- من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:أخرج أبو بكر بن البهلول في أماليه [95]،
فقال: ثنا جَدِّي، ثنا أَبُو سُحَيْمٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِنًا لَمْ يُؤَمِّنِ اللَّهُ عز وجل رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". اهـ.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان [11117]، فقال:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا أَبُو سُحَيْمٍ مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ، به، وزاد: "وَمَنْ سَعَى بِمُؤْمِنٍ أَقَامَهُ اللَّهُ مُقَامَ خِزْيٍ وَذُلٍّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". اهـ.
وقال: "تَفَرَّدَ بِهِ مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ". اهـ، قلتُ: هذا الإسناد ضعيف جدا، فيه أبو سخيم "متروك الحديث"، كذا قال الحافظ في التقريب.
قال ابن عدي عن هذا الحديث: "غير محفوظ، وفي بعض رواياته مناكير، ولا أعلم يرويه إلا عن عبد الْعَزِيز بْن صهيب، وكان مولاه". اهـ.
ووقع عند الديلمي بلفظ: "من راع مؤمنا في الدنيا أطال الله روعته في يوم كان مقداره ألف سنة مغفورا له أو معذبا". اهـ، لم أقف على إسناده.
- من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:وأخرج الطبراني في الأوسط [2350]، فقال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ:
نا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَخَافَ مُؤْمِنًا بِغَيْرِ حَقٍّ كَانَ عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يُؤَمِّنَهُ مِنْ أَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". اهـ، قال الطبراني: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سَلَمَةَ إِلا مُحَمَّدٌ ". اهـ.
وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه محمد بن حفص "ضعيف"، كذا قال ابن منده، وقال ابن حبان: "يغرب"، وقال ابن أبي حاتم: "أردت السماع منه، فقيل لي: ليس بصدوق، فتركته"، والراوي عنه إبراهيم بن محمد اليحصبي به جهالة.
وسلمة هذا هو سلمة بن العيار الفزاري "ثقة"، كذا قال الحافظ في التقريب، ولكن قليل الحديث كما ذكر أبو مسهر وأبو يعلى فهذا من الغرائب.
- من حديث ابن عباس رضي الله عنهما:وأخرج أبو نعيم في أخبار أصبهان [2 : 6]، من طريق، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَشَّاءُ، قال:
ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَاضِي جُرْجَانَ، ثنا الْمَنْصُورُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَاعَ مُؤْمِنًا لَعَنْتُهُ مَلائِكَةُ السَّمَاءِ ". اهـ.
وهذا إسناد مظلم إلى عبد الله بن محمد الملقب بالمنصور مسلسل بالجهالة.
- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/306) وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق: سُهَيْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيِّ، فِي دَرْبِ الْمُفَضَّلِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُشْرِفُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَظْرَةً مُخِيفَةً مِنْ غَيْرِ حَقٍّ، أَخَافَهُ اللَّهُ يَوْمَ النَّارِ ". اهـ.
وهذا إسناد مظلم إلى البجلي وهو متروك كما قال الدارقطني، وقال ابن عدي: "أحاديثه غير محفوظة مناكير في الإسناد والمتن"، وقال أبو حاتم: "كان يكذب". وقال ابن الجوزي: " هَذَا حديث لا يصح". وقال الذهبي في التلخيص: "إسناده مظلم". اهـ
.- من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:أخرج عبد الرزاق في مصنفه [9187]، فقال:
عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". اهـ.
وهذا معضل، وروي موصولا ومداره على عبد الرحمن بن زياد، فيما أخرجه الطبراني في العجم الكبير [70]، فقال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِقَالٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ:
ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَظَرَ إِلَى مُسْلِمٍ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا فِي غَيْرِ حَقٍّ، أَخَافَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». اهـ.
وهذا إسناد ضعيف، فيه أبو الفوارس الحراني "لم يكن بمؤتمن على نفسه ولا دينه"، كذا قال أبو عروبة، وذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء، وقال: "هو ممن يكتب حديثه". اهـ.
وأخرج البيهقي في الشعب [7468]، فقال: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، نا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الأَزْدِيُّ بْنُ الدن الدن، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَيْسَرَةَ،
نا خَلادُ بْنُ يَحْيَى، نا إِسْرَائِيلُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ نَظْرَةً تُخِيفُهُ أَخَافَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". اهـ.
وهذا إسناد مظلم إلى الأزدي، وقد خولف فيما أخرجه البيهقي قبله، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ،
نا أَبُو عَاصِمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَظَرَ إِلَى مُسْلِمٍ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". اهـ.
وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات عدا عبد الرحمن بن زياد الإفريقي "كان رجلا صالحا ضعيف في حفظه"، كذا قال الحافظ في التقريب.
وفي المقابل فيما أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [777]، فقال:
حدثنا الفضل بن محمدٍ، قال: حدثنا موسى بن سليمان القرشي، عن ابن وهبٍ، عن حيوة بن شريحٍ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
((من نظر إلى أخيه نظر ودٍّ، غفر الله له)).قال الحكيم: "فنظر الود: هو قضاء المنية" اهـ.
قلتُ: هذا إسناد موضوع، موسى بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي "من وجوه بني هاشم وأفاضلهم"، كذا قال الخطيب، وذكر وفاته مبكرا وهو سنة 153 هـ.
قالراوي عنه وهو الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي، لم أقف على ترجمة له ويستبعد أن يكون قد سمع من القرشي هذا، فلعل البلاء منه أو من غيره.
والله أعلم.