المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الوهاب بن محمد الحميقاني

السؤال: لماذا تغطية الوجه مختلف فيه بين العلماء؟
الجواب: من حكمة الله عز وجل أنه جعل نصوص الشريعة حمالة أوجه، وإلا الله كما يقول ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث:" الله قادر على أن يجعل النصوص لا تحتمل إلا وجهاً واحداً"، بدل ما يقول:{أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} [النساء:43]، يعني يقول: أو جامعتم، أو وطأتم.. وانتهت، بدل:(أو لامستم) هل مراد اللمس: اللمس أو الوطء، فالنصوص الشرعية من صفاتها أنها حمالة أوجه ابتلاء للمكلف ليبحث عن مراد الله؛ لأنها عندما تكون نصوصاً واضحة جلية ليس فيها احتمال أوجه يبقى تحري المكلف للحق منعدم؛ لأن الحق واضح، لكن عندما تحتمل أوجه تبقى العبودية لله عز وجل، والمرأة أو الرجل يبحث يا رب أين الحق؟! أين الذي يوافق مرادك؟ أين الذي يوافق مراد الرسول؟ ويبقى في صراع مع هواه؛ لأن الهوى يريد هذا الوجه المترخص، ويبعد عن الوجه الذي فيه كلفة عليه، والنفس تميل دائماً.. حفت النار بالشهوات، والنفس تميل إلى الهوى وإلى الأسهل، ومعك هنا احتمالان هنا، هما موطن الابتلاء: هل تذهب مع هوى نفسك أو مع مراد الشارع، ولذا يقول الشاطبي عليه رحمة الله في مقاصد الشريعة: "وغاية إنزال الشريعة أن يخرج المكلف من هواه إلى مراد مولاه".
هذه غاية الشريعة، ولذا فإن ذلك ليس في الحجاب فقط، ولكن في الحجاب وفي غيره، من أول باب المياه إلى آخر باب الجهاد في الفقه، ستجدين خلافاً بين العلماء في كثير من المسائل؛ لأن النصوص تحتمل أوجهاً، وبعضها ينعدم فيه النصوص فيدخل فيه القياس، والمطلوب من المسلم أن لا يتبع هواه وإنما يتبع مراد مولاه، والخلاف كما يقول ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله بالإجماع ليس بدليل، يعني: وجود الخلاف ليس بدليل، وإنما الخلاف يبحث عن الراجح من المرجوح.
المصدر: فعاليات مركز دراسات وأبحاث المرأة المسلمة، الفعالية التاسعة
ندوة لقاء مفتوح للشيخ/ عبد الملك التاج، والشيخ/ عبد الوهاب الحميقاني. بتصرف.
منبر علماء اليمن:

http://olamaa-yemen.net/main/article...rticle_no=4278