تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لا تحفظي القرآن بل [ اجعلي القرآن يحفظك ]

  1. #1

    افتراضي لا تحفظي القرآن بل [ اجعلي القرآن يحفظك ]

    لا تحفظي القرآن بل [ اجعلي القرآن يحفظك ]

    بقلم:
    منال المصري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    لا تحفظي القرآن بل [ اجعلي القرآن يحفظك ]
    معنـاهـا
    لا تحفظي آيات القرآن و كلماته و ترددينها دون حضور قلبك مع تسميعك
    و لا تحفظيها عن ظهر غيب دون أن تطبقي ما ورد فيها
    و لا تحفظيها و أنت مذنبة عاصية
    فتحفظينه بعقل غير واعي و جوارح عاصية لاهية
    إن الأهم أن تجعلي هذا الكتاب يحفظ جوارحك عن المحرمات
    فقبل أن تحفظي آياته في صدرك

    اجعلي آياته تحفظ جوارحك و تكون حجاباً لها عن الوقوع في المحرمات
    فمن لم تحفظ منه أجزاء و كانت مطيعة مطبقة لما فيه
    أفضل و أعظم درجة ممن حفظت كل أجزائه و غفلت عن معانيها و لم تعمل بها

    قال تعالى :
    {
    فَاستَمسِك بِالذِي أوحِي إِلَيكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُستَقِيـــمٍ }
    ( سورة الزخرف : 43 )
    إن من أوجب الواجبات على المؤمن و أعظم الحقوق لهذا القرآن هو العمل بمقتضــاه و تطبيق أوامر الله و تجنب نواهيه الواردة في آياته لأننا لو علمنا حق العلم الهدف من هذا الكتاب الكريم و هذا الكلام العظيم لأيقنا أنه ما أنزل إلا لـ نتدبر و نعمل

    {
    كِتَـــابٌ أَنزَلنَـــاهُ إِلَيكَ مُبَــــارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَـــاتِهِ وَ لِيَتذَّكَّرَ أُولُوا الأَلبَابِ }
    ( سورة ص : 29 )
    فالغاية الأساسية من القرآن هو العمل بما فيه فهو ليس كتاباً للقراءة و الحفظ في الصدر فقط مع ما في تلاوته من نور و هداية إلا أن العمل به هي ثمرة نزوله

    قال تعالى :
    {
    وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
    ‏( سورة الأنعام : 155 )
    قوله تعالى في الآية نفسها كما ورد في موقع طريق القرآن :
    {
    واتقوا }
    أي :
    احذروا الله في أنفسكم أن تضيِّعوا العمل بما فيه ، و تتعدوا حدوده وتستحلوا محارمه من هنا نتفق على أن حفظ القرآن لكِ أهم من حفظكِ له و إنما حفظ القرآن لكِ يكون بتطبيقكِ أنتِ لأوامر الله فيه و العمل بمقتضى شرع الله فيه


    و العمل بالقرآن ينقسم إلى قسمين :
    1 - عمل قلبي
    2- عمل الجوارح


    أما العمل القلبي :
    فيكون بإخلاص تلاوته وحفظه لله و بالخشية من الله عند التلاوة و تعظيم كلام الله و الخوف من عقابه و رجاء ثوابه فالقرآن غذاء روحي و دواء قلبي يشفي القلوب و يسمو بالأرواح و يكفينا في ذلك قول الله تعالى :
    {
    أَلَا بِذِكرِ اللهِ تَطمَئِنُّ القُلُوبُ }

    أما عمل الجوارح:
    فيشمل الأعمال الظاهرة من الأقوال و الأفعال و تطبيق أوامر الله الفعلية فيه كإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و التحلي بالصدق و ألا يسمع بأذنيه إلا ما يرضاه الله و لا يقول بلسانه إلا ما يرضاه الله و لا يخطو بقدمه إلا لما يرضاه الله و لا يبطش بيده إلا لما فيه طاعة لله و يتجنب كل ما نهى الله عنه من الأعمال و الأقوال من الشرك الربا و شرب الخمر و الزنا و الفواحش و الكذب و الغيبة و كل تلك الأعمال و الأقوال و الأخلاق ذكرتها على سبيل التمثيل لا الحصر

    إن مما يُحزِن القلب حال بعض أخواتنا حافظات كتاب لله فقد عاصرت كثيرات منهن هداهن الله قد ختمت المصحف كاملاً و حفظته في صدرها و لكنها لم تحفظ به جوارحها فاستهانت بحدوده و ارتكبت ما وجب عليها تركه و كثيــرات حالهن كذلك نسأل الله الهداية و السلامة

    أخيتي الغالية حافظة القرآن خصوصًا و قارءته عمومًا
    اقرئي القرآن
    بـ أذن واعية
    و قلب حاضر
    و عقل متفتح

    و إذا سمعتِ {
    يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا } فأصغي لخطاب الله فيها
    ثم طبقي ما أمر الله و تجنبي ما نهى الله عنه قفي عند حدوده و اعملي بواجباته و إياكِ أن ترتكبي ما نهى الله عنه فيه ابدئي بحفظ القرآن في صدرك لـ تنالي حفظ القرآن لكِ و حفظكِ له

    اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
    و نور صدورنا و جلاء أحزاننا و ذهاب همومنا و غمومنا
    و دليـــلنا إلى جنــــــاتك جنـــات الخلود
    اللهم آميـــن


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: لا تحفظي القرآن بل [ اجعلي القرآن يحفظك ]

    زادك الله من علمه ونفعك بك
    ورزقنا الله قلوبنا خاشعة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •