الشيخ: محمد الصادق مغلس..

الخطبة الأولى:

أيها المسلمون! إن الله تبارك وتعالى رفع مقام الملائكة، وجعلهم عباده المتفرغين لطاعته.
{بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء:26-27].
{فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ} [فصلت:38].
{إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَه ُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [الأعراف:206].
وكذلك رفع الله تبارك وتعالى مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فمقامهم رفيع؛ لأن الله أراد أن يكونوا المثل البشري الأعلى لسائر البشر فجميع البشر مأمورون بالإيمان بالأنبياء وباتباعهم: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:136].
بل أمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، وهو إمام الأنبياء، وسيد ولد آدم بالاقتداء بالأنبياء قبله، قال الله سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90].
إن الأنبياء كمالٌ في الخِلقة وكمال في الأخلاق والدين، لا يمكن أن يرقى إليهم سواهم في خِلقتهم ولا في خُلقهم ولا في دينهم، ثم إن الله تبارك وتعالى رفع كذلك مقام الصحبة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
فصحابة نبينا هم في مقام رفيع ولذلك أمرنا الله بأن نعظم شأنهم، وبأن نعتقد علو مكانتهم، ووردتْ آيات كثيرة في القرآن تمدحهم كقول الله سبحانه: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التوبة:88].
وقوله سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:29].
وأمرنا الله جل وعلا باتباع الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فقال تعالى: {وَالسَّابِقُون الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100].
وأخبر سبحانه عن جميع الأجيال التي أتت بعد الصحابة أنها تدعو للصحابة؛ لأنهم هم الذين أسسوا مع النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الدين، ونشروه في العالمين وجاهدوا في سبيل الله لتمكينه في الأرض، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:10].
إذن فمقام الملائكة ومقام الأنبياء ومقام الصحابة لا يرقى إليه أحد من غيرهم، قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} [الحج:75]، فجبريل مثلاً كبير الملائكة اصطفاه الله ليكون رسولاً بينه وبين الأنبياء، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام اصطفاهم الله تبارك وتعالى، وفضّل بعضهم على بعض، قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة:253]، ولكن مقام النبوة يجمعهم جميعاً، كما أن الملائكة يجمعهم جميعاً مقام الملائكية.
والصحابة أيضاً فضل الله بعضهم على بعض ولكن يجمعهم جميعاً مقام الصحبة فلذلك لا يجوز لأحد أبداً أن يمتهن أيَّ مقام من هذه المقامات.
لقد غضب الله على المشركين عندما ادعوا في الملائكة أنهم بنات الله، وكان المشركون يظنون بذلك أنهم يمدحون الملائكة، فرد الله عليهم وغضب منهم، وقال: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ} [الخزرف:19].
وكذلك رد الله تبارك وتعالى على من امتهن مقام النبوة، فبنو إسرائيل كانوا في مقدمة من يمتهنون مقام الأنبياء، حتى بلغ بهم الحد إلى أن يتآمروا على قتلهم كما فعلوا مع عيسى عليه السلام، ولكن الله نجاه.
وكما فعلوا مع محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الله نجاه، وقتلوا بالفعل بعض الأنبياء مثل زكريا ويحيى، وسجل الله عليهم هذه المذمة في كتابه عندما قال: {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} [آل عمران:112].
لقد كان من امتهان بني إسرائيل للأنبياء أنهم ينسبون إليهم النواقص، كشرب الخمر، وارتكاب الفاحشة، كما فعلوا مع نوح ومع لوط ومع داود عليهم السلام.
إن اليهود يتطاولون على صفات الله جل وعلا فضلاً عن صفات الأنبياء: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:64].
أيها المسلمون! إن مقام الأنبياء رفيع ومقام الصحابة رفيع يأتي بعد مقام الأنبياء، والتطاول على الصحابة تكذيبٌ لمدح الله لهم في آيات كتابه، وما أكثر هذه الآيات التي تمدحهم! ولا يتطاول على مقام الصحابة إلاّ ِشرار الناس، ولا يتطاول على مقام الصحابة إلا من لا يقيم للقرآن وزناً.
أيها المسلمون! إن من ضمن امتهان مقام الملائكة ومقام النبوة ومقام الصحابة أن يأتي مَن يمثِّل الملائكة أو يمثِّل الأنبياء أو يمثِّل الصحابة، أين الثرى من الثريا؟! من ذا الذي يستطيع أن يكون مثل الملائكة؟! أو أن يكون مثل الأنبياء؟! أو يكون مثل الصحابة؟! إن تمثيل هؤلاء هو نوع من تقليل مكانتهم في نفوس الناس.
إن مقام الملَك أو مقام النبي أو مقام الصحابي مقامٌ يترك آثاراً لا مثيل لها فيمن يرى أيّاً من هؤلاء.. مجرد الرؤية تترك آثاراً.. فلذلك الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم رأوه وتأثروا برؤيته، وكانت هذه الرؤية مؤثرة على سلوكهم وأخلاقهم، حتى قيل لكل واحد منهم بأنه صحابي.. نال مرتبة رفيعة.. نال مرتبة الصحبة.
وكذلك الملائكة لا يراهم على صورهم في الحقيقة إلا من وصل رتبة عالية، لا يطيق أن يراهم أحد على صورهم في الحقيقة إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ورؤية التابعين للصحابة أثّرت في التابعين الذين استفادوا من هذه الرؤية السمت والسلوك والهَدْيَ، وكذلك تابعو التابعين تأثروا برؤيتهم للتابعين.
أيها المسلمون! إنه لا يطمع الشيطان في أن يتمثل بمحمد صلى الله عليه وسلم رغم أنه عدو ويحاول امتهان مقام النبوة، يحاول أن يفسد ولكنه لم يتجرأ على هذا المقام..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: «من رآني في المنام فقد رآني -أي: فقد رآني على الحقيقة- فإن الشيطان لا يتمثل بي».
لماذا يقول عليه الصلاة والسلام: «من رآني في المنام فقد رآني» لأن رؤيته تترك الآثار العظيمة في النفس؛ لأن رؤيته ليست كرؤية أيّ أحد.
لما رأى عبد الله بن سلام محمداً صلى الله عليه وسلم وكان حَبْراً من أحبار اليهود تأثر بمجرد أنه رآه قال: «فلما استبنْت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب»، رؤية النبي عليه الصلاة والسلام شيء عظيم تؤثر في الدين وفي السلوك والأخلاق، ومن أجل هذا فإن أتباع محمداً صلى الله عليه وسلم من مختلف الأجيال يتمنون لو أنهم رأوا النبي عليه الصلاة والسلام.
وفي الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وابن حبان والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أشد الناس حباً لي من أمتي أناس يأتون بعدي يتمنى أحدهم لو أنه رآني بأهله وماله»، هكذا الذين يعرفون قدر النبوة يتمنى أحدهم أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم ولو ضحَّى من أجل هذه الرؤية بأهله وماله.
لماذا هذا الحرص الشديد؟ لأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ولو في المنام تترك شيئاً من تلك الآثار العظيمة التي أنعم الله بها على الصحابة الكرام.
أيها المسلمون! من أجل ذلك أنعم الله على الأجيال بعد جيل الصحابة برؤية محمد صلى الله عليه وسلم لمن أخذ بأسباب الصلاح، وتكون في المنام على سبيل الرؤيا، وحرس الله هذه الرؤيا من أن يدخل فيها الشيطان، فلا يستطيع الشيطان أن يتمثل بمحمد صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي» [حديث متفق عليه].
أيها المسلمون! إذا كان الشيطان لا يجرؤ على أن يتمثل بالنبي صلى الله عليه وسلم، أفيأتي أناس في هذا العصر الذي كثرتْ فيه الفتن وانتشرت فيه الانحرافات والمنكرات، يمثّلون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟
إن تحريم تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يشمل الأنبياء جميعاً، وليس خاصاً بمحمد صلى الله عليه وسلم.
إن محمداً عليه الصلاة والسلام إنما جاء لبنة واحدة في صرح الأنبياء جميعاً كما أخبر عن نفسه في الحديث الصحيح، صحيح أنه إمامهم في ليلة الإسراء، ولكنه في النبوة في مثلهم.. وكل نبي يمثل لبنة من صرح النبوة، ومقام النبوة يجمعهم جميعاً، ونبينا عليه الصلاة والسلام يقتدي بهم قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90]، فإذا كان الشيطان لا يتمثل بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه معصوم، فكذلك لا يتمثل بأي نبي آخر لأنهم أيضاً معصومون، والله يقول حكاية عن المؤمنين في نظرتهم للأنبياء وفي إيمانهم بهم: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة:285]، حتى قال محمد عليه الصلاة والسلام: «لا تفضلوني على يونس بن متى».
هذا التفضيل بين الأنبياء إنما هو لله جل وعلا، يفضل بينهم في الدرجات.. أما نحن كأتباع فليس إلينا التفضيل وإنما نتلقى ما وصلنا من ذلك.. نتلقى ما وصلنا عن طريق الوحي فنقول كما قال الوحي بأن محمداً صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم.. لكن ليس معنى هذا أن ننتقص أي نبي آخر.. هناك خصوصيات لمحمد صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرها عليه الصلاة والسلام وبيّن أنها تخصه.. ومع ذلك فالأنبياء جميعاً يجمعهم مقام النبوة، ومن هنا فإن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يذْكُر أن الشيطان لا يتمثل به وحده، وإنما قال: «فإن الشيطان لا يتمثل بي».
ونحن نعلم أن مقام إخوانه الأنبياء كمقامه في النبوة، فلذلك لا نفرق بين أحد منهم، فلا يجوز أيها المسلمون أن يجعل الإنسان نفسه أسوأ من الشيطان في هذا الباب فيمثل نبياً من الأنبياء.
إن الذين يمثلون الأنبياء إنما يقعون في الخطيئة التي لم يطمع فيها الشيطان الرجيم: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُو نَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:74].
أيها المسلمون! إن مقام النبوة مهيب رفيع فيجب أن يظل عندنا كذلك، ولا يجوز الانتقاص منه أبداً، وكذلك مقام الملائكة وكذلك مقام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر:18-20].
أيها المسلمون! لا نعلم أحداً من علماء المسلمين، من علماء أهل السنة والجماعة، وأهل السنة والجماعة هم تسعون بالمائة من أمة المليار والنصف إن لم يكونوا أكثر.. لا يوجد أحد منهم فيما أعلم أجاز تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.. منعوا من ذلك صيانة لمقام النبوة، وإن الذين يتجرءون على تمثيل الملائكة وتمثيل الأنبياء وتمثيل الصحابة، إنما هم في الغالب من الأقليات المنحرفة.. من أصحاب الضلال.. إنهم يمتهنون مقام النبوة.. أقلية من هذه الأقليات يقول كبيرهم في هذا العصر في كتابه: "إن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه نبي مرسل، ولا ملَك مقرب" يعظّم شأن الأئمة؛ لأنه مع طائفته يزعمون أن أئمتهم معصومون.
هكذا يزعمون وهذا كذب على الله وعلى دينه، فلا عصمة إلا للأنبياء.
يزعمون عصمة أئمتهم ويرفعونهم فوق مقام النبوة، ويروّجون لهذه العقيدة الباطلة.. ويمثلون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإذا جاء دور الإمام فإنهم لا يمثلون الإمام وإنما يظهرونه في صورة نور.. لأنهم يرون أن الإمام أعلى من النبي.. لا يظهرون ملامح وجه الإمام، وأما النبي فإنهم يستبيحون تمثيله بجميع أعضائه بوجهه وجسده.. يمتهنون مقام الأنبياء..
تقليداً لأهل الكتاب، قال صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن» [أخرجه البخاري].
لا يجوز إقرار هؤلاء على ما هم فيه من ضلال، والذين يتابعون هذه المسلسلات التي فيها تمثيل الملائكة وتمثيل الأنبياء إنما يتابعون هذا الضلال.
لا يجوز للمسلم أن يقر المنكر، ومن إقرار المنكر مشاهدة المنكر.. إذا رأيت شخصاً يشرب الخمر أو رأيت شخصاً يمارس معصية من المعاصي فهل يجوز لك أن تشاهد؟
لا يجوز لك ذلك فضلاً عن أن تكرر المشاهدة معجباً.. فضلاً عن أن تكون متابعاً، فليتق الله أناس يتابعون في القنوات هذه التمثيليات التي تمتهن مقام الملائكة والأنبياء.
موقع منبر علماء اليمن:
http://olamaa-yemen.net/main/article...ticle_no=13657