الحمدلله وبعد:
حينما نريد ان نتكلم عن التأصيل العلمي يا اما من المنظور الأكديمي البحت او بالنظور الشرعي للأصوليون عبر مر التاريخ فسوف يلاحظ المتأمل الدارس ان علوم الحديث من اروع المناهج الملمة الشاملة الدقيقة بأليات التأصيل العلمي ليس لكونها تمتلك السلسلة الذهبية او قواعد دقيقة للغاية بل لكونها جمعت بين كثير من العلوم فيها كالتفسير واللغة والتاريخ والاصول وحتي القضاء.
ولكثر ولهي وتعلقي بعلوم الحديث وان لم اكن اتقن منه الا اقل القليل الا انه علم يجلب للشخص الراحة والثقة بالنفس ويزرع في الانسان النفس الطويل والجلد القوي للاستمرار في الغوص العلمي اللامتناهي.
ومن هذا الباب اريد ان اسوق بعض الاحاديث التي اعتبرها مؤثرة بنسبة لي واول ما سوف انقله هي الاحاديث عن العدل والانصاف فالانصاف عزيز:
عن عائشة رضى الله عنها : (أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت. فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتشفع في حد من حدود الله؟) ثم قام فاختطب فقال (أيها الناس! إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف، تركوه. وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد. وايم الله! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).رواه مسلم
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن المقسطين، عند الله، على منابر من نور. عن يمين الرحمن عز وجل. وكلتا يديه يمين؛ الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا). رواه مسلم
عن أم سلمة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنكم تختصمون إلي. ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض. فأقضي له على نحو مما أسمع منه. فمن قطعت له من حق أخيه شيئا، فلا يأخذه. فإنما أقطع له به قطعة من النار).رواه مسلم
وقفة: الوقفة التي اجد انها مهمة على هامش الذكر هي كون الزمن الذي نحن فيه بات زمن ظلم وزمن انانية وتلفيق وعدم دقة وسطحية في التفكير فسوف نجد كثيراً من الأحاين ظلم وقع علينا وما اسوء الظلم على النفس الأبية الحرة الكريمة, وقد حث الله ورسوله على العدل وان جزاء العدل والانصاف جزاءاً كبيراً في الدنيا والاخرة ومنه نجد كثيراً السكوت والصمت على الظالم وهو يظلم. وقد قيل:
أن الصمت في معرض الكلام يُعد كلاماً اي اقراراً.
فلا تسكت ان رأيت انسان يظلم انسان اخر وانا اخص هنا في الشبكة العنكبوتية وفي عالم المنتديات فالكثير يسكت على ظلم بين ولا يناصر المظلوم واحايناً يكون الظالم له لحن وزجالة في تبيين حجته والمظلوم ليس لديه قوة بيان الظالم فهذه وقفة احببت ان اقف عليها, ويتبع احاديث اخرى بعون الله.
وهذا والحمدلله رب العالمين والصلاة على خاتم المرسلين محمد النبي الأمين.