قرأت وصية عبدالملك بن صالح لابنه فأعجبتني ، لكني لمست صعوبة في كثير من ألفاظها فشرحتها في 20 صفحة تقريباً ولم أعزم على إخراج الشرح لقلة البضاعة والله المستعان .
ثم رأيت أن أعيد صياغتها بأسلوب أسهل ، مع المحافظة ــ قدر الإمكان ــ على العبارة الأصلية ؛ ليسهل فهمها وتناقلها .
مَن حلم استحق السيادة ، ومَن حرص على الفهم تفتحت له أبواب المعرفة ، ومن لقي أهل الخير زاد إيمانه وسلِم قلبه ، ومن سعى للخصومة فَجَر
ومن استرضاك فاقبل منه
واعلم أن الصاحب كالنسيب ، واصبر على ما تكره تهُن عليك المصائب ، واعلم أن المزاح باب الأحقاد ، وأن حسن تدبيرك لقليلٍ تملكه خيرٌ مِن كثير تسرف فيه
الاقتصاد يكثر القليل ، والإسراف يمحق الكثير ، ونِعْمَ الخصلة القناعة ، وشرّ ما سَكَنَ القلب الحسد
ما كلّ خلل في عدوك تستطيع أَنْ تمسِكه به
وقد يُبصِر الأعمى الهدى ، وقد يخطئ المُبصِر هدفه
اليأس خير ممّا في أيدي الناس ، والعِفّة مع عملٍ حقيرٍ تكتسِب منه خيرٌ لك مِن غنىً تتكبر به
إذا طلبت فأقلِل الطلب ، وإذا اكتسبت فاكتسب بالجملة ، فرُبَّ طلبٍ يَجرُّ لأخذ مالك رغماً عنك ، وما كلّ مَن طلب شيئا فاز به ، وما كلّ مَن ألحّ عليك بمحتاج ،والمغبون مَن حُرِم القرب من الله .
عاتب مَن ينفع فيه عتابك ، ومازح من تأمن شره وبلواه ،ولا تضحك مِن غير عَجَبَ أو سبب ، ولا تمشِ إلا لهدف ، واعلم أن مَن ابتعد عن الحق ضَيّق عليه الباطل ، ومن اشتغل بحاله ارتاح باله ،ولا تجزع من ظلم الظالم ، فإنه أضر نفسه بالظلم ونفعك بالثواب ، وعوِّد نفسك على السماح ، وتخيَّر لها مِن كل خُلُقٍ أحسنه ؛ فإنّ الخير عادة تستطيع الاعتياد عليها ، والشر إن اعتدت عليه صَعُبَ عليك الرجوع والتخلُّص منه ، والصدود عن الحق علامة على مقت الله ، وكثرة التبرير واختلاق المعاذير علامة البخل ، ومن الذكاء أَنْ تكتُم سِرّك ، ومذاكرة العلم تثمر المعرفة ، وكثرة التجارب تزيد في العقل ، والقناعة تريح البدن ، وأعظم الشرف التقوى ، والبلاغة أن تَعرِف مفاتيح الكلام ومغاليقه ، والحكمة أن تجعل عقلك حاكماً عليك في المواقف ،والحلم دليل على عقل الرجل ، ومن اشتدَّت عزيمته خاض البحور ،وشرُّ القول ما نقض بعضه بعضاً
من سعى بالنميمة بين الناس اجتنبه البعيد وكرهه القريب ، ومن تأمّل هدفه وكان قويّ العزيمة أدرك مراده ، ومن أهمل نفسه وسوّف ضاع ، ومن أراد كل شيء تكاثرت عليه الأشياء ولم يَنَل منها شيئاً ، ومن فكر في أهدافٍ قليلة اجتمعت له وحقّق مُبتغاه
الخصومة والعناد في الأمر تُوجِب ضياعه منك ، وعاقبة الأدب أفضل من بدايته ، واستعجال الفهم يورِث النسيان
إذا لم تنصت فستعجز عن فهم المقصود
لا تُحدِّث مَن لا يُقبِل بوجهه عليه ولا يُنصِت لك ، ولا تنصِت لمن لم يوجه الحديث إليك
بَلادة الرجل عيب يُعاب به
قل أن تجد من يملك شيئاً لا يَبخَل به ، وقل أن ترى عاجزاً عن المكارم في المقدمة
الخوف من الأهداف يجعلك في عِداد العاجزين ، والإقدام على الأمور يجعلك محظوظاً دائماً
المطعم والمكسب بالطرائق المحرمة والممنوعة يفسدان دينك وسمعتك ويسودان وجهك
من هاب هدفاً حرم منه ، ومن تجرأ عليه فاز به ، ومن أنصفك من نفسك فهو أخوك ، ومن عاتبك فهو حبيبك ، ومن وفَى لك فهو شريكك الصادق ، ومن قدَّمك على نفسه فهو أصفى أصحابك قلباً
أشد الاعتداء عقوق الوالدين
سعيك خلف الشهوات يجلب لك الندامة ، وتفويتك للفرص يورِثك الحسرة
الأدب كل الأدب أن تكون رفيقاً
ارفع نفسك عن كل دنية وإن كانت توصلك إلى ما ترغب فيه ، فإنه لا شيء يعوّض عن دينك ونفسك
لا تساعد النساء مِن غير ضرورة مُلحّة ، فإنهن سيَعِبْنَك إذا عجزت عن مساعدتهن في شيء ، ولا تجعل المرأة تشفع لك عند أحد ، فتميل عليك معه .