شرح الممنوع من الصرف
أ. د. أحمد محمد عبدالدايم عبدالله
س: هل هناك دليل من القرآن على أن "أفعل" لا ينصرف؟
• نعم، قوله تعالى: ﴿ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 10].
س: وهل يمكن أن ينصرف لفظَا "أحمر وحمراء"؟
• نعم، بطريقتين:
الأولى: أن ندخل عليه (أل)، فنقول: "مررت بالأحمرِ ابن الحمراء".
الثانية: بإضافتها، فنقول: "مررت بأحمرِ الرجال، وبحمراءِ النساء".
س: وهل هناك دليل من الكتاب؟
• نعم: قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].
• أحسن: انصرف فجُرَّ بالكسرة الظاهرة؛ حيث أُضيفَتْ "أحسن" إلى تقويم، وكذلك ما كان على هذا المثال.
س: نحو ماذا؟
• نحو: "أبيض بيضاء"، و"أسود سوداء"، و"أبلق بلقاء"، و"أحمق حمقاء".
س 2: كيف تعرب "آدم، وآخر" في قولنا: "مررتُ بآدمَ وآخَرَ"؟
• نقول: "بآدمَ وآخَرَ" نجرُّهما بالفتحة نيابة عن الكسرة.
س: وكيف وهما على ثلاثة أحرف بينما "أفعل" على أربعة أحرف؟
• "آدم وآخَر" على أربعة أحرف أيضًا؛ لأن المدَّة فيهما تُعدُّ حرفًا، ولو كانا على ثلاثة أحرف لكانا (أدم وأخَر).
س 3: كيف تعرب: "مررت بعثمانَ وشعبانَ"؟
• عثمان وشعبان مجروران بالفتحة نيابة عن الكسرة.
س: لماذا؟
• لأنهما على وزن "فعْلان" لا ينصرفان؛ لأن النون فيهما زائدة.
س: وهل هناك مثيل لهما نونُه أصليةٌ، ويَنْصرِف؟
• نعم: طحَّان - وسمَّان - وشيطان: النون فيها أصلية من الطَّحْن والسَّمْن والشيطنة.
س 4: كيف تعرب: " كنتُ عندَ عمرَ"؟
• كنت: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون، والتاء: مبني على الضم في محل رفع فاعل.
س: لماذا حذفت الألف من "كان"؟
• سكنتْ النون لاتصال "كان" بتاء الفاعل، والألف ساكنة، فالتقى ساكنان، فحُذِفت الألفُ لالتقاء الساكنين.
س: الألف في "كان" ما أصلها؟
• أصلها "الواو" "كون"؛ حيث وقعت الواو موقع العين في "فَعَلَ" وهي معتلة، ولم تحتمل الحركة لعلَّتها، فقلبوها ألفًا ساكنًا، بدليل أنها إذا أُسْنِدت إلى الاثنين وواو الجماعة في المضارع؛ نقول: "يكون، يكونان، يكونون".
س: عند في قولنا: "كنتُ عندَ عُمرَ" ما محلُّها؟
• عند: ظرف مكان لا يعمل إلا مضافًا جارًّا لما بعده.
س: "عمر": ما إعرابها؟
• اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة.
س: ولماذا جرَرْتَه بالفتحة؟
• لأنه على وزن "فُعَل"، وما كان على "فُعَل" فإنه لا ينصرف.
س 5: كيف تعرب: "مررْتُ بحمزةَ بنِ طلحةَ"؟
• أقول: مرَّ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.
• والتاء: مبني على الضمِّ في محل رفع فاعل.
• الباء: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسر.
• حمزة: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحةُ نيابة عن الكسرة.
س: لماذا جرَرْتَه بالفتحة نيابة عن الكسرة؟
• لأنه اسم في آخره تاء التأنيث.
• وكذلك "طلحة" مجرورة بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنها مضافة إلى "ابن"، وهي ممنوعة من الصرف؛ لأن في آخرها تاء التأنيث.
س 6: وماذا تقول في "مساجد - وقناديل" في قولنا: "مررْتُ بمساجدَ عامرةٍ، وقناديلَ مضيئةٍ"؟
• مساجد: مجرورة بالباء، وعلامة جرِّها الفتحة نيابة عن الكسرة، وقناديل: معطوفة عليها، والمعطوف على المجرور مجرورٌ مثله، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة أيضًا.
س: لماذا منعتها من الصرف؟
• لأن كلَّ جمعٍ ثالث حروفه ألف وبعد الألف حرفان أو ثلاثة أوسطهما ساكن لا ينصرف.
س: وكيف تصرفهما؟
• إذا دخلت عليهما (أل) أو أُضيفا يُجرَّان بالكسرة.
س: وكيف ذلك؟
• نقول مثلًا: "مررْتُ بمساجدِكم العامرة، والقناديلِ المضيئة"؛ حيث أضفنا "مساجد" إلى "كم" وأدخلنا "أل" على القناديل.
س: وما دليلك من القرآن الكريم؟
• قوله تعالى: ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ ﴾ [سبأ: 13]؛ حيث لم تُصرف (محاريب وتماثيل)، وجاءتا مجرورتين بالفتحة نيابة عن الكسرة، وهكذا كل جمع ثالثه ألف وبعدها حرفان أو ثلاثة (أوسطها ساكن).
س 7: أسماء الأنبياء (عليهم صلوات الله وسلامه) مصروفةٌ أم ممنوعةٌ من الصرف؟
• أسماء الأنبياء عليهم السلام لا ينصرف منها شيء إلَّا ستة تأتي مصروفةً.
س: وما هذه المصروفة؟
• محمد صلى الله عليه وسلم، وصالح، وشُعيب، ونوح، ولوط، وهود.
س: ولماذا تصرف؟
• لأن الثلاثة الأولى عربية، والثلاثة الثانية ثلاثية ساكنة الوسط.
فماذا تقول في "أُعْجِبت بإسماعيلَ بنِ إبراهيمَ"؟
• أُعجبْتُ: أُعجب: فعل ماضٍ مبنيٌّ للمجهول، وهو مبني على السكون لاتصاله بالتاء، والتاء: مبني على الضمِّ في محل رفع نائب فاعل.
• الباء: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسر.
• إسماعيل: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة نيابة عن الكسرة.
• بن: صفة لإسماعيل مجرورة بالكسرة على الأصل، وهي مضاف.
• إبراهيم: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة.
س: ولماذا جرَرْتَ "إسماعيل وإبراهيم" بالفتحة؟
• لأنهما اسمان من أسماء الأنبياء أعجميان، وكلُّ اسمٍ أعجمي يُمنع من الصرف إذا كان زائدًا عن ثلاثة.
س 8: علمنا أن أسماء الأنبياء لا تنصرف إلا ستة منها، فماذا تقول عن "جبريل، وميكائيل، وإسرافيل" في قولنا: "آمنت بجبريلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ"؟
• أقول: "جبريل، وميكائيل، وإسرافيل" أسماء مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنها ممنوعة من الصرف.
س: لماذا؟
• لأن أسماء الملائكة لا تنصرف.
س 9: وماذا تقول في أسماء الجن؛ مثل: إبْلِيس؟
• نقول: أُلقِي بإبْليسَ في جَهَنَّمَ وسَقَرَ.
• حيث جرَّ "إبليس" بالباء، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة.
س: وماذا عن "جهنم وسقر"؟
• أيضا مجرورة بـ(في) وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة، وسقر مثلها؛ لأنها معطوفة عليها.
س: لماذا؟
• لأنهما عَلَمان مُؤنثان.
س 10: وماذا تقول في (قاموس وقابوس وعاشور)؟
• أقول هي أسماء ممنوعة من الصرف تُجرُّ بالفتحة نيابة عن الكسرة.
س: لماذا؟
• لأنها على وزن "فاعول"، وكل ما كان على وزن "فاعول" يُمنع من الصرف، ومثلها أيضًا: (هاروت - وماروت - وداود - وهارون).
س 11: وماذا تقول في (يزيد - ويشكر - وأحمد)؟
• أقول أسماء ممنوعة من الصرف تُجر بالفتحة نيابة عن الكسرة.
س: لماذا؟
• لأنها أسماء على وزن الفعل المضارع، ومثلها: (تغلب - ويعفر - وينبع)، وإذا سمِّيت رجلًا بـ"يضرب".
س 12: هل هناك أسماء أخرى ممنوعة من الصرف؟
• نعم.
س: مثل ماذا؟
• مثل: رحماء - وأتقياء - وشهداء - وأنبياء.
س: لماذا تمنع من الصرف.
• لأنها أسماء جاءتْ على فُعَلاء وأفْعِلاء.
س 13: هل تبقَّى شيء من الأسماء الممنوعة من الصرف؟
نعم.
س: مثل ماذا؟
مثل كل اسمين جُعِلا اسمًا واحدًا.
س: مثل ماذا؟
• مثل (خمسة عشر) و(بعلبك) و(حضرموت)، وهي لا تنوَّن، وتُجرُّ بالفتحة نيابة عن الكسرة.
• وكذلك الأسماء المركبة تركيبًا إسناديًّا؛ مثل: (تأبَّط شرًّا - شابَ قرناها).
• وكل علم دلَّ على مؤنث زائد على ثلاثة؛ نحو: (زينب - وفاطمة - وخديجة).
• أما إنْ كان ثلاثيًّا ساكن الوسط، فيجوز صرفُه ومنْعُه؛ نحو: (هنْد - ودعْد - ونعْم).
س 13: كيف تعرب قولنا: "هبطتُ من مكةَ إلى المدينةِ"؟
• هبطت: هبط: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.
• والتاء: مبني على الضم في محل رفع فاعل.
• مكة: اسم مجرور بـ(من)، وعلامة جرِّه الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، والمدينة: اسم مجرور بـ(على) وعلامة جره الكسرة.
س: لماذا جرَرْتَ (مكة) بالفتحة، و(المدينة) بالكسرة؟
• لأن مكة مؤنث لم تدخل عليه (أل) فمُنِع من الصرف، والمدينة مؤنث دخلت عليه (أل) فصُرِف، وكلاهما من أسماء الأرض، وكذلك كل ما أشبههما.