قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
وقيل : ذكر إن نفعت الذكرى وإن لم تنفع . قاله طائفة ، أولهم الفراء ، واتبعه جماعة ، منهم النحاس ، والزهراوي . والواحدي . والبغوي ولم يذكر غيره . قالوا : وإنما لم يذكر الحال الثانية كقوله : سرابيل تقيكم الحر وأراد الحر والبرد .
وإنما قالوا هذا لأنهم قد علموا أنه يجب عليه تبليغ جميع الخلق وتذكيرهم سواء آمنوا أو كفروا . فلم يكن وجوب التذكير مختصا بمن تنفعه الذكرى كما قال في الآية الأخرى : { فذكر إنما أنت مذكر } { لست عليهم بمسيطر } وقال : { وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون } وقال : { ويقولون إنه لمجنون } { وما هو إلا ذكر للعالمين } وقال : { ليكون للعالمين نذيرا } .
وهذا الذي قالوه له معنى صحيح وهو قول الفراء وأمثاله (((((لكن لم يقله أحد من مفسري السلف)))))) . ولهذا كان أحمد بن حنبل ينكر على الفراء وأمثاله ما ينكره ويقول : كنت أحسب الفراء رجلا صالحا حتى رأيت كتابه في معاني القرآن .
وهذا المعنى الذي قالوه مدلول عليه بآيات أخر . وهو معلوم بالاضطرار من أمر الرسول فإن الله بعثه مبلغا ومذكرا لجميع الثقلين الإنس والجن . لكن ليس هو معنى هذه الآية .