السؤال:
♦ الملخص:
سائلة تسأل عن حكم الرد بالمثل على خلاف الواقع: هل يعد كذبًا أو لا؟
♦ التفاصيل:
هل يجوز الرد على بعض الناس بكلام قد يكون فيه كذبٌ؛ كقصة المتنبي مع الرجل الذي قال له: رأيتك من بعيد فظننتُكَ امرأة، فردَّ عليه المتنبي قائلًا: وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجلًا، أو أن يقول لك أحدٌ بمزاح أو بغيره: أنا أكرهك، أو أنت أحمق، أو أنت حمار، ونحو ذلك، فترد عليه بالمثل، رغم أن ذلك قد يكون كله كذِبًا، فهو ليس حمارًا، وربما ليس أحمقًا، وربما لستَ تكرهه، ولكنك تنعته بمثل ما نعتك به، هل هذا من الكذب؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيحرُمُ وصف الإنسان بأنه حيوان، لا لكونه كذبًا - وإلا فالمقصود به التشبيه وليس الحقيقة - وإنما لكونه سبًّا، وقد نُهينا عن السب والشتم، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سِبابُ المسلم فسوق، وقتاله كفر))[1].
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء))[2].
وكذا يحرم وصفه بأنه أحمق، ونحو ذلك؛ لأنه سبٌّ أيضًا، وأما إخباره بكراهيتك له، فإن كان هذا الإخبار على خلاف الواقع، فهو كذب، حتى ولو كان مزاحًا؛ لأن شرعنا الحنيف نهى عن الكذب عمومًا، ولم يُبِحِ الكذب في المزاح.
فعلى المسلم أن يتجنَّب الكذب عمومًا، وإنما يُخبر بالواقع، كما عليه ألَّا يتبادل السباب مع أحد، وإنما يعفو ويصفح، ويقابل السيئة بالحسنة، وفَّقكم الله لكل خيرٍ.
---------------
[1] متفق عليه: أخرجه البخاري (48)، ومسلم (64).
[2] أخرجه أحمد (3839)، والترمذي (1977)، وقال: حسن غريب.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6d7NHBPfc