قصدى أخى الكريم أن من ذكر قصوراً أومظاهر ضعف في البناء الفقهي والحديثي كلامه معظمه هراء وتحامل وشغب وعصبية وستجد الردود عليه.
قصدى أخى الكريم أن من ذكر قصوراً أومظاهر ضعف في البناء الفقهي والحديثي كلامه معظمه هراء وتحامل وشغب وعصبية وستجد الردود عليه.
لقد فهمت عنك ..
وأنا أحرص على أمرين:
الأول: أن تأتني - مشكورا - بروابط الدراسات النَّاقدة لابن حزم فيما سلف الإشارة إليه.
الثاني: أن تأتني - مشكورا - بروابط الدراسات الناقضة للناقدة.
فإن أتيتني بالدراسات المختصة بالردود على النُّقاد فقط، فمع حرصي على ذلك، فليس هو مطلبي الأصلي.
أحب أن أبين أن كلام أبي محمد العمري كذب في كذب!!
فقد كتب الإخوة عندهم في منتداهم موضوعات كثيرة في مناقشة ابن حزم والرد عليه، ومع ذلك كان مآلها إلى الحذف والشطب ووووو ... إلخ مما يرمينا به.
وأما ما قاله (إمام الأندلس) من مواطن القصور عند الأئمة الأربعة، فإن هذا كلام مضحك في الواقع؛ لأن المقصود مواطن القصور التي انفرد بها ابن حزم، ولا يشك عاقل أن ابن حزم له طريقة متفردة مختلفة عن المنهج المتبع عند جماهير أهل العلم، بغض النظر عن صوابها وخطئها، ولكن من ينازع في تفرد طريقة ابن حزم لا ينبغي أن يناقش لأنه ليس بعاقل.
أما الأئمة الأربعة فلم ينفرد واحد منهم بمواطن قصور تفردوا بها عن غيرهم، وإنما كانت الأخطاء عند بعضهم أخطاء فرعية وليست أخطاء منهجية، ولذلك كذب أهل العلم بما نسب إلى بعضهم من رد للنصوص، كالذي نسب إلى أبي حنيفة.
ولا ننازع في الأخطاء الفرعية عند أحد كائنا من كان.
ولكي يكون النقاش علميا كما يريد صاحب الموضوع، فأقترح أن يكون النقاش بذكر مسألة منهجية واحدة فقط ثم مناقشتها، ثم الانتقال إلى مسألة أخرى وهكذا.
وأرى أن تكون أولى هذه المسائل مسألة (الاستقراء) الذي هو أساس علمي أصيل متين عند جميع أهل العلم في جميع العلوم وفي جميع العصور، وابن حزم يخالف في هذا الأمر البديهي الواضح، وقد نص على ذلك في كتابه التقريب، ولا أعرف أحدا وافقه على ذلك ممن سبقه ولا ممن لحقه، بل ولا حتى أهل الظاهر من المعاصرين لا يوافقونه على ذلك، فالشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري منهجه استقرائي واضح، ومناهج تجديد النحو التي ينادون بها هي مناهج استقرائية واضحة.
.فأقترح أن يكون النقاش بذكر مسألة منهجية واحدة فقط ثم مناقشتها، ثم الانتقال إلى مسألة أخرى وهكذا
وأن يكون المناقش بعيدا عن السلب والشتم وتسفيه الآخرين
بمعنى أن يكون النقاش علمي متأدب
فإن الإدارة لا تحذف المشاركات العلمية الخالية من الطعن واللمز والالتزام بالأدب العلمي
وما حذف من مشاركات إخواننا إنما كان لهذا السبب فكان بعضهم يرسل بعض مشاركات قد خلط فيها بين العلم والطعن بأحد الأئمة وتسفيه الآخرين ونحو هذا فما كان من المشرف إلا أن حذف المشاركة بما فيها فيظن كاتبها بالمشرف أنه يحذف المشاركات العلمية
وأنا إذ أشهد بهذا أشهد بعلم إذ كنت متابعا لما جرى وحصل
حتى أنا كنت قد رددت على أحدهم بنوع من الشدة والحدة فحذفت مشاركتى
لا أختلف في كون ابن حزم يقيم مذهبه على أصول لا تستقيم..
لكن اتهامه بالقصور العلمي فيه نظر..فهذا الوصف إنما يطلق على على المتشبع بما لم يعط
أو على متوسطي طلبة العلم..
ولهذا نص الذهبي الإمام الكبير على أنه يخضع لفرط علمه..يعني ابن حزم
أما كلام الأخ إمام الأندلس..وكلام العمري..فلا يخلو من تعصب
لأن النقاش ليس عن أخطاء في مسائل..وإنما عن منهج..كما ذكر الشيخ أبو مالك
أما اتهام ابن حزم برفض الاستقراء كدليل معتبر..ففيه والله أعلم نظر..
فإن حاصل كلام ابن حزم..أن إثبات شيء مستخرج عن الاستقراء..ليس من السهولة بمكان..
فإذا ثبت يقينا..فبها..
فيشبه كلامه في الاستقراء كلام أحمد في نفي الإجماع
والله أعلم
لا أظن صاحب الموضوع يقصد هذا المعنى، ولم يرد هذا المعنى في خاطري، ولا أظنه يرد في خاطر من اطلع على كتب ابن حزم.
لذلك أرى أن يحدد المراد من النقاش في هذا الموضوع، فما المراد بالقصور العلمي؟ وما المراد بمواطن الضعف؟
المراد بيان الخلل المنهجي في بعض القواعد والأصول التي بنى عليها ابن حزم كلامه.
فكثيرا ما أختلف مع إخواني الظاهرية في مسألة، وهي (هل الأخطاء التي عند ابن حزم سببها في التقعيد أو في التفريع)، فهم يقولون: إن ما أخطأ فيه ابن حزم هو خطأ في التفريع، وأنه لم يطبق أصول أهل الظاهر تطبيقا صحيحا.
وأنا لا أرى ذلك، بل أعتقد اعتقادا يقينيا أن الأخطاء التي عند ابن حزم أخطاء منهجية سببها في المنهج نفسه الذي يتخذه مقياسا ومعيارا للترجيح.
وكوننا نخص ابن حزم بالكلام لا يعني هذا أن المراد عين ابن حزم، بل المراد بيان الخلل المنهجي أيا كان القائل به، فمما لا يخفى أن كثيرا من أهل العلم قد تأثروا بابن حزم، فإذا بينا الخلل المنهجي سهل علينا معرفة الأخطاء الفرعية التي تنبني على هذا الخلل.
وكثيرا ما أضرب هذا المثال لإخواني من طلبة العلم:
لنفرض أننا نتناقش في مسألة لغوية، واحتججتُ أنا ببيت لامرئ القيس، فقال مخالفي: هذا البيت لا يثبت، فهنا خلافي مع صاحبي خلاف فرعي في إثبات هذا البيت أو عدم إثباته.
أما إن قال لي: ( أنا لا أحتج بامرئ القيس أصلا؛ لأنه شاعر جاهلي كافر لا يحتج بقوله ) !!
فهنا صار خلافي مع صاحبي خلافا منهجيا؛ لأنه قد هدم الأصل الأصيل للاحتجاج على لغة العرب ألا وهو كلام عرب الجاهلية.
والخلاف بين الأمرين خلاف كبير جدا، وطريقة النقاش في كل منهما متباينة، فلا يصح في الحالة الثانية أن تستشهد على صحة كلامك بأن سيبويه يقول كذا وأن الخليل يقول كذا !
أو أن تستشهد على صحة كلامك ببيت من الشعر الجاهلي !
وهذا الاختلاف في طريقة النقاش أيضا ينسحب على مسائل الفقه ومسائل الأصول، بل على جل مسائل العلم.
فإذا جاءك من يطعن في حجية السنة مثلا، فلا يصح في عقول العقلاء أن تستشهد عليه بحديث نبوي ! فضلا عن أن تستشهد على صحة كلامك بأقوال أهل العلم !
كلام أحمد في نفي الإجماع يخطئ في فهمه كثيرون.
وقد صار مطية يركبها كل من أراد أن يفسد في الدين، أو أن ينكر المعلوم من الدين بالضرورة!
لا أقصد أنك منهم، ولكن المراد أن من يحتج بكلام أحمد أحد رجلين:
- إما رجل لم يعرف مراد أحمد، ولم يطلع على مذهبه، ولم يعرفه منهجه في الإجماع.
- وإما رجل يريد أن يضل الناس ويبحث عن أي شاهد يشهد له من كلام السلف.
ولا ينبغي أن يتكلم في مذاهب أهل العلم إلا من تحقق بمعرفتها؛ لأن كل إنسان يستطيع أن يفهم ما يشاء من أي نص يشاء، وقد ذكرتُ في موضوع (اتقوا الله في نقل كلام أهل العلم) طرفا من هذا الباب.
فإذا كنا نعلم عن عالم من العلماء أنه يقول قولا معينا وعرفنا هذا من تتبع كلامه واستقرائه، فلا يصح أن ننسب له قولا بناء على ظاهر كلامه في موضع من المواضع؛ لأن المواضع المفسرة تقضي على المواضع المحتملة المجملة.
فمثلا من المعروف عن ابن تيمية أنه ينكر تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، وقد أطال النفس في الرد على المخالف في ذلك.
فإذا جاء بعض المعاصرين يقول: ابن تيمية يعترف بالمجاز بدليل أنه يقول في رسالة كذا: ( هذا مجاز )، أو ( هذا محمول على المجاز ) ... إلخ
فنقول له: أنت جاهل بابن تيمية، ولا يصح لك أن تتكلم عن ابن تيمية؛ لأنك تبني دليلك على فهمك لنص مقتطع من سياقه، من غير أن تتبع كلام ابن تيمية، وأما من يعرف ابن تيمية وقرأ معظم كتبه فهو يعلم حق المعرفة مذهبه في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل.
معذرة نسيت أنك من أهل الظاهر.
ولكن صاحب الموضوع ليس من أهل الظاهر، فلا يصح أن تجعل فهمك حاكما عليه!
وهذه إحدى المعضلات والمشكلات أيضا عند أهل الظاهر!
أنهم يفهمون كلام مخالفيهم على غير مرادهم، ثم يحاكمونهم على هذا الفهم !
ولذلك يكثر عندهم نسبة الأقوال الخاطئة إلى أهل العلم.
ولا ينبغي أن ينازع في هذا ذو عقل سليم !
لماذا؟
لأنه إذا كان أهل الظاهر يفهمون كلام صاحب الشرع بطريقة مخالفة لطريقة أهل العلم، فليس بمستغرب أن يفهموا كلام أهل العلم أيضا على هذه الطريقة الغريبة!
وأعجب من كل ذلك أنهم يأتون مثلا لكلام الإمام مالك والإمام الشافعي ويريدون أن يفهموا كلامهم بناء على منطق أهل الظاهر !
مع أن مالكا والشافعي ليسا من أهل الظاهر أصلا !
وهذا يشبه طريقة من أراد أن يفهم كلام ابن حزم بمنهج أبي حنيفة !
أولا: أخبرني ما معنى البرهان؟ وما الفرق بين ما هو برهان وما ليس ببرهان؟
ثانيا: صاحب الدعوى هو أنت وليس أنا، فأنت تدعي أن هؤلاء عندهم أخطاء منهجية، وأنا نفيت ذلك، والبينة على المدعي لا على النافي.
ثالثا: ما من قول قال به بعض الأئمة الأربعة إلا وقد وافقه عليهم عشرات العلماء ممن جاء بعدهم، ومن ينكر هذا فليس بعاقل ! فكيف يقال: إنهم تفردوا بمناهج لم يوافقهم عليها غيرهم؟!
أصول ابن حزم التي بنى عليها مسائل الاعتقاد هي أصوله التي بنى عليها مسائل الفروع.
ومعلوم ما عند ابن حزم من تجهم في مسائل الاعتقاد.
وعندما ألزمناكم هذا المذهب وأنه يجب أن تقولوا بقول ابن حزم في مسائل الاعتقاد صرتم فريقين:
- فريق التزم هذا المذهب، وصار من الجهمية، والله المستعان !
- وفريق ظل يلف ويدور، ويزعم أن ابن حزم لم يطبق منهج أهل الظاهر في مسائل الاعتقاد !
طيب نتحاكم إلى صاحب الموضوع ونسأله هل قصدك ماتفرد به ابن حزم مخالفا جماهير أهل العلم
أم مواطن القصور والضعف العلمي لديه سواء وافق به جماهير أهل العلم أم لا؟
تنبيه العنوان كالتالي:"مواطن الضعف - أو القصور العلمي- عند الإمام ابن حزم رحمه الله. "
أما قولك أنني من اهل الظاهر فأنا لست متمذهبا بمذهب الظاهرية ولست متبعا لأي مذهب فقهي من حيث الديانة والتعبد..
أوافق على هذا.
وأقترح أيضا أن نختار (بالإجماع) مشرفا على هذا النقاش حتى يكون حاكما بين المتناقشين.
وإن كنت أرى العنوان واضحا فيما أقول؛ لأن ابن حزم إذا وافق جماهير أهل العلم فكيف يقال حينئذ (مواطن الضعف عند ابن حزم) ؟؟؟ ينبغي أن يقال حينئذ: مواطن الضعف عند الجماهير.
أي أنك من المجتهدين المطلقين !
هذا الكلام كلام الظاهرية أصلا يا أخي؛ لأن الظاهري عندهم ليست مذهبا أصلا، فأنت وهم تنازعون في مجرد اللفظ !
نحن لا نلزمك بشيء؛ لأن النقاش ليس عنك، وإنما عن ابن حزم، فإذا دخلت في النقاش مدافعا عنه كان النقاش عن دفاعك وليس عن شخصك.
وأما قولك (لست ملزما بأي مدرسة إلا مدرسة النص)
فينبغي أن نوضح ما في هذا الكلام من تلبيس؛ لأننا نلاحظ في هذه الأيام أن كثيرا من الأغمار الصغار يُضحك عليهم بمثل هذه الشعارات، وكل من أراد أن يلبس على الناس دينهم فإنه يأتي بمثل هذه العبارات.
فنقول: دين الله عز وجل محفوظ بحفظ الله له، وهذا أمر لا نختلف فيه، ولكن نسأل: ما المراد بحفظ الدين؟ هل المراد (حفظ حروفه وكلماته ونصوصه)؟ أو المراد (حفظ معاني هذا الدين)؟
إن قلنا بالأولى لزمنا أن نصحح مذاهب القرامطة والرافضة والباطنية والفلاسفة والجهمية.
وإن قلنا بالثانية لزمنا أن نلتزم بفهم سلف الأمة لهذا الدين، وهو المطلوب.