"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (74)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النمل": (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)

هذا مما يكون يوم القيامة بإجماع المفسرين, (وخالفهم ابن عاشور فأتى بقول غريب جداً كما سيأتي)

وقول المفسرين هو القول الصحيح دون ريب, فإن الآيات قبلها وبعدها تتحدث عن القيامة وما يجري فيها.
كما قال تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا}
وقال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً}

وقوله: (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) أي: لا تتبين حركتها ولا يرى سيرها لعظمها وكثرتها كما أن سير السحاب لا يرى لعظمه, وهكذا الأجرام العظام المتكاثرة العدد إذا تحركت لا تكاد تتبين حركتها فهي في حسبان الناظر واقفة وهي سائرة.

(وانفرد ابن عاشور*) بقول غريب جداً, وهو أن هذه الآية تشير إلى أمر يحدث في الدنيا وليس في الآخرة, وهو دوران الأرض حول الشمس.

وهذا القول من ابن عاشور رحمه الله موغل في البعد والضعف والغرابة.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/