محمد زياد التكلة
وفقه الله
تاريخ التسجيل: 26-11-04
المشاركات: 2,107

رد: هل الشيخ عبد العزيز الراجحي سمع صحيح البخاري على الشيخ عبد العزيز بن باز

فضيلة الشيخ الراجحي فيما أعلم تلقى جميع صحيح البخاري على سماحة الشيخ ابن باز، بل كان قارئاً مشاركاً للشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم على سماحة الشيخ، فكلاهما أتمه عليه.
فتصح لهما رواية الصحيح عن الشيخ ابن باز قراءة وسماعاً لجميعه (دون إجازة)، وعن سماحة الشيخ عبد الله العقيل إجازة، كلاهما عن عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي قراءة لبعضه وإجازة لباقيه، بسنده المتصل المسلسل بالسماع.
فإن قدّرنا وافترضنا وجود خلل في الرواية السماعية الكاملة عن الشيخ ابن باز: فهو متابَع متابعة تامة ومنجبر بالرواية العامة عن الشيخ العقيل، عن نفس الشيخ الهاشمي سماعا وإجازة.

وللفائدة
فقد تباحثت مع شيخنا الحافظ ثناء الله بن عيسى خان المدني عن مسألة إذا قرأ الراوي كتابا كاملا معروفا على شيخ ليست له منه إجازة، ولشيخه إجازة وسماع متصل بالكتاب فقال: إن الرواية سائغة، وتغتفر الفروق البسيطة بين الطبعات، ويتسمح بها في المتأخرين، ولا سيما أن الروايات استقرت، ففي البخاري مثلا: كل الطبعات المشرقية من فروع اليونينية.
وإذا نظرنا لانتقال الكتب في الطبقات المتقدمة نجد اختلافاً بين الرواة، فمثل صحيح البخاري اختلف الرواة عن الفربري في ألفاظ، لا شك أن الصواب أحدها دون البقية، مثل (يفقهه في الدين) وعند البعض: (يفهمه)، فهذا من تحرف النساخ غالباً لأسباب منها قلة الإعجام وسبق النظر والاشتباه والسهو ونحوه، ومع هذا لا تجد من طعن بإسناد المخالف ورد روايته، مع أننا قد لا نجد نص الإجازة في متقدمي الرواة عن الفربري منه، بل السماع وحسب! وهكذا نُقل عنهم إلى أن فشت الإجازة مع السماع.
فتسمح الحفاظ في مثل هذا ونظائره، ولكنهم لدقتهم حرصوا على تبيين مواضع الاختلاف، وذكروا أن ما رواه الهروي وضبطه أجود من غيره، ولم يضعفوا مجمل الروايات الأخرى.
فمثل هذا يجعل للمتأخرين مساغاً في ما ذكره شيخنا الحافظ ثناء الله، عند التأكد من تحمل كتاب كامل، والرواية في أصلها متحدة، ولا سيما إذا كانت المتابعة قريبة جدا، بل تامة، فهنا لا حرج والله أعلم من الرواية مع البيان دفعاً للإيهام والتلبيس، وإنما احتيج للإجازة لجبر النقص في السماع إن كان نقص، وإلا فالسماع أرفع من الإجازة، وهو الأصل في انتقال معظم أمات كتب السنة عن مصنفيها والطبقات العليا دون معرفة وجود إجازات، ولذلك تجد في بعض السماعات المتقدمة: (وإجازة لما خالف السماع إن كان)، ظاهره لا إجازة لما سمعه على الصحة، فلا حاجة لها فيه، والله أعلم.
وتجد من كلام شيخ المتأخرين في الرواية عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس بهذا المؤدى، انظر: (1/262)، وتطبيقه العملي لذلك في (1/177 و461).
وللحافظ الذهبي كلام في الموقظة مؤداه أن القراءة على الشيخ المحدّث الذي يفهم إذا لم تقترن بالإجازة بمنزلة الإذن منه بالرواية. فهذا قد يشهد شيئا لتقوية ما قبله.
والله أعلم بالصواب.

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الشيخ أبا عمر
وتصح روايته أيضا لصحيح البخاري بقراءته لبعضه على الشَّيخ عبد الوكيل بن عبد الحقَّ الهاشمي وإجازته بباقيه عن والده الشيخ عبد الحق الهاشمي رحمه الله
__________________
طويلب العلم أبو عبد الرحمن خالد بن عمر الفقيه الغامدي
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي : إِذا كُنْتَ لاَ تَدْرِي ، وَلَمْ تَكُ بِالَّذِي ... يُسائِلُ مَنْ يَدْرِي ، فَكَيْفَ إِذاً تَدْرِي
قال الإمام الكرجي القصاب : (( مَنْ لَمْ يُنْصِفْ خُصُوْمَهُ فِي الاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ ، لَمْ يُقْبَلْ بَيَانُهُ ، وَأَظْلَمَ بُرْهَانُهُ ))
قال الإمام الذهبي : (( الجَاهِلُ لاَ يَعلَمُ رُتْبَةَ نَفْسِه ، فَكَيْفَ يَعْرِفُ رُتْبَةَ غَيْرِهِ ))


#7
15-06-11, 11:21 AM
محمد زياد التكلة
وفقه الله
تاريخ التسجيل: 26-11-04
المشاركات: 2,107

رد: هل الشيخ عبد العزيز الراجحي سمع صحيح البخاري على الشيخ عبد العزيز بن باز

جزاك الله خيراً على الإفادة، فأخوك لا يعرف كل من أخذ منهم الشيخ الراجحي بأخرة، وأما لما سألتُه في 1 صفر 1418 فلم تكن له إجازات عامة عن مشايخه، وحصل بيني وبينه يومها موقف خاص لا يخلو من طرافة، دلني من ذاك الوقت على شدة تواضع الشيخ وتطلبه للفائدة ولو من طبقة طلابه.
حفظه الله ورعاه.