إجماع التابعين على حجية قول الصحابي

قال العلائي :
(مَن أمعن النظر في كتب الآثار ، وجد التابعين لا يختلفون في الرجوع إلى أقوال الصحابي فيما ليس فيه كتاب ولا سُنَّة ولا إجماع)
[إجمال الإصابة في أقوال الصحابة للعلائي | ص٦٧ ]

ومن هذه الآثار :

١-قال إبراهيم النخعي رحمه الله :
(لو بلغني أنهم (يعني الصحابة) لم يجاوزوا بالوضوء ظفراً لما جاوزته به ، وكفى بنا على قوم إزراءً أن نخالف أعمالهم)
أخرجه ابن بطة في الإبانة(١/ ٣٦٢)

-قد استفدت هذه النقول السابقة من كتاب تاريخ الفقه ط اثراء المتون

-والآثار الآتية من جمع سالم الشمري والتعليقات بعد الآثار له وفقه الله

٢-قال ابن أبي شيبة في المصنف [25535] : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ بُرْدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ :
أَنَّهُ كَرِهَ الْخِضَابَ بِالْوَسْمَةِ وَقَالَ : خَضَّبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ .

الخضاب بالوسمة هو الخضاب بالسواد وفيه الاحتجاج بآثار الصديق .

٣-قال ابن سعد في الطبقات [9084] : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ :
كُنْتُ أَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ فِي صَحِيفَةٍ وَلَوْ عَلِمَ بِهَا كَانَتِ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَالَ : فَسَأَلْتُهُ عَنِ الإِيلاَءِ فَقَالَ : أَتُرِيدُ أَنْ تَقُولَ : قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ . قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ وَنَرْضَى بِقَوْلِكَ وَنَقْنَعُ . قَالَ : يَقُولُ فِي ذَلِكَ الأُمَرَاءُ .

فيه الاحتجاج بأقاويل الصحابة إن لم يوجد نص .

٤-قال ابن أبي شيبة في المصنف [5788] : حَدَّثَنَا هُشَيْمُ ، عَنُ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ :
كُنْتُ مَعَهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَوْمَ الْفِطْرِ ، فَقَامَ عَطَاءٌ يُصَلِّي قَبْلَ خُرُوجِ الإِمَامِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ سَعِيدٌ : أَنَ اجْلِسْ ، فَجَلَسَ عَطَاءٌ .
قَالَ : فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ : عَمَّنْ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟
فَقَالَ : عَنْ حُذَيْفَةَ وَأَصْحَابِهِ .

فيه الاستدلال بآثار الصحابة .

٥-قال الدارمي في مسنده [487] : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر عن أبي ضمرة عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار قال :
كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ان اكتب إلي بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وبحديث عمر فإني قد خشيت درس العلم وذهابه .

فيه أنه يرى أنه فعل عمر بن الخطاب سنة لذا أمر بكتابته .

٦-قال عبد الرزاق في المصنف [2511] : عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَعَدْلَانِ عَنْدَكَ عُمَرُ، وَابْنُ عُمَرَ؟
قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ: فَإِنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا يُكَبِّرَانِ هَذَا التَّكْبِيرَ .

فيه الاستدلال بفعل الصحابة على الترك ، والنهي عن البدع الإضافية .

٧-قال يعقوب بن سفيان في المعرفة (1/316) : حدثنا أبو بكر ثنا سفيان قال: سمعت مالكاً يقول: قال الشعبي :
ما رأيت قوماً قط أكثر علماً ولا أعظم حلماً ولا أعف عن الدنيا من أصحاب عبد الله لولا ما سبقهم أصحاب محمد ﷺ ما قدمنا عليهم أحداً.

وهذا يدل على أن المستقر عندهم أنه لا يأتي بعد الصحابة من هو أفضل منهم .

٨-قال ابن أبي خيثمة في تاريخه [3838] : حَدَّثَنا أبي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابن إِسْحَاقَ، قَالَ : حدثني عَبْد الرَّحْمَن بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ ... عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
لَمَّا خَرَجْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلْقَمَة فَصَحِبْنَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَحْفَظُ مِنْهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُهِلُّ حَتَّى نَزَلَ عَرَفَةَ .

فيه الاقتداء بأفعال الراشدين .

٩-قال الطبري في تفسيره [11324] : حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة قال، حدثنا أزهر، عن ابن عون، عن ابن سيرين :
أن الخلفاء كانوا يتوضأون لكل صلاة .

أوردته من أجل احتجاج ابن سيرين بفعل الراشدين .

١٠-قال الدارمي في مسنده [140] : أخبرنا مخلد بن خالد بن مالك انا النضر بن شميل عن بن عون عن بن سيرين قال :
كانوا يرون أنه على الطريق ما كان على الأثر .

١١-قال عبد الله بن أحمد في العلل [1659] حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن إبراهيم قال :
كان لا يعدل بقول عمر وعبد الله إذا اجتمعا فإن اختلفا كان قول عبد الله أعجب إليه لأنه كان ألطف .

عبد الله هو ابن مسعود وعمر هو ابن الخطاب

١٢-قال ابن أبي شيبة في المصنف[22119] :حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمَّارٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُسْأَلُ عَنِ السَّلَمِ فِي الْحَيَوَانِ ؟ فَنَهَى عَنْهُ ، فَقَالَ : قَدْ كُنْت بِأَذْرَبِيجَان َ سِنِين أَوْ سَنَتَيْنِ تَرَاهُمْ يَفْعَلُونَهُ ، وَلاَ نَنْهَاهُمْ ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ : أَنْشُرُ بَذِّي عِنْدَ مَنْ لاَ يُرِيدُهُ ، كَانَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ يَنْهَى عَنْهُ.

فيه الاحتجاج بقول الصحابي

١٣-قال الدارمي في مسنده [162] : أخبرنا إبراهيم بن موسى وعمرو بن زرارة عن عبد العزيز بن محمد عن أبي سهيل قال :
كان على امرأتي اعتكاف ثلاثة أيام في المسجد الحرام فسألت عمر بن عبد العزيز وعنده بن شهاب قال قلت عليها صيام قال بن شهاب لا يكون اعتكاف إلا بصيام فقال له عمر بن عبد العزيز عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا قال فعن أبي بكر قال لا قال فعن عمر قال لا قال فعن عثمان قال لا قال عمر ما أرى عليها صياما فخرجت فوجدت طاوسا وعطاء بن أبي رباح فسألتهما فقال طاوس كان بن عباس لا يرى عليها صياما الا ان تجعله على نفسها قال وقال عطاء ذلك رأيي .

وفيه الاحتجاج بأقاويل الصحابة إن لم يوجد نص .

١٤-قال الدارمي في مسنده [487] :أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر عن أبي ضمرة عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار قال :
كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ان اكتب إلي بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وبحديث عمر فإني قد خشيت درس العلم وذهابه .

فيه أنه يرى أن فعل عمر بن الخطاب سنة لذا أمر بكتابته

وصلى الله وسلم على نبينا محمد