله .

    والجواب الثاني : أننا لو سلمنا جدلا أن سبب تخفيف العذاب عن أبي طالب هو انتصاره للنبي صلى الله عليه وسلم مع كفره به فذلك مستثنى من القاعدة و لا يجوز ضربها بهذا الحديث كما هو مقرر في علم أصول الفقه و لكن الذي نعتمده في الجواب إنما هو الأول لوضوحه .
    و الله أعلم .



    ( الصحيحة ج1_ ص118_ص121) القسم الأول .




    _____________________
    (1 ) الكهف :110 .
    (2 ) الفرقان :23 .
    ( 3) أخرجه مسلم ( 8 / 135 ) ، و أحمد ( 3 / 125 ) و لتمام في " الفوائد "( 879 ) الشطر الأول .
    ( 4) رواه مسلم ( 1 / 135 ) ، و أحمد ( 3 / 50 - 55 ) ، و ابن عساكر ( 19 / 51 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( ق 86 / 2 ) .
    (5 ) رواه مسلم ( 1 / 134 - 135 ) ، و أحمد ( 1 / 206 ، 207 ، 210 ) . و أبو يعلى ( 213 / 2 و 313 / 2 ) ، و ابن عساكر ( 19 / 51 / 1 ) و استقصى طرقه و ألفاظه .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    555

    افتراضي رد: إذا عمل الكافر خيراً؟

    فعل الكافر لاشئ ودليل ذلك بن جدعان كان مشركا في الجاهلية يطعم المسكين ويواسي الجار وغير ذلك من الأفعال المحمودة فسألت عائشة النبي عن ذلك فقال ليس ذلك بنافعه لإنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين..رواه مسلم..

  3. #3

    افتراضي رد: إذا عمل الكافر خيراً؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحفيشي مشاهدة المشاركة
    فعل الكافر لاشئ ودليل ذلك بن جدعان كان مشركا في الجاهلية يطعم المسكين ويواسي الجار وغير ذلك من الأفعال المحمودة فسألت عائشة النبي عن ذلك فقال ليس ذلك بنافعه لإنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين..رواه مسلم..
    !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •