قال الجاحظ في ( البيان والتبيين ) (1/76) :

وجميعُ أصنافِ الدِلاَّلات على المعاني من لفظ وغير لفظ، خمسة أشياءَ لا تنقُص ولا تَزيد:

أولها اللفظ، ثم الإشارة، ثم العَقْد(1)، ثم الخَطّ، ثمَّ الحالُ التي تسمّى نِصْبةً، والنِّصبة هي الحال الدّالةُ، التي تقوم مقامَ تلك الأصنافِ، ولا تقصِّرُ عن تلك الدَّلالات، ولكلِّ واحدٍ من هذه الخمسة صورة بائِنةٌ من صورة صاحبتها، وحليةٌ مخالفةٌ لحِلْية أُختها؛ وهي التي تكشِف لك عن أعيان المعاني في الجملة، ثمَّ عن حقائقها في التَّفسير، وعن أجناسها وأقدارها، وعن خاصِّها وعامِّها، وعن طبقاتها في السارّ والضارّ، وعمّا يكون منها لَغْوًا بَهْرَجًا(2)، وساقطًا مُطَّرَحًا.
---------------
(1) العقد : ضرب من الحساب يكون بأصابع اليدين، يقال له حساب اليد.
(2) البهرج : الباطل. ( مستفاد من حاشية الشيخ / عبد السلام هارون علي كتاب البيان والتبين )