عذرا يا أبا الزهراء


رفعت بروبي- شاعر


نقدم كل أعذار


إلى من جاء بالرحمات للناس


إلى من جاء بالفرقان


مبعوثًا ليهدي الناس للحق


نقدم كل أعذار


فعذرا يا أبا الزهراء قد جفت مآقينا


وقد جرحت حناجرنا وقد طويت صحائفنا


فما عدنا كمثل الأمس نخطر في ثياب التيه


تناوشنا ذئاب الغرب بالأفلام، بالإعلام تغرس حقدها فينا


لكم خدشت مشاعرنا وكم جرحت أمانينا


وجاء الحاقد الموتور يعمل سيفه فينا


وراح يبثنا صورًا أساءت للنبيينا


فبئس رسومه الشنعاء، بئس رسومه النكراء


فعذرًا يا أبا الزهراء ما امتلكت حناجرنا سوى الكلمات نلقيها


سوى الآهات نرسلها، سوى الحسرات تدمينا


سوى دمعاتنا الحرَّى


لتجري في مآقينا، تؤرق ليلنا زمنًا


وتعلن أن أمتنا تناثر عقدها حينا


وأغرقنا بآفات تخدر عقل أمتنا


وقد غابت ضمائرنا وضعنا في رحى الأيام ننهش لحم إخوتنا


ونسرق خبزهم حينا وأدمنا تجافينا


وباركنا تخاذلنا فضاع المسجد الأقصى!


أضعنا حقنا لما تشرذمنا، تفرقنا، تقاعس سيفنا زمنا


وأدمنا تخاذلنا، فألبسنا ثياب هوان


وضاعت في مدى الأزمان هيبتنا


وحاربنا ذئابَ الغرب بالأقلام، بالإعلام


تكسّر رمحنا لما تناسينا كتاب الله، أهملنا تراث الأمس


بعثر في روابينا


أضعنا سيفنا البتار في أرجاء وادينا


فجرعنا كؤوس الذل أنواعًا وألوانا


ورحنا نرقب القعقاع يخطر في نواحينا


ورحنا نرقب الخطاب يعلن في مساجدنا بداية صحوة كبرى


ليعلي راية الإسلام خفاقة


فعذرا يا أبا الزهراء قد تاهت جيوش الحق


قد ضاعت أمانينا


فما عدنا كمثل الأمس نخطر في ثياب التيه


إلى من جاء بالفرقان مبعوثا ليهدي الناس للحق


نقدم كل أعذار


فعذرا يا رسول الله


قد جفت مآقينا.