بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين.

أحبتي في الله

إن رسم الحدود لمن أكبر الانتصارات التي حققتها دول الإستعمار في بلاد المسلمين، فبها فرقوا الصف وشتتوا القوى وأعادوا الجاهلية والعنصرية والقبلية والشحناء والبغضاء بين المسلمين فأصبحوا كغثاء السيل لا قيمة لهم ولا وزن، ومن الخزي والعار علينا أن نتعامل بهذه الطريقة مع بعضنا البعض فهذا ينبذ فلاناً بالألقاب الساخرة لفقره ويضحك على لون جلده والثاني يطعن بأخيه لجنسيته والأخرى تُعيّر أختها لغرابة لهجتها وتستهزئ بطولها أوقصرها ونحافتها أوبدانتها !

ألم يقل الله تبارك وتعالى في سورة الحجرات: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) وقوله عز وجل في السورة ذاتها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ؟

روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه }

فلنتق الله في أنفسنا وأحبابنا في الله من المسلمين ولنعد إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم من مودة ورحمة وإخاء وتكاتف وتعاون بين بعضهم البعض، والله تعالى أسأل أن يردنا إلى ديننا وعزتنا وكرامتنا رداً جميلاً وأن ينصرنا على القوم الظالمين.