تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فتنة ابن الاشعث ورد الاستدلال بهاعلى جواز الخروج

  1. #1

    افتراضي فتنة ابن الاشعث ورد الاستدلال بهاعلى جواز الخروج

    -
    سئلالشيخ الالباني رحمه الله - رحمه الله -:
    يحتج البعض بما وقع في التاريخ الإسلامي؛ كما في فتنة ابن الأشعث وخروج كثير من القراء وعلى رأسهم سعيد بن جبير ومن كان معهم، وأيضا ما وقع من عائشة رضي الله عنها والزبير وطلحة مع علي رضي الله عنهم أجمعين، وأن هذا قد وقع، وأن هذا يعد خروجا؛ ولكن حقق لهم الهدف المطلوب، لكن هذا الخروج مما يجوز، فهل هذا الاستدلال بتلك القصص التي وقعت في العهد الأول صحيح؟ وما الجواب؟ لأن هذا يثار كثيرا من أجل تبرير قضية الخروج.

    الجواب: الخروج لا يجوز، وهذه الأدلة هي على من يحتج بها وليست لصالحه إطلاقا.
    هناك حكمة تروى عن عيسى عليه السلام - ولا يهمنا صحتها بقدر ما يهمنا صحة معناها - أنه وعظ الحواريين يوما؛ وأخبرهم بأن هناك نبيا يكون خاتما الأنبياء، وأنه سيكون بين يديه أنبياء كذبة، فقالوا له: كيف نميز الصادق من الكاذب؟
    فأجاب بالحكمة المشار إليها، وهي قوله: (من ثمارهم تعرفونهم). فهذا الخروج وذلك الخروج - ومنه خروج عائشة رضي الله عنها - نحن نحكم على الخروج من الثمرة، فهل الثمرة كانت مرة أم حلوة؟
    لا شك أن التاريخ الإسلامي الذي حدثنا بهذا الخروج وبذلك: ينبئ بأنه كان شرا، فقد سفكت دماء المسلمين، وذهبت هدرا بدون فائدة، وبخاصة ما يتعلق بخروج السيدة عائشة رضي الله عنها، فالسيدة عائشة قد ندمت على خروجها، وكانت تبكي بكاء مرا، حتى يبتل خمارها، وتتمنى أن لا تكون قد خرجت ذلك الخروج.
    إن الاحتجاج بمثل هذا الخروج:
    أولا: هذا حجة عليهم؛ لأنه لم يكن منه فائدة.
    ثانيا: لماذا نتمسك بخروج سعيد بن جبير ولا نتمسك بعدم خروج كبار الصحابة الذين كانوا في عصره؛ كابن عمر، وغيره، ثم تتابع علماء السلف كلهم بعدم الخروج على الحاكم.
    فإذا هناك خروجان:
    * خروج فكري، وهذا هو الأخطر.
    * وخروج عملي، وهذا ثمرة للأول.
    فلا يجوز مثل هذا الخروج. والأدلة التي ذكرتها آنفا فهي - طبعا - عليهم وليست لهم.
    كيف نعالج واقعنا الأليم (78).
    قال الامام الذهبي في المنتقى ج1ص287
    ..وَأما أهل الْحرَّة وَابْن الْأَشْعَث وَابْن الْمُهلب فهزموا وَهزمَ أَصْحَابهم فَلَا أَقَامُوا دينا وَلَا أَبقوا دنيا وَالله تَعَالَى لَا يَأْمر بِأَمْر لَا يحصل بِهِ صَلَاح الدّين وَصَلَاح الدُّنْيَا
    وَإِن كَانَ فَاعل ذَلِك من عباد الله الْمُتَّقِينَ وَمن أهل الْجنَّة فليسوا أفضل من عَليّ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة وَغَيرهم وَمَعَ هَذَا لم يحْمَدُوا مَا فَعَلُوهُ من الْقِتَال وهم أعظم قدرا عِنْد الله وَأحسن نِيَّة من غَيرهم
    وَكَذَلِكَ أهل الْحرَّة كَانَ فيهم من أهل الْعلم وَالدّين خلق وَكَذَلِكَ أَصْحَاب ابْن الْأَشْعَث كَانَ فيهم خلق من أهل الْعلم وَالدّين وَالله يغْفر لَهُم كلهم
    وَقد قيل لِلشَّعْبِيِّ فِي فتْنَة ابْن الْأَشْعَث أَيْن كنت يَا عَامر قَالَ كنت حَيْثُ يَقُول الشَّاعِر
    (عوى الذِّئْب فاستأنست بالذئب إِذْ عوى ... وَصَوت إِنْسَان فكدت أطير)
    أصابتنا فتْنَة لم نَكُنْ فِيهَا بررة أتقياء وَلَا فجرة أقوياء
    وقال ايضا وَكَانَ أفاضل الْمُسلمين ينهون عَن الْخُرُوج والقتال فِي الْفِتْنَة كَمَا كَانَ عبد الله بن عمر وَسَعِيد بن الْمسيب وَعلي بن الْحُسَيْن وَغَيرهم ينهون عَام الْحرَّة عَن الْخُرُوج على يزِيد
    وكما كَانَ الْحسن وَمُجاهد وَغَيرهمَا ينهون عَن الْخُرُوج فِي فتْنَة ابْن الْأَشْعَث وَلِهَذَا اسْتَقر أَمر أهل السّنة على ترك الْقِتَال فِي الْفِتْنَة للأحاديث الصَّحِيحَة الثَّابِتَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاروا يذكرُونَ هَذَا فِي عقائدهم ويأمرون بِالصبرِ على جور الْأَئِمَّة وَترك قِتَالهمْ وَإِن كَانَ قد قَاتلهم فِي الْفِتْنَة خلق كثير من أهل الْعلم وَالدّين
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. افتراضي رد: فتنة ابن الاشعث ورد الاستدلال بهاعلى جواز الخروج

    ماذا نقول لمن يقول: كلام الشيخ الألباني صواب لو كنا نعيش في إمارة إسلامية أو خلافة إسلامية لكن نحن نعيش في ظل " الجمهورية و المَلَكِيَّة " وهذه أنظمة حديثة لا يصح إسقاط أحاديث الرسول في هذا الموضوع عليها ؟

  3. #3

    افتراضي رد: فتنة ابن الاشعث ورد الاستدلال بهاعلى جواز الخروج

    الجواب عليهم بما يلي
    وهل النصوص فرقت بين الانظمة " الجمهورية و المَلَكِيَّة "و إمارة إسلامية أو خلافة إسلامية
    لان نصوص النهي عامة
    2-لو سلمنا ان حكامهم كفار فهل من المصلحة الخروج عليهم
    لانه من المعلوم ان الخروج على الحاكم الكافر يشترط له
    ** ان يكون الكفر ظاهر بين لقوله صلى الله عليه وسلم الا ان تروا كفرا بوحا
    **قاعدة المصالح والمفاسد بان يكون في الخروج فيه مصلحة راجحة او خالصة وهذا الامر اي تقدير المصالح والمفاسد يرجع الى العلماء الراسخين لا الى طلبة العلم او الجهل
    فهل حققتم الشرط الثاني اما العكس وهو ان المفسدة اعظم واعظم بل ها نحن نرى المفسدة من قتل وشرد وسفك دماء وحلق لحى وووووووو....
    3-
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يطوف بالكعبة ويقول:
    (
    ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً )
    رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب.
    وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
    ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم )
    رواه الترمذي وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي .
    فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم تجد ان حرمة دم المسلم اعظم من الكعبة واعظم من زوال الدنيا فكيف بالحكم
    اما ان قال المعترض الدماء تهون في سبيل الله من اجل اقامة الشريعة وحكم الله فيقال له وهل اقمت شريعة الله في نفسك وحكمت بحكمه سبحانه في اهلك
    اوليس الحكم بما انزل الله عام ليس محصور في الحكم
    فاقم الحكم بما شرع الله في نفسك وفي اهلك عندها تقم لك دولة الاسلام والخلافة الراشدة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بالمرحلة مكية عبرة وعظة ودروس ومنهج
    4- الناظر في التاريخ الاسلامي يرى ان الخروج لما ياتي بخير بل بشر بل بشرور من فتن وسفك دماء وتشريد وقتل ومنع من اداء عبادات الله وما جرى في الجزائر وفي سوريا وفي مصر عنك ببعيد وهل الاسلام يرضى بذلك او شرع ذلك وهل الشرع شرع كما قال ابن تيمية
    وَالله تَعَالَى لَا يَأْمر بِأَمْر لَا يحصل بِهِ صَلَاح الدّين وَصَلَاح الدُّنْيَا
    والله اعلم
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •