(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
فنظراً لخطورة التصورات على المجتمع المسلم ووجوب تصحيحها حيث تشرب المجتمع تصورات غربية مادية
لبعد أكثر الناس عن القرآن وتدبره والتماس الهدى منه
فيجب علينا أن نصح تصورنا نحو أنفسنا قبل ذلك ونعتقد أننا قادرون على الانتاج المعرفي
فإذا لم تصحح هذه التصورات فلافائدة ترجى وراء ذلك .
ولكي ندرك ذلك لابد من معرفة الركائز التي يقوم عليها التصورالإسلامي الرباني للحياة
والتصور الحداثي المنتصر ( الليبرالي الغربي الرأسمالي ) وهما خطان متوازيان لا يلتقيان .
------------------
رباعية التصوروالمنهج الإسلامي الرباني للحياة :
1) منطلق الاستخلاف :
كمنطلق وجودي فقد استخلف الله آدم وذريته في الأرض ليحكم بالقسط ويقيم شريعة الله ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر
فهي علاقة ثنائية وليست أحادية كما هو التصور الحداثي الغربي .
2) الرشد منطلق للتفكير :
ثنائية ( الوحي القرآن والسنة والعقل الصحيح )
قال تعالى ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )
فلابد من الوعي والحذر من الظواهر وضرورة تصحيح العقل المتبادل .
3) التكاملية كمنطلق للممارسة :
لإن الأمر ليس للإنسان بل لله وحده الذي استخلفه وأمره ونهاه .
- فأنت مرتبط بالمجتمع بجميع مستوياته متفاعل ايجابيا مع كل من حولك على قواعد الإيثار والتضحية والإحسان
وليس على الفردانية والندية والتنافس الشرس الذي يوجد في الرأسمالية .
فالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدقة والإحسان والزكاة كلها لإنك جزء من مجتمعك لست وحدك .
-سلامة المجتمع من سلامتك وفساده فساد لك أو لأولادك .
4) الغاية القيام بالقسط :
وهو العدل وأعظهما توحيد الله عزوجل وعبادته والإحسان إلى خلقه وفي كل مجالات الحياة في الاقتصاد والاجتماع وغيرها .
فهذه تجعل المسلم يعيش حياة مختلفة تماماً عن التصور الحداثي الغربي .
--------------------------
التصور الحداثي الغربي ( الليبرالي الرأسمالي )
حتى نفهم الظواهر ونعرف لماذا يتصرف الغربي فلابد أن نعرف ركائز التصور الحداثي الغربي لله عزوجل وللحياة وهي تقوم على أربع ركائز هي :
1) الاستقلال كمنطلق وجودي
فالغربي مستقل وجودياً عن الله عزوجل وعن الدين .
وهذه الفكرة مستقرة في الوعي الغربي وهو التيار الأساس الفاعل فهو يرفض الدين فلايحتاج إلى موجه خارجي فهو المصدر الأول والأخير لأي شي يريده .
2) العقلانية كنمط للتفكير :
ومعنى العقلانية : أن تحصر المعرفة بالعقل فالمفكر الغربي يرى أن العقل لهو السبيل الوحيد للوصول إلى الحقيقة فالوحي ليس له قيمة عنده .
فالتقوقع حول قدرات العقل في موقفه من المعرفة والقيم وهذه نتيجة للركيزة الأولى وهي الآستقلال .
وهذا صعب جداُ على الإنسان فتجد بعض الساسة الغربيين يلجاُ للعرافين في الانتخابات - وهذا خارج نطاق العقل !!.
3) الفردانية كمنطلق للممارسة :
وهوالسائد في الغرب فهو يتمحورحول مصالحه الذاتية
فليس عنده فكرة الإيثار أو الجماعية أو التفات لمصالح المجتمع فهذه غير معتبرة عنده .
-وهذه الفكرة هي التي تؤسس للرأسمالية .
-لايمكن أن تنجح الرأسمالية إلا في مجتمع فرداني .
وهذه نتيجة طبيعة للعقلانية فليس له دين يقيده ولاإله يأمره وينهاه فهذه نتيجة طبيعة لها .
مثال : الصدقة فلايتصدق الإنسان إلا لوازع ديني أو حس أخلاقي أو رياء ( ولايحض على طعام المسكين )
4) الغاية وهي المصلحة في صورتها المادية فقط :
فالمبادئ والقيم التي ينادي بها الغرب جميلة ولكن
ماذا فعل الغرب تجاه قيمهم ؟
وهذه نتيجة للفردانية سواء كانت فردانية دول أو أفراد .
( فقه التصورات د. لنايف بن نهار ) باختصار