تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 50

الموضوع: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    هـذه بعض الأقوال في بيان حكم الطواف بغير الكعبة المشرفة حرسها الله تعالى .
    جـاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : ( ما حكم الطواف حول أضرحة الأولياء ، أو الذبح للأموات أو النذر، ومن هو الولي في حكم الإسلام، وهل يجوز طلب الدعاء من الأولياء أحياء كانوا أم أمواتا؟
    فأجابت : الذبح للأموات أو النذر لهم شرك أكبر، والولي: من والى الله بالطاعة ففعل ما أمر به وترك ما نهي عنه شرعا ولو لم تظهر على يده كرامات، ولا يجوز طلب الدعاء من الأولياء أو غيرهم بعد الموت، ويجوز طلبه من الأحياء الصالحين، ولا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة ، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركاً أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة ، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله ) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1/206 )
    ويقول الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف حفظه الله :( فإن المراد بالطواف الذي يكون شركاً هو الطواف بغير الكعبة مع قصد التقرب لغير الله تعالى، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها، فالطواف عبادة لقوله تعلى: " وَلْيَطَّوَّفُو ا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله شرك، وأما لو طاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهذا محرم، وبدعة منكرة، ووسيلة لعبادة تلك القبور ) إهـ نـواقض الإيمـان القـولية والعمليـة (282 )
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة : ( وأما الرجل الذي طلب من والده الحج ، فأمره أن يطوف بنفس الأب، فقال: طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين ، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمره الله به رسوله ، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببدنه أو بقبره ) إهـ مجموع الفتاوي (2/308).
    فهل يفهم من هذه الأقوال أن المسألة فيها تفصيل عند أهل العلم ؟ .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    تقول اللجنة الدائمة : ( أمـا من استغاث بالله وسأله سبحانه وحده ، متوسلاً بجاههم أو طاف حول قبورهم ، دون أن يعتقد فيهم تأثيراً ، وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سبباً في استجابة الله له ، فهو مبتدع آثم مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك ، ويخشى عليه أن يكون ذلك ذريعة إلى وقوعه في الشرك الأكبر ) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1 /105 ) رقم الفتوى (4154 ) .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فإن الطواف لا يشرع إلا بالبيت العتيق باتفاق المسلمين ، ولهذا اتفقوا على تضليل من يطوف بغير ذلك ، مثل من يطوف بالصخرة ، أو بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالمساجد المبنية بعرفة ، أو منى ، أو غير ذلك ، أو بقبر بعض المشائخ ، أو بعض أهل البيت ، كما يفعله كثير من جهال المسلمين ، فإن الطواف بغير البيت العتيق لا يجوز باتفاق المسلمين ، بل من اعتقد ذلك ديناً وقربةً عُـرف أن ذلك ليس بدين باتفاق المسلمين ، وأن ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام ، فإن أصر على اتخاذه ديناً قتل ) إهـ مجموع الفتاوى (26 /121 ) .
    ويقول الشيخ صالح بن مقبل العصيمي بعد أن سرد أقوال السلف في حكم الطواف حول القبور : ( وأما أئمة أهل السنة والجماعة فقد أجمعوا صراحة على عدم جواز الطواف بقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو سيد ولد آدم ، وأكرم الخلق عند الله ، وأعلاهم في الجنة مقاماً ، وأقربهم إلى الله منزلة ، فإذاً الطواف حول قبره لا يجوز ، بل هو بدعة يشتد حولها النكير ، فمن باب أولى قبور غيره ، وبعض الذين يطاف حولهم بررة أتقياء ، وجلهم فجرة خبثاء ، ولله الأمر من قبل ومن بعـد ... وبهذا يتبين لنا : أن الطواف حول القبور بدعة من أعظم البدع ، أما إذا صحبها دعـاء ، فهو شرك أكبر ، مخرج من الملة .. ) إهـ بدع القبور أنواعها وأحكامها (435).
    والله أعلم وأحكم .

  3. #3

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    جزاك الله خيرا أخي على هذا الموضوع المهم.
    ويرد اشكال ارجو من الاخوة طلبة العلم مدارسته وبحثه.
    وهو قولهم انه اذا طاف بالقبر يقصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة وليست شركا أكبرا ووجه الاشكال أن الناظر في القرآن عند ذكره لمشركي قريش ذكر قولهم عن الهتم " مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى" فلم ينفعهم قصدهم هذا وهو انهم لا يقصدون التقرب الى الالهة بذاتها بل لتقربهم الى الله.
    فلماذا لا يقال بأن مجرد الطواف بالقبر وصرف أي نوع من العبادة له يكون شركا أكبر بغض النظر عن قيد قصده التقرب الى الله أو الى صاحب القبر؟!
    خصوصا اذا أضفنا إلى ذلك ان مشركي قريش كانوا يقرون بتوحيد الربوبية كما في قول الله تعالى:" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" وقوله "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" وغيرها من الايات الدالة على هذا المعنى.
    مجرد تساؤل للبحث والمدارسة مع اخواني طلبة العلم في هذا المجلس.

  4. #4

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي مشاهدة المشاركة
    هـذه بعض الأقوال في بيان حكم الطواف بغير الكعبة المشرفة حرسها الله تعالى .
    جـاء في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : ( ما حكم الطواف حول أضرحة الأولياء ، أو الذبح للأموات أو النذر، ومن هو الولي في حكم الإسلام، وهل يجوز طلب الدعاء من الأولياء أحياء كانوا أم أمواتا؟
    فأجابت : الذبح للأموات أو النذر لهم شرك أكبر، والولي: من والى الله بالطاعة ففعل ما أمر به وترك ما نهي عنه شرعا ولو لم تظهر على يده كرامات، ولا يجوز طلب الدعاء من الأولياء أو غيرهم بعد الموت، ويجوز طلبه من الأحياء الصالحين، ولا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة ، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركاً أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة ، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله ) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة (1/206 )
    ويقول الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف حفظه الله :( فإن المراد بالطواف الذي يكون شركاً هو الطواف بغير الكعبة مع قصد التقرب لغير الله تعالى، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها، فالطواف عبادة لقوله تعلى: " وَلْيَطَّوَّفُو ا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله شرك، وأما لو طاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهذا محرم، وبدعة منكرة، ووسيلة لعبادة تلك القبور ) إهـ نـواقض الإيمـان القـولية والعمليـة (282 )
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة : ( وأما الرجل الذي طلب من والده الحج ، فأمره أن يطوف بنفس الأب، فقال: طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين ، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمره الله به رسوله ، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببدنه أو بقبره ) إهـ مجموع الفتاوي (2/308).
    فهل يفهم من هذه الأقوال أن المسألة فيها تفصيل عند أهل العلم ؟ .
    اخي الدهلوي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قول شيخ الاسلام " اعتقد ذلك دينا"
    معنى الاعتقاد معروف
    مامعنى دينا اي مامعنى الدين ( من دين الاسلام ) ؟

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    أخي أبو الحارث السلفي وفقك الله تعالى
    ---------------------------
    الذي يظهر أن الطواف بالقبر بقصد التقرب إلى الله هـو مثل التوسل بالذوات والأشخاص ، وكلاهما بدعة منكرة وليست شركاً أكبراً إلا إذا قـارن ذلك اعتقاد التأثير فيها استقلالاً مـن دون الله فيما لا يقدر عليه سواه .
    والدليل على ذلك ما أخرجه الترمذي عن ابن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عليها ، وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها : ذات أنواط ، قلنا : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر ، قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل : " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال : إنكم قوم تجهلون " لتركبن سنن من كان قبلكم ) الحديث .
    فهؤلاء إنما طلبوا أن يجعل لهم شجرة ينوطون بها أسلحتهم كما كانت الجاهلية تفعل ذلك ، وكان قصدهم بـأن يٌنزل الله بركته على تلك الشجرة فيتمسحوا ويتبركوا بـها ، ويعلقوا عليها سلاحهم ومتاعهم ، وذلك لعلمهم يقيناً أنهم يتقربون بهذا إلى الله الذي أذن لهم في أن يتخذوا هـذه الشجرة وسيلة تقربهم إليه ، ولكن لمـا كـان هـذا ممتنع شرعـاً كان قولهم ذريعة إلى بدعة شنيعة وليس شركاً بذاته .
    يقول الإمام الشاطبي رحمه الله : ( فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ الآلهة من دون الله ، لا أنه هو بنفسه ) إهـ الإعتصام
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رخمه الله : ( فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم مجرد مشابهتهم الكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها معلقين عليها سلاحهم ، فكيف بما هو أطم من ذلك من مشابهتهم المشركين ، أو هو الشرك بعينه ) إهـ اقتضاء الصراط المستقيم.
    ولا يعترض على هذا بأن مشركي قريش قالوا عن أصنامهم : " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " ومـع هـذا لـم ينفعهم قصدهم ، لأن هؤلاء وإن كانوا يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق إلا أنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنها صاحبة القدرة والتأثير من دون الله أو معه عزوجل .
    يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسير قوله تعالى : "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " : ( أي : وما يصدّق ويقرّ أكثر الناس بالله من كونه الخالق الرزاق المحيي المميت " إلا وهم مشركون " بالله يعبدون معه غيره ، كما كانت تفعله الجاهلية ، فإنهم مقرّون بالله سبحانه ، وبأنه الخالق لهم " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " ، " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " ، لكنهم كانوا يثبتون له شركاء فيعبدونهم ليقرّبوهم إلى الله " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله " ، ومثل هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله المعتقدون في الأموات بأنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلاّ الله سبحانه كما يفعله كثير من عبّاد القبور ، ولا ينافي هذا ما قيل من أن الآية نزلت في قوم مخصوصين ، فالاعتبار بما يدل عليه اللفظ لا بما يفيده السبب من الاختصاص بمن كان سبباً لنزول الحكم . ) إهـ تفسير الفتح القدير .
    والمقصود بــ ( الــزلـفي ) في الآية الكريمة : هــو ( الشفـاعة ) ، فقولهم : " إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى " أي " يشفعوا لنا عنده " .. ولكن كفار قريش كانوا يعتقدون في أصنامهم الشفاعة الشركية ، التي هي كشفاعة المرأة عند زوجها ، أو الحاجب عند الملك ، بحيث يخشى الزوج أو الملك ردّ هذه الشفاعة فينقلب عليه الشفيع ويضرّه .
    بخلاف الشفاعة الشرعية التي يؤمن بها الموحّدون .. فإن هؤلاء يُثبتون الشفاعة الشرعية ، وينفون الشفاعة الشركية .. ويقولون إن هذا المقبور عبد لله تعالى ، ولا يشفع إلا بإذن الله ، وهو لا ينفع ولا يضر ، وكل ما عنده من قدرات إنما هي بأمر الله .. مباينة لما يعتقده كفار قريش .. فالفرق بين الأمرين واضح جـداً .. فلا يصح الخلط بين الشفاعة الشركية التي كان يعتقدها كفار قريش في أصنامهم ، وبين الشفاعة الشرعية التي يؤمن بها الموحّدون وإن أخطأوا في بعض تفاصيلها .
    وهذه نقول لإمامين جليلين من أئمة أهل السنة والجماعة في شرح هذه المسألة :
    يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله : ( قالوا : فإن العبد إذا تعلقت روحه بروح الوجيه المقرب عند الله ، وتوجه بهمته إليه ، وعكف بقلبه عليه ، صار بينه وبينه اتصال ، يفيض به عليه منه نصيب مما يحصل له من الله . وشبهوا ذلك بمن يخدم ذا جاه وحظوة وقرب من السلطان ، فهو شديد التعلق به . فما يحصل لذلك من السلطان من الإنعام والإفضال ينال ذلك المتعلق به بحسب تعلقه به .
    فهذا سر عبادة الأصنام ، وهو الذي بعث الله رسله ، وأنزل كتبه بإبطاله ، وتكفير أصحابه ولعنهم . وأباح دماءهم وأموالهم ، وسبي ذراريهم ، وأوجب لهم النار . والقرآن من أوله إلى آخره مملوء من الرد علي أهله ، وإبطال مذهبهم .
    قال تعالى : " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض " الزمر: 43-44.
    فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض ، وهو الله وحده . فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده . فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه . فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له ، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره ، بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه ، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده . وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومـن وافقهم ، وهـي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله " واتقوا يوماً لا تجزي نفس عـن نفس شيئاً ولا يقبل منها عـدل ولا تنفعها شفاعة " البقرة : 123
    وقوله : " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " البقرة: 254 .
    وقال تعالى : " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس اهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون " الأنعام: 51 .
    وقال : " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون " السجدة : 4 .
    فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه ، بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه . كما قال تعالى : " ما من شفيع إلا من بعد إذنه " : يونس: 3 .
    وقال : " مـن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255 .
    فـالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه ، ولا الشافع شفيع من دونه ، بل شفيع بإذنه .
    والفرق بين الشفيعين ، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور . فالشفاعة التي أبطلها الله : شفاعة الشريك ، فإنه لا شريك له ، والتي أثبتها : شفاعة العبد المأمور ، الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له . ويقول : اشفع في فلان . ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة : أهل التوحيد ، الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه ، وهم الذين ارتضى الله سبحانه .
    قال تعالى : " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " الأنبياء: 28 ، وقال : " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً " طه : 109.
    فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له ، وإذنه للشافع فيه ، فأما المشرك فإنه لا يرتضيه ، ولا يرضى قوله ، فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه ، فإنه سبحانه علقها بأمرين : رضاه عن المشفوع له ، وإذنه للشافع ، فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة .
    وسر ذلك : أن الله له الأمر كله وحده ، فليس لأحد معه من الأمر شيء ، وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده : هم الرسل والملائكة المقربون ، وهم عبيد محض ، لا يسبقونه بالقول ، ولا يتقدمون بين يديه ، ولا يفعلون شيئاً إلا بعد إذنه لهم ، وأمرهم . ولا سيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ، فهم مملوكون مربوبون ، أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه . فإذا أشرك بهم المشرك ، واتخذهم شفعاء من دونه ، ظناً منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله ، فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه ، وما يجب له ، ويمتنع عليه ، فإن هذا محال ممتنع ، شبيه قياس الرب تعالى على الملوك والكبراء ، حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج .
    وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام ، واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي .
    والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق ، والرب والمربوب ، والسيد والعبد ، والمالك والمملوك ، والغني والفقير ، والذي لا حاجة به إلى أحد قط ، والمحتاج من كل وجه إلى غيره .
    فالشفعاء عند المخلوقين : هم شركاؤهم ، فإن قيام مصالحهم بهم ، وهم أعوانهم وأنصارهم ، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم ، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس ، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم ، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع ، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم ، فتنتقض طاعتهم لهم ، ويذهبون إلى غيرهم . فلا يجدون بداً من قبول شفاعتهم على الكره والرضى .
    فأما الغني الذي غناه من لوازم ذاته ، وكل ما سواه فقير إليه بذاته . وكل من في السماوات والأرض عبد له ، مقهورون بقهره ، مصرفون بمشيئته ، لو أهلكهم جميعاً لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرة .
    قال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير " المائدة : 17 .
    وقال سبحانه في سيدة آي القرآن : آية الكرسي : " لـه مـا في السماوات ومـا في الأرض مـن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255 ، وقال : " قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض " الزمر: 44 .
    فأخبر أن حال ملكه للسموات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده ، وأن أحداً لا يشفع عنده إلا بإذنه ، فإنه ليس بشريك ، بل مملوك محض ، بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض .
    فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس ، ويفعلها بعضهم مع بعض ، ولهذا يطلق نفيها تارة ، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس ، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه ، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه ، فإنه الذي أذن ، والذي قبل ، والذي رضي عن المشفوع ، والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله .
    فمتخذ الشفيع مشرك ، لا تنفعه شفاعته ، ولا يشفع فيه ، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ، ويطلب رجاءه ، ويتباعد من سخطه ، هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه .
    قال تعالى : " أم اتخذوا من دون الله شفعاء " ، إلى قوله " قل لله الشفاعة جميعاً " الزمر: 43-44 .
    وقال تعالى : " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولن هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات والأرض سبحانه وتعالى عما يشركون " يونس: 18 .
    فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون ، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم ، وإنما تحصل بإذنه للشافع ، ورضاه عن المشفوع .
    وسر الفرق بين الشفاعتين : أن شفاعة المخلوق للمخلوق ، وسؤاله للمشفوع عنده ، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده ، لا خلقاً ، ولا أمراً ، ولا إذناً ، بل هو سبب محرك له من خارج ، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب ، وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه ، كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه ، وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه في أمر يكرهه ، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض ، فيقبل شفاعة الشافع . وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع ، فيردها ولا يقبلها ، وقد يتعارض عنده الأمران ، فيبقي متردداً بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد ، وبين الشفاعة التي تقتضي القبول ، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح . فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله : هي سعي في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به ، ولو على كره منه . فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يأمر غيره ، أو يكرهه على الفعل ، إما بقوة وسلطان ، وإما بما يرغبه ، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع : إما رغبة ينتفع بها ، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته . وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه ، فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع ، ويأذن له فيها ، ويحبها منه ، ويرضى عن الشافع ، لم يمكن أن توجد ، والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه ، ولا لرهبته منه ، ولا لرغبته فيما لزمه ، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له ، فهو مأمور بالشفاعة ، مطيع بامتثال الأمر ، فإن أحداً من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى وخلقه ، فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع ، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل ، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره ، وهو في الحقيقة شريكه ، ولو كان مملوكه وعبده . فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع ، بالنصر والمعاونة وغير ذلك ، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه : من رزق ، أو نصر ، أو غيره ، فكل منهما محتاج إلى الآخر .
    ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته ، تبين له حقيقة التوحيد والشرك ، والفرق بين ما أثبته الله - تعالى - من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله ) إهــ إغاثة اللهفان
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( .. الشفاعة المنفية هى الشفاعة المعروفة عند الناس عند الإطلاق ، وهى أن يشفع الشفيع إلى غيره ابتداء ، فيقبل شفاعته .
    فأما إذا أذن له فى أن يشفع فشفع ، لم يكن مستقلاً بالشفاعة ، بل يكون مطيعاً له أى تابعاً له فى الشفاعة ، وتكون شفاعته مقبولة ويكون الأمر كله للآمر المسؤل .
    وقد ثبت بنص القرآن فى غير آيه أن أحداً لا يشفع عنده إلا بإذنه كما قال تعالى : " من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه " ، وقال: " ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له " ، وقال: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " ، وأمثال ذلك .
    والذى يبين أن هذه هى الشفاعة المنفية أنه قال: " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع لعلهم يتقون " ، وقال تعالى: " الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من وليّ ولا شفيع " ، فأخبر أنه ليس لهم من دون الله وليّ ولا شفيع .
    وأما نفى الشفاعة بدون إذنه : فإن الشفاعة إذا كانت بإذنه لم تكن من دونه ، كما أن الولاية التى بإذنه ليست من دونه ، كما قال تعالى : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
    وأيضا فقد قال : " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض " .
    فـذم الذين اتخذوا من دون الله شفعاء ، وأخبر أن لله الشفاعة جميعاً ، فعُلم أن الشفاعة منتفية عن غيره ، إذ لا يشفع أحد إلا بإذنه وتلك فهي لـه .
    وقد قال : " ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم فى السموات ولا فى الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون "
    يوضح ذلك أنه نفى يؤمئذ الخلة بقوله : " من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون " .
    ومعلوم أنه إنما نفى الخلة المعروفة ونفعها المعروف كما ينفع الصديق الصديق فى الدنيا كما قال : " وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يؤمئذ لله " وقال : " لتنذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شىء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار" .
    لم ينف أن يكون فى الآخرة خلة نافعة بإذنه فإنه قد قال : " الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون " الآيات ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى : " حقت محبتى للمتحابين في " .
    ويقول الله تعالى : " أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم فى ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " .
    فتعين أن الأمر كله عائد إلى تحقيق التوحيد ، وأنه لا ينفع أحد ولا يضر إلا بإذن الله ، وأنه لا يجوز أن يعبد أحد غير الله ولا يستعان به من دون الله ، وأنه يوم القيامة يظهر لجميع الخلق أن الأمر كله لله ويتبرأ كل مدع من دعواهُ الباطلة ، فلا يبقى من يدعي لنفسه معه شركاً فى ربوبيته أ إلهيته ، ولا من يدعي ذلك لغيره ، بخلاف الدنيا فإنه وإن لم يكن رب ولا إله إلا هو ، فقد اتخذ غيره رباً وإلهاً وادعى مدعون ، وفى الدنيا يشفع الشافع عند غيره وينتفع بشفاعته ، وإن لم يكن أذن له فى الشفاعة ، ويكون خليله فيعينه ويفتدى نفسه من الشر ، فقد ينتفع بالنفوس والأموال فى الدنيا ، والنفوس ينتفع بها تارة بالإستقلال ، وتارة بالإعانة - وهى الشفاعة - ، والأموال بالفداء ، فنفى الله هذه الأقسام الثلاثة ، قال تعالى : " لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل " ، وقال : " لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " ، كما قال : " لا يجزى والـد عن ولـد ه ولا مولود هو جاز عن والده شيئا " فهذا هـذا والله أعلم ، وعاد ما نفاه الله من الشفاعة إلى تحقيق أصلي الإيمان وهما الإيمان بالله وباليوم الآخر، والتوحيد والمعاد .
    كما قرن بينهما فى مواضع كثيرة كقوله : " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر" ، وقوله : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا الله وإنا إليه راجعون " ، وقوله : " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " ، وقوله : " وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " وأمثال ذلك .. ) إهـ مجموع الفتاوى (1 /118 ) .
    والله أعلم وأحكم
    ----------------------
    أخي أبو الحسن العلوان :
    -----------
    معنى ديناً : أي أصر على أن هذا الفعل من جملة شعائر الإسلام مثل الصلاة والصيام وغيرهما ..
    هذا مقصود شيخ الإسلام رحمه الله .
    والله أعلم .
    وهــذا موضوع أخر يحتاج إلى بحث ونقاش
    تفضلوا الرابط :
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29959

  6. #6

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    بارك الله فيك أخي الدهلوي
    كلام طيب مبارك
    هو الاشكال الأكبر أخي في أمر الشفاعة
    فهؤلاء الذين يطوفون بقبور الأولياء (زعموا) مثل البدوي في مصر هم يفعلون ذلك في الغالب معتقدين ان صاحب القبر يشفع لهم يوم القيامة وهم يوردون ذلك اذا قلت لهم هذا شرك أكبر قالوا لك انما نفعل ذلك ليشفع لنا فعاد الأمر الى الشفاعة الشركية لانه هذا الذي يستشفعون فيه لم يأذن الله له بالشفاعة ولا يرضى عن المشفوع لهم وهذا حالهم.
    فعلى هذا يكون فعلهم هذا شرك أكبر
    أليس كذلك؟

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    أخي أبو الحارث بارك الله فيك
    ----------------
    وفي الحقيقة كلامي السابق ليس عـن بيان حكم طوائف معينة يقعون في بعض الممارسات الشركية كالذين يعبدون البدوي في مصر أو غيرها مـن البلدان .. وإنمـا كلامنا حـول بيان مسألة معينة وهـى: ( حكم الطواف بقبور الأولياء على وجـه التعظيم والقربة إلى الله تعالى )
    وقـد قلنا : أن الطواف على قبرالولي بقصد التقرب إلى الله هو مثل التوسل إلى الله بالأشخاص والذوات وكلاهما بدعة شنيعة ولا يكون شركاً أكبر إلا إذا قـارن ذلك اعتقاد التأثير فيها استقلالاً مـن دون الله أو معه .
    وأما الشفاعة فكما سبق وقلنا هي نـوعـان :
    الشفاعة الشركية : و التي هي كشفاعة المرأة عند زوجها ، أو الحاجب عند الملك ، بحيث يخشى الزوج أو الملك ردّ هذه الشفاعة فينقلب عليه الشفيع ويضرّه .. فهي ملزمة عندهم
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض ، وهو الله وحده . فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده . فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه . فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له ، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره ، بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه ، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده . وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومـن وافقهم ، وهـي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله " واتقوا يوماً لا تجزي نفس عـن نفس شيئاً ولا يقبل منها عـدل ولا تنفعها شفاعة " البقرة : 123
    وقوله : " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " البقرة: 254 .
    وقال تعالى : " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس اهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون " الأنعام: 51 .
    وقال : " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون " السجدة : 4 .
    فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه ، بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه . كما قال تعالى : " ما من شفيع إلا من بعد إذنه " : يونس: 3 .
    وقال : " مـن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " البقرة: 255 .
    فـالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه ، ولا الشافع شفيع من دونه ، بل شفيع بإذنه .
    والفرق بين الشفيعين ، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور . فالشفاعة التي أبطلها الله : شفاعة الشريك ، فإنه لا شريك له ، والتي أثبتها : شفاعة العبد المأمور ، الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له . ويقول : اشفع في فلان .... فالشفعاء عند المخلوقين : هم شركاؤهم ، فإن قيام مصالحهم بهم ، وهم أعوانهم وأنصارهم ، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم ، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس ، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم ، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع ، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم ، فتنتقض طاعتهم لهم ، ويذهبون إلى غيرهم . فلا يجدون بداً من قبول شفاعتهم على الكره والرضى .... فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية
    التي يعرفها الناس ، ويفعلها بعضهم مع بعض ، ولهذا يطلق نفيها تارة ، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس ، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه ، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه ، فإنه الذي أذن ، والذي قبل ، والذي رضي عن المشفوع ، والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله .
    فمتخذ الشفيع مشرك ، لا تنفعه شفاعته ، ولا يشفع فيه ، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ، ويطلب رجاءه ، ويتباعد من سخطه ، هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه .... فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون ، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم ، وإنما تحصل بإذنه للشافع ، ورضاه عن المشفوع .
    وسر الفرق بين الشفاعتين : أن شفاعة المخلوق للمخلوق ، وسؤاله للمشفوع عنده ، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده ، لا خلقاً ، ولا أمراً ، ولا إذناً ، بل هو سبب محرك له من خارج ، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب ، وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه ، كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه ، وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه في أمر يكرهه ، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض ، فيقبل شفاعة الشافع . وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع ، فيردها ولا يقبلها ، وقد يتعارض عنده الأمران ، فيبقي متردداً بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد ، وبين الشفاعة التي تقتضي القبول ، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح . فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله : هي سعي في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به ، ولو على كره منه . فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يأمر غيره ، أو يكرهه على الفعل ، إما بقوة وسلطان ، وإما بما يرغبه ، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع : إما رغبة ينتفع بها ، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته . وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه ، فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع ، ويأذن له فيها ، ويحبها منه ، ويرضى عن الشافع ، لم يمكن أن توجد ، والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه ، ولا لرهبته منه ، ولا لرغبته فيما لزمه ، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له ، فهو مأمور بالشفاعة ، مطيع بامتثال الأمر ، فإن أحداً من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى وخلقه ، فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع ، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل ، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره ، وهو في الحقيقة شريكه ، ولو كان مملوكه وعبده . فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع ، بالنصر والمعاونة وغير ذلك ، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه : من رزق ، أو نصر ، أو غيره ، فكل منهما محتاج إلى الآخر .
    ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته ، تبين له حقيقة التوحيد والشرك ، والفرق بين ما أثبته الله - تعالى - من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله
    ) إهــ إغاثة اللهفان
    أما الشفاعة الشرعية : وهـي التي يؤمن بها الموحّدون .. فإن هؤلاء يُثبتون الشفاعة الشرعية ، وينفون الشفاعة الشركية .. ويقولون إن هذا المقبور عبد لله تعالى ، ولا يشفع إلا بإذن الله ، وهو لا ينفع ولا يضر ، وكل ما عنده من قدرات إنما هي بأمر الله تعالى .. ولكنهم قد يخطئون في بعض تفاصيلها فيعتقدون على سبيل المثال : أن الشفاعة التي تكون يوم القيامة يمكن حصولها الأن !! ، لأن الله أخبر أنه يأذن بذلك ، ولا يفرقون بين الأذن الكوني القدري وبين الأذن الديني الشرعي ، فيظن هؤلاء الجهلة أن معنى أذن الله للشافع أي تحقق قدراً وكوناً .. ومنهم من يظن أن الأذن بالشفاعة معناه الرضى والإختيار ولا تتوقف على إذن خاص ، إذ لا أحد يشفع عنده شفاعة نافعة ، إلا برضاه واختياره سبحانه ، إذ لا ينفذ لأحـد مـراد لـم يـرده الله تعالى ، ومنهم من لا يفرق بين قول القائل : اللهم شفّع رسول الله فينا ، وبين قول : يا رسول الله اشفع لي عند الله ... إلى غير ذلك من جهالاتهم ، ولكن لا أحد منهم يعتقد أن الشافع مستقلاً بأمره يمكن أن ينقلب عليه الشفيع ويضرّه كما حول الحال في الشفاعة الشركية .
    وعلى هذا يكون فعلهم بدعة وذريعة إلى الوقوع في الشرك
    أليس كذلك أخي الحارث ؟؟ .

  8. #8

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام الدهلوي مشاهدة المشاركة
    أخي أبو الحارث بارك الله فيك
    ----------------
    وفي الحقيقة كلامي السابق ليس عـن بيان حكم طوائف معينة يقعون في بعض الممارسات الشركية كالذين يعبدون البدوي في مصر أو غيرها مـن البلدان .. وإنمـا كلامنا حـول بيان مسألة معينة وهـى: ( حكم الطواف بقبور الأولياء على وجـه التعظيم والقربة إلى الله تعالى )

    أليس كذلك أخي الحارث ؟؟ .
    بلى أخي
    وفقني الله واياك الى كل خير لذلك عقبت أنا حتى لا يتوهم متوهم أن كلامك ينسحب على هؤلاء الذين يطوفون في القبور زاعمين انهم يشفعون لهم بهذا الأمر وان نيتهم التقرب الى الله بهذا الفعل.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    أخي أبو الحارث وفقك الله تعالى :
    ------------------
    يعجبني في بيان حال أؤلئك القوم الذين اتخذوا المقبورين آلهةً باطلة من دون الله ، هـذا الكـلام .
    يقول الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى : (.. وإذا علمت هذا ، فاعلم أن الرزية كل الرزية ، والبلية كل البلية ، أمر غير ما ذكرناه من التوسل المجرد ، والتشفع بمن له الشفاعة ، وذلك ما صار يعتقده كثير من العوام ، وبعض الخواص في أهل القبور ، وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء من أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله عزوجل ، ويفعلون ما لا يفعله إلا الله عزوجل ، حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم ، فصاروا يدعونهم تارة استقلالاً ، ويصرخون بأسمائهم ، ويعظمونهم تعظيم من يملك الضر والنفع ، ويخضعون لهم خضوعاً زائداً على خضوعهم عند وقوفهم بين يدي ربهم في الصلاة والدعاء ، وهذا إذا لم يكن شركاً فلا ندري ما هو الشرك ، وإذا لم يكن كفراً فليس في الدنيا كفـر ...
    ونتكلم على حكم ما يفعله القبوريون من الإستغاثة بالأموات ، ومناداتهم لقضاء الحاجات ، وتشريكهم مع الله في بعض الحالات ، وإفراداهم بذلك في بعضها . فنقول :
    اعلم أن الله لم يبعث رسله ، ولم ينزل كتبه ، لتعريف بأنه الخالق لهم الرازق لهم ونحو ذلك ، فإن هذا يقر به كل مشرك قبل بعثة الرسل ... وإخلاص التوحيد لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله لله ، والنداء ، والاستغاثة ، والرجاء ، واستجلاب الخير ، واستدفاع الشر له ومنه ، لا لغيره ولا من غيره ... وقد تقرر أن شرك المشركين الذين بعث الله إليهم خاتم رسله صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا باعتقادهم أن الأنداد الذين اتخذوها تنفعهم وتضرهم ، وتقربهم إلى الله ، وتشفع لهم عنده ، مع اعترافهم بأن الله سبحانه هو خالقها وخالقهم ، ورازقها ورازقهم ، ومحييها ومحييهم ، ومميتها ومميتهم ، " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " ...
    إذا تقرر هذا فلا شك أن من اعتقد في ميت من الأموات أو حي من الأحياء أنه يضره أو ينفعه إما استقلالاً أو مع الله تعالى ، أو ناداه ، أو توجّه إليه ، أو استغاث به في أمر من الأمور التي لا يقدر عليها المخلوق ، فلم يُخلص التوحيد لله ، ولا أفرده بالعبادة ...
    وقـد علم كل عالم أن عبادة الكفار للأصنام لم تكن إلا بتعظيمها واعتقاد أنها تضر وتنفع ، والاستغاثة بها عند الحاجة ، والتقرب لها في بعض الحالات بجزء من أموالهم ، وهذا كله قد وقع من المعتقدين في القبور ، فإنهم قد عظّموها إلى حدّ لا يكون إلا لله سبحانه ، بل ربما يترك العاصي منهم فعل المعصية إذا كان في مشهد من يعتقده أوقريباً منه ، مخافة تعجيل العقوبة من ذلك الميت ، وربما لا يتركها إذا كان في حرم الله أو في مسجد من المساجد أو قريباً من ذلك ، وربما حلف بعض غلاتهم بالله كاذباً ولم يحلف بالميت الذي يعتقده .
    وأما اعتقادهم أنها تضر وتنفع فلولا اشتمال ضمائرهم على هذا الاعتقاد لم يدع أحد منهم ميتاً أو حياً عند استجلابه لنفع أو استدفاعه لضر ، قائلاً : يا فلان افعل لي كذا وكذا ، وعلى الله وعليك ، وانا بالله وبـك .
    وأما التقرب للأموات فانظر ماذا يجعلونه من النذور لهم وعلى قبورهم في كثير من المحلات ، ولو طلب الواحد منهم أن يسمح بجزء من ذلك لله تعالى لم يفعل ، وهذا معلوم يعرفه من عرف أحوال هؤلاء .
    فإن قلت : إن هؤلاء القبوريين يعتقدون أن الله تعالى هو الضار والنافع والخير والشر بيده ، وإن استغاثوا بالأموات قصدوا إنجاز ما يطلبونه من الله سبحانه .
    قلت: وهكذا كانت الجاهلية فإنهم كانوا يعلمون أن الله هو الضار النافع وأن الخير والشر بيده ، وإنما عبدوا أصنامهم لتقربهم إلى الله زُلفـى . كما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز. نعـم إذا لم يحصل من المسلم إلا مجرد التوسل الذي قدمنا تحقيقه فهو كما ذكرناه سابقاً ، ولكن من زعم أنه لم يقع منه إلا مجرد التوسل وهو يعتقد من تعظيم ذلك الميت لا يجوز اعتقاده في أحد من المخلوقين وزاد على مجرد الإعتقاد فتقرب إلى الأموات بالذبائح والنذور وناداهم مستغيثاً بهم عند الحاجة فهذا كاذب في دعواه أنه متوسل فقط ، فلو كان الأمر كما زعمه لم يقع منه شيء من ذلك ، والمتوسل به لا يحتاج إلى رشوة بنذر أو ذبح ولا تعظيم ولا اعتقاد ، لأن المدعو هو الله سبحانه ، وهو أيضاً المُجيب ، ولا تأثير لمن وقع به التوسل قط ، بل هو بمنزلة التوسل بالعمل الصالح ، فأيّ جدوى في رشوة من قد صار تحت أطباق الثّرى بشيء من ذلك ؟ وهل هذا إلا فعل من يعتقد التأثير اشتراكاً أو استقلالاً ؟ ولا أعدل من شهادة أفعال جوارح الإنسان على بطلان ما ينطق به لسانه من الدعاوى الباطلة العاطلة ، بل من زعم أنه لم يحصل منه إلا مجرد التوسل وهو يقول بلسانه: يا فلان منادياً لمن يعتقده من الأموات فهو كاذب على نفسه ، ومن أنكر حصول النداء للأموات والاستغاثة بهم استقلالاً فليخبرنا ما معنى ما نسمعه في الأقطار اليمنية من قولهم : يـا ابن العجيل ! يا زيلعي ! يا ابن علوان ! يا فلان ! .. وهل ينكر هذا منكر أو يشك فيه شاك ؟ ... وكذلك النحر للأموات عبادة لهم ، والنذر لهم بجزء من المال عبادة لهم ، والتعظيم عبادة لهم ، كما أن النحر للنسك ، وإخراج صدقة المال والخضوع والاستكانة عبادة لله عزوجل بلا خلاف . ومن زعم أن ثم فرقاً بين الأمرين فليهده إلينا .
    ومن قال: إنه لم يقصد بدعاء الأموات والنحر لهم والنذر عليهم عبادتهم : فقل له: فلأيّ مقتضى صنعت هذا الصنع ؟ فإنّ دعاءك للميت عند نزول أمر بك لا يكون إلا لشيء في قلبك ، عبر عنه لسانك ، فإن كنت تهذي بذكر الأموات عند عروض الحاجات من دون اعتقاد منك لهم فأنت مصاب بعقلك .
    وهكذا إن كنت تنحر لله وتنذر لله ، فلأيّ معنى جعلت ذلك للميت وحملته إلى قبره ، فإن الفقراء على ظهر البسيطة في كل بقعة من بقاع الأرض . وفعلك وانت عاقل لا يكون إلا لمقصد قد قصدته أو أمر قد أردته ، وإلا فانت مجنون قد رُفع عنك القلم . ولا نوافقك على دعوى الجنون إلا بعد صدور أفعالك وأقوالك في غير هذا على نمط أفعال المجانين ، فإن كنت تصدرها مصدر أفعال العقلاء فأنت تكذب على نفسك في دعواك الجنون في هذا الفعل بخصوصه فراراً عن أن يلزمك ما لزم عباد الأوثان ... فإن من استغاث بالأموات أو طلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه ، أو عظّمهم ، أو نذر عليهم بجزء من ماله ، أو نحر لهم ، فقد نزّلهم منزلة الآلهة التي كان المشركون يفعلون لها هذه الأفعال ... فإنه قد جعل إلهاً غير الله ، يعتقد أنه يضر وينفع ، وعبده بدعائه عند الشدائد ، والاستغاثة به عند الحاجة ، وبخضوعه له وتعظيمه إياه ، ونحر له النحائر ، وقرّب إليه نفائس الأموال
    .... إلى أن يقول رحمه الله : فليت شعري ما هو الحامل له على الدعاء والإستغاثة وتقبيل الجدران ونذر النذورات !؟ هل هو مجرد اللعب والعبث من دون اعتقاد ؟ فهذا لا يفعله إلاّ مجنون . أم الباعث عليه الإعتقاد في الميت ؟ فكيف لا يكون هذا من كفر الاعتقاد الذي لولاه لم يصدر فِعل من تلك الأفعال ؟ ... إلى أخره ) إهـ الدرّ النضيد في إخلاص كلمة التوحيد للإمام الشوكاني .
    والله أعلم وأحكم .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    هـذا إضافة أخـرى :
    ------------
    يقول الشيخ أبو بكر محمد زكريا : ( المراد بالطواف الذي يكون شركاً هـو الطواف بغير الكعبة مـع قصد التقرب لغير الله تعالى ، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها ، فالطواف عبادة لقوله تعالى : " وليطوفوا بالبيت العتيق " ، وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله تعالى شرك ، وأما لـو طـاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهـذا محرم ، وبدعة منكرة ، ووسيلة لعبادة تلك القبور ) إهـ الشرك في القديم والحديث (1132 ) .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    أخي (الإمام الدهلوي) ،

    أحسنت وأجدت ، بارك الله فيك .

    وجدت بعض المشايخ عندهم تشدد في هذه المسائل ، بحيث لا يلتفتون إلى اعتقاد الفاعل ، بل يحكمون عليه بمجرّد الفعل .. فيقول أحدهم ، وهو من كبار المشايخ ، هدانا الله وإياه ، إنّ من طاف بالقبر قاصداً التقرب إلى الله فهو مشرك شركاً أكبر ولا ينفعه اعتقاده لأنه صرف العبادة لغير الله .

    فقلت في نفسي : أي عبادة تلك التي صرفها لغير الله ؟؟ سبحان الله .. هو صرف الطواف لله ولكنه أخطأ الموضع ، فكيف يكون صرفاً للعبادة لغير الله ؟

    وهل يكون الطواف بالكعبة عبادة لها أم عبادة لله ؟؟

    أظن أن مثل هذه المسائل ، السجود لغير الله ، والطواف بغير الكعبة ، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر ، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس ، إن شاء الله .

    وجزاك الله خيراً

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    أظن أن مثل هذه المسائل ، السجود لغير الله ، والطواف بغير الكعبة ، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر ، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس ، إن شاء الله .
    الآن المسائل التي ذكرت أخي (شرك أصغر)؟!!!!!

    لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا أين الأكبر على هذا؟

    والله لا تعليق فوق ما ذكرت لك، فقد عجزت عن أكتب حرفا من هول ما قرأت
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    تعقيب

    حقيقة أيها الأخ (الدهلوي) قد لمست من موضوعك هذا طرح بلا فهم للمراد من كلام العلماء حول هذه المسألة، فليس الأمر أخي الفاضل مجرد (قص و لصق)
    الكل سيقرأ موضوعك وستحاسب أمام الله بما سطرته أناملك، إلا إن كانت لك مآرب أخرى فهذا راجع لنيتك والله يتولاك.

    سأخبرك القول الفصل الذي لا مرية فيه، ولا أحتاج معه إلى (قص المواضيع بدون معرفة مرادها ومن ثم لصقها) إلا إن كانت لك كما قلت نية أخرى.

    فأقول وبالله التوفيق:
    اعلم رحمني الله وإياك أن عبّاد القبور إنما دهوا من حيث ظنوا أنهم محسنون، فرأوا أن أعمالهم القبيحة حسنة، كما قال تعالى: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا}.
    ولهذا تجد أهل الشرك يتضرعون عندها ويخشعون ويخضعون، ويعبدون بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله، ولا وقت السحر. وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء ما لا يرجونه في المساجد.
    ناهيك عن المفاسد المترتبة على ذلك، منها:
    • ظنهم أن لها خصوصيات بأنفسها في دفع البلاء وجلب النعماء، ويقولون: إن البلاء يدفع عن أهل البلدان بقبور من فيها من الصالحين. ولا ريب أن هذا مخالف للكتاب والسنة والإجماع.
    • أن ذلك يتضمن عمارة المشاهد، وخراب المساجد كما هو الواقع، ودين الله بضد ذلك.
    • اجتماعهم لزيارتها واختلاط النساء بالرجال، وما يقع في ضمن ذلك من الفواحش وترك الصلوات.
    • سؤال الميت قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والإخلاص له من دون الله في أكثر الحالات.
    • تفضيلها على خير البقاع وأحبها إلى الله، وهي المساجد.
    • أن الذي شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور إنما هو تذكر الآخرة، كما قال: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" والإحسان إلى المزور بالترحم عليه، والدعاء له والاستغفار، وسؤال العافية له، فيكون الزائر محسنا إلى نفسه وإلى الميت، فقلب عبّاد القبور الأمر، وعكسوا الدين، وجعلوا المقصود بالزيارة: الشرك بالميت ودعاءه والدعاء به، وسؤاله حوائجهم وغيرها، فصاروا مسيئين إلى نفوسهم وإلى الميت.
    والكثير الكثير ليس هذا مجال استقصائها.
    ولا شك أن هذا كفر بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، بل هذا هو عبادة الأوثان، لأن السجود للقبر عبادة له.
    لقد ظن عبّاد القبور: جواز التوجه إلى الله بالأموات قياسا على جواز التوجه إليه سبحانه بدعاء الأحياء، ثم جعلوا ذلك سلما إلى عبادة الأموات، وإلى الشرك والتنديد برب الأرض والسماوات.
    فإن التوجه بذوات المخلوقين، والإقسام بهم على الله بدعة منكرة، لم تأت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن احد من أصحابه، والتابعين لهم بإحسان، ولا الأئمة الأربعة ونحوهم من أئمة الدين.
    ومرادنا ببدعة منكرة؛ لا يراد به تقليلها، فإن البدعة هي ما لم يكن على غير هدي وسنة صحيحان، وإلا فهي تصل إلى الكفر والشرك، فتنبه. لا كما تعتقد أنت في مشاركتك وتروج له.
    قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. وبنحو كلامه قال تلميذاه.
    لقد اعتقد كثير من المشركين: بأن الذي يملك النفع والضر هو الله، وظنوا أن هذا هو لب التوحيد، ومن ثم جعلوا بينهم وبين الله وسائط في عبادته، ليقربوهم إليه زلفى، بزعم أن هذا لا ينقض التوحيد، وفرقوا في هذا المقام بين التوجه إلى الله بالأصنام والأحجار، والتوجه بالأنبياء والأولياء والصالحين، وبهذا ترسخ الشرك في قلوبهم، وعضوا عليه بالنواجذ.
    قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب: فإن قال هذا المشرك: لم أقصد إلا التبرك، وإني لأعلم أن الله هو الذي ينفع ويضر، فقل له: إن بني إسرائيل ما أرادوا إلا ما أردت كما أخبر الله عنهم لما جاوزوا البحر. وأخذ يسرد الأدلة على ذلك رحمه الله ولولا خشية الإطالة لذكرتها، لكن ما ذكر فيه عبرة لمن صفى قلبه وصدره من اللوث.
    ويعلم الله الكلام كثير، والنصوص أكثر.

    ثم تأتي أنت ومن على شاكلتك، وتحاول أن تروج لعبادة القبور والطواف عليها بحجة صلاح نية الطائف.
    والله ما قاله الطفل الصغير الذي لا يعقل حتى تقوله أنت.

    وهل في الطواف على غير الكعبة نية حسنة أو غير ذلك؟!
    لكن الفهم الخاطئ أو هو الهوى المضل، فقولهم: بدعة منكرة، اعرف معناها قبلا ومن ثم انقلها في كلامك.

    وبالنسبة لعلمائنا وما قرروه فلا نحتاج إليك لكي تنقل لنا ما قالوه، فوالله لنحنن أعلم بأهلنا من غيرنا.
    فاتقوا الله من ترويج الشرك والبدع، فالناس في رقابكم متعلقون.

    ثم لا تقل لي: لم تفهم كلامي ولا مقصدي. فإني سأقول لك: فهلا أحسنت الصياغة والأسلوب في الطرح.
    على أني لا أعتقد أني قد أسأت فهمك وغيرك، فاتقوا الله.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  14. #14

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أنظروا إلى هذا التناقض العجيب وعدم ضبط الكلام واحكموا :-
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    فقلت في نفسي : أي عبادة تلك التي صرفها لغير الله ؟؟ سبحان الله .. هو صرف الطواف لله ولكنه أخطأ الموضع ، فكيف يكون صرفاً للعبادة لغير الله ؟
    وهل يكون الطواف بالكعبة عبادة لها أم عبادة لله ؟؟
    فالرجل هنا يعترف أن العبادة وقعت لله، وليست لغيره، ولذلك لم يحكم على فاعله بالشرك الأكبر، لا، بل و يستنكر و يقرر أن الطواف هو عبادة لله وليس عبادة للكعبة، وهذا جيد ولا نخالفه فيه،على تفصيل ليس هذا مقامه، ولكن لننظر في نفس الرد ماذا يقول :-
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    أظن أن مثل هذه المسائل ، السجود لغير الله ، والطواف بغير الكعبة ، والنذر لغير الله .. وغيرها من أنواع الشرك الأصغر ، تحتاج إلى مزيد إظهار وتبيين حتى يرتفع اللبس ، إن شاء الله .
    وهنا يقرن الطواف بغير الكعبة بالنذر لغير الله والسجود لغير الله، فوقع فيما أنكره على غيره،فجعل الطواف بغير الكعبة بمثابة العبادة التي تصرف لغير الله ومثل لها بالنذر والسجود.
    إذا فالطواف بغير الكعبة هو كالنذر لغير الله والسجود لغير الله ، بمعنى أن الطواف بغير الكعبة صرف للعبادة لغير الله.
    وعليه فأنت وصاحب الفتوى على نفس المعتقد ، غير أنه حكم على الفاعل بالكفر، أما أنت فلم نعلم لك مذهبا إلى الآن!
    سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    الأخ (السكران التميمي) ،

    جزاك الله خيراً على تعقيبك . وأرجو أن نلتزم جميعنا أدب الحوار إن أردنا الوصول إلى الحق .

    تنكر عليّ قولي إن السجود لغير الله شرك أصغر ، وجعلي لها مثل الحلف بغير الله ، وبنفس التفصيل فيه ؟

    لعلّك أيها الفاضل تظن أنني أعني السجود للأصنام التي تعبد من دون الله ، وهذا لا يجادل أحد في كونه شركاً أكبر ، بل إن تقبيل الصنم أو تعليقه في الصدر أو الإقسام به هو كفر أكبر .. ليس لأن السجود يكون عبادة (كبرى) هنا ، ولكن مجرّد تشريف الصنم بالسجود أو الحلف به أو التباهي به هو كفر أكبر .

    نعود إلى موضوعنا .. هل السجود لغير الله كفر أكبر بإطلاقه ؟ أم أن في المسألة تفصيل ؟ وأن الأصل فيه أنه شرك أصغر حتى تعتريه أحوال تجعل منه شركاً أكبر ، كحال جميع أنواع الشرك الأصغر ؟

    الجواب والصحيح الذي يقال هو : أن السجود لغير الله تعالى لا يكون شركاً أكبر إلا باعتقاد ربوبية أو ألوهية المسجود له ..

    وسبب الخلط الواقع عند البعض أنهم لا يميّزون بين حقيقة العبادة ، وهي : الطاعة المقرونة بكمال الذل مع كمال الحب .. وبين مظهر العبادة ، وهي : كل ما يحبه الله تعالى من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة .

    فإن لم يقترن الفعل بحقيقة العبادة ، لم يصح أن يسمى عبادة .. أو قل : عبادة كبرى .

    يقول الإمام الشوكاني - رحمه الله - في [السيل الجرار : 4/580]:
    وأما قوله : " ومنها السجود لغير الله " : فلا بد من تقييده بأن يكون سجوده هذا قاصداً لربوبية من سجد له ، فإنه بهذا السجود قد أشرك بالله - عز وجل - وأثبت معه إلهاً آخر . وأما إذا لم يقصد إلا مجرد التعظيم ، كما يقع كثيراً لمن دخل على ملوك الأعاجم ، أنه يقبل الأرض تعظيماً له ، فليس هذا من الكفر في شيء . وقد علم كل من كان من الأعلام أن التكفير بالإلزام من أعظم مزالق الأقدام ، فمن أراد المخاطرة بدينه فعلى نفسه تجني براقش .
    ----------

    أما الأخ (الإمام الدهلوي) ، فهو لا يقصد الترويج لعبادة القبور كما فهمت من كلامه ، وكيف يُفهم من كلامه هذا وهو يقول إن هذا الفعل بدعة منكرة ؟؟ .. سبحان الله

    أفئذا قلت : ترك الصلاة من كبائر الذنوب وليس كفراً ، أكون بذلك أروّج لترك الصلاة ، معاذ الله ؟؟

    فقولك هنا :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي
    ثم تأتي أنت ومن على شاكلتك، وتحاول أن تروج لعبادة القبور والطواف عليها بحجة صلاح نية الطائف.
    فيه كبير تكلّف ، بل هو تكفير مبطّن للأخ .. فانتبه لذلك رعاك الله ، وانظر ماذا تقول .

    والحكم على الفعل لا يكون بالاعتبارات المحيطة به ، بل يكون الحكم عليه مجردّاً .

    فإن أنا قلت مثلاً : الحلف بغير الله شرك أصغر .. لا تأتي وتقول : ولكن عبّاد القبور يقسمون بالقبور تعظيماً لها كما يعظمون الله ، فكيف تقول إنه شرك أصغر ؟؟

    ما هكذا تؤخذ الأمور أخي .

    أما التبرك بالقبور ، كفعل مجرّد ، فلم أعلم أحداً من أهل العلم ذكر أنه شرك أكبر .

    وأما قول الشيخ محمد - رحمه الله - في كتاب كشف الشبهات ، فهو مشكل يفسّره كلامه في مواضع أخرى .

    يقول الشيخ في كتاب التوحيد : ( باب من تبرك بشجر أو حجر ) ، قال في المسائل : ( الثانية : معرفة صورة الأمر الذي طلبوا ، الثالثة : كونهم لم يفعلوا ، الرابعة : كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه ، الحادية عشرة : أن الشرك فيه أكبر وأصغر لأنهم لم يرتدوا بذلك ، الخامسة عشرة : النهي عن التشبه بأهل الجاهلية ) اهـ ، فعد طلبهم من الشرك الأصغر .

    وجاء في [تاريخ نجد (تحقيق ناصر الدين أسد ) : 47] : ( فإذا كان هذا تغليظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أولئك الصحابة لما طلبوا منه مشابهة المشركين في جعل سدرة لتعليق الأسلحة والتبرك بها والعكوف عندها ، فكيف بما هو أشد من ذلك وهو الشرك الأكبر الذي يفعله اكثر الناس ليومنا هذا )

    فجعل التبرك دون الشرك الأكبر .

    والتبرك بآثار النبي حتى بعد وفاته وقعت من كبار السلف ، وأذكر منهم ابن عمر (كان يمسح على منبر النبي )، ومعاوية (تبرك بقلامة النبي ) ، والإمام أحمد (تبرك بشعرات النبي ) .. فهل كان تبركهم بآثاره عبادة له ؟

    فإن صحّ هذا في البشر ، تكون في غير النبي بدعة منكرة وذريعة إلى الشرك ، ولا تكون بحال شركاً أكبر إلا إن اعتقد في المخلوق ما يعتقده في الله .

    هذا ، والله أعلم

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    يعلم الله لم أجد أوهى من هذا الكلام، ولقد علمت نواياك أنت وشيخك المدعي، فمناقشتكم رفع من شأنكم

    لكن سأجعل المشايخ الكرام أصحاب هذا المنتدى المبارك إن شاء الله إن أرادوا؛ هم من يرد عليك وعلى أشباهك

    فأصدعوا بالحق يا أشياخنا الكرام الأفاضل، وإن استدعى الأمر أن يشارك الشيخ العلامة (سعد الحميد) فيا حبذا يعلم الله، فمثل هؤلاء سيكونون وصمة عار في هذا المنتدى الإسلامي المبنى على عقائد صحيحة خالية من البدع والشرك ومظاهره

    اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

    ملاحظة: لكل من أراد أن يعرف مذهب القوم ودينهم، فلينظر لمشاركاتهم ومواضيعهم فستعلم من هم؟
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

    إذا كان الحوار معنا مرفعة لشأننا ، فليسع مشايخنا الكرام ما وسعك ، وليتركوا الحوار معنا و "دحض شبهاتنا" ..

    وكان على الإمام أحمد - رحمه الله - أن يترك مناظرة الجهمية ، وكان على الإمام ابن تيمية أن يترك مناظرة أهل البدع .. لأن مناظرتهم رفع لشأنهم .

    بل لعله يأتي أحدهم ويقول إن على إبراهيم - عليه السلام - أن يترك مناظرة قومه المشركين ، أو أن نبينا كان عليه ترك مناظرة قريش .

    فلا أنت خير من الأنبياء ، ولا نحن شرّ من عبدة الأوثان .

    والحمد لله رب العالمين

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
    إذا كان الحوار معنا مرفعة لشأننا ، فليسع مشايخنا الكرام ما وسعك ، وليتركوا الحوار معنا و "دحض شبهاتنا" ..
    وكان على الإمام أحمد - رحمه الله - أن يترك مناظرة الجهمية ، وكان على الإمام ابن تيمية أن يترك مناظرة أهل البدع .. لأن مناظرتهم رفع لشأنهم .
    بل لعله يأتي أحدهم ويقول إن على إبراهيم - عليه السلام - أن يترك مناظرة قومه المشركين ، أو أن نبينا كان عليه ترك مناظرة قريش .
    فلا أنت خير من الأنبياء ، ولا نحن شرّ من عبدة الأوثان .
    والحمد لله رب العالمين
    {أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء}

    فالحمد لله وحده على أن أبان فكركم بألسنتكم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    إخواني الكرام وفقكم الله تعالى :
    ------------------
    بدايةً أُشير إلى أني لم أكن موجود في الفترة الماضية ، وعندما دخلت الأن إلى الموقع وجدت بعض المهترات التي لا تدل إلا على إفلاس صاحبها ، لذلك سوف أعرض عن الرد عليها ، وأطلب ممن لا يعجبه كلامي أحد الأمرين : إما أن يرد عليه بالدليل الشرعي الواضح ، أو على الأقل لا يسئ الأدب .. أرجو الإلتزام بارك الله فيكم .
    ---------------------
    أخي أبو شعيب جزاك الله خيراً على ما قلت :
    --------------------------
    وهذه مسألة أخرى تضاف إلى ما سبق وقلناه من ضرورة التفريق : بين الطواف حول القبر بقصد التقرب إلى الله ، وبين الطواف بالقبر تقربـاً إلى صاحب القبر .
    فالنوع الأول : يكون بدعة ومعصية وليس شركاً أكبر.
    والنوع الاخير: هو الشرك الأكبر الصريح .
    وما قلناه في مسألة الطواف يقال مثله في مسألة الإعتكاف .
    جـاء في فتاوى اللجنة الدائمة : ( وأما من يعكف عند هذا القبر فلا يخلو من أمرين :
    أحدهما : أن يكون الغرض منه عبادة الله ، فهذا لا يجوز ؛ لما فيه من الجمع بين معصية العكوف ومعصية عبادة الله عند القبر ، وذلك من وسائل الشرك التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    أما بالنسبة لتحريم العكوف فروى الترمذي في جامعه وصححه ، عن أبي واقد الليثي قال : « خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها : ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة ؛ قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم » .
    فأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر الذي طلبوه منه وهو اتخاذه شجرة للعكوف عندها وتعليق الأسلحة بها تبركًا كالأمر الذي طلبه بنو إسرائيل من موسى عليه السلام ، فكذا العكوف عند القبور
    .. وأما بالنسبة لعبادة الله عندها فقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فروى البخاري ومسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .. والنهي عن اتخاذ القبور مساجد يشمل اتخاذها لعبادة الله أو لعبادة غير الله سواء كانت في مسجد مبني أو لا ؟ .
    وأما المجيء إلى صاحب هذا القبر ودعاؤه واعتقاد أنه يملك النفع والضر فهذا شرك أكبر ، ومن فعل ذلك فإما أن يكون جاهلًا أو عالمًا ، فإن كان عالمًا فهو مشرك شركًا أكبر يخرجه عن الإسلام ، وإن كان جاهلًا فإنه يبين لـه ، فـإن رجع إلى الحق فالحمد لله ، وإن لـم يرجع إلى الحق ، فإنه كالعالم في الحكم ، والأدلة على ذلك كثيرة ) إهـ فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
    والشاهد منه : حديث ذات أنواط فإن هؤلاء القوم ما قصدوا بطلب العكوف عند تلك الشجرة إلا مجرد التقرب إلى الله وليس عبادتها من دونه ! كيف ذلك وهم يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بُعث إلا من أجل النهي عنه ، ولكنهم قصدوا بهذه الأعتكاف مجرد التبرك والتقرب إلى الله عزوجل ، فكان ذلك القول منهم ذريعة ووسيلة إلى الوقوع في الشرك لا هو الشرك بذاته كما قال الإمام الشاطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهمها الله تعالى ، مع أن الإعتكاف في حقيقته عبادة ، ولكن لم تخلف عنهم قصد استحقاق العبادة لغير الله عزوجل كان ذلك القول ذريعة إلى الوقوع في الشرك الأكبر حتى أشتد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وشبّه مقالتهم بمقالة بني إسرائيل .. فتـأمل .
    يقول الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي حفظه الله تعالى : ( فهل يجوز لمسلم أن يعتكف عند المقابر ولأضرحة بحجة نفع الميت ؟ والأخطـر منه طلب النفع منه . ولا يخلو المعتكف عند القبر من حالتين :
    أن يكون غرضه عبادة الله ، فهذا لا شك في بدعته وحرمته ، بل هو وسيلة من وسائل الشرك ، وصاحبها جمع من المعاصي ما الله به عليم ، فهو قد اعتكف فيما لا يجوز له فيه الاعتكاف ، وشرع من الدين ما لم يأذن به الله .
    وأما إن كان اعتكافه لصاحب القبر ودعائه ، فويل له ثم ويل له ، فقد وقع في الشرك الأكبر ، لأنه صرف عبادة لا تجوز لغير الله ... وفي الجملة اتفقت كلمة أهل العلم على تبديع وتحريم هذا الفعل ، وبأنه يتأرجح بين كونه شرك أكبر أو بدعة موصلة إلى الشرك الأكبر ، وبأنه عمل غير المسلمين ، ومنهج أهل الشرك والمغضوب عليهم والضالين والله أعلم ) إهـ بدع القبور أنواعها وأحكامها (448 ) .
    والله أعلم وأحكم .

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: متى يكون الطواف بغير الكعبة شركاً أكبر؟ .

    وجدت بعض المهترات التي لا تدل إلا على إفلاس صاحبها ، لذلك سوف أعرض عن الرد عليها ، وأطلب ممن لا يعجبه كلامي أحد الأمرين : إما أن يرد عليه بالدليل الشرعي الواضح ، أو على الأقل لا يسئ الأدب .. أرجو الإلتزام بارك الله فيكم .
    وأنا أقول: هذا هو عذر المفلس عن الرد والتوضيح والبيان الصحيح الذي لا تشوبه شائبة.

    وهذه مسألة أخرى تضاف إلى ما سبق وقلناه من ضرورة التفريق : بين الطواف حول القبر بقصد التقرب إلى الله ، وبين الطواف بالقبر تقربـاً إلى صاحب القبر .
    فالنوع الأول : يكون بدعة ومعصية وليس شركاً أكبر.
    من قال هذا من العلماء المعتبرين المعتد بهم غيرك.
    أطوف على القبر وقصدي عبادة الله؟! عيب عليك استخفاف عقول العباد فوالله ستسأل أمام الله عنهم.

    واستشهادك بما قاله بعض أهل العم في الموضوع يعلم الله استشهاد يدل على ضعف صاحبه في معرفة المراد من الكلام، ولعلي أعلمك ما هو المراد من الكلام:
    قولهم: هو بدعة منكرة، أي: أنها محرمة لا تجوز لأنها خلاف الهدي والسنة الصحيحين، فكان فاعلها ولو زين لنفسه نيته واقع فيما وقع به قاصد الطواف، وهو بهذه الصورة قاصد للطواف.
    ثم تأتي أنت وتحسن نيته وتجعله يطوف بالقبر وكأن المسألة مسألة نية.

    يعلم الله لو طبق الناس ما تقول لما بقى من أحد إلا وطاف على القبر، إلا من رحم الله.

    هو إحدى أمرين:
    إما أنك مجرد ناقل، لا تعرف ما ذا تنقل، وهذا مصيبة أيضا، لأن ما تنقله سيقرأه الآخرين.
    وإما أنك ممن يفعل هذه الأمور وتريد تبريرا لنفسك لتحليل هذا الأمر وتجويزه. (وإن شاء الله حسن ظن مني أنك لست منهم)

    فهل نراه يطوف حول القبر ومن ثم نستوقفه ونقول له: ما هي نيتك؟ فإذا قال: لله. قلنا له: هذه بدعة أكمل طوافك ولا تعد مرة أخرى. (أهذا برأيك كلام سليم يقبله جاهل فضلا عن عاقل؟)

    اتق الله فإن أردت إفسادا فليس في هذا المنتدى الطاهر.
    وإن كانت نيتك صادقة كما تقول، فخاطب الناس بما يعقلون، وأحسن صياغتك، وابتعد عن النقول التي قد لا تفهم معناها.

    لا أعرفك، لكني قرأت ما سطرت يدك، وهو دليل نيتك، فارحم نفسك ومن ثم ارحم إخوانك.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •